ملخص
يواجه ثنائي ليفربول، ترينت ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون، اختباراً صعباً ضد باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا. مع تاريخ حافل بالإنجازات، قد تكون هذه المواجهة الأخيرة للثنائي معاً في أوروبا، إذ يكافحان لتأمين مكان لليفربول في نهائي جديد للبطولة.
ليس هذا هو السبب الذي يجعل آخر رحلة لفريق ليفربول إلى باريس تذكر عادة، لكنها جلبت جزءاً صغيراً من التاريخ لترينت ألكسندر أرنولد وأندي روبرتسون.
في القرن الـ21، وبالطبع منذ أيام باولو مالديني وماورو تاسوتي، اللذين كانا على جانبي ربما أشهر خط دفاعي في التاريخ، فقط ثنائيان من لاعبي مركز الظهير الدفاعي بدآ ثلاث نهائيات لدوري أبطال أوروبا معاً.
لا جوائز لتخمين أن الثنائي داني كارباخال ومارسيلو من ريال مدريد كانا الأولين، وثنائي ليفربول هما أصحاب المركز الثاني، وهو ما كان سيبدو مستحيلاً تماماً حتى قبل عام من مواجهتهما لكارباخال ومارسيلو في كييف عام 2018، وإذا عدنا لعام 2017، كان روبرتسون يهبط مع هال سيتي، بينما كان ألكسندر أرنولد خاض مباراتين فقط أساسياً في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وبعد عام واحد، وفي الهزيمة أمام ريال مدريد، كان روبرتسون أحد أفضل لاعبي ليفربول، وبعد عام آخر، كانت لحظة "العبقرية" لألكسندر أرنولد، كما وصفها مدربه في تلك الليلة يورغن كلوب، هي التي أوصلت ليفربول إلى نهائي مدريد.
ليس لأن كلوب نفسه رآها مباشرة، فقد كان يلتف للنظر إلى مقاعد البدلاء، متجاهلاً كل فريق برشلونة، بينما كان ألكسندر أرنولد يرسل كرة سريعة من ركلة ركنية حولها زميله ديفوك أوريغي إلى هدف، ولاحقاً نقل الظهير الأيمن جناحه في ملعب "أنفيلد" ليطل على راية الركنية تلك.
باريس ونهائي نسخة 2022، قد تحمل ذكريات أقل سعادة لابن "ميرسيسايد"، إذ تسلل فينيسيوس جونيور من خلفه ليسجل الهدف الوحيد، وقد يكون أحد أسباب الانضمام لاحقاً إلى ريال مدريد هو الهرب من مثل هذه الليالي المحرجة ضد البرازيلي، الذي كان خصمه مرة أخرى عندما خرج ليفربول من المنافسة في 2023.
بالنسبة إلى روبرتسون وألكسندر أرنولد، قد تكون باريس جزءاً من الطريق إلى نهائي رابع لدوري أبطال أوروبا أو نهاية لرحلاتهما الأوروبية معاً. وهناك أسباب للاعتقاد بأن الثنائي الناجح للغاية سينفصل، فمن المحتمل أن يتجه اللاعب المولود في ليفربول إلى مدريد، مقدراً له أن يحل محل داني كارباخال، بينما قد يواجه الاسكتلندي مستقبلاً أكثر غموضاً، فحتى مع تفوق ليفربول في الدوري الإنجليزي الممتاز، يتساءل بعض المتابعين عما إذا كان وقت روبرتسون كخيار أول سينتهي، وما إذا كانت قائمة التسوق الصيفية ستشمل ظهيراً أيسراً.
ولكن قبل ذلك، قد تعتمد فرص ليفربول في الوصول إلى رابع نهائي لكأس أوروبية في ثماني سنوات، ومحاكاة فرق النادي بين 1977 و1984 على ظهيري الفريق.
لقد بنى تحول باريس سان جيرمان حول الجناحين، والآن لديهم كثير منهم لدرجة أن الثلاثي الأمامي يمكن أن يكونوا جميعاً من لاعبي الأجنحة، إذا استمر تحول عثمان ديمبيلي إلى مهاجم وهمي وهداف.
لم يسجل الفرنسي في تدمير باريس سان جيرمان لنظيره برست بنتيجة (7 - 0)، لكنه لا يزال لديه ستة أهداف في آخر أربع مباريات في دوري أبطال أوروبا، وبدلاً من ذلك، سجل عندما كان الأمر أكثر أهمية.
آخر منافس من الدوري الإنجليزي وصل إلى ملعب حديقة الأمراء عانى الموت بواسطة الجناحين، فقد كان ديمبيلي وبرادلي باركولا غاية في السرعة والخطورة ضد مانشستر سيتي، حتى لو ساعد ذلك أن منافسيهما المباشرين كانا ريكو لويس وماتيوس نونيز على التوالي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن ما لم يكن موجوداً آنذاك وأصبح متاحاً الآن، بل والسبب في جعل ديمبلي يلعب في العمق، هو خفيشا كفاراتسخيليا.
لدى ليفربول تاريخ مع اللاعب الجورجي، ففي أول مباراة لهم في دوري أبطال أوروبا بعد نهائي 2022، عانوا أمام "كفارادونا" بينما دمرهم نابولي بنتيجة (4 - 1)، ويحتاج اللاعب الذي جرى التعاقد معه بقيمة 70 مليون يورو (74.92 مليون دولار) إلى لقب مختلف في باريس، لكنه يجدد لقاءاته مع لاعبي ليفربول، بعد أن واجه ألكسندر أرنولد في إيطاليا، قد يكون على الجانب الآخر لمواجهة روبرتسون هذه المرة في باريس.
كل هذا يمثل اختباراً لقوة دفاعهما، فقد جذب يوم ألكسندر أرنولد السيئ ضد ديوغو دالوت في يناير (كانون الثاني) الانتباه، حتى لو كان من حقه أن يجادل بأن الأيام التي لا يواجه فيها مشكلات تحظى بتدقيق أقل.
لقد تجاوزه جيريمي دوكو مراراً وتكراراً في ملعب "الاتحاد"، وإن كان ذلك من دون أية نتيجة نهائية.
روبرتسون، الذي جرى التعاقد معه كظهير هجومي، تجاوز كل التوقعات بتميزه الدفاعي على مر السنين، وفي غضون عام من مغادرة هال ستي، أصبح من الواضح أن مبلغ 7 ملايين جنيه استرليني (8.97 مليون دولار) الذي دفعه ليفربول اشترى لهم واحداً من أفضل لاعبي مركز الظهير الأيسر في العالم.
وإذا عدنا لعام 2022، وصفه غاري نيفيل بأنه أفضل ظهير في الدوري الإنجليزي الممتاز "بفارق كبير". وبطريقته المرحة، اعتاد روبرتسون أن يقتبس هذه الكلمات الثلاث لصديقه ألكسندر أرنولد.
لكنها كانت دليلاً على مدى جودته، والآن يمكن لليفربول أن يستفيد من عودة روبرتسون لمستواه السابق لمدة 180 دقيقة، موزعة على أسبوعين، مع تقديم ألكسندر أرنولد لدروس دفاعية يعتقد بعض المراقبين أنها تفوق قدراته. لأنهما كانا دائماً أكثر من مجرد مغامرين عظماء في فريق كلوب، وقد يكون ذلك مخفياً فقط بسبب حماستهما في الهجوم.
كان روبرتسون يحمل الرقم القياسي في الدوري الإنجليزي الممتاز في عدد التمريرات الحاسمة من مدافع حتى تجاوزه ألكسندر أرنولد، وفي مخيلة المشجعين، الاسكتلندي يندفع دائماً على الجهة اليسرى، ولا يمكن كبحه ولا يتعب، بينما اللاعب المولود في ليفربول يرسل كرات عرضية مقوسة رائعة.
ولكن إذا كان الهجوم وحده لا يأخذ الظهير إلى نهائي كأس أوروبي، فإن جهود الظهيرين الهجومية ساعدت ليفربول في الفوز بها.
سجل فيل نيل في نهائيين، بينما سجل آلان كينيدي هدف الفوز في نسخة 1981، وركلة الترجيح التي جلبت الفوز في 1984.
لقد أثبت ألكسندر أرنولد وروبرتسون أنهما وريثان جديران، لكن طبيعة كرة القدم في مباريات خروج المغلوب والأسئلة حول ما يخبئه المستقبل لكل منهما تعني أن هذه قد تكون آخر مغامرة لهما معاً في أوروبا.
© The Independent