Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باكستان تجمع الخصوم والحلفاء في تمرين "أمان" البحري

رئيس أركان البحرية لـ"اندبندنت عربية": حجم التهديدات وتنوع التحديات في منطقتنا يفوق قدرة أية دولة على التعامل معها وحدها

تشهد التدريبات البحرية على السواحل الباكستانية اجتماع الخصوم والحلفاء والشركاء بسفنهم البحرية وقواتهم العسكرية (البحرية الباكستانية)

ملخص

في حدث يعكس ديناميكيات السياسة الدولية تشهد التدريبات البحرية على السواحل الباكستانية اجتماع الخصوم والحلفاء والشركاء بسفنهم البحرية وقواتهم العسكرية، ويشارك في هذا العام نحو 60 دولة، من بينها السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين، وكذلك الصين وأميركا وإيران وبريطانيا وروسيا ونيجيريا، لتلتقي المصالح على رغم الخلافات مع تزايد الأخطار التي تهدد الملاحة البحرية.

تستعد باكستان لاستضافة النسخة التاسعة من التمرين البحري "أمان 25"، في الفترة من السابع إلى الـ11 من فبراير (شباط) 2025 بمدينة كراتشي الساحلية، ويهدف التمرين إلى مواجهة التهديدات البحرية المتزايدة كالإرهاب البحري والقرصنة وتهريب الأسلحة والمخدرات، إضافة إلى تعزيز التنسيق الأمني بين البحريات الإقليمية والدولية في واحدة من أكثر المناطق البحرية حساسية واستراتيجية في العالم.

وانطلق "أمان" للمرة الأولى في عام 2007 وشاركت فيه 28 دولة، وفرض التمرين البحري نفسه كواحد من أبرز الأحداث العسكرية الدولية، متوسعاً عاماً بعد آخر ليشمل 50 دولة عام 2023، في انعكاس واضح لأهمية التعاون المشترك لمواجهة التحديات البحرية التي تجاوزت الحدود التقليدية، وباتت تتطلب حلولاً جماعية أكثر فاعلية.

وفي حدث يعكس ديناميكيات السياسة الدولية، تشهد التدريبات البحرية على السواحل الباكستانية اجتماع الخصوم والحلفاء والشركاء بسفنهم البحرية وقواتهم العسكرية ويشارك في هذا العام نحو 60 دولة، من بينها السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين، وكذلك الصين وأميركا وإيران وبريطانيا وروسيا ونيجيريا، لتلتقي المصالح على رغم الخلافات مع تزايد الأخطار التي تهدد الملاحة البحرية.

 

وتأتي مشاركة السعودية في الحدث العسكري "أمان 25" ضمن إطار التزامها بتعزيز الأمن البحري وحماية الممرات البحرية الدولية، إلى جانب عقود من التعاون الاستراتيجي مع باكستان في المجال العسكري والدفاعي.

كما تسعى الدول المشاركة إلى توحيد جهودها لمواجهة السيناريوهات الأمنية المختلفة، من خلال تدريبات متخصصة ومناورات تحاكي التهديدات البحرية.

تمرين أمان البحري

وفي السياق تحدث رئيس أركان البحرية الباكستانية الفريق أول ركن نفيد أشرف لـ"اندبندنت عربية" عن أهمية التمرين، ومستقبل التعاون البحري بين الدول المشاركة، والانعكاسات الجيوسياسية للأحداث الراهنة على أمن المحيط الهندي.

وقال إن "التدريب يمثل منصة دولية لتعزيز التعاون بين القوات البحرية، إذ يتيح فرصة لتبادل الخبرات وتحسين التنسيق لمواجهة الجرائم البحرية والإرهاب"، موضحاً بأن تمرين "أمان 25" يهدف إلى تعزيز التعاون الدولي والإقليمي، ويشمل مناقشات أكاديمية وتمارين ميدانية لرفع جاهزية القوات المشاركة وتطوير التكامل العملياتي.

تحديات جيوسياسية

ومع تطور المشهد الأمني ​​البحري في المحيط الهندي، بما في ذلك المنافسة الاستراتيجية والصراعات الإقليمية والتحولات الجيوسياسية إلى جانب القرصنة والإرهاب البحري وتهريب المخدرات، واجهت البحرية الباكستانية تحديات في سبيل حماية مصالحها الوطنية والإقليمية.

 

وقال الفريق أول الركن الباكستاني إن "البيئة الجيوسياسية الحالية مضطربة وغير مستقرة ومعقدة وغامضة"، منوهاً بأن المنافسة الجيوسياسية والاقتصادية المستمرة في المنطقة كان لها تأثير مباشر في الأمن البحري، ومن ثم فإن العدوان الإسرائيلي وردود فعل ميليشيات الحوثي خلقت ظروفاً تهدد خطوط الاتصال البحرية (SLOCs) التي تمر عبر البحر الأحمر وخليج عدن.

تهديدات أمنية

وأضاف القائد الباكستاني أن "حجم وتنوع التهديدات والتحديات في منطقتنا يفوق قدرة أية دولة على التعامل معها بمفردها، ويتطلب تعاوناً بحرياً مشتركاً بين الدول لضمان أمن المنطقة"، لافتاً إلى أن مبدأ البحرية الباكستانية هو الحفاظ على بيئة بحرية آمنة ضد التهديدات والمساهمة الفعالة في تأمين الممرات البحرية الحيوية في بحر العرب على رغم الإمكانات المحدودة كقوة بحرية متوسطة.

 

وتابع أن القوات البحرية الباكستانية تنظر إلى التهديدات غير التقليدية بوصفها من أخطر التحديات الأمنية وأن المشاركة في التحالف الدولي (CTF-150 و CTF-151) عززت التصدي لها، إذ تعمل السفن وفق خطط متكاملة لضمان الأمن البحري الشامل، إضافة إلى تعزيز قدرات المراقبة والاستطلاع من خلال إدخال منصات حديثة وتطوير قدراتها وتنوعها بما في ذلك الطائرات المسيرة، إلى جانب السفن المزودة بأحدث التقنيات في خطوة لتعزيز قدرات البحرية على التعامل مع التحديات الأمنية المختلفة.

دوريات الأمن البحرية

وتطرق رئيس أركان البحرية الباكستانية إلى أن حكومة بلاده تدرك أهمية القطاع البحري كونه العمود الفقري للاقتصاد الوطني، وتعمل على تقديم الدعم اللازم لضمان استمرارية العمليات البحرية وتعزيز الأمن البحري.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد أن إطلاق دوريات الأمن البحري الإقليمي في عام 2018 كان خطوة استراتيجية لمواجهة التهديدات، مثل الإرهاب البحري والقرصنة وتهريب المخدرات والأسلحة وضمان بيئة خالية من التهديدات في المناطق القريبة والبعيدة من باكستان، موضحاً أن "هذه المبادرة تشمل ثلاثة محاور رئيسة، إذ تقوم السفن خلالها بدوريات منتظمة لضمان استمرار الأنشطة الاقتصادية والعلمية من دون انقطاع في الشرق نحو جزر المالديف وسريلانكا والغرب على خليج عدن والساحل الشرقي لأفريقيا، وكذلك الجهة الشمالية في خليج عمان والخليج العربي وبحر العرب".

أنشطة غير قانونية

أوضح قائد البحرية أن الهدف الأساس لمبادرة دوريات الأمن البحري الإقليمية هو ردع الأنشطة غير القانونية، وضمان استقلالية استراتيجية العمليات، مشيراً إلى أنه يمكن لأية دولة الانضمام إلى المبادرة كعضو دائم أو من خلال الانضمام الموقت، إذ يمكن للدول إرسال سفنها للقيام بدوريات مشتركة مع سفن البحرية الباكستانية في المناطق المهمة للأمن البحري.

وعن نتائج وجود دوريات الأمن البحري أشار إلى أن الحضور المستمر في المنطقة أسهم في تقليل التهديدات التي كشفت عن ضبط 10 أطنان من المخدرات خلال عام 2024، مما يعكس نجاح المبادرة.

اقرأ المزيد

المزيد من حوارات