ملخص
إضافة إلى لندن وباريس، تشمل جولة زيلينسكي الأوروبية أيضاً روما وبرلين، وتأتي بحثاً عن دعم إضافي بينما يواصل الجيش الروسي تقدمه في شرق أوكرانيا.
أسفرت ضربات روسية خلال الليل على منطقة أوديسا في جنوب أوكرانيا عن مقتل أربعة أشخاص بينهم فتاة وإصابة 10 آخرين بجروح، وفق ما أفاد حاكم المنطقة، بينما قالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الجمعة إنها أسقطت 29 من إجمالي 66 طائرة مسيرة وصاروخين أطلقتهم روسيا خلال الليل، مضيفة أنه لا يتسنى تحديد مواقع 31 طائرة مسيرة أخرى.
استهداف أوديسا
واستهدفت روسيا منطقة أوديسا الساحلية في أوكرانيا على مدى الحرب إذ هاجمت سفن شحن وصوامع حبوب فيما تقول كييف إنها محاولة لتدمير قدرتها على التصدير.
وأفاد الحاكم الإقليمي أوليغ كيبر على وسائل التواصل الاجتماعي "هاجم العدو منطقة أوديسا بالصواريخ البالستية وقتل أربعة أشخاص بينهم فتاة".
وأشار إلى أن مبنى من طابقين دُمر في الهجوم وأن من بين الضحايا امرأة تبلغ من العمر 43 سنة وشاب يبلغ 22 سنة وفتاة في الـ16.
وقال كيبر إن "امرأة أخرى توفيت في المستشفى متأثرة بجروحها"، مضيفاً أن 10 أشخاص أصيبوا بجروح.
وأظهر تسجيل مصور من موقع الهجوم وزعه المسعفون عناصر الطوارئ ينتشلون الجثث من تحت ركام مبنى مدمر.
وكثفت القوات الروسية هجماتها على جنوب أوكرانيا أخيراً، بما في ذلك عبر تنفيذ ضربات ألحقت أضراراً بسفن مدنية في موانئ منطقة أوديسا.
وكانت أوكرانيا من أكبر البلدان المصدرة للحبوب في العالم قبل الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، لكن الهجمات المتكررة على مينائها ومنشآت التخزين لديها قلصت إنتاجها بصورة كبيرة.
جولة زيلينسكي
في موازاة ذلك، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن وقف إطلاق النار مع روسيا ليس مطروحاً على جدول أعمال الجولة الخاطفة التي يقوم بها في أوروبا، معتبراً أن التقارير في شأن ذلك ناتجة عن تضليل إعلامي من موسكو.
وقال زيلينسكي بعد مباحثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس "هذا ليس موضوع بحثنا"، مضيفاً "الأمر ليس صحيحاً. روسيا تعمل كثيراً مع التضليل الإعلامي لذا (صدور تقارير كهذه) هو أمر مفهوم".
ووصل الرئيس الأوكراني إلى باريس الخميس آتياً من لندن، في إطار جولة مصغرة لدى حلفائه الأوروبيين الرئيسين لحشد مزيد من الدعم في مواجهة الهجوم الروسي، مؤكداً أنها لن تشمل البحث في وقف لإطلاق النار مع موسكو.
واستقبل الرئيس الفرنسي نظيره الأوكراني في قصر الإليزيه حيث تصافحا بحرارة قبل اجتماع ثنائي.
وكما في كل دولة يزورها، جدد زيلينسكي الدعوة إلى الإسراع في زيادة المساعدات الغربية لكييف. وأضاف "قبل الشتاء نحتاج إلى دعمكم".
من جانبه، أكد ماكرون أن مساعدات فرنسا مستمرة "وفقاً لالتزاماتها"، وشدد على "التقدم المحرز في تدريب وحدة وتجهيزها. إنه أيضاً نموذج تعاون فريد للغاية".
وإضافة إلى لندن وباريس، تشمل الجولة الأوروبية أيضاً روما وبرلين، وتأتي بحثاً عن دعم إضافي بينما يواصل الجيش الروسي تقدمه في شرق أوكرانيا.
الانتخابات الرئاسية الأميركية
وتأتي الجولة الأوروبية قبل أقل من شهر على موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية التي يخشى الأوكرانيون بأن تؤثر نتيجتها في الدعم الأميركي المحوري في مواجهة الهجوم الروسي.
وقلل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في لندن من احتمال فوز الجمهوري دونالد ترمب وعودته إلى البيت الأبيض. وقال للصحافيين "كفوا عن القلق بشأن رئاسة لترمب". وأضاف "أنا مقتنع تماماً بأن الولايات المتحدة ستكون طرفاً لأنها تدرك أن الأمر لا يتعلق بأوكرانيا فحسب، بل يتعلق بها أيضاً".
"خطة النصر"
في لندن صباح الخميس عرض زيلينسكي تفاصيل "خطة النصر" الأوكرانية على القوات الروسية أمام رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر وروته، بحسب بيان للرئاسة الأوكرانية.
وقال الرئيس الأوكراني في البيان إن هذه الخطة "تهدف إلى خلق شروط مواتية لإنهاء عادل للحرب". وتابع "لا يمكن لأوكرانيا أن تتفاوض إلا من موقع قوة".
ومن المقرر أن يتم الكشف عن هذه الخطة خلال قمة السلام الثانية، المتوقع عقدها في نوفمبر (تشرين الثاني) لكن كييف لم تؤكد موعدها. وجدد زيلينسكي "ضرورة الحصول على إذن لضرب عمق الأراضي الروسية" بأسلحة بعيدة المدى مقدمة خصوصاً من بريطانيا.
ويطالب الرئيس الأوكراني منذ أشهر بالحصول على إذن لاستخدام صواريخ "ستورم شادو" البريطانية الطويلة المدى لضرب أهداف داخل الأراضي الروسية.
لكن روته دعا بعد الاجتماع الثلاثي إلى "عدم التركيز على نظام أسلحة واحد". وقال عندما سأله الصحافيون عن صواريخ "ستورم شادو"، "ليس نظام أسلحة واحد هو الذي سيحدث الفرق".
وقال كير ستارمر مرحباً بضيفه "من المهم للغاية أن نتمكن من إظهار التزامنا المستمر دعم أوكرانيا".
وبريطانيا هي أحد الداعمين الرئيسين لكييف منذ أن بدأ الهجوم الروسي على أوكرانيا. وهذه هي المرة الثانية التي يزور فيها الرئيس الأوكراني لندن منذ أن تولى رئيس الوزراء العمالي المنصب في الرابع من يوليو (تموز) الماضي.
وتأتي هذه الجولة الأوروبية في الوقت الذي تواصل فيه القوات الروسية تقدمها في شرق أوكرانيا.
مؤتمر حول إعادة إعمار أوكرانيا
تستضيف روما في يوليو المقبل مؤتمراً حول إعادة إعمار أوكرانيا، بحسب ما أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني مساء الخميس عقب استقبالها الرئيس الأوكراني.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت ميلوني لصحافيين في روما إن "أوكرانيا ليست وحدها، وسنكون إلى جانبها ما دام ذلك ضرورياً"، موضحة أن هذا المؤتمر سيُعقد يومي الـ10 والـ11 من يوليو 2025.
وتدعم إيطاليا بقوة أوكرانيا في معركتها ضد القوات الروسية وترسل لها مساعدات وأسلحة. لكن روما ترى أن هذه الأسلحة يجب أن تُستخدم داخل الأراضي الأوكرانية فقط وأن لا تستهدف عمق الأراضي الروسية كما يطالب بذلك زيلينسكي.
وأوضحت ميلوني أن دعم روما لكييف يهدف إلى توفير "أفضل الظروف الممكنة لأوكرانيا من أجل بناء أساس للتفاوض على السلام، وهو سلام لا يمكن أن يكون استسلاماً".
ويلتقي زيلينسكي البابا فرنسيس صباح الجمعة في الفاتيكان.
وينتظر وصوله في اليوم نفسه إلى ألمانيا، حيث سيلتقي المستشار أولاف شولتز الذي تنوي حكومته خفض المبلغ المخصص للمساعدات العسكرية الثنائية الموجهة لكييف بالنصف خلال 2025 مما أثار معارضة أوكرانيا.
أوكرانيا قد تواجه عجزاً في المساعدات
وحذر معهد كييل الألماني للأبحاث الخميس من احتمال انهيار المساعدة الغربية لأوكرانيا.
ويحذر المعهد من أن العودة المحتملة لدونالد ترمب إلى البيت الأبيض "قد تعيق خطط المساعدة المستقبلية في الكونغرس".
وقال المعهد الذي يرصد المساعدات المالية والعسكرية والإنسانية الموعودة والمرسلة إلى أوكرانيا "اعتباراً من السنة المقبلة قد تواجه أوكرانيا عجزاً كبيراً في المساعدات".
وتظهر توقعات معهد الأبحاث أن المساعدات العسكرية والمالية ستصل إلى 59 و54 مليار يورو على التوالي في 2025 إذا أبقى المانحون الغربيون على مستوى المساعدة نفسه. وخلافاً لذلك، ستتراجع هذه المساعدات بالنصف إلى 29 و27 ملياراً تباعاً من دون مساعدات أميركية جديدة وفي حال حذا المانحون الأوروبيون حذو ألمانيا.
وأسف الرئيس الأوكراني الذي حض باستمرار الدول الغربية على مساعدة بلاده، في الأسابيع الأخيرة لبطء اتخاذ القرارات لدى حلفائه الذين يستمرون في التردد في تسليمه صواريخ طويلة الأمد تمكن جيشه من ضرب أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية.
جدوى التوغل الأوكراني
وفي الأثناء، تتقدم القوات الروسية تدريجاً في منطقة دونيتسك متجهة نحو بوكروفسك ذات الأهمية اللوجيستية للجيش الأوكراني.
وفي ساحة المعركة، شكك جنود أوكرانيون لوكالة الصحافة الفرنسية في الهجوم على منطقة كورسك الروسية.
وقال بوغدان وهو جندي في دروجكيفكا قرب كراماتورسك "إذا كانت عملية خاطفة فستعزز نجاحاتنا. وإذا كانت عملية طويلة ونخطط للبقاء في كورسك فسوف نستنزف مواردنا الرئيسة".
استهداف منصتي صواريخ باتريوت
وأعلن الجيش الروسي الخميس أنه ضرب منصتين لأنظمة باتريوت الأميركية للدفاع الجوي، وهي أسلحة باهظة الثمن وقيمة سلمها الحلفاء الغربيون إلى أوكرانيا لمواجهة القصف اليومي.
وتعتمد كييف على منظومات دفاع جوي غربية، وبخاصة الباتريوت، لحماية نفسها، وهي تدعو باستمرار إلى تزويدها بمزيد من هذه الأسلحة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية الخميس إن قواتها ضربت "محطتين لإطلاق صواريخ باتريوت صنعتا في الولايات المتحدة" إضافة إلى محطة تحكم ومجموعة رادار تشكل جزءاً من نظام باتريوت.
وأشارت إلى أن الهجوم أصاب أيضاً جنوداً كانوا في المكان ومعدات عسكرية أخرى.
وتتألف بطارية باتريوت من أجزاء عدة بما في ذلك محطة تحكم مأهولة ومجموعة رادار للكشف عن التهديدات ومحطات الإطلاق التي تنقل الصواريخ وتوفر منصة للإطلاق.
وكانت الوزارة أعلنت في بيان سابق أن قواتها أطلقت صاروخ إسكندر على موقع أوكراني لصواريخ باتريوت في منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط)، في إشارة على ما يبدو إلى الهجوم نفسه.
وأضافت الوزارة، التي نشرت مقطع فيديو تم تصويره من الجو يظهر انفجارات في حقول أن "قاذفة باتريوت واحدة "دُمرت" و"قاذفة باتريوت أخرى تضررت".
من جهته، أكد المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية يوري إغنات أن "العدو ألحق أضراراً ببعض المعدات فقط، ولم يدمرها". وأضاف "علاوة على ذلك، تواصل وحدة باتريوت نفسها أداء مهام في المنطقة".
وتلقت كييف أول دفعة من أنظمة باتريوت في أبريل (نيسان) العام الماضي، ولم تكشف عن العدد الكامل الذي بحوزتها اليوم. وأعلنت روسيا في يوليو الماضي أنها دمرت منصتين لإطلاق هذه الصواريخ.