Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غضب شعبي مصري من خطة ترمب حول غزة

عبدالفتاح السيسي: إقامة دولة فلسطينية هي "الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم" في المنطقة

فلسطينيون يسيرون وسط الدمار في جباليا شمال قطاع غزة (أ ب)

ملخص

تفيد بيانات الحكومة الأميركية بأن مصر تلقت مساعدات بقيمة 1.5 مليار دولار على الصعيدين العسكري والاقتصادي من الولايات المتحدة العام الماضي.

تفاعل المصريون بغضب، أمس الثلاثاء، مع خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن مع تقليلهم من أهمية التهديد بوقف المساعدات الأميركية إلى البلدين في حال رفضهما استقبال سكان غزة.

وعنونت صحيفة "الأهرام" الحكومية على صدر صفحاتها "مصر تدعو العالم لإنهاء الظلم التاريخي على الشعب الفلسطيني" فيما كتبت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة "غضب فلسطيني: غزة ليست للبيع".

وتعهدت مصر، أمس الثلاثاء، "طرح تصور متكامل" لإعادة إعمار غزة يضمن بقاء الفلسطينيين في أرضهم. وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، إن القاهرة تؤكد "تطلعها للتعاون مع الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس ترمب من أجل تحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة، وذلك من خلال التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية تراعي حقوق شعوب المنطقة".

وأضاف البيان، أن مصر "تجدد التزامها بطرح تصور متكامل لإعادة إعمار القطاع، وبصورة واضحة وحاسمة تضمن بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، وبما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية لهذا الشعب".

وأول من أمس الإثنين، صدر عن وزارة الخارجية المصرية بيان شديد اللهجة رفضت فيه أي "مساس" بحقوق الفلسطينيين "بما فيها حق تقرير المصير، والبقاء على الأرض والاستقلال".

وأتى البيان بعد لقاء في واشنطن بين وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي ونظيره الأميركي ماركو روبيو.

وخلال اتصال مع رئيسة الوزراء الدنماركية ميته فريدريكسن، أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن إقامة دولة فلسطينية هي "الضمانة الوحيدة لتحقيق السلام الدائم" في المنطقة. 

وشدد على "ضرورة بدء عمليات إعادة إعمار قطاع غزة، بهدف جعله قابلاً للحياة، وذلك من دون تهجير سكانه الفلسطينيين، وبما يضمن الحفاظ على حقوقهم ومقدراتهم في العيش على أرضهم" وفق بيان صادر عن مكتبه.

المساعدات الأميركية

كان ترمب قال، أول من أمس، إنه "قد" يوقف المساعدات الأميركية إلى مصر والأردن في حال لم يوافق البلدان على استقبال فلسطينيي قطاع غزة وهو اقتراح رفضته القاهرة وعمان تكراراً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن ترمب تراجع عن اقتراحه بـ"قطع" المساعدات الأميركية للأردن ومصر إذا رفضا استقبال أكثر من مليوني فلسطيني من غزة، وقال أمس الثلاثاء، "أعتقد أننا سنفعل شيئاً. ليس من الضروري أن أهدد بذلك".

وتقدم الولايات المتحدة لمصر حليفتها في المنطقة، مساعدات عسكرية قدرها 1.3 مليار دولار في السنة.

وتفيد بيانات الحكومة الأميركية بأن مصر تلقت مساعدات بقيمة 1.5 مليار دولار على الصعيدين العسكري والاقتصادي من الولايات المتحدة العام الماضي.

"لا نكترث بتهديدات ترمب"

قلل الدبلوماسي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقاً حسين هريدي من أهمية المساعدة الأميركية، مشدداً على أنها لن تؤدي إلى تغير في موقف مصر من غزة.

وأكد هريدي لوكالة "الصحافة الفرنسية" "هذا المبلغ الصغير (نحو 200 مليون دولار) كمساعدات اقتصادية، لن يؤثر على الاقتصاد المصري". وأضاف، "بغض النظر عن تأثير المساعدات، لن نرضخ لتهديدات ترمب".

وقال هريدي أيضاً، إن ترمب لا يفهم "المعدن الحقيقي للمصريين، ولا الدور التاريخي للبلاد في الدفاع عن المصالح العربية، وخصوصاً القضية الفلسطينية".

ومضى يقول، "نحن لا نكترث بتهديدات ترمب. مصر مستعدة تماماً لمواجهتها، وهذه التهديدات سترتد سلباً على المصالح الأميركية في المنطقة". وأكد "هذا ليس مجرد موقف السيسي أو موقف الحكومة المصرية، بل هو موقف الشعب المصري".

من جانبه، قال الدبلوماسي ومساعد وزير الخارجية سابقاً جمال بيومي، إن مصر عرضت موقفها بوضوح: أي محاولة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة "ستُعد إعلان حرب".

وأضاف بيومي، أن مصر مستعدة لأي إجراءات قد تتخذها واشنطن، بما في ذلك احتمال وقف المساعدات المالية.

غضب شعبي

أثارت خطة ترمب غضباً واستنكاراً كبيرين في صفوف المواطنين المصريين أيضاً.

وسأل سمير جمعة صاحب كاراج سيارات في القاهرة يبلغ 71 سنة "بعدما قصفوهم وقتلوهم، يريدون أن يهجروهم أيضاً؟". وقال بغضب، "هذه أرض فلسطينية، من المجنون الذي يبيع أرضاً ليست له ويحولها لمشروع سياحي؟".

وفي ظل الصعوبات الاقتصادية التي تمر بها مصر وتشمل ارتفاع معدل التضخم وعبء الدين، أعرب كثير من المواطنين عن دعمهم موقف الرئيس المصري.

وقال محمد عبدالتواب، وهو تاجر ورق يبلغ من العمر 53 سنة، "رئيسنا بطل لأنه قال لا، حتى ونحن نعاني من الغلاء" مؤكداً أن "العالم العربي سيعيد بناء غزة ومصر ستبقى ثابتة" في موقفها.

المزيد من الأخبار