طفرة في إيرادات السينما المصرية... فما السبب؟

منافسة شرسة خاضتها قائمة من الأفلام المصرية منذ أسابيع وعلى رغم توقعات غير متحمسة في البداية من ناحية الإيرادات، لكن المفاجأة كانت في حدوث طفرة بشباك التذاكر وتحقيق بعض الأفلام إيرادات كبيرة في موسم معروف بأنه محدود الإيرادات.

ووصل عدد الأفلام المعروضة في الدور المصرية إلى خمسة أفلام هي "شقو" و"فاصل من اللحظات اللذيذة" و"ع الماشي" و"أسود ملون"، وانضم إليها فيلم "السرب" منذ أسبوع واحد فقط ليزيد حدة المنافسة وتقترب الإيرادات الكلية للأفلام من 150 مليون جنيه مصري (نحو 3 ملايين و300 ألف دولار).

أرقام قياسية

وأكد مسؤول التوزيع في دور العرض المصرية محمود الدفراوي لـ"اندبندنت عربية" أن هناك طفرة كانت غير متوقعة بالنسبة إلى إيرادات الأفلام في هذا التوقيت، وفاجأنا الجمهور بإقبال كبير تحول إلى أموال وأرقام قياسية بشباك التذاكر المصري، مما يدل على انتعاش كبير في السينما وشغف الجمهور الدائم نحوها، خصوصاً بعد موسم العرض الرمضاني الدرامي الضخم الذي استمر شهراً كاملاً وكان الناس متشوقين لأعمال سينمائية مميزة وجديدة، ومن حسن الحظ أن الأفلام تنوعت بين الكوميديا والتشويق فحدث رواج.

وبحسب المصادر الرسمية في غرفة صناعة السينما حقق فيلم "شقو" إيرادات كبيرة وفي أحد الأيام كاد يقترب من 10 ملايين جنيه (200 ألف دولار تقريباً) كإيراد يومي وهذا الرقم لم يتحقق من قبل خلال موسم عيد الفطر في يوم واحد لفيلم بعينه في شباك التذاكر، وبذلك يأتي في المرتبة التالية من فيلم "بيت الروبي" الذي تخطت إيراداته 10 ملايين جنيه في إحدى ليالي العرض خلال الصيف الماضي، واقتربت إيرادات "شقو" من 65 مليون جنيه مصري، (مليون و400 ألف دولار) ويليه فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" ويقترب من 50 مليون جنيه مصري (مليون و70 ألف دولار)، أما فيلم "على الماشي" فيقترب من 15 مليون جنيه (300 ألف دولار)، وحقق فيلم "أسود ملون"  نحو 2 مليون جنيه (40 ألف دولار)، وتم رفعه من دور العرض لضعف إيراداته، إذ وصلت إلى أرقام هزيلة وتردد أنه حقق صفر إيرادات في ليلة عرض.

انضمام "السرب"

وانضم فيلم "السرب" لأحمد السقا في بداية الشهر الجاري إلى قائمة الأفلام المعروضة سينمائياً، وحقق نجاحاً مادياً متصدراً إيرادات شباك التذاكر، وحصد في آخر أيام عرضه هذا الأسبوع إيرادات بلغت نحو 3 ملايين و90 ألف جنيه (65 ألف دولار)، ليصل إجمالي ما حققه خلال ستة أيام عرض إلى 17 مليون جنيه (362 ألف دولار).

والفيلم سياسي اجتماعي تناول ضربة جوية للجيش المصري ضد التنظيمات الإرهابية للانتقام من حادثة مذبحة 21 مصرياً في ليبيا، وتطرق إلى توسع عمليات الجيش لمواجهة هذه الجماعات الإرهابية.

يصنف "شقو" تحت أفلام الأكشن    (التواصل الاجتماعي)

 وشارك في البطولة محمد ممدوح ونيللي كريم ودياب وعمرو عبدالجليل ومصطفى فهمي وصبا مبارك وكريم فهمي وآسر ياسين وشريف منير وأحمد حاتم ومحمد فراج ومحمود عبدالمغني وأحمد صلاح حسني والعمل من تأليف عمر عبدالحليم ومن إخراج أحمد نادر جلال.

 وصمد فيلم "الحريفة" سينمائياً واستمر في العرض منذ أشهر، وتم رفعه منذ أسبوع من دور العرض بعدما حقق 75 مليون جنيه كإيرادات إجمالية (مليون و500 ألف دولار).

