Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

3 كلمات ألهمت أرسنال في أعظم ليلة بدوري أبطال أوروبا

تغلب فريق المدفعجية على ريال مدريد في قفزة كبيرة تحت قيادة ميكيل أرتيتا بفضل عقلية جديدة ودروس الهزيمة أمام بايرن ميونيخ وتعديلات تكتيكية ضد حامل اللقب

احتفال لاعبي أرسنال الإنجليزي بتسجيل هدف في مرمى ريال مدريد الإسباني في مباراة بدوري أبطال أوروبا (أ ف ب)

ملخص

أرسنال يحقق انتصاراً تاريخياً على ريال مدريد في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، بفضل أهداف ديكلان رايس وميكيل ميرينو. التكتيك الذكي لأرتيتا وروح الفريق القتالية كسرت هالة "المرينغي" الأسطورية، لكن التحدي الأكبر ينتظر الإياب بملعب "سانتياغو برنابيو" حيث لا يستبعد أحد عودة مدريد الدراماتيكية.

إن لم تجعل "اللحظات السحرية"، كما وصفها ميكيل أرتيتا، الأمر واضحاً فقد كشفت صورتان عن حجم انتصار أرسنال بنتيجة (3 - 0) على ريال مدريد في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

الأولى كانت المشهد في غرفة الملابس، إذ بالكاد يمكن سماع صوت الطاقم الفني وهم يهنئون اللاعبين بسبب الضجيج والصخب.

عندما دخل ديكلان رايس غرفة خلع الملابس حاملاً جائزة رجل المباراة، كان يضحك على نصيحة نيكولاس جوفر له بتمرير الكرة بطريقة معينة في الركلة الحرة الأولى.

وعلى بعد أمتار قليلة، كان بالكاد يمكن سماع صوت كارلو أنشيلوتي لأسباب مختلفة تماماً، إذ كان صوت مدرب ريال مدريد منخفضاً بصورة غير معتادة خلال المؤتمر الصحافي بعد المباراة، واستمر لفترة وجيزة، ونادراً ما ظهر أنشيلوتي بهذا الهدوء.

وفي النهاية، كان ذلك بسبب رسالة أخرى نقلها أرتيتا، سمعت بصوت عال وواضح.

كانت الرسالة هي "عليكم جعلها تحدث"، وكرر مدرب أرسنال هذه الكلمات ثلاث مرات بعد المباراة، وكان رددها مراراً قبل ذلك.

لقد وصلت الرسالة ونجحت، وأظهر أرسنال كل القناعة التي سعى أرتيتا إلى غرسها في هذا الفريق على مدى خمسة أعوام.

هناك أوقات قد يبدو فيها المدرب الباسكي سخيفاً وهو يتحدث عن الإيجابية حتى بعد النكسات المحبطة، ولكن نتائج مثل هذه هي الهدف، وهذا هو السبب في أنه لم يوقع مع مهاجم لم يعتقد أنه يتمتع بالشخصية المناسبة للفريق، فالأمر كله يتعلق بتقديم مباريات مثل هذه، إذ تختفي جميع الشكوك وحالات التردد ويعمل الجميع بعقلية واحدة.

كان أرتيتا فخوراً بما يمثله ذلك، وبخاصة في ما يتعلق بإرادته "لمواصلة اتخاذ الخطوات".

لقد حقق فريقه قفزة إلى الأمام. فخلال الفترة التي سبقت مباراة ربع نهائي الموسم الماضي ضد بايرن ميونيخ، شعر الجهاز الفني بـ"توتر عصبي" داخل الفريق، إذ كانت تلك أول مرة يخوض فيها النادي مباراة بهذا الحجم منذ سبعة أعوام، وكان الشعور السائد أنهم لم يكونوا مستعدين نفسياً بالكامل، وكان هناك هاجس مبالغ فيه في شأن "شعار بايرن" والاسم نفسه، وخسروا تلك المواجهة بدرجة أكبر من المفترض.

لكن كما ذكر أرتيتا الإثنين الماضي، كانت مباراة ربع النهائي ضد بايرن ضرورية لاكتساب تلك الخبرات. وهذا ما جعل فريقه بحلول موعد مباراة ريال مدريد خالياً تماماً من ذلك التوتر العصبي.

على النقيض من ذلك، لاحظ عدد من أعضاء الجهاز الفني ثقة لافتة داخل الفريق.

ومما لا شك فيه أن أرتيتا أمضى وقتاً طويلاً في تحليل أداء ريال مدريد، مما جعل اللاعبين يرون منافسيهم كأبطال يعانون نقاط ضعف، ولم ينظروا فقط إلى هالتهم الأسطورية. ولكن كان هناك ما هو أكثر من ذلك.

أكد أرتيتا خصوصاً أن أرسنال تغلب على مانشستر سيتي وليفربول خلال العامين الماضيين، لذا لم يكن هناك داع للقلق في شأن المستوى، وكان الأمر يتعلق فقط باتخاذ الخطوة التالية.

وقال أرتيتا "كان لدي شعور بأن الفريق مقتنع تماماً، وكان لدينا الثقة بأننا نستطيع تحقيق ذلك".

كان هدف ديكلان رايس الأول رمزياً بقدر ما كان حاسماً. فبينما كانت المباراة لا تزال متوازنة لكن أرسنال بدأ يشعر بأن الأمور تميل لصالحه، وحصل الفريق على ركلة حرة خلال الدقيقة الـ56 في موقع مميز.

نيكولاس جوفر الذي يشار إليه كثيراً، حلل بالطبع كثيراً من الأرقام الخاصة بموقف كهذا، وكان يحث رايس على إرسال كرة عرضية، وكيف لا يفعل ذلك وفريقه لم يسجل هدفاً من ركلة حرة مباشرة منذ سبتمبر (أيلول) 2021، ولم يسجل رايس أي هدف من ركلة حرة مباشرة في مسيرته الاحترافية؟ لذلك كان هذا هو الخيار المنطقي.

لكن ما يحدث الفارق في مثل هذه المباريات الكبرى هو أنك يجب أن تتجاوز المنطق، ويجب أن "تجعل الأمر يحدث"، كما يقول أرتيتا، لتصل إلى مستويات غير متوقعة.

لذلك ومع ازدياد رغبة رايس في التسديد ساعده بوكايو ساكا في اتخاذ القرار، وقال الجناح "إذا شعرت بأنك قادر فافعلها" وفعل رايس ذلك تماماً، لقد "جعلها تحدث" بأسلوب مذهل.

وبعد 14 دقيقة فقط وجد رايس نفسه في موقع مشابه مرة أخرى، لكن هذه المرة كان مليئاً بالثقة وكان التنفيذ أكثر إتقاناً.

إذا كان الهدف الأول أبهج الجماهير بسبب طريقة التفاف الكرة حول الحائط، فإن هذا الهدف جعلهم يقفون من فرط روعة تسديدته التي ذهبت بالكرة إلى الزاوية العليا في الشباك، بأسلوب يذكرنا بتسديدة ليونيل ميسي.

ثم جاءت الدقائق الخمس التالية، التي كانت تضاهي أي شيء تعرض له ريال مدريد ضد فرق برشلونة العظيمة، فقد كانت فترة لعب شبه مثالية، إذ عجز فريق أنشيلوتي عن الخروج بالكرة من منطقته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكان لا بد أن ينكسر شيء ما. وعلى رغم أن هدفي رايس خطفا الأضواء فإن هدف ميكيل ميرينو كان بمستوى عال من الاحترافية، فتسديدته القوية والمحكمة نحو الزاوية عكست مدى سيطرة أرسنال على مدريد.

وبصرف النظر عن العبقرية الفردية، يعود جزء كبير من الفضل في هذا الانتصار إلى أرتيتا لإعداده الدقيق وذكائه التكتيكي.

وكانت إحدى الرسائل الأساس التي عمل عليها أرسنال قبل المباراة هي تقليل الأخطاء، وبخاصة في خط الوسط. وذلك لأن أفضل ما يجيده ريال مدريد هو التدفق المفاجئ وإطلاق أسرع هجوم مضاد في كرة القدم. كانت هناك تحذيرات كافية خلال الشوط الأول، إذ كان جود بيلينغهام يكدح من أجل الكرة في الوسط، فقط لينطلق فينيسيوس جونيور أو كيليان مبابي نحو المرمى بعد ثوان.

لكن بدلاً من السماح لأي شك بالتسلل بسبب هذه الهجمات المرتدة، تجمع فريق أرسنال وتماسك وقام أرتيتا ببعض التعديلات الحاسمة، وتوقفت هذه التحولات الخطرة، وبدأ ساكا في إرهاق ديفيد ألابا بينما كان مايلز لويس سكلي في كل مكان.

لكن كان هناك عنصر حاسم آخر وهو خط وسط مدريد الذي لم يتمكن من الحركة بنفس مرونة خط وسط أرسنال.

وعلى رغم براعة لوكا مودريتش خلال عقدين من الزمن فإنه بدا هنا في عمره الحقيقي، ولم يستطع مجاراة رايس أو توماس بارتي من حيث الطاقة.

حتى في بداية الشوط الثاني، ظل أرتيتا يخبر لاعبيه بنقل الكرة من "جانب إلى آخر".

لقد رأى أن مدريد بدأ يظهر علامات الإرهاق. وشعر لاعبو أرسنال بالإحباط الذي بدأ يتسلل إلى خصومهم، إذ أغضب بعضهم بيلينغهام بسبب تدخلاته القاسية. ورد أرسنال بأفضل طريقة ممكنة، بالمضي قدماً.

لقد لاحظ الفريق المعاون لأرتيتا إرهاق ريال مدريد في آخر ثلاث مباريات محلية إذ تلقوا ثمانية أهداف، وأضاف أرسنال ثلاثة أهداف أخرى بطريقة لم يتخيلها كثر في دوري أبطال أوروبا.

وقال أرتيتا مبتسماً "ولكن هذا كان شعار المباراة، ’عليكم جعلها تحدث‘".

عادة ما يمكن القول إنهم وصلوا الآن إلى نصف نهائي دوري الأبطال للمرة الثالثة في تاريخ النادي، لكن هناك تحفظات كبيرة.

هذا ريال مدريد. وهذا دوري أبطال أوروبا، وستكون مباراة الإياب في ملعب "سانتياغو برنابيو"، لذلك فإن كان هناك ناد يمكنه تحقيق عودة كهذه، فهو ريال مدريد.

سيكون هناك كثير من الحديث قبل مباراة الإياب عن عام 2022 و"روح خوانيتو"، أسطورة النادي الذي كان في قلب أعظم العواصف الأوروبية لريال مدريد، ولذلك سيكون شعور الإيمان بالفرصة أكثر أهمية من أي وقت مضى.

ولكن لإدارة ذلك سيتعين على أنشيلوتي وضع خطة جديدة تماماً. واندهش طاقم الإيطالي من جودة تدريب أرسنال، حتى إن أنشيلوتي اعترف بأنه اضطر إلى "إلقاء" استعداداته لمباراة الذهاب "في سلة المهملات".

وفي المقابل، حقق أرسنال انتصاراً يستحق أن يعرض في متحف النادي، وربما يكون أعظم انتصار أوروبي لهم على الإطلاق، لكن ذلك يعتمد على إنهاء المهمة. وعليهم فقط أن "يجعلوها تحدث".

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة