Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غوارديولا يعلم الجميع درسا بإنقاذ موسم مانشستر سيتي

لم يسر عام "الأزرق السماوي" كما خطط له لكن إبداع المدرب الإسباني كان حاضراً بقوة وعلى المدربين الآخرين أخذ ذلك بعين الاعتبار

بيب غوارديولا المدير الفني لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

في موسم مليء بالإصابات والتقلبات، يجد بيب غوارديولا نفسه مجبراً على ارتجال خطة بديلة قائمة على لاعبين لم يكونوا ضمن حساباته، مع انهيار الخطة الأصلية. ومع ذلك، يواصل البحث عن الفوز حتى بمزيج من الشباب والبدائل، مؤكداً قدرته على التكيف والابتكار.

وضع بيب غوارديولا عدداً من الخطط الناجحة، بعضها نال الإعجاب وبعضها أصبح نموذجاً يحتذى به، لكن هذه لم تكن الخطة ولا حتى قريبة منها.

وقال غوارديولا "إذا قلت لي في بداية الموسم إننا سننهي الموسم ونحن نقاتل من أجل التأهل لنهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أو التأهل لدوري أبطال أوروبا، ومعنا نيكو أوريلي وماتيوس نونيز في مركزي الظهير، كنت سأرد ’عن ماذا تتحدث؟‘".

الخطة كانت الاعتماد على يوشكو غفارديول وكايل ووكر، فأحدهما بين أغلى المدافعين في التاريخ والآخر من أبرز أظهرة الجيل الحالي، لا أن يلعب في هذين المركزين لاعب وسط هجومي من أبناء أكاديمية النادي ولم يشارك مع الفريق الأول قبل هذا الموسم، ولاعب وسط بقيمة 50 مليون جنيه (66.53 مليون دولار) لم ينسجم تماماً مع الفريق.

في بداية الموسم، لم يكن أي منهما ضمن أربعة خيارات وضعها غوارديولا لشغل تلك المراكز، لكن حتى في الهجوم لم تسر الأمور كما خطط لها.

فقد كانت الخطة تقوم على بناء الفريق حول مهاجم صريح قادر على تحطيم الأرقام التهديفية، وبدلاً من ذلك، بات غوارديولا -الرجل الذي أعاد الحياة لتكتيك "المهاجم الوهمي"– لا يستخدم حتى هذا الخيار، بل يبدو وكأنه يوظف اثنين من صانعي اللعب (الرقم 10)، وجناحين اثنين من دون وجود مهاجم صريح واضح.

الآن إيرلينغ هالاند مصاب وووكر معار إلى ميلان وغفارديول يلعب في قلب الدفاع.

وإذا كانت فرق غوارديولا عادة ما تتطور على مدار الموسم فإن هذا الفريق يبدو وكأنه يخضع لثورة كاملة، وهذا في حد ذاته يعكس أن العام الحالي لم يكن عادياً.

واعترف غوارديولا صراحة بأن الموسم كان حسب تعبيره "سيئاً"، وسيظل كذلك حتى لو فاز سيتي بكأس الاتحاد الإنجليزي وأنهى الموسم ضمن الخمسة الأوائل في الدوري الإنجليزي.

خططه الأصلية كانت معيبة، فقد قلل من حجم إعادة البناء المطلوبة وأفرط في تقدير قدرة بعض نجومه المتقدمين في السن على الاستمرار، مما جعله يبقي على فريق يفتقر بصورة واضحة إلى العمق في مركزي لاعب الوسط الارتكاز والمهاجم الصريح، باستثناء اسم واحد يعول عليه في كل مركز.

وصل غوارديولا إلى استراتيجيته الحالية من طريق الصدفة أكثر مما كان من طريق التخطيط، لكن إن نجحت على جبهتين فستكون انتصاراً لقدرة الفريق على الارتجال والتكيف، كما ستكون خلال الوقت نفسه فشلاً لخطة غوارديولا الأصلية لهذا الموسم.

منذ بداية مارس (آذار) الماضي يعد نيكو أوريلي الهداف الأول لمانشستر سيتي برصيد أربعة أهداف، أما هدف ماتيوس نونيز في الدقيقة الـ94 أمام أستون فيلا الثلاثاء الماضي قد يكون الأهم في حملة الفريق بالدوري الممتاز.

وإذا كان الظهيران هما من توليا مهمة تسجيل الأهداف، فإن هناك فراغاً واضحاً في مركز الهجوم، إذ كان من المفترض أن يكون هالاند.

وشمل تعديل غوارديولا التكتيكي استخدام اللاعب الذي كان من المفترض أن يكون بديل هالاند، وهو الوافد خلال يناير (كانون الثاني) عمر مرموش في مركز الجناح الأيسر، مع إبقاء فيل فودين –الذي بدا الخيار البديل في الهجوم– على دكة البدلاء.

وفي الوقت ذاته، يعمل كل من كيفين دي بروين وإلكاي غوندوغان كلاعبي "رقم 10" في الرسم الخططي (4-2-2-2)، إذ يتقدم الجناحان أكثر من أي لاعب آخر في الخط الأمامي.

وتبدو هذه الخطة قصيرة الأمد بطبيعتها، فدي بروين يخوض آخر مبارياته في مسيرته المذهلة مع سيتي، وخط الوسط المربع يتكون من أربعة لاعبين تجاوزوا الـ30 من العمر.

ربما هي سياسة "السلامة في الأعداد"، وتشمل برناردو سيلفا وماتيو كوفاسيتش، وقد تكون طريقة لتعويض تراجع القدرات البدنية أو ببساطة تجسيداً لحب غوارديولا الأبدي للاعبي خط الوسط.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما علاقته بالأظهرة فهي أكثر غرابة، فبعض اللاعبين الذين اختارهم غوارديولا لشغل هذا المركز في سيتي كانوا في الأصل لاعبي وسط، مثل فابيان ديلف وأوليكسندر زينتشينكو، ثم تحول تدريجاً نحو لاعبين مثل غفارديول وناثان آكي وجون ستونز ومانويل أكانجي، وهم بطبيعتهم قلوب دفاع، وبعضهم كان كذلك حصرياً ولم يلعب في أي مركز آخر طوال مسيرته، إلى أن أعاد غوارديولا تصور أدوارهم.

وحتى وقت قريب، كان يمكن القول إن كايل ووكر هو الظهير المتخصص الوحيد في تشكيلة سيتي حتى رحيله إلى إيطاليا.

وكان ريكو لويس الأقرب ليشغل هذا الدور لكن نونيز وأوريلي يمتلكان قدرة بدنية على الركض تفوق ما يقدمه، مما يمكنهما من التفوق على خط وسط شارف على التقاعد.

دي بروين يمكنه الإبداع وها هو يعيد عقارب الزمن، بينما هم يركضون.

وجاءت أهداف مانشستر سيتي الـ10 الأخيرة من طريق ثمانية لاعبين مختلفين، وهو نموذج يحتمل أن يعجب غوارديولا على رغم أن أعظم إنجازاته بنيت على أرقام استثنائية سجلها ليونيل ميسي وإيرلينغ هالاند.

لكن هذا النظام لن يستمر، ليس فقط لأن دي بروين سيرحل، بل لأن هالاند ورودري سيعودان، لكنه لا يحتاج لأن يستمر.

فخلال موسم بدا فيه عدد من محاولات غوارديولا لإيجاد طريق للفوز خاطئاً بعد بضع مباريات فحسب، وأثناء وقت تناوب فيه اللاعبون على دخول وخروج التشكيلة مع تغير استراتيجياته، كل ما يحتاج إليه هو أن تنجح هذه الخطة لست مباريات محلية إضافية.

هذه ليست التركيبة الكاسحة التي جلبت الثلاثية، مع جون ستونز في دوره الهجين بين الدفاع والوسط، ولا تألق "المهاجم الوهمي" في أفضل حالاته، ولا الجيل الأول العظيم لسيتي تحت قيادته، بلاعبي الوسط الهجومي الحر والجناحين الطائرين.

إنها تشكيلة تجمع بين عناصر الشباب والخبرة، بين لاعبين عانوا في مراكز أخرى وآخرين لم يحظوا بالثقة للعب في مواقعهم المفضلة.

وهذه محاولة لاستخلاص أفضل ما يمكن من وضع سيئ، وهو وضع سيفهمه مدربون أقل شأناً من غوارديولا جيداً.

قد تثمر هذه المحاولة عن الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي واقتناص مركز بين الخمسة الأوائل، بتشكيلة قد تتطلب بعد أعوام بعض البحث لمعرفة من لعب في أي مركز، ولماذا؟

لكن كل ذلك يعد شاهداً على إبداع غوارديولا، المدرب الذي يبدو أحياناً وكأنه يحمل عدداً مبالغاً فيه من الأفكار، والذي انهارت الآن خطته الأصلية المفترضة. ومع ذلك، ربما يقدم لنا درساً أيضاً.

لقد كان هذا الموسم فشلاً لرجال الإدارة أصحاب الفكر الجامد، لكن غوارديولا لم يكن يوماً واحداً منهم.

الخطة لم تكن أبداً أن يلعب بتشكيلة (4-2-2-2)، مع الاعتماد على أوريلي ونونيز كظهيرين.

وبحلول أغسطس (آب) المقبل ربما لا تكون الأمور كذلك مرة أخرى، أما الآن فهو فقط يحاول إيجاد طريقة للفوز بما لديه.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة