Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قصف روسي طاول مدنا أوكرانية عدة وكييف تستعيد جثث 563 جنديا

بوتين وترمب أكدا استعدادهما للتواصل معاً وزيلينكسي يهاجم من يطالبون أوكرانيا بتقديم تنازلات

رجال شرطة يفحصون المباني التجارية والمكاتب التي دمرت بعد الضربة الروسية على وسط خاركيف في 8 نوفمبر 2024 (أ ف ب)

ملخص

يشهد الجيش الأوكراني مأزقاً في منطقة دونباس الشرقية حيث تتقدم القوّات الروسية ببطء منذ أشهر.

أسفر قصف روسي لمدن أوكرانية خلال ليل أمس الخميس عن سقوط عدد من الضحايا، وفق ما أعلنت السلطات اليوم الجمعة، بينما أكدت كييف استعادة جثث 563 جندياً من السلطات الروسية قتل معظمهم في معارك دونيتسك.
في الأثناء، أعلن وسيطان مكلفان من روسيا وأوكرانيا ملفات حقوق الإنسان اليوم أنهما التقيا داخل بيلاروس لبحث قضايا إنسانية، في اجتماع نادر بين ممثلين للبلدين بعد عامين وأكثر من الحرب.
ويحصي عناصر الإنقاذ الأضرار في أنحاء أوكرانيا خلال وقت أعلن مسؤولون في كييف أن ضربة روسية استهدفت أمس مدينة زابوريجيا الصناعية أودت بطفل ووالدته وجدته.
وأفاد مراسلو الصحافة الفرنسية في خاركيف ثاني كبرى المدن الأوكرانية بأنهم رأوا عناصر الإنقاذ ينتشلون مدنيين في حال ذعر من أبنية سكنية تعود إلى الحقبة السوفياتية، تضررت جراء ضربة بينما غطاها الزجاج المهشم والحطام.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر وسائل التواصل الاجتماعي "خلال المساء والليل، هاجم إرهابيون مدننا ومجتمعاتنا. واستخدمت صواريخ ومسيرات وقنابل انزلاقية ضد مناطق أوديسا وخاركيف وكييف". وأضاف "من الضروري أن نتحرك معاً وبصورة حاسمة على المستوى الدولي في كل مرة تحاول روسيا تدمير حياتنا"، مناشداً حلفاء بلاده تقديم مزيد من المساعدات العسكرية.
وأعلن سلاح الجو الأوكراني أن موسكو أطلقت خمسة صواريخ و92 مسيرة وقنابل انزلاقية على أنحاء أوكرانيا ليلاً. وأسقطت وحداته أربعة صواريخ و62 مسيرة، وفق البيان.

حصيلة الاستهدافات
وذكرت السلطات في زابوريجيا التي تعرضت للقصف بعد ظهر أمس أن حصيلة الهجوم ارتفعت إلى 10 قتلى بينما أفادت مستشارة لمدير مكتب زيلينسكي بأن من بين القتلى ثلاثة أفراد من عائلة واحدة.
وقالت المستشارة داريا زاريفنا على وسائل التواصل الاجتماعي إن "امرأة مع طفل يبلغ سنة ونصف السنة وجدته قُتلا في زابوريجيا نتيجة ضربة روسية".
وفي خاركيف التي تستهدفها روسيا بصورة متزايدة بقصف ليلي، جُرح 25 شخصاً في هجمات على مناطق سكنية وتجارية في المدينة.
وجرح أربعة أشخاص قرب كييف التي تُستهدف يومياً تقريباً على مدى الشهر الأخير.
وليل أمس قُتل في مدينة أوديسا التاريخية المطلة على البحر الأسود شخص واحد وأصيب تسعة آخرون في هجوم ألحق أضراراً بأبنية سكنية، بحسب السلطات.
وخلال وقت لاحق، قالت السلطات في منطقة خيرسون الجنوبية المحتلة جزئياً أيضاً إن رجلاً يبلغ 74 سنة قتل بقصف روسي.

استعادة جثث
في الأثناء، أعلنت أوكرانيا اليوم أنها تسلمت جثث 563 جندياً من السلطات الروسية قتل معظمهم في المعارك داخل منطقة دونيتسك في الشرق في إحدى أكبر عمليات استعادة لجثث جنود أوكرانيين منذ اندلاع الحرب.
وقال البيان إن 320 من الرفات أعيدت من منطقة دونيتسك وقتل 89 من الجنود قرب باخموت وهي بلدة سيطرت عليها روسيا خلال مايو (أيار) 2023، بعد معركة أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا. وأعيدت 154 جثة أخرى من مشارح داخل روسيا، وفق البيان.
 

 

وقالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الجمعة إن الدفاعات الجوية أسقطت 62 طائرة مسيرة وأربعة من بين خمسة صواريخ أطلقتها روسيا في هجوم ليلي.

وأضافت القوات الجوية في بيان أن 26 مسيرة روسية "فقدت"، في إشارة إلى الأرجح إلى تأثير وسائل الحرب الإلكترونية الأوكرانية. وقالت إن طائرة مسيرة واحدة لا تزال في الجو.
 

من الحرب إلى السلام
وفي سياق متصل، حض رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الأوروبيين اليوم على الاعتراف بالوضع الجديد الناجم عن انتخاب دونالد ترمب مجدداً، عبر القبول بـ"الانتقال من الحرب إلى السلام" في أوكرانيا.
وقال إن "الوضع في ميدان المعركة واضح، إنها هزيمة عسكرية" لأوكرانيا. وأضاف أن ترمب "يكره الحرب" من ثمَّ فإن "الوضع يتغير بالنسبة إلينا كأوروبيين"، وذلك قبل استقباله قادة البلدان الـ27 في إطار قمة غير رسمية تستضيفها بودابست.
إلا أن الحكومة الألمانية أكدت اليوم أن الدعم لأوكرانيا سيتواصل على رغم الأزمة السياسية التي تشهدها برلين إثر انهيار ائتلاف المستشار أولاف شولتز المكون من ثلاثة أحزاب.
وقالت الناطقة باسم الحكومة الألمانية كريستيان هوفمان "من الضروري التأكيد أن المساعدات لأوكرانيا العسكرية والمالية مضمونة، وأننا نقدم مساعدات كبيرة سواء على الصعيد الوطني أو ضمن إطار عمل مجموعة السبع".

في المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن تقديم تنازلات لروسيا لوقف اجتياحها أوكرانيا هو أمر "غير مقبول" بالنسبة إلى أوروبا، بعدما طالبت موسكو الغرب بالدخول في مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب.

وعقب إعلان دونالد ترمب فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، راحت كييف تكثف الجهود لزيادة الضغوط على حلفائها للاستحصال على مزيد من الدعم في حربها ضد روسيا.

جنود كوريا الشمالية

 إلى ذلك، تهرب الكرملين مجدداً اليوم من الإجابة عن سؤال حول وجود جنود من كوريا الشمالية في روسيا وفق ادعاءات كييف، التي تقول إنهم بدأوا يشاركون في القتال وسقط بعضهم في هجمات أوكرانية.
ورداً على سؤال في هذا الشأن أحال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف المسألة إلى وزارة الدفاع التي لا تتجاوب عادة مع طلبات الاستفسار الموجهة من الإعلام.
وصرح بيسكوف "هو سؤال مرتبط مباشرة بتنفيذ العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا) ينبغي أن يطرح على وزارة الدفاع"، من دون أن ينفي انتشار الجنود الكوريين الشماليين الذي قد يشكل تصعيداً دولياً للنزاع في حال ثبوته.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أمس إنه لا يستبعد فكرة مناورات عسكرية مشتركة مع كوريا الشمالية. وصرح خلال منتدى "سنرى. قد ننظم مناورات، ولم لا؟".
وأبرمت روسيا وكوريا الشمالية أخيراً اتفاقاً دفاعياً مشتركاً ينص خصوصاً على "مساعدة عسكرية فورية" متبادلة في حال تعرض أي من الدولتين لهجوم من دولة أخرى.

توسع خطير

في المقابل، قال أعضاء حلف شمال الأطلسي اليوم الجمعة إن نشر قوات من كوريا الشمالية هو "توسع خطير" في دعم بيونغ يانغ لروسيا في حربها على أوكرانيا.
وفي بيان مشترك، حذرت الدول الأعضاء في الحلف العسكري المؤلف من 32 دولة، من أن "التعاون العسكري المتعمق" بين روسيا وكوريا الشمالية "يؤثر بشدة على الأمن الأوروبي الأطلسي، مع عواقب أيضاً على منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
وأيدت أستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وأوكرانيا بيان حلف شمال الأطلسي أيضاً.

بوتين يهنئ ترمب

من جهة أخرى أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترمب، في تصريحات منفصلة، أمس الخميس، استعدادهما للتواصل معاً بعد الفوز الكاسح الذي حققه ترمب في انتخابات البيت الأبيض.

واغتنم بوتين فرصة مشاركته في منتدى "فالداي" في مدينة سوتشي الجنوبية ليوجه، عبر الإعلام، التهنئة إلى ترمب بفوزه للمرة الثانية بالانتخابات الرئاسية الأميركية. وقال سيد الكرملين في إشارة منه إلى ترمب "إذا أراد أحد استئناف التواصل، فهذا لا يزعجني، أنا مستعد لذلك. أود أن أنتهز هذه الفرصة لأهنئه بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة".

وفي الولايات المتحدة، أعرب ترمب عن "اعتقاده" أنه سيتحدث قريباً إلى بوتين.

وفي مناسبات عدة، تباهى ترمب بقدرته على إنهاء النزاع في أوكرانيا خلال ساعات وانتقد الدعم الأميركي المقدم إلى كييف.

تسوية

وتخشى أوكرانيا وغيرها من الدول الغربية أن تؤدي أي تسوية إلى تشديد عزم بوتين وتوسيع العدوان.

ووجه زيلينسكي خلال اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي في بوادبست نقداً لاذعاً لمن يضغطون عليه للرضوخ لبعض شروط بوتين القاسية. وقال "دار كثير من الكلام حول الحاجة إلى التنازل لبوتين والتراجع والقيام ببعض المساومات. لكن ذلك غير مقبول بالنسبة إلى أوكرانيا وغير مقبول بالنسبة إلى أوروبا". وهاجم بعض القادة الأوروبيين الذين لم يسمهم، لدفعهم أوكرانيا "بشدة" إلى إجراء مساومات. وتابع زيلينسكي "نحن بحاجة إلى عدد كافٍ من الأسلحة وليس إلى دعم نظري بالأقوال. ومعانقة بوتين لن تجدي. فالبعض منكم يعانقه منذ 20 عاماً، في حين ما انفك الوضع يتفاقم"، وقال زيلينسكي "أعتقد أن الرئيس ترمب يريد حقاً حلاً سريعاً. ولكن هذا لا يعني أنه سيحدث".

مساعدات عسكرية

وذكر، أيضاً، أنه أجرى محادثات في بودابست مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وناقشا المساعدات العسكرية لأوكرانيا وتدريب الجنود الأوكرانيين في فرنسا.

وفي وقت سابق الخميس، طالبت روسيا حلفاء كييف بالدخول في مفاوضات مع موسكو إذا أرادوا وقف الهجمات على الأوكرانيين.

وقد أكد بوتين، مرة جديدة، أن موسكو مستعدة للتفاوض مع كييف على أساس "الحقائق الحالية" على الأرض.

من جهته قال رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إن الغرب يجب أن يتفاوض مع موسكو في شأن أوكرانيا من أجل تجنب "تدمير الشعب الأوكراني". وقال شويغو خلال اجتماع لمسؤولين أمنيين من دول مجاورة لروسيا "الآن بما أن الوضع في ساحة المعارك ليس مناسباً لنظام كييف، أصبح لدى الغرب خياران: مواصلة تمويله (أوكرانيا) وتدمير الشعب الأوكراني أو الاعتراف بالواقع الراهن وبدء التفاوض". وجاءت تصريحاته في اجتماع لتحالف عسكري من الدول السوفياتية السابقة.

وكان زيلينسكي قد قال سابقاً إنه لولا المساعدة الأميركية، لخسر بلده الحرب.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات