Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ساوثغيت على حق في الرحيل عن إنجلترا التي تحتاج إلى فصل جديد

فشل منتخب "الأسود الثلاثة" في نهائي برلين أمام إسبانيا وفكرتها المتفوقة يعني أنه الوقت مناسب لاستبدال المدرب بشخص آخر يمكنه إكمال المهمة

مهاجم المنتخب الإنجليزي هاري كين يصافح المدرب غاريث ساوثغيت أثناء استبداله في نهائي "يورو 2024" ضد إسبانيا (أ ف ب)

ملخص

خاضت إنجلترا بطولة "يورو 2024" تحت قيادة المدرب غاريث ساوثغيت الذي حامت الشكوك حول أساليبه المتحفظة وبعد خسارة اللقب لصالح إسبانيا رحل المدرب المحبوب والآن تقف البلاد لاختيار خليفة له

غاريث ساوثغيت قرر مستقبله، كانت نسبة استمراره هي 50-50 قبل نهائي بطولة "يورو 2024" لكن بعد الخسارة أمام إسبانيا كان المزاج أكثر كآبة بصورة طبيعية، وكان جزء من ذلك هو الأجواء المحيطة بالهزيمة المتأخرة المؤلمة.

كان ساوثغيت قرر البقاء في منصبه بعد نهائيات كأس العالم 2022 لأنه شعر أن الفريق في وضع جيد ولم تكن هناك مشكلة حقيقية بمجرد الخروج من ربع النهائي إذ خسرت إنجلترا بفارق ضئيل أمام فرنسا في مباراة كانت متساوية الحظوظ بنسبة 50-50، لذا فإن المزاج العام تجاه ساوثغيت كان إيجابياً، لكن بعد "يورو 2024" لم يكن الأمر كذلك.

طوال البطولة أشار مراراً وتكراراً إلى ازدراء المشجعين له وإلقاء أكواب البيرة عليه، وكان هذه الانتقاد "موضع تساؤلات لا يصدق" على حد تعبيره، وكانت حاضرة جنباً إلى جنب مع نقاش النقاد الأوسع حول الفريق.

لقد انتقل ذلك من نقيض إلى آخر خلال بطولة "يورو 2024"، ويقال إن ساوثغيت كان منزعجاً من مدى الانتقادات من النقاد الذين يعرفهم شخصياً.

كان بعض هذا الهجوم مجرد "السيرك" المحيط بإنجلترا وكثافة البطولة القارية، لكن من المؤسف أن جزءاً منه كان له ما يبرره أيضاً، ومن الصعب ألا نعود إلى ما قالته شخصيات داخل المعسكر قبل هذه البطولة "غاريث جيد في كل شيء باستثناء كرة القدم".

وقد أوضحت المباراة النهائية التي أقيمت الأحد الماضي ذلك الأمر بأدق التفاصيل، إذ فاز فريق إسباني كان لديه فريق أقل كفاءة بفضل فكرة أفضل، وكانت وجهة النظر داخل معسكر الفائزين هي أن ساوثغيت لم يتمكن من استخدام المواهب المتاحة له إذ إن لديه لاعبين رائعين لكن يتم وضعهم دائماً داخل إطار رد الفعل.

ولهذا السبب تبدو هذه البطولة هي الأفضل له من حيث النتيجة الصافية، إذ وصل إلى المباراة النهائية في أرض محايدة، ولكنها تحوي أقل عدد من الميزات المفيدة.

وصلت إنجلترا إلى نقطة ينبغي أن تصل فيها إلى هذا الحد، وبدلاً من تلك الخطوة الأخيرة، وقع الفريق في نفس الفخاخ القديمة ولكن مع تطورات جديدة.

هزمت إنجلترا مرة أخرى من قبل المنافس المناسب الأول الذي واجهوه، لقد خسروا المباراة مرة أخرى بسبب فكرتهم الرديئة عن كيفية لعب كرة القدم.

وكما أن هناك جانبين لساوثغيت، هناك جانبان لهذه المناقشة، فلا يتعلق الأمر بإدارته الأوسع ولكن بالتفاصيل الدقيقة النهائية.

وبينما ستكون هناك الآن عمليات إعادة تقييم لفترة ساوثغيت بأكملها، إلا أنه يجب أن نتذكر دائماً أنه كان مفتاحاً لأخذ إنجلترا إلى هذا الحد. سيظل شخصية مهمة للغاية في تاريخ كرة القدم الإنجليزية، وإلى الأفضل، وربما استفاد الفريق في نهاية المطاف من المواهب الرائعة التي بدأت تظهر من خلال التحول الضخم في البنية التحتية، لكن هذا لم يكن الحال تماماً في عام 2018.

جاء أول ظهور لنصف النهائي منذ عام 1996 من خلال الإدارة الحكيمة والاستغلال الذكي لحظ البطولة وكان الأمر كله يتعلق بالتفاصيل الدقيقة الأولية.

وهذا يتناسب مع هدف ساوثغيت الكبير المتمثل في تغيير ثقافة الفريق، وقد كان هذا نجاحاً باهراً، إذ بدأ اللاعبون يتطلعون للانضمام إلى المعسكر والمشاركة في البطولات وقد أحبوه جميعاً بصورة شخصية. ساوثغيت رجل نبيل، لكن الأمر تجاوز ذلك، لقد حصل على ولاء كثير من اللاعبين من خلال دعمهم في قضايا أكبر، وبخاصة في أزمة الركوع بنصف ركبة في حملة إدانة العنصرية.

وكان هذا أيضاً هو السبب وراء استمرار ساوثغيت في اختيار قادة للفريق مثل كيران تريبيير وحتى هاري كين، على رغم المفاجأة في شأن مساهماتهم الفعلية في كرة القدم في أماكن أخرى، وكان الرأي من الداخل أنهم أثروا بشكل إيجابي على كيمياء الفريق.

وكل هذا خلق العزم الحديدي الذي كان له أهمية كبيرة في عديد من البطولات، وبخاصة بطولة أمم أوروبا 2024، وكان هذا هو السبب الحقيقي وراء وصول إنجلترا إلى النهائي.

ربما كانت الفرق السابقة قد اضمحلت خصوصاً وسط الضجيج الذي أحاط بعديد من المباريات التي يمكن الفوز بها لكنها كانت محرجة، وكانت إنجلترا قريبة جداً من أيسلندا ضد سلوفاكيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن خلال تطبيق مثل هذا الهيكل التكتيكي الصارم على الفريق، واجه ساوثغيت بصورة أساسية حدوده، هذا هو المكان الذي تنتقد فيه فرق النخبة الأخرى المدير الفني خصوصاً، إنه المكان الذي يقولون إنه يفتقر إلى التقدير التكتيكي الدقيق.

لقد ترجمت مباشرة إلى اللعب وكان أبرزها الضغط الذي أدى إلى عديد من المباريات المتوترة مع إنجلترا، كان طاقم التدريب ملتزماً جداً بهيكلهم، وكانوا يتجنبون المخاطرة، مما أدى إلى منع بعض اللاعبين من تطبيق الضغط بطريقة أحد الفرق، وقد تحولت مبارياتهم إلى السلبية. كل ما عليك فعله هو مقارنته بالطريقة التي طاردت بها إسبانيا إنجلترا في جميع أنحاء الملعب في المباراة النهائية.

وأشار ساوثغيت إلى رمية التماس الخلفية التي نفذها منتخب إنجلترا قرب منطقة جزاء حارس مرمى إسبانيا أوناي سيمون بعد وقت قصير من هدف كول بالمر كنقطة تحول، لكن ذلك جاء مباشرة من الطرق المختلفة التي ضغط بها الفريقان.

سارعت إنجلترا إلى العودة نحو مرماها بينما كانت إسبانيا تتمتع دائماً بالمغامرة للعب والهجوم.

لم تكن إنجلترا تحت قيادة ساوثغيت تتمتع بهذه الرؤية الأعظم، ولهذا السبب قد لا نحصل أبداً على تلك الصورة له وهو يحمل ميدالية الفائز.

كل هذه المناقشة ستكون مختلفة بالطبع لو وصل الأمر إلى ركلات الترجيح مثلما حدث في نهائي بطولة أمم أوروبا 2020 ضد إيطاليا.

ومع ذلك فحتى هذه الخسارة كانت في النهاية ناجمة عن نفس الإخفاقات إذ تراجعت إنجلترا عندما عادت للصدارة ولم يتمكنوا من السيطرة على اللعبة.

ينبغي أن يكون هذا هو الأمر الذي يؤلمنا حقاً، والذي سيظل يطارد إنجلترا، على حد تعبير ديكلان رايس.

كل شيء سار في صالح ساوثغيت، من اللعب على ملعب "ويمبلي" إلى الهدف المبكر، ومع ذلك فقد خسروا، هنا كانت إسبانيا فريقاً أفضل.

لا يزال من المثير للقلق إلى حد ما أنه في وقت حاول فيه ساوثغيت تقريب إنجلترا تدريجاً من المجد، سقطت فرق كبيرة أخرى ثم نهضت مرة أخرى لتفوز بالألقاب.

إسبانيا ليست سوى الأحدث، إن السنوات الـ58 التي قضتها إنجلترا من دون أي ألقاب أصبحت الآن لا مثيل لها بين دول كرة القدم الكبرى.

كان من الممكن أن يكون ذلك على بعد دقائق فقط من النهاية حتى في برلين، لكنه يبدو الآن بعيداً جداً، لقد كانت إسبانيا تلعب لعبة مختلفة، وهو أمر واضح للغاية.

وعلى النقيض من ذلك، وصلت إنجلترا مرتبكة وكان هناك شعور بأن ساوثغيت يختلق الأمر أثناء مسيرته، كما يتضح من عديد من القرارات المتعلقة بالفريق والأفراد التي تم التراجع عنها.

الهجوم لم ينجح وإحدى اللحظات الأخيرة في البطولة كانت عندما اشتكى جود بيلينغهام من ركض زملائه في الفريق، هذا الهجوم حتى مع وجود هذا الثلاثي لم يتحرك بحرية أبداً.

كان ذلك مختلفاً تماماً عن عامي 2018 و2020، إذ كان هناك وضوح، لقد كانت هذه أوضح علامة على أن الوقت قد حان لرحيل ساوثغيت، إذ وصل إلى الحد الأقصى ولم يتمكن من معرفة كيفية تجاوزه، ومثل هذا التردد هو علامة كلاسيكية على ذلك.

مطلوب مدرب حديث أكثر تقدماً وهجومية لوضع اللمسات النهائية، شخص يمكنه الحضور ورؤية الصورة كاملة.

ولا ينبغي لنا أن ننسى أبداً أن الشخص التالي، بغض النظر عما يفعله، سيبني على عمل ساوثغيت.

لقد أعاد الاحترام إلى إنجلترا، هو فقط لم يقدم المجد ومن الصعب تخيل إنجلترا من دون ساوثغيت، ولكن كان من الأصعب أن نتخيل أن فريقه قد جلب أخيراً الكأس التي كان للمواهب المتاحة كل الحق في توقعها.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة