ملخص
يعد الأطفال حلقة واحدة من سلسلة الاستضعاف الواقع على المدنيين رجالاً ونساءً، وهم الأقل قدرة وتكيفاً مع الفواجع الناتجة من الحرب التي سرقت حياتهم الأسرية ومهدهم الدافئ، وبعثرت طفولتهم بين المنافي وحولتهم إلى أيتام ولاجئين في آن واحد.
بينما يتوجه أطفال العالم صبيحة كل يوم إلى مدارسهم، يتعرض أقرانهم في السودان للقتل والعنف الجنسي والاختطاف، وكذلك الحرمان من التعليم وفقدان الأهل نتيجة الموت أو الإصابات والإخفاء القسري، ويحمل آخرون منهم السلاح ويتم الزج بهم في المعارك المشتعلة على الجبهات المختلفة، إضافة إلى استخدامهم في مهام أخرى كطهاة وجواسيس ودروع بشرية مما عرضهم للأذى الجسدي والنفسي والاجتماعي.
ويعد الأطفال حلقة واحدة من سلسلة الاستضعاف الواقع على المدنيين رجالاً ونساءً، وهم الأقل قدرة وتكيفاً مع الفواجع الناتجة من الحرب التي سرقت حياتهم الأسرية ومهدهم الدافئ، وبعثرت طفولتهم بين المنافي وحولتهم إلى أيتام ولاجئين في آن واحد.
الحنين للديار
ودع أطفال السودان ذكرياتهم وحياتهم التي عاشوها في منازلهم، وتركوا أقارب وجيراناً ومعارف، ومتعلقات فشلوا في نقلها ومن الصعب التكهن بعثورهم عليها بعد ذلك، إذ إنها هدف محتمل لركام أو نهب.
الطفل مؤمن مجدي (13 سنة) خرج برفقة أسرته من منطقة المعمورة بالخرطوم بعدما تعرض منزلهم لشظايا نتيجة القصف المتواصل على أحياء العاصمة، إلى جانب عدم قدرة الأسرة على توفير الطعام أو العيش في ظل انقطاع الكهرباء والماء. عبر عن ذلك بقوله "فقدت كثيراً من الأصدقاء، وما يحزنني أيضاً عدم إتمام العام الدراسي، كما ما زالت مشاهد الرعب وأصوات الرصاص حاضرة أمامي، أحاول نسيانها لكنها لم تفارقني"، وأضاف "لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أنني سأترك منزلنا، لكني اضطررت إلى المغادرة بعد تصاعد حدة القتال وسط دوي القذائف والرصاص والقصف الجوي".
وأوضح مجدي أن "ظروف النزوح القاسية لم تسمح لهم بالتمتع بأنسهم البريء، لا هرولة إلى الميادين أو الطرقات ولا حدائق عامة ولا ألعاب".
يحلم الطفل السوداني بالعودة إلى منزله في العاصمة الخرطوم، على رغم تعرضه لتدمير جزئي، لكنه يرى أن الإقامة فيه بحاله أهون عليه من المعاناة القاسية في مراكز إيواء النازحين.
ولفت إلى أنهم كانوا يظنون أن "الأمور ستؤول إلى الأفضل مع مرور الأيام، ويمكن أن تنجح المساعي والمبادرات في إنهاء الحرب، لكنها سارت عكس التوقعات، وأصبحنا اليوم على يقين بأن العودة مؤجلة حتى إشعار غير معلوم".
حرمان من التعليم
أسهمت تداعيات الحرب في زعزعة النظام التعليمي برمته في السودان، وتعطلت الدراسة بمرحلتي الأساسي والثانوي منذ عامين في ولايات ومدن عدة بالبلاد، لا سيما المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.
بحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) فإن أكثر من 90 في المئة من الأطفال في السودان، وعددهم 19 مليوناً في سن الدراسة تأثروا جراء هذه الحرب، إذ يوجد 17 مليوناً منهم خارج المدارس حالياً، بينهم 7 ملايين كانوا خارج النظام التعليمي قبل اندلاع الصراع المسلح، مشيرة إلى أن هذه الأزمة تعد من أسوأ أزمات التعليم في العالم بالنظر إلى ما شهدته العملية التعليمية من تذبذب واضح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في السياق ذاته، حذرت مديرة برامج الطوارئ في منظمة (يونيسيف) لوشيا إلمي، من أن السودان يخاطر بفقدان جيل كامل من الأطفال نظراً إلى أنهم محاصرون في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم ويعصف بهم الصراع والنزوح والجوع.
وأضافت إلمي "رأيت أطفالاً حريصين على التعلم واللعب في مراكز تعليمية موقتة، بالنسبة إلى كثير من اليافعين هذه هي فرصتهم الأولى للذهاب إلى المدرسة، لأنهم يأتون من مناطق لا توجد بها خدمات تعليمية سابقة، وهذه المراكز ليست مجرد أماكن للتعلم، إنها توفر إحساساً بالحياة الطبيعية والأمل والحماية".
يعيش الأطفال الذين يقيمون مع أسرهم في مراكز إيواء النزوح بمناطق الصراع المسلح حالاً من اليأس والقلق على صعيد مستقبلهم الدراسي الذي بات في مهب الريح بسبب تعطل الدراسة بمرحلتي الأساسي والثانوي، والعجز عن السفر إلى الولايات الآمنة للالتحاق بالمدارس بعد نفاد المدخرات المالية وتوقف الأعمال اليومية لعائلاتهم.
يتحسر الطفل يوسف عبدالباقي (12 سنة) على الفترة التي أمضاها في مراكز الإيواء من دون مواصلة الدراسة ومذاكرة واجباته والجلوس للاختبار ومرافقة دفعته في المدرسة إلى المرحلة المقبلة.
وعبر عبدالباقي عن حزنه لما وصلت إليه الأوضاع في مناطق النزاع المسلح بسبب المعارك الحربية التي حرمته من بلوغ حلمه. وعن خطته في شأن مستقبله الدراسي، قال "لست متأكداً من أنني سأتمكن من الالتحاق بالمدرسة بسبب وضعي أسرتي المادي، إضافة إلى أن أوضاعي النفسية سيئة للغاية، وفقدت الرغبة في كل شيء".
مهن هامشية
مع إطالة أمد الحرب وتزايد معدلات الفقر والمصير المجهول على صعيد مستقبلهم الدراسي، أجبرت الظروف الاقتصادية القاسية وخطر الجوع وتزايد معدلات الفقر مئات الأطفال الذين يقطنون في معسكرات الإيواء بمدن السودان الآمنة على الانتظام في مهن هامشية لمساعدة أسرهم وتوفير حاجات الغذاء والدواء، بخاصة بعد عدم صرف المرتبات منذ عامين ونفاد المدخرات المالية.
اضطر آلاف الأطفال إلى العمل في الأسواق بمهن مثل تلميع الأحذية "الورنيش" وغسل العربات وجمع النفايات وتجارة خردة الحديد، وكذلك بيع سلع وحاجات صغيرة عند تقاطعات الطرق وإشارات المرور كالمناديل والفاكهة والملابس لمصلحة بعض التجار بنظام النسبة المئوية للمبيعات، ويعمل آخرون حمالين عبر عربات صغيرة تدفع بعجلة أمامية واحدة تعرف محلياً بـ"الدرداقات".
تقول عائشة محجوب، ربة منزل، إن "تدهور الأوضاع المعيشية لأسرتها نتيجة توقف مصدر دخلهم الوحيد المتمثل براتب زوجها لأكثر من 23 شهراً، وحاجتها إلى أدوية الأمراض المزمنة، أسباب أجبرت طفلها على العمل كحمال عبر عربة (الدرداقة) الشاقة لتوفير متطلبات الحياة اليومية".
وتتحسر محجوب على مستقبل طفلها الذي يضيع أمام عينيها بعدما غادر المدرسة من دون رجعة، لا سيما بعدما أصبحت الأسرة تعتمد عليه بدرجة كبيرة في توفير كثير من مصروفات المنزل والدواء التي تتناوله والدته بصورة منتظمة طوال أيام الشهر".
وأوضحت أن "ابنها واحد من بين آلاف الأطفال الذين تقيم عائلاتهم في مراكز الإيواء بمدن البلاد الآمنة ويعانون ظروفاً قاسية وأوضاعاً إنسانية معقدة، لذا اضطروا إلى الانتظام في سوق العمل ومساعدة أسرهم في تأمين الغذاء والدواء".
تشرد وضرر
على الصعيد نفسه، اعتبرت الباحثة الاجتماعية رماح عادل، أن "ظروف الحرب والفقر دفعت آلاف الأطفال الذين يقيمون مع أسرهم في مراكز النزوح إلى الانتظام في مهن هامشية من أجل توفير حاجات عائلاتهم اليومية"، وأضافت أن "أطفال النزوح يعملون في ظروف بالغة القساوة وبمهن شاقة بالنسبة إلى أعمارهم، ويواجهون كل صور الاستغلال والضرر والأخطار الصحية".
ونبهت إلى "الأخطار الجسدية والنفسية والأكاديمية نتيجة ترك الدراسة فترة طويلة بسبب تطاول أمد الحرب، فضلاً عن إمكانية اكتساب الأطفال صفات لا تليق بأعمارهم نظراً إلى عملهم في الشوارع ساعات متأخرة، وبعضهم قد يتعاطى المخدرات ويتعرض آخرون للتحرش الجنسي واللفظي".
وأشارت الباحثة الاجتماعية إلى أن "تداعيات الصراع المسلح، بخاصة الفقر والبطالة، هي سبب رئيس في تنامي ظاهرة عمالة الأطفال، إذ يعمل كثير منهم لمساعدة أسرهم، وينتهي الأمر بهؤلاء إلى التشرد والضياع".
على صعيد متصل قال الأمين العام للمجلس القومي للطفولة في السودان عبدالقادر الأمين أبو، إن "هناك 8 آلاف طفل بين قتيل ومفقود ومختطف بسبب الحرب بين الجيش وقوات (الدعم السريع)، والمندلعة منذ أبريل (نيسان) 2023، فضلاً عن أكثر من 15 مليوناً لا يزالون خارج أسوار المدارس".
وأضاف أن قوات "الدعم السريع" مارست أعمالاً وحشية ضد الأطفال في عدد من ولايات البلاد، وجندت أكثر من 8 آلاف طفل للقتال في صفوفها، كما اختطف 2500 طفل، إلى جانب فقدان 2500 آخرين، ولقي 3 آلاف طفل مصرعهم أثناء رحلات النزوح.
وأوضح أبو أن "هناك 545 طفلاً من ذوي الحاجات الخاصة حُولوا لتلقي العلاج، وهم في حال صحية مستقرة"، لافتاً إلى أن "عدد الأطفال في السودان يصل إلى 24 مليون طفل، أي بنسبة 60 في المئة من السكان".
ويتابع الأمين العام للمجلس القومي للطفولة "يعمل المجلس مع الوزارات المعنية لتفعيل الحماية الاجتماعية للأطفال والملاذ الآمن، وكذلك توفير قاعدة بيانات تشمل الإحصاءات للمساعدة في تحقيق العدالة وتقديم الخدمات، علاوة على وجود خطة لتأمين الأمن الغذائي للأطفال في المناطق المتضررة من الحرب، ومساعدة اليافعين الذين نزحوا من الخرطوم وولاية الجزيرة"، ويردف "يشمل العمل أيضاً الأطفال فاقدي الرعاية وذوي الإعاقة، بالتعاون مع شركاء محليين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) ومنظمات أخرى لإخراج الأطفال من المراكز التي تستضيفهم كأسر بديلة، ونقلهم إلى أسر آمنة".
صعوبة الاندماج
إلى ذلك يواجه الأطفال السودانيون الذين اختارت أسرهم وجهات لجوء في الجوار الأفريقي عقبات تعترض مسيرة تعليمهم بسبب اختلاف المناهج وصعوبة الاندماج مع المجتمعات داخل دول عدة، منها أوغندا وكينيا، وكذلك مصر وإثيوبيا وتشاد وجنوب السودان.
تحديات عدة تبدأ من المرحلة التي يتعلم فيها آلاف الأطفال لغة البلد الجديد، وصولاً إلى ردم هوة اتساع المساحات الثقافية وتصادمها أحياناً، فضلاً عن معضلة القراءة والكتابة باللغة الإنجليزية.
بحسب المواطن السوداني عبدالله حسن، الذي لجأ إلى كينيا "لم يعد أمام السودانيين بخاصة المقتدرون اقتصادياً غير التوجه نحو دول الجوار الأفريقي لتعليم أبنائهم وبناتهم بعدما أوصدت المدارس الحكومية والخاصة أبوابها منذ اندلاع الحرب"، وأضاف "لم أجد خياراً أفضل من كينيا على رغم أن طبيعتها وتقاليدها غريبة عن المجتمعات السودانية، فضلاً عن مشكلات اختلاف الثقافات والدين بين السودان وكينيا، ونخشى أن يتأثر الأطفال وهم في مرحلة التنشئة الأولى، وهنا يأتي دور الأسرة في أهمية التعريف بثقافة وهوية البلد الأصلي وعدم طمس تاريخها، فضلاً عن التربية الصحيحة وفق تعاليم الدين الإسلامي".
ونوه حسن بأن "الأطفال السودانيين يواجهون صعوبة في الاندماج ثقافياً وأكاديمياً مع المجتمع الجديد، إلى جانب الاختلاف الكبير في المناهج الدراسية، إذ لا يجيد غالبيتهم اللغة الإنجليزية المعتمدة كلغة رسمية للتدريس".
يعتقد الاستشاري النفسي محمد المصطفى أن "اللجوء في ظروف الحرب القاسية ينعكس نفسياً على الأطفال ويجعلهم يعيشون حال قطيعة مع اللغة الجديدة والمجتمع، وقد يعانون صدمة ثقافية، مما يؤثر في اندماجهم المدرسي والمجتمعي"، وأضاف أن "هناك عبئاً كبيراً يقع على عاتق الأسر السودانية يتمثل في خلق مناخ مناسب للتعامل مع الواقع الجديد وتهيئة الأطفال حتى يتمكنوا من إجادة اللغة الإنجليزية والتحصيل الأكاديمي الجيد، وهذا التوازن ضروري لاندماج صحي مع أهمية تفهم الصدمة الثقافية التي قد يمرون بها في الفترة الأولى".
ونبه المصطفى إلى "ضرورة بناء هوية الأبناء والبنات بصورة صلبة تجاه لغتهم وثقافتهم وتاريخهم لضمان عدم الانصهار الكامل والعزلة بشكل مخيف، وبعد ذلك تأتي ثقافة البلد المستضيف كإثراء لهم واكتساب معارف جديدة".
ويشير الاستشاري النفسي إلى أن "هناك اختلافاً كبيراً بين الاندماج والانصهار، إذ إن الأول يتيح التعامل مع المجتمع والتحول إلى عضو فاعل فيه والانتماء إلى منظوماته مع الاحتفاظ بدرجات مختلفة من الخصوصية الثقافية والدينية، في حين يعني الثاني قدراً من التماهي الكامل مع المجتمع المستضيف لدرجة الانصهار وضياع الخصوصية".
تحذيرات أممية
توضح مديرة برامج الطوارئ في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) لوشيا إلمي، أن "أكثر من 16 مليون طفل في السودان في حاجة ماسة إلى المساعدة، وتواجه الفتيات أخطاراً جسيمة بما فيها العنف الجنسي والاتجار والزواج القسري، وهناك حاجة إلى إجراءات عاجلة لحماية الأطفال".
وأشارت إلمي إلى أن "الأطفال يقتلون ويشوهون ويهجرون، مع الإبلاغ عن انتهاكات جسيمة يومياً، ويواجه كثر منهم خطر التجنيد والاستخدام من قبل المجموعات المسلحة وعمالة الأطفال والزواج المبكر، أما الخسائر النفسية فهي مدمرة، فقد ترك الصراع والفقدان والنزوح الأطفال يعانون القلق والاكتئاب والصدمات"، وتابعت "الوصول إلى الأطفال بات صعباً بصورة متزايدة، خلال زيارتي الأخيرة إلى السودان سافرت إلى كسلا والقضارف وود مدني، إذ شهدت فحص الأطفال للكشف عن سوء التغذية، وأمهات يسعين إلى علاج عاجل لأطفالهن، وأسراً يائسة من الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي، وفي تقديري فإن الحاجة مذهلة، ومع ذلك المساعدات غير متوافرة بالحجم والسرعة المطلوبين".
ودعت مديرة برامج الطوارئ في منظمة (يونيسيف) جميع الجهات الفاعلة، الحكومات والمانحين وأطراف النزاع، إلى التحرك العاجل لضمان الوصول الإنساني عبر خطوط الصراع والحدود، وحماية العاملين في المجال الإنساني والإمدادات، وكذلك زيادة التمويل لتلبية الحاجات المتصاعدة وإنهاء العنف.
وتوقعت معاناة 3 ملايين طفل دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد هذا العام، بمن فيهم 770 ألفاً يواجهون سوء التغذية الحاد الوخيم، وهو أشد أشكال الجوع فتكاً، مما يجعل الأطفال أكثر عرضة للوفاة من المرض بمقدار 11 مرة، لكن هذه الأزمة لا تتعلق بالغذاء فقط وفقاً لإلمي "فمن دون المياه الآمنة والصرف الصحي والرعاية الصحية لن ينجو الأطفال، وقد انهارت الخدمات الأساس في المناطق المتضررة من المجاعة".
ويقدر عدد سكان السودان بنحو 46 مليون نسمة يشكل الأطفال منهم نحو نصف عدد السكان، ويعاني 3 ملايين طفل سوء التغذية، فيما توقف 19 مليوناً عن ارتياد المدرسة مما يهدد مستقبل السودان، إذ تقل أعمار 42 في المئة من السكان عن 14 سنة.
ووفقاً لتقارير منظمة الأمم المتحدة للطفولة، فإن الصراع الدائر في السودان أدى إلى نزوح 3 ملايين ونصف المليون طفل، فضلاً عن أنهم باتوا بلا مأوى، وكثير منهم فقدوا أسرهم جراء الحرب التي خلفت أكبر أزمة للأطفال في العالم، مؤكدة أن الخطر لا يزال يحيط بنحو 24 مليون طفل سوداني بسبب الكارثة الإنسانية ذات الأبعاد الملحمية.