Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الآلات الذكية تسهل حياتنا بصورة غير مسبوقة

تتقدم الروبوتات البشرية ذات الأغراض العامة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتكتسب بصورة متزايدة دعماً استثمارياً لأداء المهمات التي يؤديها البشر بسهولة

سيكون للذكاء الاصطناعي التكاملي أو الأنظمة التي يمكنها التفاعل مع تعقيد إعدادات العالم الحقيقي شأن كبير في المستقبل (رويترز)

ملخص

تعد المكبرات الصوتية الذكية التي تقوم بمهمات عدة كضبط المنبه أو تنظيم المواعيد وطلب البيتزا والتسوق وممارسة الألعاب، أو حتى الإجابة عن أسئلة معينة من خلال البحث عنها على شبكة الإنترنت، من أبرز الاختراعات المنزلية.

نعيش في عصر تحولت فيه الآلات الذكية إلى جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وسهلت حياتنا داخل المنازل كثيراً، كما تساعد الأطباء والمرضى في تحويل مفهوم العناية الطبية وتسريعها، ومد يد العون في صناعة السيارات وغيرها كثير، من خلال تعزيز الكفاءة والإنتاجية والسلامة.
وأتت الطفرة الملحوظة في سوق الآلات الذكية مدفوعة بالتقدم في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات وإنترنت الأشياء (IoT)، ومن المتوقع أن تصل قيمة سوق الآلات الذكية إلى 420 مليار دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 23 في المئة، ولا شك في أن توسع هذه السوق يفتح عدداً من آفاق الأعمال في مختلف القطاعات.

في المجال الطبي

تدمج الآلات الطبية الذكية التكنولوجيا المتقدمة والقدرات الحسابية لتعزيز التشخيص الطبي والعلاج والمراقبة وتستخدم أجهزة الاستشعار والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وميزات الاتصال لجمع وتحليل وتفسير البيانات الصحية للمرضى، بهدف تسهيل الرعاية الشخصية والاستباقية، وتحسين نتائج الرعاية الصحية، وتمكين المرضى والمهنيين الطبيين برؤى قابلة للتنفيذ ودعم القرار.
وأضحت الآلات الطبية الذكية حالياً قادرة على جمع بيانات المرضى وتقديم العلاج، ومجهزة بقدرات الاتصال ومشغلات لعمل مجموعة من الإجراءات المبرمجة مسبقاً، كضبط جرعة الأنسولين، إضافة إلى وجود آلات أصبحت في متناول الجميع كشاشات تخطيط القلب ومقاييس التنفس وأقلام الأنسولين وأجهزة الاستنشاق.
ولا يقف تطور الآلات في المجال الطبي عند هذا الحد، إذ باتت هناك آلات جديدة لتخزين البيانات المنظمة للمرضى، وتقديم تحليل متعمق للمعايير الصحية للمريض أو أنماط استخدام أجهزة العلاج لتحديد الاتجاهات وإنتاج رؤى لمزيد من التشخيص أو العلاج، أو تعديلات نمط الحياة وما إلى ذلك.

كما توجد آلات للتعرف على أنماط معينة من الأعراض التي يعانيها المريض وإنشاء نموذج لتطبيق التحكم لتحسين دقة الرعاية الصحية وكفاءتها، وهذه تستخدم على سبيل المثال لتحسين علاج قصور القلب الذي يتم بواسطة مزيل رجفان القلب القابل للزرع.
وإضافة إلى كل ما ذكر فهناك حالياً آلات تسمى "واجهة الطاقم الطبي"، تعمل على تمكين القطاع التمريضي والطبي في الوصول إلى بيانات مراقبة صحة المريض، والحصول على تنبيهات في شأن التغييرات الحرجة فيها، وضبط جرعات الأدوية وعرض الأفكار حول الحال الصحية للمريض بناء على تحليل بيانات الآلات الذكية.

وينطبق الأمر نفسه على المرضى من خلال آلات "واجهة المريض" التي تسمح للمرضى بمشاهدة المعلومات الصحية الخاصة بهم، كمعدل ضربات القلب ومستويات الغلوكوز، عبر تطبيق الهاتف المحمول، والحصول على تنبيهات في شأنها.

علم الأشعة

تعد الأشعة مجالاً في العلوم الطبية يستخدم الإشعاع لتوليد التصوير الطبي للكشف عن التشوهات والأورام، ويمكن حالياً للآلات المدعومة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي اكتشاف الأنماط الشاذة المعقدة تلقائياً في بيانات الصور بدقة وبسرعة لتوافر تشخيص مساعد للمرضى.
وبذلك باتت بنيات التعلم العميق مثل "يو نت" (U-Net) تتخصص في التقسيم الآلي للصور الطبية، بحيث يعمل هذا التقسيم على تحسين تحليل الصور ويساعد أطباء الأشعة الممارسين، كما توفر هذه النماذج الذكية لاختصاصيي الأشعة رأياً ثانياً في ما يتعلق بالتحليل وتضيف الثقة إلى تشخيصهم، حتى إنهم يشيرون إلى حالات شاذة قد لا تكون واضحة للعين المجردة.
وأصبحت الآلات الذكية قادرة على توافر نمذجة ثلاثية الأبعاد يمكنها تقسيم الصور الطبية بدقة ودمج أجزاء عدة، وتغذيتها ببرنامج عرض ثلاثي الأبعاد لإعادة إنتاجها، مما يمكن اختصاصيي الأشعة من درس هذه النماذج لإجراء تحليل إضافي.

داخل المنزل

في المقابل يزداد الاهتمام عالمياً بفكرة إنشاء المنازل الذكية، وهي عبارة عن مساكن توفر لأصحابها الأمان والراحة وكفاءة الطاقة من خلال السماح لهم بالتحكم في الأجهزة الذكية عبر هواتفهم المحمولة أو جهاز آخر متصل بالشبكة، وإعطاء الأوامر بتشغيل الإضاءة أو فتح وإغلاق قفل الباب الأمامي أو مشاهدة تسجيلات الكاميرات وغيرها من الأمور،
فمثلاً يمكن للكاميرات المنزلية الذكية أن تخلق شعوراً بالأمان بالنسبة إليك، سواء كنت في المنزل أو بعيداً في إجازة، وتتميز بسهولة التثبيت وتتصل بتطبيق يمكنك تنزيله على هاتفك للتبديل بين إعداداتها وميزاتها، ومكبر صوت وميكروفون مدمجين للحصول على صوت طبيعي ثنائي الاتجاه.

وتتمتع بذكاء مدمج ويمكنها معرفة الفرق بين البشر والحيوانات والمركبات، وتوفر مجال رؤية يصل إلى 160 درجة.
وتعطيك منظمات الحرارة الذكية القدرة على التحكم في نظام التدفئة والتبريد في منزلك من هاتفك أو باستخدام الأوامر الصوتية، والغاية الأساس منها ضمان الراحة وكفاءة الطاقة ومراقبة جودة الهواء.
وتعد المكبرات الصوتية الذكية أبرز الاختراعات المنزلية، وتقوم بمهمات عدة مثل ضبط المنبه وتنظيم المواعيد وطلب البيتزا والتسوق وممارسة الألعاب والإجابة عن أسئلة معينة من خلال البحث عنها على شبكة الإنترنت، ويمكنك أن تطلب منها تشغيل الموسيقى والتحقق من الوقت ومعرفة حال الطقس أو إطفاء الأضواء وتشغيل مكيف الهواء عندما ترتفع درجات الحرارة بصورة كبيرة.
وعكفت شركات عدة خلال الأعوام الأخيرة على تطوير أقفال ذكية تتناسب مع مفهوم المنازل الذكية، وتستخدم هذه الأقفال التكنولوجيا الحديثة لتأمين الأبواب، فيما يختلف قفل الباب الذكي عن الأنواع الأخرى من الأقفال التقليدية بسبب القدرة على التحكم فيه عن بعد من طريق البصمة وكلمات المرور، واستخدام تطبيقات الهاتف المحمول لفتح وإغلاق الأبواب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


الآلات تساعد في صناعة السيارات

وتتقدم الروبوتات البشرية ذات الأغراض العامة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي وتكتسب بصورة متزايدة دعماً استثمارياً لأداء المهمات التي يؤديها البشر بسهولة، وأعلنت في الآونة الأخيرة شركة "أبترونيك" الأميركية، الرائدة في صناعة الجيل التالي من الروبوتات البشرية، أنها أبرمت اتفاقاً مع شركة "مرسيدس بنز" الألمانية للتعاون في مجال تصنيع السيارات.

وتستكشف "مرسيدس بنز" عبر هذا التعاون حالات الاستخدام المحتملة لروبوتات "أبولو" التابعة للشركة الأميركية في مجال الخدمات اللوجستية لجلب الأجزاء إلى خط الإنتاج ليقوم العمال بتجميعها، وباختصار يركز هذا النهج على أتمتة بعض المهمات التي تتطلب جهداً بدنياً والتي يصعب العثور على عمال موثوقين للقيام بها.
وتشمل الشركات الأخرى التي تستخدم الروبوتات البشرية في صناعة السيارات، "هوندا" اليابانية و"هيونداي" الكورية الجنوبية، اللتين تقومان بتجربة الروبوتات البشرية لأداء أعمال متكررة وخطرة في خطوط التجميع منذ أعوام.
وأعلنت شركة "بي أم دبليو" الألمانية مطلع العام الحالي خططها لنشر الروبوتات البشرية في منشأة التصنيع الجديدة في سبارتنبرغ بولاية ساوث كارولينا، وهي أكبر مصدر للسيارات في الولايات المتحدة، ويعمل بها حالياً 11 ألف شخص.

ومن المخطط دمجهم في عمليات التصنيع، بما في ذلك ورشة الهياكل والصفائح المعدنية والمستودعات خلال الـ12 إلى الـ24 شهراً المقبلة، بعد تدريبهم على أداء مهمات محددة.

آفاق واعدة للمستقبل

وبعد كل ما سردناه لا بد لنا من أن نشير إلى استمرار تطور الذكاء الاصطناعي من خلال التعاون بين مختبرات الصناعة والوكالات الفيدرالية، فعلى سبيل المثال أسفرت الجهود التي قامت بها "مايكروسوفت" و"غوغل" بدعم من "وكالة مشاريع البحوث المتطورة الدفاعية" (DARPA) عن ظهور أهم التقنيات التي نستخدمها يومياً، بما في ذلك التدقيق النحوي الآلي والمساعدين الشخصيين مثل "سيري" و"كورتانا".

وفي مجال النقل والبنية التحتية طبقت أعمال الذكاء الاصطناعي لتحسين خرائط الرياح للطيران ونمذجة حركة المرور في المناطق الحضرية، من بين أشياء أخرى كثيرة.
ويشير خبراء التكنولوجيا إلى أن بحوث الذكاء الاصطناعي المستقبلية ستشمل تعزيز سلامة المركبات، وتحسين السيارات ذاتية القيادة، وتحسين قدرة أجهزة الكمبيوتر للإجابة عن أسئلة أعمق، مما يعني بالضرورة أن التعاون بين الإنسان والآلة، والذي يتم فيه تقسيم المشكلة إلى اثنتين، إحداهما تعطى للكمبيوتر والأخرى للإنسان يحمل أيضاً آمالاً كبيرة يمكن أن نراها، على سبيل المثال لا للحصر، في النهج الجراحي الذي تعمل فيه الآلة والإنسان معاً، والذي باستطاعته أن يحقق فوائد كبيرة للمرضى والطاقم الطبي.

وسيكون للذكاء الاصطناعي التكاملي أو الأنظمة التي يمكنها التفاعل مع تعقيد إعدادات العالم الحقيقي شأن كبير في المستقبل، إذ يمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي التكاملي المفتاح لتحويل أجهزة الكمبيوتر التي تتمتع حالياً بذكاء عميق ولكنه محدود للغاية، إلى آلات تفكير أوسع وأكثر شبهاً بالإنسان.

اقرأ المزيد

المزيد من علوم