Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل خضعت أعداد قتلى غزة إلى إحصاء دقيق؟

تقول وزارة الصحة الفلسطينية إن الأرقام لا تعكس جميع الضحايا لأن كثيرين لا يزالون تحت الأنقاض

ملخص

أصبحت ظروف إحصاء عدد القتلى في المستشفيات أكثر صعوبة وسط القتال، إذ يصعب التعرف على هوية كثير منهم بسبب إصاباتهم.

تقول السلطات الصحية الفلسطينية إن الهجوم البري والجوي الذي تشنه إسرائيل على غزة أدى إلى مقتل أكثر من 35 ألف شخص حتى الآن معظمهم من المدنيين، إضافة إلى نزوح معظم سكان القطاع وعددهم 2.3 مليون نسمة.

واندلعت الحرب في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 عندما اجتاح مسلحو حركة "حماس" جنوب إسرائيل، وتقول تل أبيب إن المسلحين قتلوا أكثر من 1200 شخص معظمهم مدنيون، فيما اقتادوا 253 آخرين إلى غزة كرهائن.

وتتناول هذه النظرة الفاحصة كيفية حساب عدد القتلى الفلسطينيين ومدى موثوقيته وتوزيع القتلى من المدنيين والمسلحين وما يقوله كل جانب.

كيف تحصي السلطات الصحية في غزة عدد القتلى؟

خلال أشهر الحرب الأولى كان حساب حصيلة القتلى بالكامل من خلال عدد الجثث التي تصل إلى المستشفيات، وتضمنت البيانات أسماء وأرقام هويات معظم القتلى.

ومع استمرار الصراع وخروج مزيد من المستشفيات والمشارح من الخدمة اعتمدت السلطات إلى جانب ذلك أساليب أخرى، وذكر تقرير وزارة الصحة الصادر في السابع من مايو (أيار) الجاري أن الحصيلة الإجمالية للقتلى هي 34844، وأضاف أن 21058 من تلك الوفيات أحصيت من الجثث التي أبلغت المستشفيات عن وصولها إلى المشارح، في حين أُبلغ عن 3715 حالة وفاة أخرى عبر الإنترنت من أفراد في الأسر المكلومة كان يتعين عليهم إدخال معلومات منها أرقام الهوية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأدرج التقرير باقي الوفيات وعددها 10071 تحت تصنيف "بيانات غير كاملة".

وقال مدير مركز عمليات الطوارئ التابع للوزارة في الضفة الغربية المحتلة عمر حسين علي إن هذه الجثث وصلت إلى المستشفيات أو المراكز الطبية من دون بيانات شخصية، مثل أرقام الهوية أو الأسماء الكاملة.

هل عدد القتلى في غزة شامل؟

تقول وزارة الصحة الفلسطينية إن الأرقام لا تعكس بالضرورة جميع القتلى، لأن كثيرين لا يزالون في عداد المفقودين تحت الأنقاض، وأشارت في تقديرات هذا الشهر إلى وجود نحو 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض.

كما قال مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة ومختبر البحوث الإنسانية في كلية الصحة العامة بـ "جامعة ييل الأميركية" خلال الصراع، إنه من المرجح أن تكون الأرقام الحقيقية أعلى من تلك المنشورة.

ما مدى صدقية حصيلة القتلى في غزة؟

قال عاملون في الصحة العامة لـ "رويترز" إن غزة قبل الحرب كان لديها إحصاءات سكانية قوية وأنظمة معلومات صحية أفضل من معظم دول الشرق الأوسط، وقال متحدث باسم منظمة الصحة العالمية إن الوزارة لديها "قدرة جيدة على جمع البيانات وتحليلها، كما أن تقاريرها السابقة تعتبر ذات صدقية".

وتنشر الأمم المتحدة بانتظام عدد القتلى نقلاً عن وزارة الصحة في غزة، وفي بداية تجدد الصراع الحالي شكك الرئيس الأميركي جو بايدن في أعداد القتلى، لكن وزارة الصحة نشرت في ذلك الحين قائمة مفصلة بعدد 7028 حالة وفاة تم تسجيلها.

وقال أكاديميون درسوا تفاصيل القتلى المدرجين في مقالة روجعت من نظراء لهم في دورية "لانسيت" الطبية في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، إن من غير المعقول أن تكون الأنماط الموضحة في القائمة محض تلفيق.

غير أن أسئلة محددة أثيرت حول إدراج 471 شخصاً قيل إنهم قتلوا في انفجار وقع في الـ 17 من أكتوبر 2023 داخل المستشفى الأهلي العربي (المستشفى المعمداني) في مدينة غزة، وقدّر تقرير استخباراتي أميركي أن عدد القتلى يتراوح بين 100 و300.

هل تسيطر "حماس" على حصيلة القتلى؟

بينما تدير حركة "حماس" قطاع غزة منذ عام 2007 فإن وزارة الصحة في القطاع تخضع أيضاً لوزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله بالضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وتصرف الحكومة التي تديرها "حماس" في غزة رواتب جميع الموظفين العاملين في المؤسسات الحكومية منذ عام 2007 ومن بينها وزارة الصحة، ومع ذلك لا تزال السلطة الفلسطينية تدفع رواتب الموظفين الذين عينوا قبل ذلك الوقت.

ومن الصعب في الوقت الراهن تقدير مدى سيطرة "حماس" على قطاع غزة بسبب احتلال القوات الإسرائيلية معظم الأراضي، بما في ذلك المناطق المحيطة بالمستشفيات الكبرى التي تقدم إحصاءات القتلى، فضلاً عن استمرار القتال.

ماذا تقول إسرائيل؟

يشكك مسؤولون إسرائيليون في صحة هذه الإحصاءات بسبب سيطرة "حماس" على الحكومة في غزة، واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أورين مارمورشتاين أن "الأرقام لا تعكس الواقع بعد التلاعب بها".

ومع ذلك أقر الجيش الإسرائيلي أيضاً في إحاطة صحافية بأن حصيلة القتلى في غزة بشكل عام موثوقة، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي إن 14 ألفاً من مسلحي "حماس" و16 ألف مدني فلسطيني لاقوا حتفهم في الحرب.

كم عدد المدنيين الذين لاقوا حتفهم؟

لا تفرق وزارة الصحة الفلسطينية بين عدد القتلى المدنيين والمسلحين الذين لا يرتدون زياً رسمياً أو يحملون بطاقات هوية، وتقدم إسرائيل بشكل دوري تقديرات لعدد مسلحي "حماس" الذين تعتقد أنهم قتلوا، وكان أحدث تقدير من نتنياهو وأشار فيه إلى أن عدد القتلى بلغ 14 ألفاً.

ويقول مسؤولون أمنيون إسرائيليون إن التوصل إلى مثل هذه التقديرات يكون من خلال إحصاء الجثث في ساحة المعركة مع اعتراض اتصالات "حماس" وتقديرات الاستخبارات للأفراد الذين قتلوا.

وخلال الحرب قالت "حماس" إن إحصاءات إسرائيل في شأن ضحاياها مبالغ فيها، لكنها لم تقدم معلومات حول عدد مقاتليها الذين لاقوا حتفهم.

وتقول وزارة الصحة الفلسطينية إن ما يربو على 70 في المئة من القتلى نساء وأطفال دون سن 18 سنة، وخلال معظم فترة الصراع أظهرت الإحصاءات أن الأطفال يمثلون قرابة 40 في المئة من إجمال حصيلة القتلى.

وأصبحت ظروف إحصاء عدد القتلى في المستشفيات أكثر صعوبة وسط القتال، إذ يصعب التعرف على هوية كثير منهم بسبب إصاباتهم.

وفي مايو الجاري حدثت الوزارة إحصاءات القتلى لتشمل فقط أصحاب الجثث التي حددت هويتها بالكامل وعددها 24686 جثة، فيما لم تدرج أكثر من 10 آلاف جثة قالت إنه لم يتعرف عليها بعد، ليثير هذا التحديث تساؤلات لدى إسرائيل حول الأعداد.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات