Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

متمردو الكونغو يسيطرون على مطار غوما مع استمرار المعارك

17 قتيلاً ومئات المصابين وواشنطن تدين هجوم "أم 23" المدعومة من رواندا

ملخص

دخل مقاتلون من حركة "أم 23" بمؤازرة أكثر من 3500 جندي رواندي بحسب الأمم المتحدة غوما الأحد الماضي بعد حصار استمر أياماً عدة وفق مصادر أممية وأمنية.

سيطرت حركة "إم 23" والقوات الرواندية اليوم الثلاثاء على مطار غوما، وهي مدينة كبيرة في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية باتت على وشك السقوط بالكامل في أيدي القوتين الحليفتين.

وقال مصدر أمني لوكالة فرانس برس "لقد سيطروا على المطار، وقادة من حركة إم 23 موجودون هناك"، لافتا إلى أن "أكثر من 1200 جندي كونغولي استسلموا ويتمركزون في قاعدة تابعة لقوات مونوسكو (بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديموقراطية)".

وقال كورني نانجا زعيم تحالف نهر الكونغو، الذي يضم حركة 23 مارس المتمردة، لرويترز اليوم الثلاثاء إن الحركة تخطط لتولي إدارة مدينة غوما بعد أن دخلت إليها أمس الاثنين.

وتناثرت جثث في الشوارع وتردد دوي إطلاق النار ولم تعد المستشفيات قادرة على استقبال مصابين اليوم الثلاثاء في غوما، حيث لا يزال متمردو حركة 23 مارس المدعومة من رواندا يواجهون جيوب مقاومة من الجيش وفصائل مسلحة متحالفة مع الحكومة.

وبعد يوم من دخول المتمردين إلى المدينة الواقعة على ضفاف إحدى البحيرات، هاجم محتجون في العاصمة مجمع الأمم المتحدة وسفارات عدة بلدان منها رواندا وفرنسا والولايات المتحدة، معبرين عن غضبهم مما قالوا إنه تدخل أجنبي.

وقُتل 17 شخصاً في الأقل وأصيب 367 آخرون في اشتباكات غوما، وفق حصيلة لوكالة الصحافة الفرنسية تستند إلى معطيات من عدة مستشفيات.

واندلعت معارك عنيفة في غوما بين القوات العسكرية الكونغولية ومقاتلي حركة "أم 23" مدعومين من جنود روانديين دخلوا المدينة، فيما أفادت كيغالي عن مقتل خمسة مدنيين في الأقل على الأراضي الرواندية.

وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في إقليم شمال كيفو، ميريام فافييه، والتي تقدم مساعدة لمستشفيات عدة بالمدينة، "تعمل فرقنا الجراحية على مدى الساعة للتعامل مع التدفق الهائل للجرحى، في حين يستمر القتال".

جيوب مقاومة

وواجه متمردو "أم 23" الليلة الماضية جيوب مقاومة من الجيش وفصائل مسلحة متحالفة مع الحكومة، وذلك بعد دخولهم غوما.

وقال سكان في عدة أحياء إنهم سمعوا دوي إطلاق نار من أسلحة صغيرة وبعض الانفجارات القوية صباح اليوم الثلاثاء، وخصوصاً قرب المطار الذي قالت مصادر إنه لا يزال تحت سيطرة قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات حكومية.

وبحث رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامابوسا التصعيد الأحدث مع نظيره الرواندي بول كاجامي بعد مقتل تسعة من قوات حفظ السلام الجنوب أفريقية في الكونغو قبل أيام، واتفقا على الحاجة إلى وقف إطلاق النار.

وتجاهلت حركة "أم 23" دعوات من زعماء من حول العالم لوقف هجومهم. كما رفضت رواندا التي كانت قد أنكرت في السابق وجود قواتها العسكرية في الكونغو، الدعوات التي طالبت قواتها بالانسحاب، قائلةً إن أمن بلادها مهدد.

وتحملت جنوب أفريقيا التي تشارك بقوات في بعثة الأمم المتحدة وغيرها، العبء الأكبر من الخسائر في صفوف قوات حفظ السلام. ويتهم منتقدون حكومة جنوب أفريقيا بعدم بذل جهود كافية لضمان تجهيز قواتها بصورة مناسبة لهذا الصراع.

وأعلنت قوة الدفاع اليوم مقتل أربعة جنود آخرين من جنوب أفريقيا بالمواجهات في الكونغو.

