Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

رسوم جمركية متبادلة غدا تتذر بحرب تجارية أوسع

مستشارون بالبيت الأبيض أعدوا اقتراحا لرسوم بنحو 20 في المئة على معظم الواردات

وعد الرئيس الأميركي بأنه سيكون "لطيفاً للغاية"، لكن المنتقدين يحذرون من ردود الأفعال وحرب تجارية عالمية. (أ ف ب)

ملخص

يتوقع الاقتصاديون أن تستهدف الإجراءات القادمة الشركاء التجاريين الذين يعانون اختلالات مستمرة في ميزانهم التجاري

يستعد الرئيس الأميركي دونالد ترمب للكشف عن رسوم جمركية متبادلة، في وقت تترقب فيه الأسواق بقلق وسط تصاعد المخاوف من اندلاع حرب تجارية.

تأتي هذه الخطوة في ظل توترات متزايدة في شأن السياسات التجارية، إذ يسعى ترمب إلى فرض إجراءات قد تؤثر في العلاقات الاقتصادية العالمية، مما يثير تساؤلات حول تداعياتها المحتملة على الأسواق والاستثمارات الدولية.

وعند سؤاله عن التفاصيل قال للصحافيين أول من أمس "سترون ذلك خلال يومين، ربما غداً ليلاً أو على الأرجح الأربعاء"، مضيفاً "سنكون لطفاء جداً، نسبياً، وسنتصرف بلطف".

في المقابل أبدى بعض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين معارضتهم سياسات ترمب التجارية، خصوصاً تجاه كندا، إذ أفادت شبكة "سي أن أن" أن بعضهم يدرس دعم قرار يمنع فرض هذه الرسوم. وحذرت السيناتور سوزان كولينز من أن أي رسوم على كندا قد تضر بولاية مين، مؤكدة أنها ستصوت لمصلحة قرار يهدف إلى حظر التعريفات الجمركية على السلع الكندية. أما السيناتور الجمهوري ثوم تيليس فأشار إلى أنه قد يدعم القرار أيضاً، مشدداً على ضرورة "مواجهة الخصوم أولاً، ثم معالجة أي تفاوتات مع الحلفاء لاحقاً".

مقترح الـ20 في المئة

أفادت صحيفة "واشنطن بوست" اليوم الثلاثاء بأن مستشارين في البيت الأبيض صاغوا مقترحاً لفرض رسوم جمركية بنحو 20 في المئة على معظم الواردات إلى الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادر أن فريق الرئيس الأميركي دونالد ترمب يبحث استخدام الإيرادات المتوقع أن تصل لمليارات الدولارات من الرسوم الجمركية الجديدة من أجل تمويل تنفيذ تعديلات ضريبية.

"خطة أوروبية" للرد على الرسوم الأميركية

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين اليوم الثلاثاء إن الاتحاد الأوروبي لديه "خطة قوية" للرد على الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضت وستفرض لكنه يفضل التفاوض للتوصل إلى حل.

وفرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب رسوماً جمركية على واردات الصلب والألمنيوم في مارس (آذار) الماضي، وزادت الرسوم المفروضة على السيارات وهي خطوة ستدخل حيز التنفيذ الخميس، ومن المقرر أن يعلن ترمب عن خطط مزيد من الرسوم الجمركية المضادة غداً الأربعاء.

وأبدت فون دير لاين تفهما لمنطق الولايات المتحدة في شأن استفادة دول أخرى من قواعد التجارة العالمية، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي يعاني تبعات ذلك أيضاً، وقالت إنها تتفهم رغبة الولايات المتحدة في إنعاش التصنيع لديها، وكذلك الاتحاد الأوروبي.

لكنها قالت إن الرسوم الجمركية الأميركية بمثابة ضرائب على المستهلكين الأميركيين، وستؤجج التضخم وستجبر المصانع الأميركية على دفع مزيد للحصول على المكونات، مما سيؤدي إلى خسارة وظائف.

وقالت في كلمة أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ "هدفنا التوصل إلى حل عبر التفاوض. لكننا بالطبع إذا اقتضى الأمر سنحمي مصالحنا وشعوبنا وشركاتنا".

وأضافت "لا نسعى بالضرورة إلى الرد بالمثل، لكن إذا كان الأمر ضرورياً فلدينا خطة قوية للرد وسنستخدمها".

وقالت أيضاً إن التكتل عليه أن ينوع مسارات تجارته ويزيل العوائق الداخلية بين دوله في السوق المشتركة.

وأشارت إلى أن صندوق النقد الدولي قدر أن العوائق الداخلية في السوق الأوروبية تعادل تأثير رسوم جمركية بنسبة 45 في المئة على التصنيع و110 في المئة على الخدمات.

وقالت للنواب إن المفوضية ستطرح مقترحات الشهر المقبل لإزالة بعض تلك العوائق ومنع أي حواجز جديدة في هذا الصدد.

وفي سياق متصل أعلنت الصين وكوريا الجنوبية واليابان أول من أمس اتفاقها على تعزيز التجارة الحرة في ما بينها، في خطوة تأتي قبل إعلان ترمب المرتقب في شأن التعريفات الجمركية، ومع ذلك أكد ترمب أنه غير قلق من احتمال أن تدفع سياساته حلفاء واشنطن نحو بكين، مشيراً إلى أن صفقة "تيك توك" قد تكون مرتبطة برسومه على الصين.

من جهتها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الهدف من إعلان الأربعاء هو فرض "رسوم جمركية تستهدف دولاً محددة"، مع تأكيد ترمب التزامه فرض رسوم إضافية على قطاعات بعينها. وزادت هذه التطورات توتر الأسواق، إذ أغلقت المؤشرات الأوروبية والآسيوية على انخفاض، بينما تمكن مؤشرا "داو جونز" و"أس أند بي 500" من تحقيق مكاسب طفيفة، وتصاعدت حال عدم اليقين في الأسواق بعد تصريح ترمب الأحد الماضي بأن الرسوم ستشمل "جميع الدول".

وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" بأن مستشاري الرئيس الأميركي ناقشوا فرض تعريفات جمركية عالمية تصل إلى 20 في المئة، مما قد يؤثر في معظم شركاء التجارة الأميركيين، ومع ذلك ظل ترمب غامضاً في شأن التفاصيل، مشيراً إلى أن تعريفاته ستكون "أكثر سخاءً بكثير" مقارنة بتلك المفروضة حالياً على المنتجات الأميركية.

في حين أثار إصرار ترمب على التعريفات الجمركية مخاوف من ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، إذ رفع محللو "غولدمان ساكس" توقعاتهم لاحتمال حدوث ركود خلال الأشهر الـ12 المقبلة من 20 في المئة إلى 35 في المئة.

الألم الاقتصادي

هذا يعكس "توقعات نمو أقل وتراجع الثقة، فيما تشير تصريحات من مسؤولي البيت الأبيض إلى استعدادهم لتحمل الألم الاقتصادي"، بحسب "غولدمان ساكس" التي رفعت توقعاتها للتضخم الأساس بحلول نهاية عام 2025.

في الوقت نفسه فرضت الصين وكندا تعريفات جمركية مضادة على السلع الأميركية، بينما كشف الاتحاد الأوروبي عن إجراءات مماثلة من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في منتصف أبريل (نيسان) الجاري، ومن المتوقع أن تتخذ تدابير إضافية بعد غد الأربعاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، في حدث نظمته "رويترز"، إن التعريفات الأميركية تثير القلق، لكنها لا تتوقع أن يكون لها تأثير اقتصادي عالمي كبير.

من جانبه قال رايان سويت من "أوكسفورد إيكونوميكس" إنه ينبغي "توقع ما هو غير متوقع"، مشيراً إلى أن ترمب قد "يستهدف بعض أكبر المخالفين".

إلى جانب التعريفات الجمركية المتبادلة، قد يكشف ترمب عن رسوم إضافية تستهدف قطاعات مثل الصناعات الدوائية وأشباه الموصلات، بعدما أعلن سابقاً عن رسوم جمركية على السيارات تدخل حيز التنفيذ الخميس.

ويتوقع الاقتصاديون أن تستهدف الإجراءات القادمة الشركاء التجاريين الذين يعانون اختلالات مستمرة في ميزانهم التجاري مع الولايات المتحدة، وهي مجموعة أطلق عليها وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، اسم "القائمة القذرة 15".

تشمل الدول التي تسجل الولايات المتحدة أكبر عجز تجاري معها كلاً من الصين والاتحاد الأوروبي والمكسيك وفيتنام وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية وكندا والهند. وفي ظل هذا التصعيد تسارع الدول المتأثرة إلى تقليل تعرضها، إذ تشير تقارير إلى أن الهند قد تخفض بعض الرسوم الجمركية.

أوروبا تواجه "لحظة وجودية"

وقالت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد إن على أوروبا أن تتجه نحو الاستقلال الاقتصادي، مشيرة في مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر" إلى أن القارة تواجه "لحظة وجودية".

وفي سياق متصل، بحث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مع ترمب "مفاوضات مثمرة" في شأن اتفاق تجاري بين بريطانيا والولايات المتحدة، في حين أكد المستشار الألماني أولاف شولتز أن الاتحاد الأوروبي سيرد بحزم على ترمب لكنه منفتح على التوصل إلى تسوية.

وقالت الشريكة في شركة المحاماة "وايلي راين" غريتا بيش إنه من "الممكن تقليص التعريفات الجمركية الجديدة أو تعليقها بسرعة".

وفي فبراير (شباط) الماضي علقت واشنطن فرض رسوم جمركية باهظة على الواردات المكسيكية والكندية مدة شهر، بينما سعى الجاران في أميركا الشمالية إلى التفاوض على حلول.

اقرأ المزيد