ملخص
أسعار عصير البرتقال ترتفع بصورة جنونية والسبب قسوة الطقس وبكتيريا مميتة.
بلغت أسعار عصير البرتقال مستوى قياسياً غير مسبوق على خلفية طقس شديد القسوة ضرب القطاع، ونجم عن الأزمة المناخية.
وأقفلت تعاملات يوم الإثنين الماضي في بورصة نيويورك للعقود الآجلة الخاصة بعصير البرتقال المركز المجلد على 4.29 دولار للرطل الواحد، أي ما يعادل ضعف سعره قبل عام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبسبب ارتفاع الأسعار يقوم المتسوقون الرازحون أصلاً تحت عبء التضخم بالتخلي عن عصير البرتقال وهو عنصر أساس في وجبة الفطور، مما أدى إلى تراجع استهلاكه بـ25 في المئة في الأسواق العالمية الرئيسة بما فيها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي خلال العام الماضي بحسب مؤسسة "رابوبنك"، وهو مصرف تعاوني هولندي يعنى بالغذاء والزراعة.
وفي هذا السياق قالت المسؤولة عن اتجاهات مشتري الأغذية الطازجة في الأسواق في شركة أبحاث السوق "سيركانا" Circana جوانا باركر، إن التراجع في الاستهلاك يعني بأن المستهلكين يلجأون بصورة متزايدة إلى استبدال عصير البرتقال في وجباتهم الصباحية بمشروبات الطاقة ومخفوقات الفاكهة (سموذي) وأنواع أخرى من المشروبات.
وأضافت "ترتفع الأسعار ولهذا السبب يفكر الناس في بدائل أخرى".
وبدأت أسعار عصير البرتقال بالارتفاع للمرة الأولى خلال الشهر الماضي بعد أن حذر مركز الأبحاث "فانديسيتروس" Fundecitrus بأن البرازيل، التي تعد أكبر منتج ومصدر لعصير البرتقال في العالم تقترب من تسجيل أحد أسوأ محصول للبرتقال منذ أكثر من ثلاثة عقود مع إنتاج البلاد 232.4 مليون صندوق من البرتقال في موسم 2024 – 2025 في تراجع بـ24 في المئة مقارنة بدورة الإنتاج السابقة.
وتأتي الأزمة وسط سلسلة من الأحداث المناخية الشديدة القسوة التي ضربت البلاد بما في ذلك موجات الحر والفيضانات والجفاف مما تسبب في مشكلات مستمرة في الإمدادات، فضلاً عن مرض بكتيري أصاب الحمضيات ويعرف باسم "التخضير" (greening).
وهذا المرض غير القابل للعلاج والذي يصيب الأشجار هو عدوى بكتيرية تصيب الحمضيات وتنتج ثماراً مرة وصغيرة الحجم (متقزمة)، إذ لا يمكن بيعها للمستهلكين. ومتى أصيبت الأشجار بالعدوى يموت معظمها في غضون أعوام قليلة لأنه ما من علاج للتخلص من تلك البكتيريا.
وفي هذا الصدد قال رئيس الرابطة الدولية لعصائر الفاكهة والخضراوات IFU كيس كولز لشبكة "سي أن بي سي"، "مع غياب أي حل منظور على المدى القريب وخطر تفاقم ظروف العدوى التي تصيب الأشجار يبقى الوضع حساساً."
ونقلت "سي أن بي سي" أنه مع تأثر 40 في المئة من المزروعات البرازيلية بمرض التخضير دفع ارتفاع الأسعار بعض مصنعي وتجار عصير البرتقال إلى دراسة احتمال استخدام فاكهة بديلة، كالمندرين والتفاح والإجاص لمزجها مع العصير".
وفي غضون ذلك تسبب مرض التخضير في عرقلة إنتاج البرتقال في "ولاية الشمس المشرقة" فلوريدا التي تعد من أبرز مناطق زراعة البرتقال، وتقول الرابطة الدولية لعصائر الفاكهة والخضراوات إن الإنتاج تراجع إلى ما يناهز 17 مليون صندوق مقارنة بالإنتاج الغزير الذي بلغ 242 مليون صندوقاً قبل 20 عاماً خلت.
وتأثر إنتاج البرتقال في فلوريدا بالمناخ شديد القسوة وتراجع بـ62 في المئة خلال موسم 2022 – 2023 بعد أن ضرب الإعصار إيان المحصول الذي كان يعاني أصلاً من آفة حشرات.
وفي سياق متصل صرح المتخصص في أبحاث الأغذية والأعمال الزراعية في "رابوبنك" أندريس باديلا لقناة "سي أن بي سي" بأن "تخضير الحمضيات يستمر في كونه تهديداً حقيقياً لجميع مجالات الإنتاج، فضلاً عن أن تقلب الطقس سيحد أيضاً من القدرة على النمو في محصول موسم 2024 – 2025". وأضاف قائلاً "من التأثيرات الأخرى لتخضير الحمضيات هي أن المزارعين سيضطرون إلى الحصاد المبكر مما يقلل من مستويات السوائل في الفاكهة، مما يؤثر سلباً في جودة الثمار ويحد من عائدات العصير".
وأشارت الرئيسة التنفيذية لمصنع المشروبات البريطاني "بيوريتي سوفت درينكز" Purity Soft Drinks سارة بالدوين إلى أن التحديات التي تواجه إمدادات عصير البرتقال هي أوسع من الطقس غير المواتي والمرض، مضيفة أن النزاعات في أوروبا والشرق الأوسط أرخت أيضاً بظلالها على القطاع.
وقالت بالدوين لمجلة "جاست درينكز" Just Drinks إنه "خلال العام الماضي، شهد القطاع حصاد برتقال كارثياً في البرازيل وفلوريدا إلى جانب التأثيرات المستمرة للتغيير المناخي واضطرابات طرق الإمداد. وأن التداعيات غير المباشرة للصراع في أوروبا والشرق الأوسط تؤثر سلباً في معظم السلع الأساس". وأضافت "إن ارتفاع كلف زراعة وتصنيع وتوريد عصير البرتقال أرخى بثقله على خطي الإنتاج المركز المجلد وغير المركز، مما تسبب في نقص كان له تأثير حتمي على أسعار المستهلكين".
© The Independent