Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هكذا تحدد القنوات التلفزيونية الأميركية الفائز بالرئاسة

نظراً لتوزع الولايات المتحدة على مناطق زمنية، تغلق صناديق الاقتراع بأوقات مختلفة فلا تعيش البلاد لحظة واحدة يُعلن فيها عن نتائج الاقتراع على المستوى الوطني. لكن بعض القنوات التلفزيونية 'تحسم' فوز طرف على آخر بولاية معينة إليكم 5 تفاصيل يجب الانتباه إليها

متظاهرون مؤيدون لترمب يطالبون بـ"تدقيق جنائي" لنتائج انتخابات عام 2020 (غيتي)

ملخص

شاشات التلفزيون الأميركية تؤدي دوراً بارزاً في إعلان نتائج الانتخابات الأميركية

استعدوا، فالانتخابات الأميركية تقرع الأبواب، لكن الأمر قد يتطلب أياماً - أو حتى أسابيع - قبل أن نحصل على نتيجة نهائية واضحة بعد موعد الاقتراع في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري. ربما، في حال حقق الجمهوريون أو الديمقراطيون فوزاً ساحقاً، تبلغنا نتيجة الانتخابات من دون انتظار لكن حدوث ذلك يعني أن استطلاعات الرأي فشلت فشلاً ذريعاً.  

تختلف آليات العمل في ليلة الانتخابات الأميركية تماماً عن كل ما اعتدناه في بريطانيا أو في عدة أنظمة ديمقراطية أخرى حتى. فالمطلوب في الولايات المتحدة هو الفوز بـ270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي. وإن اعتبرتم ذلك مربكاً، تخيلوا لعبة لوحية تقسم إلى خمسة صفوف يضم كل منها 10 مربعات، ويمثل كل مربع إحدى الولايات الـ50 في البلاد.  

ويخصص لكل ولاية، حسب حجم سكانها، عدد من أصوات المجمع الانتخابي تخضع لنظام "الفائز يأخذ كل شيء" (تستثنى نبراسكا وماين من هذه المعادلة وهذه مسألة مختلفة كلياً). وأكبر الولايات هي كاليفورنيا التي تبلغ حصتها 54 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، فيما تحصل داكوتا الجنوبية وفيرمونت ووايومينغ على أقل عدد من الأصوات، تعادل ثلاثة أصوات لكل ولاية.

إذن، يصل مجموع الأصوات المتوافرة إلى 538 صوتاً. وعندما يحصد المرشح نصف تلك الأصوات زائداً واحداً - أي 270 صوتاً - يصبح بحكم الفائز الذي سيحتل المكتب البيضاوي.

تعلن النتائج على القنوات التلفزيونية - فهذه القنوات أو وكالات الأنباء مثل "أسوشيتد برس" هي التي "تحسم" نتيجة التصويت في ولاية معينة - أي أنها ترجح فوز الديمقراطيين أو الجمهوريين فيها.

تذهب "أسوشيتد برس" إلى أنها لا تتنبأ بالفائز المحتمل أو تخمن هويته. بل تمتلك "فريقاً لحسم القرار" يتشكل من باحثين ومحللين ومعلقين على السباق الرئاسي. وهي تجمع بيانات انتخابية من أمناء سر المقاطعات والمسؤولين المحليين ومن مصادر معلومات إلكترونية من 50 ولاية.

وتقول "أسوشيتد برس" إن تلك النتائج "تقرن بعد ذلك بأبحاث تشمل البيانات الديموغرافية وسجل التصويت السابق والإحصاءات المتعلقة بالتصويت المبكر- من أجل إعلان الفائزين".

 

لكن المثير للجدل أن محطة "فوكس نيوز" أغضبت دونالد ترمب المرة الماضية عندما أعلنت فوز الديمقراطيين بولاية أريزونا، قبل أي شبكة إخبارية أخرى- فقوضت خطة ترمب بإعلان فوزه مهما حصل. وقد جاء إعلان "فوكس" قبل وقت طويل من الانتهاء من فرز كل الأصوات فعلياً لكنها أصابت في توقعها. فقد فاز بايدن بأريزونا.

لكن الأمور لا تسير بهذه السلاسة دائماً. في عام 2000، أعلنت محطات التلفزة الكبرى، كما "أسوشيتد برس"، فوز آل غور بولاية فلوريدا، قبل أن تتراجع بسرعة عن هذا التصريح وسط احتدام الجدل حول الفرز الآلي و"البطاقات غير المثقوبة بالصورة الصحيحة" التي لم تحتسب (أتذكرونها؟). مر أكثر من شهر قبل أن تحسم المحكمة العليا فوز جورج دبليو بوش بالولاية.

نظراً إلى انقسام الولايات المتحدة إلى مناطق زمنية عدة، فإن صناديق الاقتراع تغلق بأوقات مختلفة. فعلى الساحل الشرقي، تغلق قبل ثلاث ساعات من الساحل الغربي. لذلك لا تعيش البلاد لحظة حاسمة عظيمة تعلن فيها محطات التلفزة عن نتائج الاقتراع النهائية على مستوى البلاد ككل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن النتائج تكون شبه فورية بالنسبة إلى عدد كبير من الولايات. أنا متأكد أننا لن نضطر إلى الانتظار طويلاً ليلة الانتخابات مثلاً قبل إعلان فوز ترمب بولاية كنتاكي أو تينيسي- أو إعلان فوز هاريس في كونيتيكت أو رود آيلند.

فالولايات المتأرجحة السبع هي التي ستحرمنا النوم تلك الليلة - وربما وعلى الأرجح في النهار والليلة التالية كذلك. في عام 2020، صادف موعد الاقتراع يوم ثلاثاء (كما درجت العادة)- لكننا لم نحصل على نتائج فرز ولاية بنسلفانيا - الولاية الرئيسة التي منحت بايدن ما يكفي من الأصوات ليفوز - قبل منتصف يوم السبت.

كانت محطة "سي أن أن" أول من أعلن فوز بايدن بالرئاسة في ذلك اليوم. وتبعتها بعد دقيقتين محطات "أن بي سي" و"سي أس أن بي سي" و"أي بي سي"- وسرعان ما حذت "أسوشيتد برس" و"فوكس" حذوها.

بعد ذلك، تستوقف طريقة التصويت. اعتدنا في المملكة المتحدة أن نحصل على بطاقة اقتراع عليها أسماء المرشحين في تلك الدائرة الانتخابية والأحزاب التي ينتمون إليها. إن كانت انتخابات المجلس البلدي المحلي تصادف في اليوم نفسه، يعطوننا ورقة اقتراع أخرى خاصة بذلك السباق.

أما في الولايات المتحدة، فلديك "بطاقة" اقتراع يتصدرها السباق على الرئاسة، ثم على عضوية مجلس الشيوخ، فالنواب. وهكذا دواليك، تطول ورقة الاقتراع إلى ما لا نهاية، فتضم انتخابات حاكم الولاية ومجلس شيوخ الولاية وأعضاء المجالس المحلية ومجالس المدارس والبلديات الصغيرة - وصولاً إلى أصغر الموظفين الحكوميين. في النهاية، قد تحمل بين يديك بطاقة اقتراع بطول متر تقريباً بسبب كل من يتوقع منك أن تنتخبهم. 

تطول ورقة الاقتراع إلى ما لا نهاية، فتضم انتخابات حاكم الولاية ومجلس شيوخ الولاية وأعضاء المجالس المحلية ومجالس المدارس والبلديات الصغيرة - وصولاً إلى أصغر الموظفين الحكوميين

ولكل ولاية قوانينها الخاصة المتعلقة بطريقة إدارة الانتخابات كما لديها آليات الاقتراع الخاصة بها. وتملك بعض الولايات آلات تصويت إلكترونية تابعة لشركات عدة (لم تتصدر ماكينات التصويت العناوين في عام 2000 في فلوريدا فحسب- إذ اضطرت محطة "فوكس نيوز" إلى دفع ما يقارب 800 ألف دولار لشركة أنظمة "دومينون" للتصويت بعد انتخابات عام 2020 إثر زعمها الخاطئ بأن آلات هذه الشركة تقلب الأصوات التي حصل عليها ترمب لمصلحة بايدن).

وهذه المرة، بموجب القانون الانتخابي في الولاية، لن يبدأ فرز الأصوات التي ترسل بالبريد في بنسلفانيا قبل الساعة السابعة صباحاً من يوم الاقتراع نفسه. وهذا القانون يطبق كذلك في ويسكونسن. لكن الولايات الأخرى تفرز الأصوات البريدية فور وصولها، مما يعني أننا سنحصل على نتائج الفرز بوقت أسرع. لكن من الأرجح أن يطول الإعلان عن النتيجة في الولايتين المتأرجحتين الرئيستين. 

ومن حق كل ولاية بعينها أن تقرر شكل التصويت عبر البريد فيها، أو إن كانت تسمح بالتصويت الحضوري المبكر. في جورجيا - وهي أيضاً ولاية متأرجحة - درجت العادة في كنائس السود في آخر يوم أحد قبل موعد الاقتراع أن تنقل الباصات المصلين للتصويت مبكراً في مراكز الاقتراع القريبة. كان الناخبون يصطفون في طوابير طويلة ويوزع المتطوعون عليهم زجاجات الماء.

ودرجت العادة كذلك أن تعطي غالبية ساحقة من الناخبين الأميركيين من أصول أفريقية أصواتها للديمقراطيين. ولهذا السبب، أقر الجمهوريون الذين يسيطرون على الولاية قوانين محلية تمنع المتطوعين من توزيع الطعام أو الماء لمن ينتظرون في الطوابير. وبرروا لذلك بقولهم إن هذا التصرف يشكل تدخلاً في الانتخابات. بينما رأى آخرون دافعاً أكثر خباثة وراء هذه الخطوة. 

وبهذا نصل إلى الفارق النهائي. سيكون آلاف المحامين التابعين للديمقراطيين والجمهوريين في الولايات الـ50 حرفياً على أهبة الاستعداد للتدخل قانونياً في أي شيء متعلق بسير الانتخابات. 

وإن كان حضور المحامين الفارق [التباين] الأكبر بين تغطية الانتخابات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، فهناك فوارق أخرى.

في ليلة الانتخابات العامة في المملكة المتحدة في عام 1997، أقام السفير البريطاني في واشنطن حفلاً لمتابعة تطورات الانتخابات في مقره المذهل الذي صممه المعماري لوتينز ودعا إليه أبرز الشخصيات في العاصمة. وكان بين المدعوين عضو قديم في الكونغرس من الحزب الديمقراطي من ماساتشوستس. وكان الرجل قد خاض انتخابات مقاطعته أكثر من 10 مرات وقد فتنته تغطية هيئة "بي بي سي" لليلة الانتخابات.  

ما السبب؟ سحره مشهد المشرفين على الانتخابات في قاعات الرياضة في كل أرجاء البلاد الذين يطلبون من المرشحين الصعود إلى خشبة المسرح معاً قبل الإعلان عن النتائج، فيما يصافح المنتصر أو المنتصرة يد المرشحين المهزومين. وقد التفت عضو الكونغرس المرموق إلى صديقي الدبلوماسي وقال له "هل تعلم أنني لم ألتق يوماً أياً من خصومي السياسيين؟".

هذا لا ينطبق على ترمب وهاريس- لكن مهما كانت النتيجة، لا تتوقعوا أن تروا أي مشهد فيه تنازل علني ومصافحة داخل صالة الألعاب الرياضية في مدرسة أو داخل مركز ترفيه. 

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات