Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تعلن وقف الهجوم على خاركيف وواشنطن ترسل شحنة جديدة من الأسلحة

مصادر روسية: بوتين مستعد لإنهاء الحرب بعد التفاوض على وقف النار والاعتراف بخطوط القتال الحالية

زيلينسكي لدى تفقده مركزاً للطباعة تعرض للقصف الروسي، الجمعة 24 مايو الحالي (أ ف ب)

ملخص

تسعى روسيا إلى التوسع حتى تتمكن من اختراق خطوط دفاع القوات الأوكرانية التي أضعفتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين في ظل نقص المجندين الجدد والأسلحة بسبب أشهر من المماطلة في تسليم كييف المساعدات العسكرية الغربية.

أعلنت الولايات المتحدة الجمعة عن دفعة جديدة من المساعدات العسكرية لأوكرانيا، تشمل ذخيرة وصواريخ وألغاماً وقذائف مدفعية، في وقت تواصل روسيا هجومها على منطقة خاركيف، بينما أعلنت كييف الجمعة انها تمكنت من إيقافه.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن "الولايات المتحدة تعلن اليوم إرسال كمية جديدة وكبيرة من الأسلحة والمعدات لأوكرانيا لدعم الشعب الأوكراني الشجاع في دفاعه عن بلاده". وأضاف "هذه الحزمة البالغة قيمتها 275 مليون دولار والتي تعد جزءاً من جهودنا لمساعدة أوكرانيا على صد الهجوم الروسي قرب خاركيف، تحتوي على قدرات هناك حاجة ماسة إليها".
وأقر المشرعون الأميركيون الشهر الماضي، حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 61 مليار دولار لكييف كانت مشاحنات في الكونغرس قد عرقلتها على مدى أشهر عانت خلالها القوات الأوكرانية من انتكاسات في ساحة المعركة بسبب نقص الذخيرة والتمويل.
مذّاك، أمر الرئيس جو بايدن بإرسال خمس حزمات من المساعدات العسكرية إلى أوكرانيا. وقال بلينكن "وصلت بالفعل مساعدات حزمات سابقة إلى الخطوط الأمامية، وسنوصل هذه المساعدات الجديدة في أسرع وقت ممكن".

الهجوم على خاركيف

وأعلنت أوكرانيا، الجمعة، أنها "أوقفت" الهجوم الروسي على خاركيف المستمر منذ أسبوعين، وبدأت هجوماً مضاداً في هذه المنطقة الواقعة بشمال شرقي البلاد التي أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أنه يزورها.
ومنذ الـ10 من مايو (أيار) الجاري تواجه كييف هجوماً برياً روسياً على منطقة خاركيف، إذ اقتحم آلاف الجنود الروس الحدود وحققوا أكبر تقدم ميداني خلال 18 شهراً.
وقال المسؤول في الجيش الأوكراني الكولونيل إيغور بروخورينكو، اليوم الجمعة، إنه بعد أسبوعين من القتال، "أوقفت قوات الدفاع الأوكرانية القوات الروسية وتنفذ عمليات هجوم مضاد".
ووصف الوضع بأنه "صعب"، لكنه "مستقر وتحت السيطرة" في هذه المنطقة، حيث يدور القتال، خصوصاً بهدف السيطرة على بلدة فوفتشانسك التي قسمت إلى شطرين، وحيث اتهمت كييف موسكو بارتكاب انتهاكات.
وقال قائد الجيش الأوكراني ألكسندر سيرسكي في رسالة عبر "تليغرام"، اليوم الجمعة، إن "العدو عالق في معارك شوارع في فوفتشانسك، ومني بخسائر كبيرة جداً". كما أشار إلى أن روسيا ترسل "جنود احتياط" لمواصلة هجومها.
ووفقاً لكييف، تسعى روسيا إلى التوسع حتى تتمكن من اختراق خطوط دفاع القوات الأوكرانية التي أضعفتها الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين في ظل نقص المجندين الجدد والأسلحة بسبب أشهر من المماطلة في تسليم المساعدات العسكرية الغربية.
ومنذ الـ10 من مايو الجاري، اضطر نحو 11 ألف مدني إلى مغادرة منازلهم في المنطقة، بحسب ما أفاد حاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف،  أمس الخميس.

زيلينسكي في خاركيف

من جهته، أعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي أنه يزور خاركيف، اليوم الجمعة، لعقد اجتماعات حول "الدفاع عن المنطقة، خصوصاً عن بلدة فوفتشانسك". وقال على شبكات التواصل الاجتماعي إن "المدينة ومنطقة خاركيف بأكملها تستحق كل دعمنا وامتناننا واحترامنا".
مع ذلك، اتسمت نبرة سيرسكي بالتشاؤم عندما تطرق إلى قطاعات أخرى على الجبهة.
فإلى الجنوب من خاركيف، حيث تشن القوات الروسية هجوماً قرب كوبيانسك منذ عام تقريباً، أشار قائد الجيش الأوكراني إلى أن "الوضع معقد في قطاع كيسليفكا، حيث يسعى العدو إلى اختراق دفاعاتنا والوصول إلى نهر أوسكيل".
أما في منطقة دونباس فأشار سيرسكي إلى مواجهات عنيفة في اتجاه تشاسيف يار وبوكروفسك وكوراخوفي، إذ يسيطر الروس على مناطق منذ أشهر، من دون أن يتمكنوا من تحقيق اختراق حاسم حتى الآن. وأوضح أن "المعارك الأكثر حدة والأكثر عنفاً تدور في قطاعات بكروفسك وكوراخوفي"، مشيراً إلى أن "العدو يسعى إلى اختراق دفاع قواتنا في قسم ضيق من الجبهة بين ستاروميخايليفكا وبرديتشي".

منطقة عازلة

وتؤكد موسكو أنها بدأت هجومها في شمال شرقي أوكرانيا في مايو، من أجل إقامة منطقة عازلة بهدف منع القوات الأوكرانية من قصف الأراضي الروسية.
ويبدو أن الأيام الأخيرة قد شهدت تقدماً روسياً أوسع قرب تشاسيف يار، في وقت أعلنت موسكو سيطرتها على قريتين على مشارفها بعدما كانت أوكرانيا قد استعادتهما في الصيف الماضي.
ويحاول الكرملين الاستفادة من واقع أن الجيش الأوكراني قد أضعف بسبب الخسائر التي مني بها وبسبب تأخر تسليم المساعدات العسكرية الأميركية.
إضافة إلى ما تقدم، لا تزال أوكرانيا تفتقر إلى وسائل الدفاع الجوي، وتطالب الأوروبيين والأميركيين بالسماح لها باستخدام الأسلحة التي قدموها لها لضرب قواعد الجيش الروسي على الأراضي الروسية، مما ترفضه الدول الغربية حتى الآن خوفاً من التصعيد.

ضرب خاركيف

في غضون ذلك، تواصل قوات موسكو ضرب خاركيف التي تعد ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، وقد استهدفت بقرابة 15 صاروخاً، أمس الخميس، مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص.
واستهدفت عمليات قصف جديدة ليل الخميس/ الجمعة البنية التحتية للسكك الحديد في المنطقة، لا سيما أنها تعد حيوية للاقتصاد ولتنقل المدنيين في بلد محروم منذ أكثر من عامين الرحلات الجوية.
وقالت شركة السكك الحديد المملوكة للدولة "أوكرزاليزنيتسيا"، إن "عمليات القصف ألحقت ضرراً بخطوط ومبان وعربات شحن متوقفة وعربة قطار كهربائي"، مضيفة "لحسن الحظ، لم يقع ضحايا".
في هذه الأثناء، تواصل أوكرانيا استهداف المناطق المحتلة ومناطق روسية وأخرى في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في عام 2014. وأشار الحاكم الروسي للقرم سيرغي أكسيونوف إلى مقتل مدنيين اثنين في منطقة سيمفيروبول وسط شبه الجزيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


عقوبات ضد إيران

في سياق متصل، قال دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي إن حكومات دول الاتحاد وافقت اليوم الجمعة على فرض عقوبات على تسعة جهات وشخصيات إيرانية، منهم وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني، لتوريد طائرات مسيرة إلى روسيا تستخدمها موسكو في حربها على أوكرانيا.
وسيُعلن الاتفاق المبرم بين سفراء الدول الأعضاء بالاتحاد في بروكسل تحت عنوان "كوريبر" بعد مصادقة وزراء خارجية التكتل خلال اجتماع يوم الاثنين المقبل.
وقال دبلوماسي إن الاتفاق وافق على إدراج "تسعة كيانات في بند الطائرات المسيرة الإيرانية. لا يزال العمل جارياً على بعض التفاصيل الفنية، لكن (مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب) بوريل سيعلن الاتفاق السياسي في مجلس الشؤون الخارجية يوم الاثنين".
وأكد دبلوماسي ثانٍ أن وزير الدفاع الإيراني محمد رضا آشتياني مدرج في قائمة العقوبات المتفق عليها. وتتضمن العقوبات حظر سفر وتجميد أصول بحق أفراد وكيانات والحرمان من مصادر التمويل والموارد الاقتصادية.

وقف الحرب

إلى ذلك قالت أربعة مصادر روسية لـ"رويترز" إن الرئيس فلاديمير بوتين مستعد لوقف الحرب في أوكرانيا بعد التفاوض على وقف لإطلاق النار والاعتراف بخطوط القتال الحالية. وأضافت أنه متأهب لمواصلة القتال إذا لم ترد أوكرانيا أو الغرب.
وذكرت ثلاثة من المصادر المطلعة على المناقشات التي تدور داخل الدائرة المقربة لبوتين أن الرئيس الروسي عبر لمجموعة صغيرة من المستشارين عن إحباطه مما يعده محاولات مدعومة من الغرب لإجهاض المفاوضات ومن قرار زيلينسكي استبعاد المحادثات.
وقال واحد من المصادر الأربعة، وهو مصدر روسي بارز عمل مع بوتين، ومطلع على المحادثات رفيعة المستوى في الكرملين، إن "الرئيس يستطيع القتال مهما استدعى الأمر، لكنه مستعد أيضاً لوقف إطلاق النار، لتجميد الحرب". وتحدثت المصادر شريطة عدم الكشف عن هوياتها.
وتواصلت "رويترز" في هذا التقرير مع خمسة أشخاص يعملون مع بوتين أو عملوا معه على مستوى رفيع في عالم السياسة والأعمال. ولم يعلق المصدر الخامس على تجميد الحرب عند جبهات القتال الحالية.
من جهته، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن بوتين أوضح مراراً أن روسيا منفتحة على الحوار لتحقيق أهدافها، وأن البلاد لا تريد "حرباً أبدية".
واعتبر محللون عسكريون وسياسيون غربيون تعيين المتخصص الاقتصادي أندريه بيلوسوف، الأسبوع الماضي، وزيراً للدفاع الروسي خطوة لوضع اقتصاد البلاد في حالة حرب دائمة من أجل الانتصار في صراع طويل الأمد.

الأصول الروسية

من ناحية ثانية، أكد المفوض الاقتصادي للاتحاد الأوروبي أن محادثات مجموعة السبع في إيطاليا الجمعة قد تؤدي إلى اتفاق الشهر المقبل بشأن الاستفادة من أرباح الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.
ويناقش وزراء مالية مجموعة السبع كيفية سحب أموال من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة البالغة 300 مليار يورو (325 مليار دولار).
وقال المفوض الاقتصادي للاتحاد الأوروبي باولو جنتيلوني إن المحادثات في ستريسا تناولت "كيفية المضي قدماً في المسار" الذي سلكه بالفعل التكتل المؤلف من 27 دولة.
ووافق الاتحاد الأوروبي هذا الشهر على استخدام عائدات الأصول الروسية المجمدة لتسليح أوكرانيا، على أمل جمع مبلغ يصل إلى ثلاثة مليارات يورو (3.3 مليارات دولار) سنوياً.
واقترحت الولايات المتحدة منح أوكرانيا مبلغاً يصل إلى 50 مليار دولار على شكل قروض مضمونة بالفائدة على هذه الأصول.
واوضح جنتيلوني أن المناقشات ستستمر في قمة مجموعة السبع في بوليا الشهر المقبل، لكنه أشار إلى "تقارب إيجابي" في ستريسا.
واكد للصحافيين على هامش المحادثات أن "هناك الكثير من التفاصيل التي لا تزال بحاجة إلى توضيح واستكشاف، ولكن يبدو لي أن الطريق إلى الأمام باستخدام الأرباح الإضافية هو اتجاه مثير للاهتمام".
وأضاف "على المدى المتوسط، قد يؤدي ذلك إلى اتفاق" يوافق عليه قادة مجموعة السبع.
وقال وزير المالية الإيطالي جيانكارلو جيورجيتي للصحافيين إن المجموعة في ستريسا تتطلع إلى "أساس الحل لقمة منتصف يونيو/ حزيران" في بوليا.
وحثت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين الخميس وزراء مجموعة السبع المجتمعين في إيطاليا على العمل على "خيارات أكثر طموحاً" لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات