ملخص
في خضم التغييرات الواسعة في نظام مباريات المرحلة الأولى من دوري أبطال أوروبا الجديد يخيم رئيس "يويفا" ألكسندر تشيفرين على المشهد وكأنه أراد أن يكون في المركز ويعيد تقديم نفسه كرمز للعبة في القارة على غرار جياني إنفانتينو الذي انطلق لرئاسة "فيفا"
الشيء الوحيد الذي يجب تذكره عن دوري أبطال أوروبا الجديد، إذا تمكنت بالفعل من فهم القائمة الضخمة للمباريات المعروضة بسرعة على الشاشة، هو أننا لن نعرف حقاً كيف تسير هذه المسابقة حتى يتم لعبها بالفعل.
قد تعمل بصورة جيدة إذ يعتقد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" أن النموذج كان ناجحاً، وقد أسفرت قرعة أمس الخميس عن بعض المباريات المثيرة مع قصص تاريخية، كما تم استعادة بعض آخر خمسة نهائيات، بما في ذلك ريال مدريد وليفربول.
ويواجه "الريدز" أيضاً باير ليفركوزن الذي يتولى تدريبه تشابي ألونسو، بينما يستضيف أرسنال نظيره باريس سان جيرمان الفرنسي الذي لعب له المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا، ويحصل أستون فيلا على فرصة إعادة نهائي 1982 ضد بايرن ميونيخ.
من المؤكد أن هناك مزيداً من المباريات بين الأندية الغنية، وهذا بالطبع هو السبب وراء وجودنا جميعاً هنا، إذ اتفق على هذا الشكل في صباح اليوم التالي لإطلاق مسابقة دوري السوبر الأوروبي المنكوبة في أبريل (نيسان) 2021، وكان التهديد الذي تشكله هذه الخطة هو الذي أجبر "يويفا" على اتخاذ هذا القرار في المقام الأول.
لقد كان الأمر ثقيلاً جداً على الجميع لدرجة أن الكلمتين كادتا أن تقالا.
كان زلاتان إبراهيموفيتش على وشك وصف المسابقة بأنها "دوري السوبر" الخاص بألكسندر تشيفرين في مقطع فيديو ترويجي غريب، لكن رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قطع حديثه بصورة مسرحية. وحتى قبل ذلك كانت هناك سخرية مشفرة من أحد كبار مهندسي دوري السوبر، رئيس يوفنتوس السابق أندريا أنييلي.
تم منح الجوائز لجيجي بوفون، أحد أعظم أساطير النادي الإيطالي، وكريستيانو رونالدو، اللاعب الذي تعاقد معه أنييلي خصيصاً لمحاولة نقل يوفنتوس إلى مرتبة أعلى.
وصف بوفون هذه المسابقة بأنها أهم مسابقة للأندية، بينما كان لدى رونالدو مشهد رئيس يضغط فيه على زر كبير على غرار برنامج الألعاب ليكشف عن اختيار البرنامج المباريات.
ولكن في بعض الأحيان يبدو الأمر كأن المباريات تظهر قبل الضغط على الزر بجزء من الثانية، وربما كان ذلك مجرد استعراض.
ولكن هذا كان جزءاً من الهدف، فبما أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نفسه قال إن معظم قرعة المباريات يجب أن تتم إلكترونياً لأن القرعة اليدوية تستغرق أربع ساعات، فقد كان بوسعه أن يضغط حرفياً على زر يضبط كل شيء ثم يرسل بعض رسائل البريد الإلكتروني.
كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لا يزال يريد نوعاً من العرض من أجل تعزيز الشعور بالإثارة في المنافسة، ولأن هذا هو ما تفعله في الترفيه الحديث، ولكن المفارقة كانت أن الصورة الفعلية لم تكن مناسبة تماماً لهذا.
ومن بين مزايا نظام المجموعات الثماني المكون من 32 فريقاً الكلاسيكي أنك ترى على الفور من هو الفريق الذي تواجهه ويمكنك أن تدرك على الفور ما يعنيه ذلك، وكان هذا ينطوي على توتر متأصل، إذ عليك فقط أن تفكر أيضاً في كيفية تذكر المجموعات في كأس العالم، على سبيل المثال، في غضون يوم واحد.
وفي هذا الصدد، كانت الشكوى الشائعة في شأن دوري أبطال أوروبا القديم هي أن مرحلة المجموعات أصبحت قديمة، هذا صحيح، لكن الأمر لم يكن مرتبطاً بالشكل، فقد نجح هذا الشكل بصورة مثيرة في كأس العالم، إلى الحد الذي اضطر معه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى التخلي عن خططه لإعادة هيكلة نفسه.
وكانت المشكلة تتلخص في التفاوت المالي، إذ تأهل 15 من بين 16 نادياً من أغنى الأندية دائماً، ولم يتعامل مع هذه المشكلة.
ومن المؤكد أن هذا الشكل من شأنه أن يزيد الأمور سوءاً، لأنه نفذ كله بناءً على طلب الأندية الكبرى.
وربما تحصل الأندية الأقل ثراءً على مزيد من المال، ولكن هذا من وعاء أكبر كثيراً، مع حصول الأندية الأكثر ثراءً على مزيد من المال، وهذا هو الهدف من هذه المباريات الإضافية.
كما أن هذا التقويم ذاته قوض الهدف من عرض القرعة هذا.
ففي مواجهة نظام المجموعات الثماني من أربع فرق، كانت هذه مجرد قوائم طويلة من المباريات، التي أقيمت في لمح البصر وسرعان ما سجلت.
لقد أصبح الأمر أشبه بمحاولة مشاهدة المباريات الأكثر لفتاً للانتباه. ولكن هذا لم ينجح من ناحية التوتر أو الضجة، لأننا لا نعرف بعد كيف سيعمل هذا في الممارسة العملية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان هناك أيضاً حقيقة مفادها أن جدول المباريات الفعلي لن يتم إصداره حتى غداً السبت.
لذا على رغم أن رحلة بايرن ميونيخ إلى فيلا بارك خرجت في المرتبة الأخيرة، فقد تنتهي كواحدة من المباريات الأولى.
لم تكن هذه الأسئلة الوحيدة التي طرحتها القرعة فقد كان هناك أيضاً الدور البطولي الغريب لـ"السيد الرئيس"، كما كان يدعى رئيس "يويفا" حرفياً.
كان تشيفرين في كل مكان، وكان أكثر مركزية في كل شيء من الأساطير الحقيقية التي فازت بالكأس مثل لويس فيغو وأليساندرو ديل بييرو.
كان هناك في الأقل سخرية مسلية من زلاتان بسبب عدم فوزه بهذه المسابقة، التي كان تشيفرين جيداً في تقديمها.
وبقدر ما كانت بمثابة إطلاق لدوري أبطال أوروبا الجديد، فقد شعرت وكأنها إعادة إطلاق لرئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نفسه، كما لو كان يريد أن يجعل نفسه في المقدمة والمركز، وهي خطوة تبرز بصورة أكبر وسط الخلافات الأخيرة حول تغيير القوانين حتى يتمكن من الحصول على فترة ولاية أخرى والبقاء لمدة أربع سنوات أخرى.
ومن المفارقات الأخرى أن تشيفرين ظل إلى حد كبير في الخلفية طوال فترة وجوده في "يويفا".
حتى الناس في عالم كرة القدم قد يجدون صعوبة في تذكره، إذ لم يكن مرئياً إلا في اللحظات الكبرى مثل دوري السوبر، وكان سعيداً إلى حد كبير بترك هذا النوع من الأشياء لجورجيو ماركيتي.
الآن وكأن تشيفرين قد تأثر متأخراً بالطريقة التي صنع بها جياني إنفانتينو مكانته الدولية للمرة الأولى من خلال إجراء هذه القرعة بالذات، فهو في المركز تماماً.
السؤال هو لماذا؟ إنه مجرد مسؤول كرة قدم، يظل أحد ألغاز كرة القدم العظيمة، وإحدى مشكلاتها الحديثة، كيف يمنح هيكل الحكم غير القابل للتفسير كثير من السلطة لما يسمى الرؤساء التنفيذيين.
وهذا يعني أن قوة الأندية أو كأس العالم تمنح لرجال بيض عشوائيين في منتصف العمر، وهذا شيء لا تتم مناقشته بصورة كافية في كرة القدم الحديثة، بخاصة أنه مهم للغاية.
هذه من بين الأسباب التي جعلتنا هنا، نستعرض هذه القائمة الضخمة من المباريات.
يبلغ عدد الفرق المشاركة في دور المجموعات 144 فريقاً، وهو ما يمثل 75 في المئة من إجمال عدد الفرق المشاركة في البطولة، وذلك للتخلص من ثلث الفرق فقط والوصول إلى 36 فريقاً.
هناك إغراء للقول إننا نعرف بالفعل من سيشاركون في البطولة، ولكن لا ينبغي لنا أن نكون قاسين تماماً في شأن هذه البطولة الجديدة، فعناصرها تبدو جيدة وهناك مباريات مثيرة للاهتمام، ولا يمكن التنبؤ بنتائجها نظراً إلى كون هذه البطولة جديدة.
ربما تتاح الفرصة لفرق مثل كلوب بروج وسلتيك، التي سبق لها الوصول إلى النهائيات ومن حققوا الفوز، لفعل شيء مختلف.
وتشير نماذج الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى أن معظم الفرق لن تعرف موقفها النهائي حتى اليوم الأخير من البطولة، إذ تتأهل ثمانية فرق تلقائياً ويخوض 16 فريقاً آخر مباريات فاصلة.
لا يزال هذا يبدو مبالغاً فيه، وهذا هو الهدف، بل ويمكنك حتى سماعه في الموسيقى المعدلة.
© The Independent