Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

موسكو: جورجيا تشهد محاولة "للقيام بثورة"

اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين والرئيسة ترفض ترك منصبها والأوروبي يطالبها بالمغادرة

ملخص

نددت أحزاب المعارضة المؤيدة للاتحاد الأوروبي بالانتخابات ووصفتها بأنها مشوبة بالمخالفات. ويقاطع هؤلاء البرلمان الجديد، وقد سعت زورابيشفيلي إلى إلغاء نتائج الانتخابات عبر المحكمة الدستورية.

قال المسؤول الروسي الكبير ديميتري ميدفيديف اليوم الأحد إن دولة جورجيا المجاورة تشهد محاولة للقيام بثورة، وذلك بعد اندلاع احتجاجات ضد قرار الحكومة تعليق محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وأضاف ميدفيديف، وهو رئيس روسي سابق، على تطبيق تيليغرام أن جورجيا "تمضي بسرعة على نفس المسار الأوكراني، نحو الهاوية المظلمة. وعادة ما تنتهي مثل هذه الأمور بشكل سيء للغاية".

وحذّرت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي الجديدة كايا كالاس اليوم الأحد السلطات الجورجية من استخدام العنف ضد المتظاهرين الذين يحتجون على قرار الحكومة تأجيل مساعي الانضمام إلى التكتل.

وقالت كالاس لصحافيين في كييف "من الواضح أن استخدام العنف ضد المتظاهرين السلميين أمر غير مقبول، ويجب على الحكومة الجورجية احترام إرادة الشعب الجورجي... في ما يتعلق بالاتحاد الأوروبي، هذا له عواقب واضحة على علاقتنا مع جورجيا".

وقالت كالاس التي استهلت توليها منصبها الأحد بزيارة أوكرانيا، إن "الخيارات" طرحت على الدول الأعضاء السبع والعشرين في الاتحاد الأوروبي حول طريقة الرد، بما في ذلك خيار فرض عقوبات.

وقالت "لدينا خيارات مختلفة. ولكن بالطبع، يجب التوصل إلى اتفاق".

وأشاد رئيس الوزراء الجورجي اراكلي كوباخيدزه بقوات الأمن في السيطرة على المتظاهرين الذين قال إنهم يعملون وفق أوامر أجنبية لتقويض الدولة، وذلك في مقابل تنديد الولايات المتحدة بما حدث وتحد صريح من جانب رئيسة جورجيا.

واندلعت اشتباكات ليل السبت - الأحد أمام البرلمان الجورجي بين الشرطة ومتظاهرين كانوا يحتجون لليلة الثالثة توالياً على قرار الحكومة إرجاء محادثات عضوية البلاد في الاتحاد الأوروبي، وذلك في خضم أزمة أعقبت الانتخابات، وفق ما أفاد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية.

وأطلق عناصر شرطة ملثمون مجهزون بأدوات مكافحة الشغب أعيرة مطاطية والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه أثناء تحركهم لتفريق المحتجين الذين ألقوا مفرقعات، فيما شوهدت ألسنة لهب تتصاعد من إحدى نوافذ مبنى البرلمان.

وغادر معظم المتظاهرين ساحة البرلمان على عجل نحو الساعة 02.00 (22.00 بتوقيت غرينتش أمس السبت) بعدما أبعدوا بخراطيم المياه التي أطلقتها الشرطة. وكان العشرات يركضون في الشوارع ويمسحون عيونهم بسبب الغاز المسيل للدموع.

وقال المتظاهر ماتي دامينيا (28 سنة) إن السيناريو نفسه يتكرر "كل مرة". وأضاف الشاب المعتاد على المشاركة في التظاهرات أنه لم يتعرض للإصابة من قبل، لكن "معظم" أصدقائه تعرضوا لإصابات في الوجه أو الجسد، وغالباً ما يكون سببها رصاص الشرطة المطاطي، على حد قوله.

وأشارت وزارة الداخلية أمس السبت إلى أن "تصرفات بعض الأفراد الذين شاركوا في التظاهرة أصبحت عنيفة بعيد انطلاقها"، وأن الشرطة سترد "وفق القانون".

وقالت آني بختوريدزه (32 سنة)، وهي تصرخ وسط آلاف الأشخاص الذين تجمعوا السبت في تبليسي، "لقد صوتنا لصالح الاتحاد الأوروبي، ومن أجل الحرية وحقوق الإنسان. وماذا تفعل حكومتنا؟ العكس تماماً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وغصت شوارع وسط العاصمة مساء السبت بمتظاهرين حمل كثير منهم أعلام الاتحاد الأوروبي وجورجيا، وفق ما أفاد مراسلو الصحافة الفرنسية.

وقالت آنا كولاشفيلي (22 سنة) واضعة العلم الجورجي على كتفيها "مستقبلي يعتمد على ما ستفعله جورجيا الآن".

وأعلنت وزارة الداخلية الجورجية أن نحو 150 شخصاً أوقفوا "لعصيانهم أوامر الشرطة القانونية والتخريب" فيما أصيب 42 شرطياً في الأقل.

وأوضحت، "طوال الليل... أقدم المحتجون على إلقاء مختلف الأشياء بما فيها حجارة وألعاب نارية وقوارير زجاجية وقطع معدنية، نحو رجال إنفاذ القانون".

وفضت الشرطة تظاهرتين سابقتين نظمتا الخميس والجمعة الماضيين باستخدام خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، كما أوقفت قرابة 150 شخصاً.

واندلعت الاحتجاجات الأخيرة بسبب قرار الحكومة تأجيل المحادثات في شأن انضمام البلاد إلى الاتحاد الأوروبي حتى عام 2028.

وأصدر مئات من الموظفين، ولا سيما في وزارات الخارجية والدفاع والتعليم، فضلاً عن عدد من القضاة، بيانات مشتركة احتجاجاً على القرار.

وانتقد نحو 160 دبلوماسياً جورجياً القرار قائلين إنه يتعارض مع الدستور، و"سيؤدي إلى عزلة دولية" للبلاد. واستقال عديد من السفراء الجورجيين احتجاجاً على القرار. وعلقت أكثر من 100 مدرسة وجامعة أنشطتها.

الرئيسة ترفض مغادرة منصبها

وأعلنت الرئيسة الجورجية الموالية لأوروبا سالومي زورابيشفيلي أمس السبت أنها سترفض مغادرة منصبها بعد انتهاء ولايتها هذا العام، حتى يتم تنظيم انتخابات برلمانية جديدة في هذا البلد الذي يعيش أزمة سياسية.

وقالت زورابيشفيلي في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، "طالما ليس هناك انتخابات جديدة وبرلمان ينتخب رئيساً جديداً وفق قواعد جديدة، فإن ولايتي ستستمر".

تشهد جورجيا الواقعة في القوقاز والمطلة على البحر الأسود، اضطرابات منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في الـ26 من أكتوبر (تشرين الأول) وفاز فيها حزب الحلم الجورجي الحاكم، في مقابل تنديد المعارضة الموالية للغرب والرئيسة سالومي زورابيشفيلي وتأكيدهما أنها شهدت مخالفات.

ونددت أحزاب المعارضة المؤيدة للاتحاد الأوروبي بالانتخابات ووصفتها بأنها مشوبة بالمخالفات. ويقاطع هؤلاء البرلمان الجديد، وقد سعت زورابيشفيلي إلى إلغاء نتائج الانتخابات عبر المحكمة الدستورية.

وزورابيشفيلي التي تقدم نفسها على أنها "المؤسسة الشرعية الوحيدة في البلاد" قالت إنه "لا أحد خارج جورجيا، من بين شركائنا الديمقراطيين، اعترف بنتائج الانتخابات".

وأعلن البرلمان المنتخب حديثاً والذي تعتبره زورابيشفيلي غير شرعي أنه سينتخب الرئيس المقبل في الـ14 من ديسمبر (كانون الأول)، وأن تنصيبه لولاية مدتها خمس سنوات سيتم في 29 من الشهر نفسه.

والأسبوع الماضي، اختار حزب الحلم الجورجي ميخائيل كافيلاشفيلي، لاعب كرة القدم السابق، مرشحاً له لتولي هذا المنصب.

أمر محسوم

وبموجب التغييرات الدستورية التي فرضها هذا الحزب في عام 2017، سيتم اختيار الرئيس للمرة الأولى من خلال مجمع انتخابي بدلاً من التصويت الشعبي. وفي ظل سيطرة حزب الحلم الجورجي على المجمع الانتخابي، فإن انتخاب كافيلاشفيلي يعد أمراً محسوماً.

لكن بالنسبة لزورابيشفيلي (72 سنة)، "عندما لا تعكس الانتخابات إرادة الشعب فإن البرلمان لا يكون شرعياً ولا الحكومة ولا الرئيس" الذي سيتم انتخابه.

وأعلنت زورابيشفيلي، الدبلوماسية السابقة المولودة في باريس، أنها أنشأت "مجلساً وطنياً" أمس السبت مؤلفاً من أحزاب معارضة وممثلين عن المجتمع المدني لضمان "الاستقرار في هذا البلد".

وأضافت، "سأكون ممثلة هذه المرحلة الانتقالية الشرعية والمستقرة"، متوجهة إلى المجتمع الدولي بالقول، "لا علاقات مع ممثلين غير شرعيين لهذا البلد. تعاملوا معنا، فنحن نمثل الشعب الجورجي".

وتابعت، "أنا متفائلة جداً، لأن ثمة شيئاً ما يحدث هنا لم نشهده في مرحلة ما بعد الاتحاد السوفياتي، هو مجتمع يتولى مستقبله بيده".

من جهتها طالبت بروكسل بإجراء تحقيق في ما وصفتها بأنها مخالفات "خطرة"، وقالت إنها سترسل بعثة إلى تبليسي في الأسابيع المقبلة.

وشددت زورابيشفيلي على أن بعثة الاتحاد الأوروبي هذه يجب أن "تساعدنا في تنظيم انتخابات جديدة"، مضيفة "نحن واثقون جدا من أن شركاءنا سيكونون حيث الشعب الجورجي موجود"، في إشارة إلى بروكسل وواشنطن.

المزيد من الأخبار