ولم يشر بيان صدر عن الرئاسة في جنوب أفريقيا بعد محادثات رامابوسا وكاجامي إلى القتلى. وجاء في البيان أن "رئيسي الدولتين اتفقا على الحاجة الملحة إلى وقف إطلاق النار واستئناف محادثات السلام بين جميع أطراف الصراع".

إدانة أميركية

قالت وزارة الخارجية الأميركية إن وزير الخارجية ماركو روبيو أجرى اتصالاً هاتفياً أمس مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي دان فيه هجوم الميليشيات المتمردة المدعومة من رواندا على غوما، أكبر مدن البلاد.

وذكرت الوزارة في بيان، "ندد الوزير روبيو بالهجوم على غوما الذي شنته حركة (أم 23) المدعومة من رواندا وأكد احترام الولايات المتحدة لسيادة جمهورية الكونغو الديمقراطية".

حصار لأيام

ووقع قصف بالمدفعية الثقيلة في وسط المدينة الواقعة على ضفاف نهر كيفو. ومن الصعب تحديد أجزاء المدينة التي سقطت في أيدي حركة "أم 23" والجنود الروانديين، وأيها لا تزال تحت سيطرة كينشاسا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان - نويل بارو صباح الإثنين إن "غوما على وشك السقوط"، مندداً بشدة بالهجوم العسكري الذي تتعرض له المدينة.

ودخل مقاتلون من حركة "أم 23" بمؤازرة أكثر من 3500 جندي رواندي بحسب الأمم المتحدة غوما الأحد الماضي بعد حصار استمر أياماً عدة وفق مصادر أممية وأمنية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أول رد فعل رسمي كونغولي منذ دخول حركة "أم 23" إلى المدينة، قال المتحدث باسم الحكومة باتريك مويايا على منصة "إكس" الإثنين إن "الحكومة تواصل العمل لتجنب مجزرة وخسائر بشرية".

ومساء الأحد الماضي تحدثت الحركة المتمردة في بيان عن "هذا اليوم المجيد في إطار تحرير مدينة غوما"، موجهة إنذارا إلى الجنود الكونغوليين لتسليم أسلحتهم.

في الأثناء، استيقظت غوما أمس على فوضى إطلاق النار وهرب محتجزين من السجن المحلي. لكن في بعض أحيائها، استقبل عدد من السكان مقاتلي حركة "أم 23" بفرح.

وأفادت إذاعة وتلفزيون رواندا بأن بعض الجنود الكونغوليين عبروا الحدود ووصلوا على بعد بضعة كيلومترات من الأراضي الرواندية، حيث سلموا أسلحتهم، الأمر الذي أكدته مصادر في الأمم المتحدة.

وأكد المتحدث باسم الجيش الرواندي رونالد رويفانغا أن "أكثر من 120 عنصراً في القوات المسلحة الكونغولية وميليشيات وازاليندو (الموالية لكينشاسا) وصلوا وقمنا بنزع سلاحهم كما فعلنا مع كثر غيرهم في الأعوام الماضية".

والأحد اتهمت كينشاسا رواندا بـ"إعلان الحرب" بعد إرسالها قوات إضافية إلى البلد يراوح عددها ما بين 500 وألف عنصر، وفق ما أفادت مصادر أممية، في حين دعت الأمم المتحدة كيغالي إلى سحب وحداتها من المنطقة.

وردت وزارة الخارجية الرواندية ليلاً بالقول إنها تحافظ على "وضعية دفاعية دائمة" في ظل المعارك التي تشكل "تهديداً خطراً على أمن رواندا".

وتأسست "أم 23" (حركة 23 مارس) عام 2012 واحتلت غوما لمدة وجيزة قبل أن تُهزم عسكرياً في العام التالي.

وأدى تقدم الحركة أخيراً، بالتزامن مع التصعيد الدبلوماسي بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، إلى دعوة نيروبي إلى عقد قمة بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي خلال اليومين المقبلين، في شأن هذا النزاع القائم منذ أكثر من ثلاثة أعوام. وقالت كينيا الإثنين، إن هذه القمة ستُعقد الأربعاء.

وتتوالى النزاعات منذ أكثر من 30 عاماً في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية الغنية بالموارد الطبيعية. وسبق أن أُعلن التوصل إلى ستة اتفاقات لوقف إطلاق النار وهدنة في المنطقة، لكنها سرعان من انتهكت. ووقع آخر اتفاق لوقف النار في نهاية يوليو (تموز) 2024.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات