Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ضحايا الأمراض يقتربون من أعداد قتلى الحرب في غزة

9 آلاف مريض عرضة للموت في أي وقت و5 آلاف فقدوا حياتهم بالأوبئة

خلال نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 عالجت أونروا نصف مليون مريض (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

انتشر في غزة الكوليرا والحمى الشوكية والتهاب الكبد الوبائي "أ"، وحتى الإسهال تسبب في وفاة طفل

داخل العيادة الصحية في مدرسة تحولت لمركز إيواء تابع للأمم المتحدة، وصل الطفل مجدي وتبدو عليه علامات مرضية غريبة، على الفور طلب الطبيب إبراهيم أبو عمشة إجراء فحوصات مخبرية له، تبين منها أنه مصاب بالتهاب الكبد الوبائي "أ".

لا يوجد لهذا المرض الخطير أي علاج في مركز الإيواء، وطلب الطبيب إبراهيم من عائلته نقل طفلهم مجدي إلى أي مستشفى ليتلقى الرعاية الصحية اللازمة هناك، لكن حتى في المرافق الصحية الرسمية لا يتوافر علاج لالتهاب الكبد الوبائي "أ".

أوبئة خطيرة

عزل الطفل مجدي في غرفة بمفرده كإجراء صحي، وباشر الأطباء في متابعة حالته لكن لم يطرأ عليه أي تحسن، بل تدهورت، ووفقاً للمشرفين الطبيين فإنه في أي لحظة قد يفارق الحياة، نظراً إلى عدم توافر الأدوية ولا الخبرة الكافية لعلاج المريض.

يقول مدير العيادة الصحية لمركز الإيواء إبراهيم أبو عمشة إن الأوبئة الخطيرة بدأت في الظهور، وجميع مسبباتها متوافرة في غزة، فلا يوجد نظافة في الحمامات ولا تتوافر مياه شرب نظيفة، فضلاً عن الاكتظاظ الكبير في مراكز الإيواء، ونقص الأدوية، وعدم دفن المئات من الجثث.

يعيش في الإيواء الذي يشرف عليه أبو عمشة 7500 نازح. ويضيف الطبيب "ظهرت أمراض خطيرة كالكوليرا والحمى الشوكية، والتهاب الكبد الوبائي (أ)، وغيرها من الأوبئة، وبدأنا نسمع عن أمراض لم تعرفها غزة منذ أكثر من 50 سنة، فضلاً عن تفشي الأمراض البسيطة كالنزلات المعوية والبرد".

ارتفاع المرضى

يومياً يعالج أبو عمشة 150 حالة مرضية، وقبل أسبوعين كان يقدم خدماته لنحو 50 حالة في اليوم، يؤكد أن سبب تضاعف المرضى يعود إلى توطين بعض الأمراض في المركز بسبب الاكتظاظ الشديد، حيث إن المريض يشفى ثم يصاب مرة أخرى بعد أن تنتقل له العدوى من حالة أخرى.

ينسجم حديث الطبيب المحلي، مع ما أفصحت عنه منظمة الصحة العالمية، بأن الأمراض الخطيرة التي تسبب الوفاة بدأت في التفشي، داعية إلى تقديم العلاجات المناسبة لحامليها في الوقت المناسب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبحسب الصحة العالمية فإنها رصدت إصابة أكثر من تسعة آلاف حالة مرضية جميعهم في مرحلة التقاط الأنفاس الأخيرة، وفي أي لحظة يفقدون حياتهم، وذلك في غضون أسبوعين فقط، وهذا ما دفع المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس إلى القول إنه إذا استمر الوضع الصحي في غزة على حاله، فإنه خلال أيام قليلة سيموت عدد من سكان القطاع، أكثر مما سقط نتيجة القصف.

ووفقاً لبيانات وزارة الصحة، فإن عدد الموتى نتيجة الأمراض بلغ خمسة آلاف، وهناك تسعة آلاف حالة مرضية جميعهم عرضة للموت، فيما قتل في القصف 15 ألف فرد، لكن للمفارقة أن ضحايا الغارات سقطوا في 50 يوماً، أما موتى الأمراض فسجلوا خلال أسبوعين.

وبالعودة إلى الطبيب أبو عمشة، فإنه لاحظ حصول تحورات للفيروسات المسببة للأمراض في غزة وهو ما يزيد الأمر قلقاً، في ظل نقص في كثير من الأدوية المهمة.

يؤكد أبو عمشة عدم توافر المضادات الحيوية في القطاع، وأن هذه مشكلة كبيرة وفيها خطورة عالية على المريض والمخالطين له، وأنه لا علاج لبعض الأمراض.

إنتان الدم

ويتخطى الأمر تفشي الأوبئة بين النازحين، إلى إصابة المجروحين بأمراض جديدة. يقول مدير عام وزارة الصحة في غزة مدحت عباس "نظراً إلى الضغط الهائل صارت عديد من العمليات الجراحية تجرى باستخدام الخل عوضاً عن المطهرات الطبية".

حول ذلك تقول المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس "أغلب حالات عدوى الجروح والحروق وإنتان الدم في غزة عرضة للموت قريباً، فالمصابون من هذه الفئة يشكلون نصف ما رصدناه من حالات خطيرة قريبة من الوفاة".

 

يعد إنتان الدم أحد الأسباب الرئيسة للوفاة حول العالم، ويعرف المرض بأنه استجابة غير متوازنة من الجسم أمام العدوى، مما يؤدي إلى حدوث تغييرات تتلف أعضاء الجسم. وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، قتل الإنتان 11 مليون شخص عام 2017 في العالم، أما في غزة فقتل 20 في المئة من جرحى الحرب.

توضح هاريس أن التعافي من إنتان الدم أمر صعب، حتى الذين تماثلوا للشفاء ليسوا بعيدين من الخطر، ويموت جزء منهم في غضون عام واحد أو يعانون إعاقات طويلة الأمد.

الإسهال يقتل

وحتى الأمراض البسيطة أصبحت تسبب الوفاة في غزة. تقول أخصائية الأوبئة في غزة نسرين حماد "بعد تقييم الوضع في مراكز الإيواء تبين تفشي الأمراض المعدية، وتجاوزت حالات الإسهال المستويات الطبيعية بأكثر من 100 مرة".

وتضيف حماد "لا يتوافر علاج للمصابين بالإسهال، ومن دون أدوية يمكن أن تتدهور صحة المرضى ما يؤدي إلى وفاتهم بسرعة كبيرة، ومات طفل واحد على الأقل بهذا المرض البسيط".

وتوضح أن الإسهال يسبب آثاراً مدمرة، حيث تنتقل الفيروسات والبكتيريا بسرعة عبر المياه الملوثة، إلى جانب أنه يؤدي إلى نقص السوائل والتغذية بالجسم بشكل خطير، لافتة إلى أن الوجود في ظروف تؤدي إلى نقص النظافة والتغذية غير الصحية من حيث الكم أو النوع، يجعلان الأطفال وكبار السن أكثر عرضة للإصابة بالإسهال.

وظهرت أمراض نادرة مثل الجرب والقمل والطفح الجلدي والقوباء وجدري الماء واليرقان. يقول المتحدث باسم "أونروا" كاظم أبو خلف "الأمراض المعوية تضاعفت أربع مرات والجلدية ثلاث مرات، خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عالجنا نحو نصف مليون شخص، لقد توفي جزء من المرضى، وهذا أمر غير مسبوق".

ومن بين مسببات الوفاة في غزة، مرض السرطان، وأعلنت وزارة الصحة وفاة أربع حالات في يوم واحد. تقول المتحدثة باسم المنظمة مارغريت هاريس "في النهاية، سيكون عدد الموتى من الأمراض أكثر من عدد ضحايا القصف".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات