Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مرشح فلسطين للأوسكار "إن شئت كما في السماء" ينطلق من رام الله

الدورة السادسة من المهرجان تضم أكثر من 60 فيلـماً من دول عربية وأجنبية وترفع شعار "لأ يعني لأ" للوقوف في وجه العنف

ضجّت المنصة بالتصفيق، ووقف الحاضرون بحماسة وابتسامة عريضة تحيي المخرج الفلسطيني العالمي إيليا سليمان، الذي أبهر المتفرجين خلال 97 دقيقة بفيلمه الهزلي "إن شئت كما في السماء"، الذي يهرب فيه سليمان من فلسطين بحثاً عن وطن بديل، ليجد أن فلسطين تبقى في هواجسه مهما سافر إلى بلدان، ويتحول الوعد بحياة جديدة إلى كوميديا من الأخطاء.

أفلام فلسطين للعالمية

فيلم سليمان والمرشح لجائزة الأوسكار، كان افتتاحية مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" بنسخته السادسة، الذي انطلق من قصر رام الله الثقافي وسط الضفة الغربية في الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) 2019، بحضور مخرج الفيلم الذي أعرب عن سعادته البالغة بالعرض الأول له في العالم العربي وفلسطين. وفي تصريح إلى "اندبندنت عربية" قال المخرج إيليا سليمان "بعد مشاركتي في مهرجان كان السينمائي، أنا سعيد بأن العرض كان في رام الله لأسباب وطنية بالدرجة الأولى، فالفيلم هو عولمة فلسطين في العالم ويعبّر عن حالة التوتر والأمن في العالم أجمع، وهي امتداد من وضعنا في فلسطين، وهذه المرة كيف أصبح العالم فلسطين كبرى، فالسينما فن مثل كل الفنون وهناك أمل بالتراكمات في أن يصبح هناك وعي اجتماعي أو سياسي، لكن السينما وفيلم واحد لا يغير وضع بلد بأكمله يعاني ولا يزال، لكن الفيلم يبعث الأمل، ومن المهم أن يكون هناك إنتاج للفن الواعي".

خريطة المهرجانات العربية

مهرجان "أيام فلسطين السينمائية" والمنظم من مؤسسة فيلم "لاب"، جاء هذا العام مع أكثر من 60 فيلـماً من دول عربية وأجنبية، تشمل أفلاماً طويلة روائية ووثائقية، وأفلاماً قصيرة ومجموعة من الأفلام المتحركة للأطفال، إلى جانب الأفلام المحلية الفلسطينية المشاركة. كما سيقدم المهرجان جائزة طائر الشمس الفلسطيني (الطائر الوطني الفلسطيني)، والتي أُطلقت للمرة الأولى عام 2016 لدعم الإنتاجات الفلسطينية المحلية والتي تتناول فلسطين. وقال المدير الفني لفيلم "لاب" في فلسطين حنا عطا الله في تصريح إلى "اندبندنت عربية"، "نجحنا هذا العام كما في السنوات السابقة في الاستمرار بمهرجان (أيام فلسطين السينمائية) وتطوير برنامجه، ووضعه على خريطة المهرجانات العربية، واستقطاب عدد كبير من صناع السينما الدوليين والعرب والمحليين، على الرغم من الظروف السياسية والتمويلية الصعبة التي واجهتنا، في ظل الحصار الاقتصادي على الشعب الفلسطيني ككل، والذي شكل تحدياً جدياً أمامنا كقائمين على المهرجان. ومنذ انطلاقتنا عام 2014 بالنسخة الأولى، كان هدف المهرجان تمكين صناع الأفلام الشباب، وقد نما هذا الهدف حتى خلق فضاء يلبي حاجة صناع الأفلام الشباب والناشئين على حد سواء، والغرض الأهم من هذه الفكرة، هو تنشيط ثقافة السينما في فلسطين وتحريرها من هيمنة السينما التقليدية في أوروبا وهوليوود".

"لأ يعني لأ"

مدن عدة في الضفة الغربية وقطاع غزة تستعد لاستضافة الدورة السادسة من مهرجان "أيام فلسطين السينمائية"، وللمرة  الأولى منذ انطلاقته، تقدم مؤسسة فيلم "لاب" برنامجاً موازياً بعنوان "لأ يعني لأ" للوقوف في وجه العنف والتحرش في المجتمع الفلسطيني، ومحاكمة مفاهيم "العيب" و"الممنوع"، إذ يضم المهرجان جلسات نقاش تحمل عناوين "العنف القائم على النوع الاجتماعي في فلسطين" و"صورة المرأة في السينما العربية" و"نساء في صناعة الأفلام"، إلى جانب عروض لأفلام كـ"ألف فتاة مثلي" للأفغانية ساهرة موساي ماني، و"الشعور بالمراقبة" لآسيا بونادوي، و"حقول الحرية" لنزيهة عريبي.

السينما تقود إلى التغير

عاطف أبو سيف وزير الثقافة الفلسطيني تحدث إلى "اندبندنت عربية " لافتاً إلى أن "الوزارة تعمل على ترويج الثقافة السينمائية في المناطق الفلسطينية، وتعزيز فرص التبادل الثقافي على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، إيماناً منا بالدور الهام الذي تلعبه السينما برفع الوعي المجتمعي، وإحداث التغيير صوب الأفضل. مهرجان أيام فلسطين السينمائية مبادرة فلسطينية جادة للوقوف إلى جانب الناجين من العنف على أساس الجنس، ونؤمن في وزارتنا أن لصناع السينما والسينما نفسها، دوراً في تغيير الصورة النمطية عن تلك التي تظهر المرأة مستضعفة ومهمّشة، إذ يدعو المهرجان إلى كسر الصمت وفضح الممارسات العدوانية لحقوق الإنسان، سواء كانت فردية أو جماعية. ونرى أن التركيز على موضوع العنف يأتي من وعي المنظمين للمهرجان وخصوصاً في مؤسسة (فيلم لاب) بأهمية الثقافة السينمائية في القضايا الحياتية والمصيرية".

خلق جيل جديد للسينما

دورة المهرجان السادسة لهذا العام، ضمت برنامجاً خاصاً يسلط الضوء على أفلام الأطفال والعائلة بعنوان "الجيل القادم" Next Generation، حين قامت مؤسسة فيلم "لاب" في خطوة هي الأولى من نوعها في فلسطين، بشراء حقوق فيلم "المغامر طوبي"، ودبلجته إلى اللغة العربية ليتسنى للجمهور الأطفال واليافعين مشاهدته، إلى جانب مجموعة من الأفلام القصيرة والأفلام المتحركة للأطفال، والتي تشمل أفلاماً قام بإنتاجها الأطفال أنفسهم على مدار العام، بتدريب وإرشاد مؤسسة فيلم "لاب". وفي هذا الشأن، تقول كريستينا زهران مبرمجة برنامج "الجيل القادم" لـ "اندبندنت عربية"، "استطعنا بعد عام كامل من العمل والجهد وبكل فخر، إخراج فيلمَي (تسلل) و(أنت مين)، وهما من إنتاج الماهرين الصغار في برنامج (الجيل القادم). حينها قسمنا الأطفال المشاركين من عمر 6-15 سنة إلى مجموعتين، وكل مجموعة أنتجت فيلماً لدقائق معدودة، بمفاهيم تنويرية وصور تخيليّة وأفكار إيجابية. وبعد عرض الفلمين فتحنا جلسات نقاش لنستمع إلى وجهة نظر الأطفال الشخصية، رؤيتهم وأفكارهم حول الأفلام التي جرى إنتاجها، ومن هنا نستطيع التأكيد أننا نؤسس لجيل جديد يحترم مواقف الآخرين، ويعزز مفهوم السلمية للخلافات والنزاعات".

ملتقى صناع السينما

ويمنح "ملتقى صناع السينما" صناع السينما والعاملين في قطاع إنتاج الأفلام، الفرصة لمناقشة أعمالهم ومشاريعهم وأهدافهم العملية، مع نخبة من العاملين في القطاع السينمائي المحلي والدولي، كما يساعد منتجي الأفلام الدوليين في الالتقاء والتعرف على منتجي أفلام فلسطينيين وموزعين سينمائيين ومواهب سينمائية شابة.

المزيد من العالم العربي