درس لبنان الكبير من خروج الجيش السوري عام 2005

20 عاماً مرت على خروج الجيش السوري من لبنان في الـ26 من أبريل عام 2005، قبل ذلك اليوم كان خروج القوات السورية من الأراضي اللبنانية أشبه بحلم صيف بالنسبة إلى مئات آلاف اللبنانيين، بعدما دخلت عام 1976 ضمن قوات الردع العربية في محاولة لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، وأكثر من ذلك تحولت خلال أشهر وبعدها بأعوام لاعباً وفاعلاً ومشاركاً في الحرب وفصولها الدموية، وحتى بعد انتهاء هذه الحرب بقي للجيش السوري ومعه الوصاية السورية نفوذ كبير في لبنان، أمنياً وسياسياً.

أتت حادثة اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري منتصف فبراير (شباط) 2005 لتقلب المشهد الداخلي، وخرجت جموع اللبنانيين مطالبة بخروج الجيش السوري نهائياً، بخاصة أن أصابع الاتهام وجهت سريعاً إلى النظام السوري السابق بالضلوع في عملية الاغتيال، تظاهر اللبنانيون وطالبوا بالانسحاب، فتحقق.

يقول النائب السابق فارس سعيد في مقابلة صوتية مع "اندبندنت عربية" إن تاريخ الـ26 من أبريل عام 2005 يبقى في العقل وفي الذاكرة، ومعه الدرس الأكبر أنه في كل مرة يتوحد اللبنانيون بإمكانهم أن "يزيحوا" جبالاً ويحققوا مطالب وطنية كبرى، لكن في كل مرة يعودوا إلى مربعاتهم الطائفية يتراجع شأن البلد كله.

يستذكر النائب السابق كثيراً من الإنجازات الوطنية الكبرى التي تحققت بفعل وحدة اللبنانيين، ومنها الاعتراف بلبنان الكبير، ثم نزع الاستقلال من الفرنسيين عام 1943، وبعدها الخروج من أزمة 1958 ثم اتفاق الطائف عام 1990، وصولاً إلى عام 2005 وثورة الـ14 من مارس (آذار) التي قلبت المشهد وأخرجت الجيش السوري من لبنان.

ويختم بالقول إن ما علمنا إياه خروج السوري من أراضينا هو أن اللبنانيين بنسائهم ورجالهم وشيوخهم وأطفالهم أخرجوا أهم جيش عربي حينها من بلداتهم ومدنهم إنما من دون عنف، وهذا نيشان كبير على صدر لبنان واللبنانيين.

Listen to "20 عاماً على خروج الجيش السوري من لبنان" on Spreaker.