ملخص
داخل القاعة التي غصت بالحضور راح أنصار ترمب يهتفون "فايت! فايت!" (كافحوا!)، وهي الكلمة التي تلفظ بها ترمب وهو يرفع قبضته والدم يسيل على وجهه عندما وقف بعد إطلاق النار الذي استهدفه السبت الماضي في صور جالت العالم.
استُقبل دونالد ترمب أمس الإثنين استقبال الأبطال في المؤتمر العام للحزب الجمهوري بميلووكي فوقف له الحضور مصفقاً لفترة طويلة عندما دخل القاعة مع ضمادة على أذنه.
بعد يومين على نجاته من محاولة اغتيال رفع الرئيس الأميركي السابق قبضته وهو يدخل القاعة الضخمة المزينة باللونين الأزرق والأحمر وسط تصفيق المندوبين الذين كانوا اختاروه قبيل ذلك مرشحاً رسمياً للجمهوريين في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
وداخل القاعة التي غصت بالحضور راح أنصار ترمب يهتفون "فايت! فايت!" (كافحوا!)، وهي الكلمة التي تلفظ بها ترمب وهو يرفع قبضته والدم يسيل على وجهه عندما وقف بعد إطلاق النار الذي استهدفه السبت الماضي في صور جالت العالم.
هذا هو المرشح لنائب الرئيس
اختار ترمب ليكون نائباً له في حال فوزه بالرئاسة جيمس ديفيد (جاي دي) فانس، السيناتور عن ولاية أوهايو البالغ 39 سنة، والذي وقف إلى جانبه مساء أمس الإثنين.
وكتب ترمب عبر منصته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، "قررت أن الشخص الأكثر كفاءة لتولي منصب نائب رئيس الولايات المتحدة هو السيناتور جاي دي فانس من ولاية أوهايو العظيمة".
وفانس عسكري سابق وكاتب كثيراً ما دافع أمام الكونغرس عن القضايا الأساسية بالنسبة إلى رجل الأعمال على غرار مكافحة الهجرة والدفاع عن الحمائية الاقتصادية.
وكان فانس من أشد منتقدي ترمب في 2016 قبل أن يصبح منذ ذلك الحين أحد أقوى المدافعين عنه، إذ تبنى ادعاءاته الكاذبة بأن انتخابات 2020 شابها تزوير واسع النطاق.
ويتمتع فانس بشعبية كبيرة بين مؤيدي ترمب الأساسيين، لكن لم يتبين بعد إذا ما كان بمقدوره زيادة فرص الجمهوريين في الفوز. وهو يشارك ترمب في نهجه الحازم في السياسة، كما أن تصريحاته المحافظة في شأن قضايا مثل الإجهاض يمكن أن تنفر الناخبين المعتدلين. ومن المقرر أن يلقي فانس كلمة أمام المؤتمر غداً الأربعاء.
تأثر واضح
سيقبل ترمب تفويض الحزب له رسمياً خلال أمسية تنظم بعد غد الخميس وتشكل ذروة المؤتمر العام وتطلق خلالها آلاف البالونات.
وخلال جلسة أمس الإثنين أعطى الحزب فترات للتحدث لستة مواطنين أميركيين سلطوا الضوء على تأثير التضخم في الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط، بينما هاجم القادة الجمهوريون إدارة بايدن باعتبارها منفصلة عن الواقع.
وقال السيناتور تيم سكوت الذي نافس ترمب لفترة وجيزة للفوز بترشيح الحزب إن التدخل الإلهي أنقذ حياة الرئيس السابق.
وبدا التأثر واضحاً في صفوف عشرات آلاف الجمهوريين المجتمعين في ميلووكي بعد نجاة ترمب من محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي في الهواء الطلق السبت الماضي في بنسلفانيا، مما تسبب في مقتل أحد مؤيديه، فيما قتل المسلح بالرصاص، ولا تزال دوافعه غير واضحة.
وقالت المندوبة عن ولاية إلينوي سوزان سويني التي غمرتها الفرحة عند رؤيتها ترمب لوكالة الصحافة الفرنسية "كان الأمر رائعاً للغاية عندما أفكر بما مر به، لكنه أتى إلى هنا فهذا يعني أنه حساس جداً ومتعاطف". وقد اعتمرت سويني قبعة تحمل صور ترمب وأبراهام لينكولن الذي يكن له الجمهوريون إعجاباً كبيراً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
برنامج المؤتمر الجمهوري
صدم الأميركيون بصور ترمب وقد غطت الدماء أذنه رافعاً قبضته فيما يتم إجلاؤه بسرعة من جانب حراسه الشخصيين. وزاد هذا الهجوم من الضغط على المجتمع الأميركي الذي يشهد استقطاباً متنامياً ومن غضب المؤيدين الأكثر تطرفاً لترمب الذين حملوا الديمقراطيين مسؤولية ما حصل.
وعلى رغم المستجدات عرف المؤتمر العام للحزب الجمهوري بمشاركة أكثر من 50 ألف شخص انطلاقة منظمة وسط إجراءات أمنية مكثفة.
وانتشر الآلاف من عناصر الشرطة في الشوارع. وقال تيم هوكينز (57 سنة) الذي قدم من ولاية واشنطن في أقصى غرب البلاد لوكالة الصحافة الفرنسية "إذا كانوا غير قلقين، فأنا مثلهم".
والموقع الذي اختير لعقد المؤتمر هو مجمع رياضي ضخم وحديث غطيت جدرانه بصور كبيرة للرئيس الـ45 للولايات المتحدة الذي يسعى إلى أن يصبح الرئيس الـ47.
وأغلقت مناطق في وسط المدينة بسياج معدني مع انتشار لعناصر جهاز الخدمة السرية الذي تعرض لانتقادات شديدة لأنه فشل في حماية ترمب خلال التجمع الانتخابي في بنسلفانيا السبت الماضي. إلا أن المؤتمر العام أبقى على برنامجه المثقل من دون تعديلات. وقال ديفيد بوسي أحد المقربين من ترمب ويشارك في رئاسة المؤتمر "باستثناء تعزيز التدابير الأمنية في المكان لن يطرأ أي تعديل على البرنامج".
وستكون المواضيع الرئيسة لهذا الاجتماع القدرة الشرائية والهجرة والجريمة والأمن الذي تضمنه دولة قوية.
ارتفاع التبرعات
أكد الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن من جهته أنه يريد العمل على خفض التوتر الناجم عن محاولة الاغتيال، لكنه سارع إلى انتقاد فانس متهماً إياه بأنه "ترمب مستنسخ".
ويرى متخصصون أن محاولة الاغتيال التي تعرض لها ترمب قد تكون مفيدة للمرشح الجمهوري على الصعيد الانتخابي.
وتظهر استطلاعات الرأي تنافساً متقارباً بين ترمب (78 سنة) وبايدن (81 سنة) على رغم تقدم المرشح الجمهوري في ولايات عدة متأرجحة من المرجح أن تحسم نتيجة الانتخابات. ولم يلتزم ترمب بقبول نتائج الانتخابات في حال خسارته.
وقال رئيس لجنة العمل السياسي الرئيسة لجمع التبرعات التي تدعم حملة ترمب تايلور بودويتش على موقع "أكس" إن الحملة التي ترفع شعار "اجعلوا أميركا عظيمة مرة أخرى" جمعت أكثر من 50 مليون دولار أمس.
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلاً عن أشخاص مطلعين أن الملياردير إيلون ماسك يخطط للتبرع بنحو 45 مليون دولار شهرياً للجنة العمل السياسي الجديدة المؤيدة لترمب، وكان قد أعلن تأييده له بعد محاولة الاغتيال السبت الماضي.
وبعد إطلاق النار قال ترمب إنه كان يراجع خطاب قبوله الترشح لتأكيد الوحدة الوطنية بدلاً من تسليط الضوء على خلافاته مع بايدن. وأضاف لصحيفة "واشنطن إكزامينر"، "الخطاب سيكون مختلفاً كثيراً عما كان عليه قبل يومين".
تغيير الحملات الانتخابية
وبدأت أمس الإثنين سلسلة أخرى من الانتصارات القانونية لترمب عندما أسقطت قاضية المحكمة الجزئية إيلين كانون تهماً اتحادية له بالاحتفاظ بوثائق سرية بعد مغادرة البيت الأبيض. ومن المنتظر أن يصدر الحكم على ترمب في نيويورك في سبتمبر (أيلول) المقبل لمحاولته التستر على دفع أموال للنجمة الإباحية ستورمي دانييلز في الأسابيع التي سبقت فوزه في انتخابات 2016.
وغيرت محاولة اغتيال ترمب توجه الحملة الرئاسية التي ركزت على إذا ما كان ينبغي لبايدن أن ينسحب من الانتخابات بسبب مخاوف في شأن عمره ولياقته الذهنية بعد تعثره في المناظرة في الـ27 من يونيو (حزيران). ودعاه ما يقارب 20 من رفاقه الديمقراطيين في الكونغرس إلى التخلي عن ترشحه والسماح للحزب باختيار آخر. غير أن التركيز سيتحول هذا الأسبوع إلى ترمب. فبعد ترسيخ سيطرته على الحزب يستطيع ترمب أن يغتنم الفرصة لإيصال رسالة موحدة أو رسم صورة قاتمة لأمة تحت حصار من يسميهم نخبة يسارية فاسدة، مثلما فعل في بعض الأحيان خلال حملته الانتخابية.
وكثيراً ما لجأ ترمب إلى اللهجة الحادة في خطاباته الانتخابية، واصفاً أعداءه المتصورين بأنهم "حشرات" و"فاشيون".
أما بايدن فقد وصف ترمب بأنه تهديد للديمقراطية الأميركية، وهي تعليقات يقول بعض الجمهوريين إنها ساعدت في تعزيز الأجواء التي أدت إلى إطلاق النار على رغم أن السلطات لم تحدد بعد الدافع وراء محاولة الاغتيال.
وفي أعقاب إطلاق النار السبت الماضي سعى بايدن إلى خفض حدة التوتر بعد خطاب سياسي ساخن على مدى أشهر. وقال في خطاب ألقاه من البيت الأبيض أول من أمس الأحد "لا يوجد مكان في الولايات المتحدة لهذا النوع من العنف".
وفي مقابلة مع شبكة "أن بي سي نيوز" أمس الإثنين قال بايدن إنه كان من "الخطأ" استخدامه مصطلح "بؤرة الهدف" في الإشارة إلى ترمب في حديثه إلى مانحين الأسبوع الماضي، لكنه ذكر أن ترمب كثيراً ما يستخدم كلمات تحريضية.
وأمر بايدن بإجراء مراجعة مستقلة لواقعة الهجوم على ترمب، ويسعى محققو الكونغرس إلى استجواب رئيسة جهاز الخدمة السرية المسؤول عن حماية الرئيس السابق.