ملخص
أظهرت سلسلسة تصريحات من إيران ولبنان وغزة في الأيام الماضية، أن طهران تتشدد في موقفها وترفض التخلي عن سلاح وكلائها من "حماس" إلى "حزب الله"، ما يضع غزة ولبنان أمام تصعيد محتمل.
تزامناً مع انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة في شأن غزة، التي قدمت خطة لإعادة إعمار القطاع تقوم على عودة السلطة الفلسطينية وتثبيت الفلسطينيين في أرضهم، وفيما كان الرئيس اللبناني جوزاف عون يجري أولى زياراته الخارجية إلى السعودية، التي انتهت بصدور بيان مشترك شدد على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وبسط سيادتها على كامل أراضيها، خرجت تصريحات من إيران ولبنان وغزة تضرب هذه الدعوات عرض الحائط وتؤشر إلى قرار إيراني بالتشدد خلال المرحلة المقبلة.
يؤكد الصحافي علي حمادة أن الأيام الماضية أظهرت بوضوح أن "ثمة تحولاً في الموقف الإيراني الإقليمي عما سبق". ويعرض تسلسل بعض التصريحات بدءاً بجلسة البرلمان الإيراني، الأحد الماضي، "حيث أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بصورة عامة وأمام الملأ بأن هناك خلافات داخل التركيبة الحاكمة في طهران، هناك خلاف بينه وبين المرشد (الأعلى علي خامنئي) حول إعادة تنشيط المفاوضات الإيرانية – الأميركية. ومن ثم، جرت عملية عزل وزير الاقتصاد الإيراني من قبل البرلمان الذي تسيطر عليه القوى المتشددة في النظام الإيراني، بعد تحميله مسؤولية انهيار سعر صرف العملة والتضخم الكبير الذي تشهده البلاد على الصعيد المالي". ويضيف حمادة أن، الأحد الماضي، انتهى "باستقالة أو إقالة أو دفعه للاستقالة، للمستشار الأساسي للشؤون الاستراتيجية للرئيس بزشكيان، الوزير السابق محمد جواد ظريف. هذه كلها ملامح لتشدد على مستوى النظام" في طهران.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في الساعات والأيام التالية، خرجت سلسلة تصريحات أخرى في شأن لبنان وغزة. ويقول حمادة، إنه "خلال زيارة الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى السعودية، وقبيل صدور البيان الختامي المشترك لهذه الزيارة، كان هناك نوع من المكمن السياسي الذي نصبه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري للرئيس عون، عندما تحدث عن أن لبنان لن يقبل، وتحدث باسم لبنان في تصريح صحافي، مقايضة السلاح والمقاومة شمال الليطاني بتمويل إعادة الإعمار في الجنوب". ورأى حمادة أن ذلك "كان نوعاً من إطلاق النار على زيارة الرئيس عون الذي شدد في البيان الختامي المشترك، على مسألة بسط سيادة الدولة وحصرية السلاح بيدها".
في اليوم التالي، وخلال انعقاد القمة العربية الطارئة في القاهرة، خرج المسؤول في حركة "حماس" في غزة سامي أبوزهري ليؤكد أن "سلاح حماس خط أحمر وغير مطروح للنقاش أو التفاوض ولن نقبل مقايضته بإعادة الإعمار ودخول المساعدات".
"هو النص نفسه والعبارات والمصطلحات نفسها استخدمت في كل هذه الأماكن في لحظة واحدة وفي فترة زمنية واحدة بين الأحد والثلاثاء"، بحسب حمادة، مضيفاً "ومن ثم يمكن أن نستنتج أننا أمام عودة الإيرانيين إلى التشدد، وخصوصاً أن المرشد علي خامنئي يرفض التفاوض مع الأميركيين ويعد أن التفاوض في هذه المرحلة هو نوع من الاستسلام لا سيما على صعيد ساحات الممانعة".
Listen to "هبة إيرانية مستجدة تلفح الداخل اللبناني" on Spreaker.