ملخص
لجأ ماركوس راشفورد لطريقة لإعادة إحياء مسيرته من خلال ترك مانشستر يونايتد على سبيل الإعارة إلى أستون فيلا الساعي إلى كسر سقف طموحاته في الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا مع المدرب إيمري المتمرس في دعم المهاجمين.
كان ماركوس راشفورد حاضراً في بداية مشروع أوناي إيمري، حين لعب في أول مباراتين للمدرب الإسباني في أستون فيلا ولكن ليس لأستون فيلا، لكنه كان جزءاً من فريق مانشستر يونايتد الذي هزم بنتيجة (1 - 3) من فيلا في أول ظهور سعيد للمدرب إيمري، وسجل هدفاً بعد أربعة أيام، في مباراة العودة بكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة "كاراباو"، حين تعرض المدير الفني الجديد لأول هزيمة في منصبه، وقد توج ذلك يوماً رائعاً لراشفورد، الذي اختير بعد ظهر ذلك اليوم في تشكيلة إنجلترا المشاركة في كأس العالم.
لاحقاً سجل راشفورد ثلاثة أهداف مع إنجلترا في كأس العالم بقطر، و30 هدفاً لمانشستر يونايتد في ذلك الموسم، وفي تلك المرحلة بدا من غير المعقول أن نقول إنه بعد عامين سيعلن إيمري أن "الطموح المستمر هو الشيء الجاذب"، وقد كان ذلك الشكل الطموح ظاهراً في فيلا حتى من قبل التعاقد مع إيمري، إذ كان التعاقد الرائد في الموسم السابق هو ضم فيليب كوتينيو الذي كان مثل راشفورد، اسماً كبيراً براتب ضخم وقصة صعبة، وبدا راشفورد وكأنه صورة غلاف لعهد إريك تن هاغ في مانشستر يونايتد.
الآن لجأ راشفورد لطريقة لإعادة إحياء مسيرته من خلال ترك يونايتد على سبيل الإعارة إلى فيلا، بعدما شارك اللاعب البالغ من العمر 27 سنة في مباراة واحدة فقط من مراحل خروج المغلوب في دوري أبطال أوروبا في ستة مواسم، ونظراً إلى أن منافس فيلا المقبل في دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا سيكون إما أتالانتا الإيطالي أو كلوب بروج البلجيكي أو بوروسيا دورتموند الألماني أو سبورتنغ لشبونة البرتغالي، فمن المحتمل أن يلعب في ربع نهائي المسابقة للمرة الأولى منذ عام 2019، وقد أصبح الاتحاد بين فيلا وراشفورد ممكناً من خلال صعود أحدهما وسقوط الآخر.
إن الأشهر الـ18 البائسة الأخيرة لراشفورد تجعل الأمر محفوفاً بالأخطار بالنسبة إلى إيمري، وإن كان مؤهلاً، ففي حين يغطي فيلا أكثر من 200 ألف جنيه استرليني أسبوعياً (248.13 ألف دولار) من راتب المهاجم، فإن لديهم خيار الشراء مقابل 40 مليون جنيه استرليني (49.63 مليون دولار)، لكنه إذا فشل في الأشهر القليلة المقبلة، أو لم يستطع كبح جماح مشكلاته خارج الملعب، فإنه سيصبح مشكلة يونايتد مرة أخرى.
الآن يمكن لفيلا أن يستمد الثقة من سجل إيمري المميز في ممارسة تأثير تحويلي في مسيرة المهاجمين، وقد كان جون دوران هو المثال الأحدث والأكثر ربحية، بالنظر إلى بيعه مقابل 64 مليون جنيه استرليني (79.40 مليون دولار) إلى النصر السعودي، وسيحصل راشفورد على قميص الكولومبي رقم "تسعة".
وسيكون جزء من دور راشفورد المحتمل في ملعب "فيلا بارك" هو الجمع بين أفضل ما في دوران وأولي واتكينز، وسط معاناة فيلا من اللعب بمهاجم متخصص واحد، وإصابة واتكينز في هزيمة السبت الماضي أمام ولفرهامبتون، وستكون هناك بالتأكيد أوقات يحتاج فيها راشفورد إلى إعادة تمثيل دور الهجوم الذي هو مجهز له، ولكنه ليس المفضل إليه.
في غضون ذلك، كان جزء من قيمة دوران لفيلا يكمن في قدرته على أن يكون بديلاً ممتازاً، وربما كانت سلسلة أهدافه المثيرة بعد الدخول من مقاعد البدلاء غير مستدامة ولكن فيلا يمكن أن يستفيد من اكتشاف صانع آخر للحظات الفارقة.
ومع ذلك فإن الافتراض الحالي هو أن مهام راشفورد المطلوبة ستكون من خلال اللعب على الجهة اليسرى، وقال "كان عليَّ أن أختار مكاناً أشعر فيه أن أسلوبي في كرة القدم مناسب"، وفيلا في أفضل حالاته يشن بالفعل هجمات سريعة ومدمرة لكن في الموسم الماضي أعاقهم كثيراً نقص التأثير من الأجنحة المتخصصة، وهو ما يعكس بدوره غرابة في تكتيكات إيمري.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان مورغان روجرز أفضل جناح ورقم 10 في فيلا هذا الموسم، لكن وصول راشفورد ودونيل مالين وماركو أسينسيو من شأنه أن يسمح للاعب ميدلسبره السابق بتولي دور مركزي، إذ يميل إيمري إلى تفضيل استخدام مهاجم سريع على أحد الأجنحة، ولاعب خط وسط أكثر على الجانب الآخر، وعادة ما يكون هذا من نصيب جون ماكجين أو جاكوب رامسي.
قد تكون التعقيدات بالنسبة إلى راشفورد هي أن الجناح كان يميل غالباً إلى اللعب في جهة اليمين، وهو الجانب الأقل تفضيلاً بالنسبة إليه.
لكن فيلا عانى معدل دوران مرتفعاً للاعبين الجناحين من دون مردود مرتفع، إذ جاء موسى ديابي وذهب في عام من التألق المتقطع والعروض المختلطة، وعاد جادين فيلوغين وذهب في غضون ستة أشهر، وقد كان رائعاً ضد بايرن ميونيخ الألماني، وبخلاف ذلك كان مخيباً للآمال، وكان ليون بايلي ثابتاً لكنه سجل 10 أهداف في الموسم الماضي وهدفاً واحداً فقط هذا الموسم، ولم يكن لدى فيلا سوى ثلاثة لاعبين أسهموا بأكثر من أربعة أهداف وواحد منهم هو دوران، وقد رحل.
لقد ولدت عملة التدوير المحمومة في أستون فيلا كثيراً من الاحتمالات، ورفضوا عرضاً من أرسنال للتعاقد مع واتكينز، لكنهم حصلوا على ترقية في الهجوم بعد القيام بست صفقات، ومن بين الثلاثة المغادرين - دوران وفيلوغين وإيمي بوينديا - قدم الكولومبي فقط مساهمة كبيرة، وقد كان لدى الثلاثي الجديد راشفورد ومالين وأسينسيو، الموهبة والخبرات اللازمة للقيام بذلك.
وبينما تظهر لوائح الربح والاستدامة الخاصة بالدوري الإنجليزي الممتاز في السياق العام للأحداث فإن تعاقدات فيلا الأخيرة في الفترات الصيفية لم تكن ناجحة، إذ انتقل دوغلاس لويز إلى يوفنتوس، وانضم إنزو بارينيشيا وصامويل إيلينغ جونيور إلى فيلا، ثم خرجا مرة أخرى على سبيل الإعارة، أو لويس دوبين الذي انضم من إيفرتون وأصبح شخصية منسية بينما أُعير للمرة الثانية إلى دوري الدرجة الأولى هذا الموسم، وفي الوقت نفسه ظهر أمادو أونانا كبديل مفيد كما كان روس باركلي، لكن من الممكن أن نجادل بقوة في أن أياً من هؤلاء اللاعبين يعد عضواً في أقوى تشكيلة للفريق.
وإذا كان البيع المربح لدوران، ورحيل فيلوغين السريع وخروج دييغو كارلوس قد خلق مجالاً لعقد صفقات جديدة، فإن صفقات فيلا (واهتمامهم بجواو فيليكس) تشير إلى أن إيمري لديه نوع من التركيز على المواهب المفقودة، التي تبحث عن شخص قادر على إحياء مسيرتهم المهنية، وراشفورد يناسب نمطاً أوسع، فربما يرى فيلا أنه إذا حصل على مهاجم من فئة النخبة فإن سياسة مدربه ستنجح، بينما يحتاج راشفورد إلى أن تكون قصة نجاحه مرتبطة به هو.
© The Independent