ملخص
يشكل الانخفاض الأحدث في عدد نزلاء السجون جزءاً من مسار هبوط أطول مدى، فمنذ عام 2009، انخفض عدد المدانين من نحو 730 ألفاً إلى ما يقارب من 250 ألفاً مع تخفيف روسيا الأحكام العقابية المفروضة على بعض الجرائم المالية.
أعلن قائد الجيش الأوكراني ألكسندر سيرسكي أن القوات الروسية تواجه صعوبة في معارك الشوارع التي تخوضها في بلدة فوفتشانسك في منطقة خاركيف، مشيراً في الوقت ذاته إلى معارك "عنيفة" في ثلاث مناطق رئيسة في الشرق.
وبعد تحقيق انتصارات بات "العدو عالقاً في معارك شوارع في فوفتشانسك وقد مُني بخسائر كبيرة جداً"، بحسب ما أفاده سيرسكي في رسالة عبر "تيليغرام"، مشيراً إلى هجمات روسية متواصلة لمحاولة اختراق الخطوط الأوكرانية اتجاه تشاسيف يار وبوكروفسك وكوراخوف.
11 ألف شخص
أُجلي نحو 11 ألف شخص من منطقة خاركيف منذ بدء الهجوم الروسي قبل أسبوعين، وفقاً لحاكم المنطقة أوليغ سينيغوبوف.
وجاءت تصريحات سيرسكي عندما أفادت شركة السكك الحديدية المملوكة للدولة عن ضربات استهدفت نظام النقل التابع لها في منطقة خاركيف، ما أدّى إلى إتلاف خطوط وعربات قطارات ومبانٍ. وقالت الشركة عبر "تيليغرام" إن "العدو يواصل محاولاته المتعمدة لوقف السكك الحديدية في منطقة خاركيف"، مضيفة "في الليل، استهدف مجدداً البنية التحتية المدنية للسكك الحديدية. وألحق القصف أضراراً بخطوط ومبانٍ وعربات شحن متوقفة وعربة قطار كهربائي".
ونشرت الشركة صوراً تُظهر دخاناً يتصاعد من عربة مدمّرة وحطاماً بجانب خطوط السكك الحديدية ومستودعاً تطايرت نوافذه.
وخلال الليل، أطلقت القوات الأوكرانية صواريخ على شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، مما أسفر عن مقتل اثنين "من المارة"، بحسب ما أفاده الحاكم الروسي للقرم سيرغي أكسيونوف.
"ابتلاع العالم الغربي بأكمله"
في هذا الوقت، قال رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان "إن المخاوف من أن روسيا قد تشن هجوماً على أي دولة في حلف شمال الأطلسي غير مبررة"، مضيفاً "أن الحرب في أوكرانيا التي دخلت الآن عامها الثالث أظهرت حدود قدرات روسيا العسكرية". وتابع "لا أعتبر أنه من المنطقي أن تقوم روسيا، التي لا تستطيع حتى هزيمة أوكرانيا، فجأة بابتلاع العالم الغربي بأكمله... هذا احتمال نسبة حدوثه ضئيلة جداً".
وقال أوربان في مقابلة مع الإذاعة العامة "الجيش الروسي يخوض حرباً خطيرة وصعبة مع الأوكرانيين... ولو كان الروس أقوياء بما يكفي لهزيمة الأوكرانيين دفعة واحدة، لحققوا ذلك بالفعل"، وأضاف أن "القدرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي تفوق بكثير قدرات أوكرانيا لذا من المستبعد أن تشن روسيا أو أي دولة أخرى هجوماً على الحلف".
وأسس أوربان، وهو قومي التوجه ويتولى منصب رئيس الوزراء منذ عام 2010، حملته لانتخابات البرلمان الأوروبي التي قرر إجراؤها الشهر المقبل على فكرة تجنب التورط في الصراع بصورة أكبر إذ قال، إن نتائج تلك الانتخابات ستحدد مسار الحرب والسلام في أوروبا.
السجناء في روسيا
وسط هذه الأجواء، ذكرت وسائل إعلام روسية مستقلة أن عدد نزلاء السجون الروسية انخفض بمقدار 58 ألفاً العام الماضي في استمرار لانخفاض مطرد يعزى جزئياً إلى تجنيد مدانين للقتال في أوكرانيا. ونقلت وسائل الإعلام عن بيانات منشورة في الجريدة الرسمية لمصلحة السجون الروسية أن السلطات أفرجت عن نحو 105 آلاف سجين في المجمل بين عامي 2022 و2023.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أعلى معدلات الاعتقال
ولدى روسيا أحد أعلى معدلات الاعتقال في العالم وشبكة واسعة من السجون ومعسكرات العمل منتشرة في مساحتها الشاسعة التي تضم 11 منطقة زمنية.
وتجند روسيا سجناء للقتال في أوكرانيا منذ عام 2022 عندما بدأ يفغيني بريغوجين، الذي كان وقتها رئيساً لمجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة قبل أن يلقى حتفه، زيارة السجون وعرض العفو على السجناء إذا تمكنوا من النجاة لمدة ستة أشهر في جبهة القتال.
"فاغنر"
وقال بريغوجين، الذي قتل في تحطم طائرة العام الماضي، بعد شهرين من قيادته لتمرد لم يدم طويلاً ضد القادة العسكريين الروس، إنه جند 50 ألف سجين للقتال في صفوف "فاغنر".
وواصلت وزارة الدفاع الروسية منذ ذلك الحين تجنيد المدانين من السجون لوحدات في صفوفها.
وقالت السلطات المحلية في سيبيريا إنها تعتزم إغلاق عدد من السجون هذا العام بعد تراجع أعداد نزلائها بسبب تجنيد المدانين للقتال في الحرب.
ووفقاً لحسابات وسائل الإعلام المستقلة، يشكل الانخفاض الأحدث في عدد نزلاء السجون جزءاً من مسار هبوط أطول مدى، فمنذ عام 2009، انخفض عدد المدانين من نحو 730 ألفاً إلى ما يقارب من 250 ألفاً مع تخفيف روسيا الأحكام العقابية المفروضة على بعض الجرائم المالية.