ملخص
تشير دراسة جديدة إلى أن أدوية فقدان الوزن مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" قد تسهم في تحسين صحة القلب وتقليل خطر السكتة الدماغية والخرف، استناداً إلى بيانات "وزارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية". لكن ورغم النتائج الإيجابية، يؤكد الخبراء الحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد الفوائد طويلة الأمد.
تشير أبحاث جديدة إلى أن أدوية فقدان الوزن مثل "أوزمبيك" و"ويغوفي" قد تسهم في تحسين الصحة من خلال تقليل خطر السكتة الدماغية والخرف.
استخدم الباحثون بيانات "وزارة شؤون المحاربين القدامى الأميركية" للعثور على أشخاص مصابين بالسكري استخدموا أدوية تحوي ناهضات مستقبلات"جي أل بي - 1"GLP-1 [أدوية تحاكي عمل الببتيد الشبيه بالغلوكاجون-1 (GLP-1)، وهو هرمون طبيعي يُفرَز في الأمعاء بعد تناول الطعام. يقوم هذا الهرمون بدور مهم في تنظيم مستويات السكر في الدم والشهية]، والمتوافرة في حقن مثبطات الشهية، ومقارنتها بأدوية السكري التقليدية لتحديد تأثيرها في 175 مرضاً وحالاً صحية أخرى.
وأظهرت الدراسة المنشورة هذا الأسبوع في مجلة "نيتشر ميديسن" Nature Medicine، تحسناً كبيراً في صحة القلب لدى الأشخاص الذين يستخدمون الحقن الجديدة، مع تقليل واضح في أخطار السكتة الدماغية واضطرابات التجلط وارتفاع ضغط الدم وسكتات القلب، فضلاً عن انخفاض خطر تعاطي الكحول والمخدرات.
فيما حذر خبراء آخرون من أن مزيداً من الأبحاث ضرورية لتوثيق الفوائد الصحية الإضافية للأدوية المضادة للسمنة التي تحظى بشعبية متزايدة، مؤكدين في الوقت نفسه أن الدراسة تظهر بصورة واضحة أمان استخدام هذه الأدوية على المدى الطويل.
واستناداً إلى بيانات تمتد لثلاثة أعوام ونصف، وجد الفريق أن الأشخاص الذين تناولوا الأدوية الجديدة كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض ألزهايمر وباركنسون مقارنة بالعلاجات التقليدية، كما انخفضت لديهم أخطار الفصام والأفكار الانتحارية.
ويظن العلماء أن هذه الفوائد قد لا تقتصر على مرضى السكري فحسب، بل يمكن أن تشمل كذلك الأشخاص الذين يستخدمون الحقن لمكافحة السمنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال الدكتور زياد العلي، الباحث الرئيس وأستاذ علم الأوبئة السريرية في جامعة واشنطن "هذا مجال جديد تماماً".
مع ذلك، لاحظ الفريق زيادة في أخطار بعض الاضطرابات الأخرى، مثل مشكلات الجهاز الهضمي وحالات التهاب المفاصل.
من جانبه، قال السير ستيفن أورايلي، أستاذ الكيمياء الحيوية السريرية والطب ومدير معهد "ويلكوم-أم آر سي" Wellcome-MRC لعلوم الأيض في جامعة كامبريدج، إن دراسات كهذه "يجب تفسيرها بحذر شديد".
وأوضح أنه "لم يتم اختيار المشاركين في الدراسة بصورة عشوائية لتلقي علاج ناهضات مستقبلات ’جي أل بي - 1’، مما يعني أن الفروقات بين من استخدموا هذا الدواء ومن لم يستخدموه قد تكون ناتجة من عوامل أخرى غير الدواء". وأشار إلى أن البيانات تميل بصورة كبيرة نحو الرجال البيض الأكبر سناً لأنها مستمدة من قاعدة بيانات المحاربين القدامى".
وأضاف "مع ذلك، تقدم الدراسة تأكيداً مطمئناً في شأن سلامة هذه الفئة من الأدوية، مع إظهار فوائد واضحة على صحة القلب، والحد من خطر السكتات الدماغية، وتحسين صحة الكلى والأوعية الدموية".
وأكمل "كشفت النتائج عن انخفاض مشجع في معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان البنكرياس. والأهم، أنه على رغم الجدل الإعلامي حول التأثيرات النفسية لهذه الأدوية، أظهرت المجموعة التي استخدمتها معدلات أقل للفصام واضطرابات تعاطي الكحول والمخدرات وأفكار الانتحار."
وبصورة عامة، أشار البروفيسور أورايلي إلى أن النتائج تبين بصورة مطمئنة التوازن بين الفوائد والأخطار لاستخدام ناهضات "جي أل بي - 1" على المدى الطويل لدى مرضى السكري.
وقال "ننتظر باهتمام الدراسات المستقبلية التي ستشمل الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوية لعلاج السمنة من دون الإصابة بالسكري".
ومن جانبه، أكد نافيد ستار، أستاذ الطب الأيضي والمستشار الفخري في "جامعة غلاسكو" في اسكتلندا، "على رغم أن الدراسة كانت قائمة على الملاحظة، ولا يمكن اعتبارها نهائية، فإن بعض الفوائد المقترحة مثل تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب الشديدة قد تم تأكيدها في التجارب العشوائية".
وأضاف "الدراسة مثيرة للاهتمام، لكن نتائجها لا ترقى إلى مستوى الأدلة التي توفرها التجارب العشوائية المحكمة بالدواء الوهمي والتي تعتبر الأكثر موثوقية".
واستطرد: "لحسن الحظ، هناك تجارب عشوائية كبيرة جارية حالياً باستخدام العلاجات المعتمدة على ناهضات مستقبلات ’جي أل بي - 1’ التي تحقق فقداناً أكبر للوزن، ومن المتوقع أن تصدر نتائجها خلال عام إلى أربعة أعوام مقبلة. مثل هذه التجارب ستقربنا كثيراً من الحقيقة".
© The Independent