شن دونالد ترمب هجوما عنيفًا على جون بولتون، متهمّا المستشار المخلوع بارتكاب عدد من "الأخطاء الكبيرة،" تشمل الضغط من أجل الغزو الأميركي للعراق في 2003.
وبينما تواصل واشنطن مواجهة تبعات الإطاحة بثالث مستشارٍ للأمن القومي للرئيس فيما تسعى لتعيين مستشار رابع للأمن القومي، اشار ترمب إلى أن بولتون قد أزعج الكثيرين في إدارته، لكنه عبّر عن أمله بألّا يشعر بولتون بالحقد تجاهه.
وقال الرئيس ترمب بعد يوم على استقالة أو طرد بولتون إن "جون هو شخص أتفق معه تماما، لمنه ارتكب أخطاء كبيرة"
وأضاف ترمب أن اقتراح بولتون اتباع ما يسمى بـ"النموذج الليبي" للتعامل مع كوريا الشمالية، بمعنى عقد اتفاق بشأن تخفيف العقوبات مقابل التخلي عن الترسانة النووية الكورية، لم يجد قبولًا في بيونغ يانغ. ويُذكَر أنه بعد التخلي عن برنامجه في التسلح النووي، قُتل معمر القذافي على أيدي ثوار مدعومين من الغرب في 2011.
"لقد أعادنا إلى الخلف. وبصراحة أراد أن يفعل أشياءً، وهو ليس بالضرورة أكثر صرامة مني. أنتم تعرفون جون. إنه معروف كرجل قوي. إنه رجل قوي لدرجة أنه أدخلنا في حرب العراق... في الواقع، تربطني به علاقة جيدة جدًا، لكنه لم يكن متوافقًا مع أشخاص في الإدارة اعتبرهم مهمّين للغاية."
وكان معروفًا على نطاق واسع داخل واشنطن أن بولتون، وهو صقر متشدّد دعا إلى تغيير النظام في إيران وفنزويلا، عارض التقارب الدبلوماسي الذي قام به ترمب مع كوريا الشمالية. ولم يبذل جهدًا يذكر لكسب موافقة زملائه، ما جعل مكانته تتراجع في البيت الأبيض.
وجاء سقوطه في الوقت الذي واصل فيه سطوع نجم وزير الخارجية مايك بومبيو، وهو متشدد محافظ آخر بذل جهداً أفضل في تعلّم كيفية العمل مع ترمب. وفي مؤتمر صحافي عقد قبل أيام وكان من المفترض أن يشارك فيه بولتون، ذكر وزير الخارجية إنه "لم يتفاجأ أبدًا،" عندما سُئل عن مدى تفاجئه بخبر إقالة زميله.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في غضون ذلك، كشف ترمب أن إدارته تدرس ملفات خمسة مرشحين "ذوي كفاءات عالية" لخلافة بولتون (70 عاماً)، على الرغم أن توبيخه العلني للمسؤول المغادر قد يثير مخاوف الكثيرين الذين يتقدمون لشغل المنصب. ولفت الرئيس إلى أنه سيعلن بسرعة عن البديل قائلا " سنعلن عن أسم الشخص الذيسيحل مكان بولتون الأسبوع المقبل" وآنذاك، جرى التداول بأسماء شملت ستيفن بيغن، المبعوث الأميركي الخاص إلى كوريا الشمالية، و ريتشارد غرينيل ، سفير الولايات المتحدة في ألمانيا؛ ومفاوض الرهائن الأميركيين روبرت أوبراين، ونائب وزير الخارجية جون سوليفان.
وفي الشأن الإيراني، اشتُهِر بولتون بدعوته إلى تغيير النظام في طهران. وقد أشار ترمب إلى احتمال التوصل إلى ترتيب جديد، بعد انسحابه من الصفقة النووية التي وقعها الرئيس السابق باراك أوباما.
وردًا على سؤالٍ عما إذا كان سيفكر في تخفيف العقوبات على إيران لتأمين لقاء مع رئيسها حسن روحاني على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الجاري، ردّ ترمب، "سنرى ما سيحدث. أعتقد أنهم يرغبون في عقد صفقة. أعتقد أن إيران لديها إمكانيات، وأعتقد أن كوريا الشمالية (أيضاً) لديها (امكانيات). أعتقد أن لدى إيران إمكانيات هائلة وشعب عظيم. ونحن لا نبحث عن تغيير النظام."
في وقت سابق من هذا العام ، ألقت الإدارة باللوم على بولتون عندما أخفقت الجهود المبذولة للمضي قدماً في إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية. وآنذاك، اتبع ترمب نصيحة بولتون في "قمة هانوي"، وسلّم كيم جونغ أون قطعة من الورق تطالبه بشكل صريح بنقل أسلحة كوريا الشمالية النووية مع وقود القنابل الذرية.
وكانت كوريا الشمالية قد شجبت بولتون واعتبرته "مهووسًا بالحرب" و "حثالة بشرية."
وردّا على ذلك، اقترح بولتون استخدام القوة العسكرية للإطاحة بأسرة كيم الحاكمة. وأفضى ترمب إلى صحافيين التقوه قبل أيام قلائل إن التعامل مع كوريا الشمالية "قد يكون واحدة من أكثر الاختبارات التي لا تصدق على الإطلاق."
"إذا عادوا إلى بلادنا لسبب من الأسباب، فسوف نذهب إلى كل مكان هم فيه ونستخدم القوة التي لم تستخدمها الولايات المتحدة من قبل، وأنا لا أتحدث حتى على الأسلحة النووية".
(شاركت رويترز بإعداد التقرير)
© The Independent