Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جمهور أسامة المسلم يربك معرض الرباط بتدافعه الكبير

توقيف حفلة التوقيع بسبب الزحام والإغماء والآراء تتناقض حول ظاهرته الفريدة

ملخص

أحدثت حفلة التوقيع التي نظمتها إدارة معرض الرباط للكتاب للروائي السعودي اسامة المسلم، فوضى كبيرة، بسبب الازدحام والتدافع اللذين شهدتهما، وشكلت ظاهرة غير مشهودة سابقاً في تاريخ المعرض. وقد اندفع مئات من القراء الفتيان والشباب واخترقوا الصفوف لنيل توقيع الروائي (47 عاماً) المعروف بروايات التشويق والرعب والخيال، مما اضطر جهاز الأمن إلى توقيف حفلة التوقيع.

يبدو أن حدث معرض الرباط للكتاب في دروته الجديدة تمثل في الإقبال الكبير للشباب على روايات الراوئي السعودي أسامة المسلم (مواليد 1977) التي تنتمي إلى أدب الرعب والفانتازيا. فقد شهد المعرض خلال توقيع روايات الكاتب السعودي حالة لم يسبق أن شهدها على مدار دوراته السابقة، سواء حين كان يقام  المعرض في مدينة الدار البيضاء، أو بعدما انتقل إلى الرباط. وبالرغم من أن هاتين المدينتين تضمان ملايين السكان، غير أنه لم يسبق أن توافد على تواقيع كتّاب المعرض أوضيوفه مئات من الشباب من أجل الظفر بتوقيع كاتب من الكتّاب العرب أو  الأجانب. فلم يسبق للكتّاب الذين يحظون بشهرة كبيرة والذين فازوا بجوائز عالمية وترجمت أعمالهم إلى لغات عدة أن كانوا محظوظين إلى درجة أن يزدحم الشباب حولهم متدافعين بهذه الأعداد الهائلة، بل إلى درجة أن تقع حالات من الإغماء بين الفتيات اللواتي وصلن إلى رواق التوقيع قادمات من مناطق عدة.

وقف الشبان والشابات وبينهم مراهقون ومراهقات، طويلاً أمام باب المعرض قبل أن يحين دورهم في الظفر بتوقيع كاتبهم الذين قصدوه وحده خصيصاً، غير معنيين ببرنامج المعرض وبضيوفه من الكتّاب العرب والأجانب. كانوا يريدون الوصول إلى كتب أسامة المسلم، بل يريدون أن يلتقوا به ويلتقطوا صوراً معه. لذلك أثار منظر الصفوف المتداخلة بعضاً ببعض، استغراب زوار المعرض والناشرين والمنظمين، وخصوصاً الازدحام الهائل والتدافع بالأكتاف، كما لو أن الأمر يتعلق بمحاولة الدخول إلى حفلة نجم من نجوم الغناء والموسيقى. وقد أعادت حالات الإغماء التي وقعت بين عدد من الفتيات إلى الأذهان ما كان من أثر لنجوم الغناء في أميركا على معجباتهم من المراهقات.

آراء متضاربة حول الظاهرة

كانت موعد توقيع روايات أسامة المسلم مبرمجاً السبت الفائت عند الساعة الثالثة بعد الظهر، غير أن الجهة المنظمة قدمته ساعتين بعدما رأت أن عدد المنتظرين يزداد في شكل غير متوقع مع مرور الوقت، وما إن شرع الكاتب السعودي في توقيع نسخ من كتبه حتى بدأت حالة من الفوضى في صفوف الشباب، مما اضطر أمن المعرض إلى التدخل وتوقيف حفلة التوقيع، والعمل على فض تجمع الشباب في شكل تدريجي.

وسرعان ما ظهر أسامة المسلم على حسابه في أحد مواقع التواصل، ليعتذر من جمهوره من الشباب، ويخبرهم بأنه لم يتركهم ويغادر المكان كما راج في العديد من صفحات التواصل، بل أكد لهم أن الحفلة تم توقيفها بقرار من أمن المعرض حفاظاً على سلامة الشباب، وتفادياً للعواقب الوخيمة التي تخلفها حالات الازدحام. وأكد لهم أيضا أنه كان مستعداً للبقاء معهم أطول وقت ممكن إلى أن يوقع لهم جميعاً، غير أنه ارتأى أن يوافق على قرار الأمن ويثمنه حفاظاً على سلامة محبيه.

واللافت أن وزير الثقافة المغربي استقبل الكاتب السعودي في مكتبه في الرباط ووعده بأن تتكفل وزارة الثقافة بتنظيم جولة في المكتبات المغربية، في عدد من المدن من أجل توقيع رواياته للشباب ولمحبي هذا النوع من الأدب الذي يكتبه المسلم. وبخصوص جولته المغربية المرتقبة، صرح المسلم بأنه سيختار فترات العطل الدراسية من أجل توقيع رواياته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد تفاعل عدد من الكتاب المغاربة والعرب الذين شهدوا الضجة التي أحدثتها حفلة توقيع روايات المسلم. وكانت آراؤهم متضاربة، فمنهم من رأى أن ما حدث كان سلبياً ومفتعلاً، بالنظر إلى مستوى الروايات التي يكتبها المسلم ودرجة جودتها، فقد انتشرت صفحات من كتاباته على مواقع التواصل كدليل على بساطة ما يكتبه وضعفه الفني. ومنهم من فسر الظاهرة بتركيز الكاتب على التسويق لنفسه عبر حسابات وصفحات كثيرة على مواقع التواصل، في سياق عمل فريق مدفوع الأجر. ومنهم من رأى أن ما حدث كان إيجابياً، بحيث صالح المسلم الشباب مع الكتب وسحبهم إلى عالم الأدب من عوالم أخرى صارت تبعدهم عن الثقافة بالتدريج. ورأى آخرون أن المهم ليس هو القيمة الأدبية للنصوص السردية التي يقترحها المسلم على الشباب، بل المهم أن يزرع فيهم قيم القراءة، لأن المراهق الذي يقرأ الروايات الشبابية البسيطة اليوم، قد يكون مؤهلا لقراءة أعمال روائية ذات قيمة أدبية وفنية أكبر، حين تتراكم معرفته الأدبية مع التقدم في الدراسة والقراءة على السواء.

صوت الأجيال الجديدة

ولد أسامة المسلم سنة 1977 في السعودية، ودرس الأدب الإنجليزي في جامعة الملك فيصل. وبنشر روايته الأولى "خوف" سنة 2015 وضع قدمه على طريق الشهرة بين القراء الشباب، ثم تعاقبت كتاباته التي كانت تندرج ضمن أدب الرعب والفانتازيا، بلغة بسيطة وقريبة إلى المراهقين، وبأسلوب يغذي ميولهم النفسية ويتقاطع مع المواضيع التي يحبونها. وقد استطاع أن يصدر في أقل من عشر سنوات أكثر من 30 رواية، وهو عدد يجعل القارئ المحترف والناقد يطرحان أسئلة كثيرة حول جودة هذه الأعمال التي تشي عناوينها بطبيعة النوع الذي اختار المسلم الكتابة فيه: "الساحرة الهجينة"، "عصبة الشياطين"، "عرين الأسد"، "صراع الملكات"، "ثورة الحور"، "ملكة الغرانيق"، "شبكة العنكبوت"، "أرض القرابين" وغيرها.

يصرح أسامة المسلم في إطلالته الإعلامية وعبر حساباته على مواقع التواصل، بأنه يتوجه برواياته إلى فئة الشباب، ويؤكد أن على الكاتب أن يصغي إلى صوت الأجيال الجديدة، ويقترب منها ويحاول ان يعرف ما تريده الشابات والشبان اليوم وما يفكرون فيه، غير أن هذا النوع من الإصغاء ومحاولة إرضاء أذواق المراهقين قد يكون على حساب الأدب.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة