ملخص
مبادرة وتمسك نيوكاسل السر وراء توقف قاطرة انتصارات ليفربول وعودة السباق إلى اللقب إلى نقطة أكثر إثارة في الدوري الإنجليزي
قبل انطلاق صافرة الحكم أندرو مادلي لإعلان بداية مباراة نيوكاسل وليفربول في ملعب "سانت جيمس بارك" ضمن الجولة الـ14 من الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم كان الجميع على علم بمدى صعوبة هذه المواجهة على الفريق الزائر الذي يتصدر ترتيب المسابقة برصيد 34 نقطة لكن القليل من المتابعين كانوا يتوقعون تعثر فريق ليفربول الذي أصبح يوصف بأنه أفضل فريق في العالم.
دخل ليفربول مباراة نيوكاسل منتشياً بسلسلة من الانتصارات المتتالية في سبع مباريات بكل البطولات كان آخرها أمام ريال مدريد الإسباني في دوري أبطال أوروبا بنتيجة (2 - 0)، وبنفس النتيجة على مانشستر سيتي حامل لقب الدوري الإنجليزي، ليقف العالم عاجزاً عن إيجاد وصف مناسب لقوة الفريق الذي يقوده حالياً المدرب الهولندي آرني سلوت الذي حل بديلاً للألماني يورغن كلوب الذي رحل عن منصبه خلال الصيف الماضي.
وكانت انتصارات ليفربول في الأسابيع الماضية تقابل سقوطاً مستمراً من منافسيه ليصل الفارق قبل مباريات الجولة الـ14 إلى تسع نقاط مع كل من تشيلسي وأرسنال صاحبي المركزين الثاني والثالث - على الترتيب - و11 نقطة مع مانشستر سيتي الذي بدا أنه فقد بوصلة الانتصارات بعد السقوط في آخر أربع مباريات بالدوري.
وبدأت الأحاديث في الصحف ووسائل الإعلام الإنجليزية والأوروبية عن اقتراب ليفربول من رفع كأس الدوري الإنجليزي للمرة الـ20 في تاريخه ليتساوى مع صاحب الرقم القياسي مانشستر يونايتد، علماً بأنه لم تحدث سوى ثلاث مرات في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز عندما فشل فريق مثل ليفربول المتقدم على أقرب ملاحقيه بتسع نقاط أو أكثر في الفوز باللقب في النهاية.
في موسم (1992 - 1993) عندما كان نورويتش سيتي متقدماً بفارق 12 نقطة على مانشستر يونايتد، وإن كان ذلك بعد 18 مباراة لعبت مقابل 17 ليونايتد، وفي موسم (1995 - 1996) عندما كان نيوكاسل يونايتد متقدماً بفارق 12 نقطة على مانشستر يونايتد بعد 23 مباراة، وفي موسم (1997 - 1998) عندما كان مانشستر يونايتد متقدماً بفارق 13 نقطة على أرسنال، وإن كان ذلك بعد 20 مباراة للمتصدر في مقابل 19 مباراة لملاحقه.
لكن فجأة بدا ليفربول أكثر هشاشة أمام نيوكاسل القوي والمباغت الذي تقدم في الدقيقة الـ35 من تسديدة صاروخية لمهاجمه السويدي ألسكاندر إيساك ثم استعاد التقدم مجدداً في الدقيقة الـ62 عن طريق جناحه الإنجليزي أنتوني غوردون بعد تعادل ليفربول عبر لاعب وسطه كورتيس جونز في الدقيقة الـ50.
وحافظ نيوكاسل على تماسكه على رغم الهدفين المزلزلين لنجم ليفربول، المصري محمد صلاح في الدقيقتين الـ68 والـ83، وتمكن فريق "الماكبايس" من خطف هدف التعادل المتأخر عن طريق مدافعه فابيان شار، ليقتنص نقطة من متصدر الترتيب ويهدر عليه نقطتين، ليصبح رصيد ليفربول 35 نقطة ويرتفع رصيد نيوكاسل إلى 20 نقطة في المركز الـ10.
وفي المقابل حقق مانشستر سيتي فوزاً بنتيجة (3 - 0) على ضيفه نوتنغهام فورست ليرفع رصيده إلى 26 نقطة في المركز الرابع ويقلص الفارق مع ليفربول إلى تسع نقاط، كما اكتسح تشيلسي مضيفه ساوثامبتون بنتيجة (5 - 1) ليرفع رصيده إلى 28 نقطة في المركز الثاني بفارق سبع نقاط عن ليفربول، وهو نفسه الرصيد الذي وصل إليه أرسنال الذي حسم إحدى أهم مباريات الكلاسيكو في الدوري الإنجليزي بالفوز (2 - 0) على مانشستر يونايتد.
وبعدما اشتعلت المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي مجدداً مع تبقي 24 جولة يبدو أن تشيلسي الذي عاد من بعيد أصبح المنافس الأكبر لليفربول.
وحقق تشيلسي الذي يقوده المدرب إنزو ماريسكا نتائج مثيرة للإعجاب عقب الهزيمة من ليفربول (1 - 2) في الجولة الثامنة حيث فاز على نيوكاسل ثم تعادل مع مانشستر يونايتد وأرسنال ثم حقق ثلاثة انتصارات متتالية ضد ليستر سيتي وأستون فيلا وساوثامبتون.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واستمتع ماريسكا بأصوات الجماهير التي هتفت باسمه خلال الفوز الكبير أمس، وقال في المؤتمر الصحافي "كان شعوراً جيداً للغاية. يمكنكم رؤية أنهم سعداء وهذا هو هدفنا، نحن نعمل كل يوم لإبقائهم سعداء".
"كان شعوراً جيداً للغاية لمن تمكنوا من رؤية عودة تشيلسي وهذا أمر مهم".
وتولى ماريسكا تدريب تشيلسي، الذي أنهى الموسم الماضي في المركز السادس تحت قيادة المدرب ماوريسيو بوتشيتينو، وقدم الفريق أداء رائعاً جعله يتقدم بفارق تسع نقاط عن نفس المرحلة في الموسم السابق.
وقال ماريسكا "أعتقد أن هذا شعور جيد، ليس فقط بالنسبة للمالكين ولكن أيضاً للاعبين والنادي والجماهير، شعور جيد لنا جميعاً".
"تساعدنا النتائج كثيراً بكل تأكيد على تقليل الضوضاء حول النادي".
أما الإسباني ميكيل أرتيتا مدرب أرسنال فقد أبدى سعادة بالفوز بهدفين من ضربتين ثابتتين إذ سجل يورن تيمبر ووليام ساليبا هدفين من ركلتين ركنيتين.
وقال أرتيتا، الذي ضحك لفترة وجيزة بعدما سُئل مرة أخرى عن كفاءة فريقه في التعامل مع الكرات الثابتة، إن هذا العنصر في أسلوب أرسنال هدفه أن يجعل الفريق متكاملاً أكثر.
وقال للصحافيين "نريد أن نكون خطيرين وفعالين للغاية من كل النواحي، وفي كل مرحلة من مراحل اللعب ونحن نعمل على كل ذلك".
"كان بوسعنا التسجيل من اللعب المفتوح كما فعلنا ضد وست هام وضد سبورتنغ (لشبونة)، لذلك فإن الفريق لديه اعتقاد حقيقي بأن لدينا العقلية اللازمة لتهديد المنافس من كل النواحي ومحاولة التسجيل".
وأصر أرتيتا على أنه لم يسمح لتغير نتيجة مباراة ليفربول بالتأثير على أسلوبه في التعامل مع مباراة يونايتد، لكنه قال إن رد فعل فريقه على النكسات في وقت سابق من الموسم أظهر عقلية إيجابية".
وقال "الرغبة في الفوز موجودة. لقد بذلنا قصارى جهدنا لتحقيق ذلك. صحيح أننا مررنا بالكثير خلال تلك الفترة، (بسبب) جدول المباريات ومركزنا في الترتيب. هناك الكثير من الأشياء وعلينا التفاعل معها".
"الأمر يتعلق بمحاولة تكرار الفوز في المرة المقبلة. بعد أن فزنا بأربع مباريات متتالية، لم يعد ذلك يهم، يتعين علينا الذهاب إلى فولهام وأن نكون أفضل منه".
أما مدرب مانشستر سيتي بيب غوارديولا فقال إن عودة نجم فريقه كيفين دي بروين للتألق كانت مفتاحاً لفوز الفريق السماوي، وقال غوارديولا للصحافيين "سنرى كيف سيتعافى بعد فترة طويلة من الإصابة. الحقيقة هي أنه شارك في عدد قليل من المباريات في الموسم الماضي وهذا الموسم".
ويزيد جدول المباريات المرهق في ديسمبر (كانون الأول) الجاري من حدة المخاوف، إذ يحل سيتي ضيفاً على كريستال بالاس بعد غد السبت.
وأضاف غوارديولا "ثلاثة أيام، (أمامنا) ثلاثة أيام، سنرى كيف يشعر (دي بروين) خلال هذه المدة".
وأردف غوارديولا "كنا في حاجة إلى ذلك. كان النادي واللاعبون والجميع في حاجة إلى الفوز. وبعد ما حدث في الماضي لم نسترخ حتى أطلق الحكم صفارة النهاية".