Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجبهات العسكرية في ليبيا تفتح الباب أمام تغلغل شبكات إرهابية 

تطورات ميدانية نقلت المعركة بثقلها نحو المنطقة الوسطى

تشهد محاور طرابلس هدوءاً حذراً (غيتي)

كثفت قوات المشير خليفة حفتر غاراتها الجوية على مدينتي سرت ومصراتة، شرق العاصمة طرابلس، حيث تواصل الضربات الجوية المسيّرة لحفتر استهداف مقرات حيوية وعسكرية تابعة لقوات الوفاق وأخرى مدنية، كان آخرها مطار مصراتة، ما أدّى إلى وقوع إصابات في الأرواح وأضرار لوجستية وتسبّب بتوقف حركة الطيران لساعات.

تطورات ميدانية نقلت المعركة العسكرية بثقلها نحو المنطقة الوسطى، في حين تشهد محاور طرابلس هدوءاً حذراً، ما نسج تخوفات محلية ودولية من إمكانية إستغلال داعش للثغرات الأمنية والانقسامات السياسية للتغلعل مجدداً في معقله الرئيس (سرت) والثأر من قوة حماية سرت، التابعة لقوة البنيان المرصوص التي تخضع لسلطة حكومة الوفاق المعترف بها دولياً، والتي دحرته خارج أسوار المدينة أواخر عام 2016 .

 عودة سيناريو 2015

وتقدمت وزارة خارجية حكومة الوفاق بشكوى رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، إثر استهداف مطار مصراتة، المنفذ الجوي الوحيد لسكان المنطقة الغربية بعد تعليق الرحلات الجوية في مطار معيتيقة الدولي الذي لا يزال تحت وطأة قصف قوات الشرق الليبي. وطالبت الخارجية الليبية مجلس الأمن بمعاقبة المعتدي ومحاسبة الدول الأجنبية الداعمة له .

في المقابل، حذر المتحدث الرسمي باسم قوة حماية وتأمين سرت (شرق طرابلس) من الإرهاب طه حديد، من غرق البلد في السيناريو العسكري لعام 2015، الذي تدور جميع أحداثه في التسلسل ذاته الذي تشهده المنطقة في الوقت الحالي.

وقال "قاعدة القرضابية الجوية هي قلب الرحى التي تدور حولها الغارات الجوية، والهدف العسكري تشتيت جهود قوات حكومة الوفاق، وتالياً فراغ أمني ستستغله داعش للتغلعل من جديد، مثلما قصفت الكتيبة 166 عام 2015 من قبل قوات الشرق الليبي، لتصبح بعدها سرت أول معقل للتنظيم، خارج قواعده الرئيسة في كل من العراق وسوريا".

وتساءل حديد عن الهدف من وراء استهداف طيران أجنبي وقوات روسية خاصة تدعم حفتر، لقوة أمنية قانونية حاربت وما زالت تحارب الإرهاب وتابعة لوزارة دفاع الوفاق التي وقعت أمر تأسيسها بتاريخ 23 يناير (كانون الثاني) 2017؟

الجفرة خط إمداد لداعش

 شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة في الشرق، نفت من جانبها "الاستعانة بطيران أجنبي"، ونوّهت بأنّ "ضرباتها الجوية شملت مواقع عسكرية في سرت، وُظفت لتخزين السلاح وأهداف مدنية (مطار مصراتة) حيث توجد طائرات تركية مسيّرة".

في المقابل، أشار الخبير العسكري عادل عبد الكافي إلى أن البلد على حافة الانزلاق نحو حرب طويلة الأمد، ستكون بيئة ملائمة لتحرك عناصر تنظيم داعش التي تنشط أساساً في الجنوب الليبي ولها خلايا نائمة في مناطق متفرقة من التراب الليبي.

وقال "إن فتح جبهة عسكرية في المنطقة الوسطى جاء لتخفيف الضغط على قوات حفتر التي فشلت في السيطرة على العاصمة طرابلس (غرب البلد)"، موضحاً أن داعش تستغل خط الإمداد الذي يبدأ من الجفرة (بالقرب من الحقول النفطية) باتجاه مطار منطقة بني الوليد حيث عناصر التنظيم  .

وتوقّع عبد الكافي أن تشهد ليبيا نشاطاً لبعض الشبكات الإرهابية، لكن من الصعب أن تعود إلى المربع الأمني لعام  2015 (سيطرة داعش على سرت بالكامل)، بخاصة أن الأفريكوم تراقب تحركات هذه المنظمات المتطرفة، وتصدّت لها بـ 4 غارات جوية بالتنسيق مع حكومة الوفاق في إطار التعاون الاستخباري.

ويعلّق الليبيون آمالاً على مؤتمر برلين لإنهاء الحرب التي دخلت شهرها السابع والتوصل إلى حل سياسي، ينهي التصدع الأمني ويدفع البلد باتجاه  انتخابات تشريعية ورئاسية، كما حصل في الجمهورية التونسية .

المزيد من العالم العربي