تنوع موضوعي

وشهدت الأفلام المعروضة تنوعاً كبيراً من جهة المواضيع، فقدم فيلم "شقو" بطولة جماعية مكونة من نخبة من النجوم مثل دينا الشربيني وعمرو يوسف ومحمد ممدوح وأمينة خليل ووليد فواز ومحمد جمعة، إضافة إلى ظهور الفنانة يسرا وأحمد فهمي وعدد من النجوم كضيوف شرف، والعمل من تأليف وسام صبري وإخراج كريم السبكي.

وتدور أحداثه في إطار تشويقي (أكشن) حول مجموعة من الأصدقاء خارجين عن القانون يمارسون أعمالاً إجرامية مشبوهة بمساعدة عدد من الشخصيات الأخرى داخل الفيلم.

والفيلم تم تأجيله أكثر من مرة بسبب ظروف العرض وعدم انتهاء تصويره، وهو عودة لعمرو يوسف بعد غياب عن السينما منذ مشاركته في فيلم "ولاد رزق 2".

وتناول فيلم "فاصل من اللحظات اللذيذة" موضوعاً ذات طابع خيالي، ودارت أحداثه في إطار كوميدي حول الزوجين التعيسين الفقيرين درية وصالح اللذين يتعرضان لمشكلات عدة، حتى تحدث صدفة تغير مجرى حياتهما وتقودهما للحياة في عالم موازٍ، والفيلم من بطولة هشام ماجد وهنا الزاهد وبيومي فؤاد ومن تأليف شريف نجيب وإخراج أحمد الجندي.

ويقدم علي ربيع موضوعاً مختلفاً في أحداث فيلمه الجديد "ع الماشي"، إذ يجسد شخصية شاب كسول لا يقوم بأي عمل حتى يتعرض لمرض نادر يجبره على الحركة وإلا سيموت إذا لم يتحرك، ويقابل فتاة مهووسة بالرياضة وتقع في حبه على رغم اختلافهما الكبير، وتشاركه البطولة آية سماحة.

وضم فيلم "أسود ملون" الذي رفع أخيراً من دور العرض بعد نحو سبعة أسابيع مجموعة من الفنانين منهم رنا رئيس وبيومي فؤاد وأحمد فتحي ومحمد كيلاني ومحمود حافظ، والعمل من تأليف أحمد عبدالفتاح وإخراج حسام البلاسي. وتدور أحداث الفيلم في إطار رومانسي كوميدي، ويجسد بيومي فؤاد شخصية طبيب نفسي متخصص في العلاقات العاطفية، بينما تؤدي رنا رئيس دور منظمة حفلات زفاف.

أما فيلم "الحريفة"، فتناول في إطار اجتماعي تشويقي حكاية شاب تجبره الظروف على ترك حياة الرخاء والانتقال من مدرسته الخاصة إلى نظيرتها الحكومية، فيكتسب بمرور الوقت احترام زملائه بسبب مهارته الكبيرة في كرة القدم، فينضم إلى فريق المدرسة في مسابقة على أمل الفوز بجائزة كبرى.

يقدم علي ربيع موضوعاً مختلفاً في أحداث فيلمه الجديد "ع الماشي"  (التواصل الاجتماعي)​​​​​​​

خطوات جيدة

ويقول الناقد الفني أحمد سعد "موسم العيد الممتد منذ ثمانية أسابيع حتى الآن كان مفاجأة سارة لصناع السينما، وحققت الأفلام قفزة كبيرة في الإيرادات وهناك متسع من الوقت لتحقق تلك الأفلام مزيداً من الإيرادات قبيل طرح أفلام موسم عيد الأضحى".

وأرجع سعد هذا الانتعاش إلى أسباب عدة أهمها أن رد فعل الناس غير متوقع بعد شهر رمضان تحديداً، فبعضهم يمل المشاهدة التلفزيونية ويهرب إلى السينما كنوع من التنزه، والآخر يميل إلى الكوميديا التي يحرص موسم عيد الفطر على تقديمها، وهناك سبب ثالث يتمثل في رأيه في طول فترة الإجازة التي حصل عليها الجمهور في مصر بعد رمضان ووجود أيام عطلات كثيرة حتى عيد الأضحى.

وأشار سعد إلى أنه لا يمكن إنكار أن ارتفاع سعر التذكرة من العوامل المهمة في حصول الأفلام على إيرادات جيدة حتى لو لم تكن الجودة أو العدد في نفس مستوى أفلام عيد الأضحى أو موسم الصيف، لكن بصورة عامة هناك حالة جيدة على المستوى الفني من حيث مواضيع الأفلام وعلى الجانب الجماهيري أيضاً هناك حالة من الشغف والإقبال والاستيعاب من الناس ترجمت في شباك التذاكر المصري بصورة مباشرة ومبشرة.