ملخص
قمة السلام الدولية حول أوكرانيا تمهد الطريق أمام محادثات سلام مع روسيا والنرويج تعلن منح كييف 103 ملايين دولار لمساعدتها في إصلاح منشآت الطاقة
بينما اتفقت عشرات الدول، التي عقدت قمة دولية حول أوكرانيا، اليوم الأحد، على أنه على كييف الدخول في حوار مع روسيا حول إنهاء الحرب مع تأكيد دعمها القوي لاستقلال أوكرانيا ووحدة أراضيها، اعتبر الرئيس فولوديمير زيلينسكي أن موسكو وقادتها "غير مستعدين لسلام عادل".
وقال زيلينسكي في ختام قمة حول السلام عقدت في سويسرا ووفرت دعماً قوياً لوحدة أراضي بلاده، "علينا أن نقوم بعملنا، دعونا لا نفكر في روسيا، فلنقم بما علينا فعله، في الوقت الراهن، روسيا وقادتها غير مستعدين لسلام عادل، هذا واقع".
وأضاف الرئيس الأوكراني أن روسيا بإمكانها بدء التفاوض حول السلام "غداً إذا انسحبت من أراضينا".
ومن جانب آخر، قال زيلينسكي إن الصين "ليست عدو" أوكرانيا، وأشار إلى أن المساعدة الغربية غير كافية "للانتصار" في الحرب.
وبعد أكثر من سنتين على الحرب الروسية، أمضى قادة وكبار المسؤولين من أكثر من 90 دولة نهاية الأسبوع في منتجع جبلي سويسري لحضور قمة تاريخية ليومين مخصصة لحل أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وجاء في البيان الختامي للقمة التي عقدت في منتجع بورغنستوك المطل على بحيرة لوسرن "نعتقد أن التوصل إلى السلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف وحواراً بينها". وأضاف "نؤكد مجدداً التزامنا مبادئ السيادة والاستقلال ووحدة أراضي كل الدول بما فيها أوكرانيا، ضمن حدودها المعترف بها دولياً".
وأيدت غالبية كبرى من المشاركين المئة دعوة إلى تبادل الجنود الأسرى لدى الجانبين المتحاربين وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نقلتهم موسكو من أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الأحد إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يستبعد إجراء محادثات مع أوكرانيا لكن ستكون هناك حاجة إلى ضمانات من أجل صدقية أية مفاوضات.
صبر وإرادة
بدورها، قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأحد إن القمة حول السلام في أوكرانيا والتي انعقدت في سويسرا مطلع هذا الأسبوع جعلت السلام أقرب، لكن السلام الحقيقي لن يتحقق في خطوة واحدة، وإن الطريق إليه يتطلب الصبر والإرادة.
وأضافت بعد المحادثات "نعلم أن السلام في أوكرانيا لن يتحقق في خطوة واحدة، بل سيكون رحلة". وأوضحت "لم تكن مفاوضات سلام لأن (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ليس جاداً في شأن إنهاء الحرب، فهو يصر على استسلام (أوكرانيا) وعلى التنازل عن أراض أوكرانية، حتى تلك التي ليست محتلة حالياً".
توقع سويسري
وتوقع وزير الخارجية السويسري إجنازيو كاسيس الأحد أنه من الممكن عقد قمة لمتابعة المحادثات التي جرت مطلع الأسبوع الجاري في سويسرا بهدف تمهيد الطريق لإحلال السلام في أوكرانيا قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر (تشرين الثاني).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يتضح حتى الآن المكان الذي قد تنعقد فيه القمة المقبلة عن أوكرانيا، وذلك مع اختتام قمة لقادة عالميين في منتجع بورجنشتوك بوسط سويسرا.
الكلفة البشرية للحرب
من ناحية أخرى، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الأحد إن بلاده تعتزم استضافة اجتماع لوزراء الخارجية خلال الأشهر المقبلة لتعزيز العمل بخصوص الكلفة البشرية للحرب في أوكرانيا.
وكان ترودو يتحدث إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء آخرين في قمة استضافتها سويسرا بهدف إيجاد مسار نحو السلام في أوكرانيا.
وشددت القمة، التي غابت عنها روسيا والصين، على الأمن الغذائي وتجنب كارثة نووية وإعادة الأطفال الذين نقلتهم روسيا من أوكرانيا، فيما حددت الدول أسس الطريق نحو إنهاء الحرب.
وكان بوتين طالب أول من أمس الجمعة باستسلام أوكرانيا وانسحابها من جنوب وشرق البلاد كأساس لمحادثات السلام، وهي الدعوة التي قوبلت بالرفض على نطاق واسع في القمة. لكن الكرملين اعتبر الأحد أن أوكرانيا يجب أن "تفكر" في اقتراح السلام الذي طرحه الرئيس بوتين أخيراً، لأن وضع قواتها على الجبهة "يزداد سوءاً".
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "إن دينامية الوضع الحالي على الجبهة تظهر لنا بشكل واضح أنه سيزداد سوءاً بالنسبة إلى الأوكرانيين. ومن المرجح أن يفكر سياسي يضع مصالح الوطن فوق مصالحه ومصالح أسياده في مثل هذا الاقتراح"، في إشارة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
منحة نرويجية
وأعلنت النرويج الأحد أنها بصدد منح أوكرانيا 1.1 مليار كرونة (103 ملايين دولار) من أجل مساعدتها في إصلاح منشآت الطاقة، وضمان توفير التيار الكهربائي في البلاد قبل الشتاء المقبل.
وقال رئيس الوزراء يوناس غار ستور في بيان "تنفذ روسيا هجمات واسعة النطاق ومنهجية لتعطيل شبكة الكهرباء، لكن الأوكرانيين يعملون على مدار الساعة للحفاظ على تزويد السكان بالكهرباء".
وقدرت كييف أن القصف الروسي الذي استهدف منشآت الطاقة أدى إلى انخفاض إنتاج الكهرباء في البلاد إلى النصف منذ الشتاء.
وأضاف رئيس الوزراء "نجري مناقشات من كثب مع أوكرانيا حول كيفية استخدام هذه الأموال بشكل أكثر فاعلية. والأوكرانيون هم الأفضل لمعرفة ما هو ضروري"، مشيراً إلى أهمية الشروع في إصلاح المنشآت قبل حلول الشتاء.
وتقرر تخصيص أكثر من 11 مليون دولار للإصلاحات في منطقة خاركيف المتضررة بشدة من الهجمات الروسية الأخيرة، بحسب النرويج.
وسيتم في هذه المنطقة تركيب ألواح شمسية في سبع دور توليد وغرف عمليات، بحسب البيان الذي نشر أثناء وجود ستور في سويسرا لحضور أول قمة دولية حول السلام في أوكرانيا.
وكانت النرويج قد منحت 2.1 مليار كرونة (197 مليون دولار) لقطاع الطاقة في أوكرانيا في 2022 و1.9 مليار كرونة (178 مليون دولار) في 2023.
وتعهدت النرويج تقديم مساعدات مدنية وعسكرية لأوكرانيا بقيمة 75 مليار كرونة (نحو 7 مليارات دولار) للفترة الممتدة بين 2023 و2027. ويتم تخصيص المنح سنوياً وفقاً لحاجات أوكرانيا.
يأتي ذلك بينما أعلنت روسيا الأحد السيطرة على قرية جديدة في جنوب أوكرانيا، في إطار مواصلة تقدمها البطيء على الجبهة.