Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

سيدة تونس الأولى… هل هي القاضية أم المهندسة؟

السيدتان تتمتعان بمستوى علمي مرموق لكنهما تختلفان في نسق الحياة العامة

سلوى السماوي زوجة المرشح إلى الانتخابات الرئاسية التونسية نبيل القروي (أ.ف.ب)

يتطلع التونسيون، خصوصاً التونسيات، بشوق كبير إلى من ستكون سيدة تونس الأولى، أو ساكنة قصر قرطاج الرئاسي، على الرغم من أن هذا اللقب الشرفي لوّثته حكايات تُروى عن ليلى الطرابلسي، زوجة الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي و"الماجدة" وسيلة بن عمار، زوجة الحبيب بورقيبة.

السيدة الأولى في تونس منصب بروتوكولي لا أهمية له، باعتبار أن زوجة الرئيس لا تملك صلاحيات كبرى، على الرغم من أن زوجات الرؤساء يؤثرن في أزواجهن عند اتخاذ القرارات. فهل ستكون القاضية ابنة القاضي البعيدة من الأضواء والشهرة إشراف شبيل، زوجة قيس سعيّد؟ أم المهندسة سلوى السماوي زوجة نبيل القروي، التي عرفها التونسيون قبل ثلاث سنوات كأم ثكلى فقدت ابنها البكر في حادث سير، قبل أن تُضطّر إلى قيادة حملة زوجها الذي سُجن قبل عشرة أيام من انطلاق الحملة الانتخابية بشبهة تبييض أموال وتهرب ضريبي؟

مختلفتان

إذا كانت السيدتان تتمتعان بمستوى علمي مرموق، فإنهما تختلفان في نسق الحياة العامة، إذ إن شبيل تتميز بأنها محافظة ولا حياة لها خارج أسرتها، على عكس السماوي التي تحضر حفلات الاستقبال والسهرات العامة والخاصة.

السيدتان تختلفان أيضاً في علاقتهما بالعالم الافتراضي، إذ تحضر السماوي بقوة في وسائل التواصل الاجتماعي، بينما تغيب شبيل التي لم يُعرف لها حساب باسمها على فيسبوك وتويتر وإنستغرام.

تزوجت أستاذها

شبيل من مدينة طبلبة (ولاية المنستير)، ولدت عام 1973، وعاشت طفولتها في صفاقس، حيث كان يشتغل والدها ودرست في كلية الحقوق بسوسة، التي كان قيس سعيّد يعمل فيها أستاذاً مساعداً لمادة القانون الدستوري، ليتزوجها في ما بعد وينجبان ثلاثة أبناء.

عملت شبيل قاضية في تونس العاصمة (درجة ثانية)، وهي الآن وكيلة رئيسة المحكمة الابتدائية بالعاصمة (رئيسة دائرة مدنية).

وقد اكتشف التونسيون زوجة سعيّد للمرة الأولى عندما ظهرت في 15 سبتمبر (أيلول) الحالي، خلال اقتراعه في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، في مدرسة بحي النصر، أحد أحياء العاصمة تونس، حيث تقطن العائلة في مسكن متوسط، قبل أن ترصدها كاميرات التصوير في مقر حملة زوجها، داخل مكتب متواضع في عمارة قديمة في وسط العاصمة. 

شبيل لم تكن معروفة كثيراً حتى في أوساط القضاة، إذ لم يعرف لها حضور في العمل النقابي للمهنة.

تزوجت زميلها

السماوي ابنة أحد كوادر صناعة الفوسفات في ولاية قفصة (مهد العمل النقابي)، درست الهندسة الصناعية في الولايات المتحدة الأميركية وتتحدث الإنجليزية والفرنسية بطلاقة، وتعمل منذ 13 عاماً مديرة إقليمية لشركة ميكروسوفت الشهيرة في عالم البرمجيات.

تعرّفت على زوجها نبيل القروي عندما عملا معاً في قناة "الأفق تونس"، التابعة لمجموعة canal horizon الفرنسية في أوائل تسعينيات القرن الماضي وتزوّجا وأنجبا أكبر أبنائهم الأربعة خليل، الذي وُلد عام 1996 وتوفي عام 2016، ما دفعهما إلى تأسيس "جمعية خليل تونس" الخيرية، التي ضاعفت شهرة القروي وصنعت له خزّاناً انتخابياً.

عرف التونسيون السماوي عن قرب منذ يوم 3 سبتمبر، عندما افتتحت الحملة الانتخابية الرئاسيّة لزوجها انطلاقاً من مسقط رأسها مدينة قفصة، قبل أن تدلي بحوارات في عدد من وسائل الإعلام التونسية والأوروبية، خصوصاً الفرنسية، فوُفّقت في إقناع الناس بقدرتها على التأثير والتواصل مع مساندي وأنصار زوجها، بل إن كثيرين رأوا أنها أقوى منه في الإقناع والكاريزما. واعتبروا أن نسبة مهمة من فوزه بالرئاسة، إذا تحقق ذلك في الدور الثاني الذي سيجرى في 13 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، سيعود إليها.

المزيد من العالم العربي