Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ترمب يغرّد وحيدا بوجه استخباراته حول نووي إيران وكوريا الشمالية

يوكيا أمانو: إيران تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب: أجهزة الإستخبارات "ساذجة" و"خاطئة" بشأن إيران (أ. ف. ب)

الرئيس الأميركي دونالد ترمب الناشط في "تغريداته" بإمتياز، غرّد وحيداً هذه المرة، ليس بوجه روسيا أو كوريا الشمالية أو التنظيمات الإرهابية، ولا بوجه "جدار المكسيك" أو الإغلاق الحكومي، إنما صوّب سهامه بقوة بإتجاه الاستخبارات الأميركية.... والسبب: النووي الإيراني، والجدير ذكره أن ترمب إنسحب من الاتفاق النووي الإيراني في مايو (أيار) الماضي، وأعاد فرض عقوبات على إيران التي كانت وافقت بموجب هذا الاتفاق الموقّع عام 2015 على فرض قيود على أنشطتها النووية في مقابل رفع العقوبات عنها، إلا أن رغبات ترمب في ما خصّ نووي طهران، أتت مناقضة لتقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية السنوي حول التحديات الأمنية التي تواجه الولايات المتحدة، وعارض مدراء أجهزة الاستخبارات ما وصفوه بمزاعم ترمب بأن طهران تسعى بالفعل لامتلاك أسلحة نووية، وهو التبرير الذي قدمه الأخير للانسحاب العام الماضي من الاتفاق النووي الإيراني.

ووصف الرئيس الأمريكي في المقابل كبار قادة أجهزة الإستخبارات في الولايات المتحدة "بالسلبية والسذاجة الشديدة" تجاه إيران، كما رفض تقديراتهم أيضا بشأن التهديد الذي تشكله كوريا الشمالية بعد يوم من معارضتهم آراءه في شهادة في الكونغرس، وأبلغ رؤساء أجهزة المخابرات الأمريكية لجنة في مجلس الشيوخ بأن التهديد النووي الذي تشكله كوريا الشمالية لا يزال قائما وبأن إيران لم تتخذ خطوات في سبيل صنع قنبلة نووية، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع تقديرات ترمب بشأن هذين البلدين.

ترامب:"ربما يتعين على (رجال) الإستخبارات العودة إلى صفوف الدراسة"

وقال الرئيس الاميركي على تويتر "يبدو أن العاملين في الإستخبارات سلبيون وسذّج للغاية في ما يتعلق بالمخاطر من إيران. هم مخطئون!"، واستشهد بإطلاق صواريخ إيرانية وقال إن طهران "اقتربت كثيراً"، وأضاف "ربما يتعين على (رجال) الإستخبارات العودة مجدداً إلى صفوف الدراسة".

ولم تتفق تقديرات الاستخبارات الأميركية أيضا مع تأكيدات أخرى لترمب منها ما يتعلق بالتهديد الروسي للانتخابات الأميركية والتهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا.

وقال السناتور الديمقراطي البارز في لجنة الإستخبارات مارك وارنر على تويتر "للرئيس عادة خطيرة تتمثل في الحط من شأن مجتمع الإستخبارات حتى يتوافق مع واقعه البديل"، وأضاف "الناس تخاطر بحياتها من أجل معلومات الاستخبارات التي يلقي بها على تويتر".

كما دافع السناتور الجمهوري مايك غاليغر، الذي عمل ضابط إستخبارات في مشاة البحرية الأمريكية أثناء حرب العراق، عن وكالات الاستخبارات قائلا "هم ينفذون عملا شاقا للغاية وهم في الواقع يحاولون (تحديد ما) يتصدر أولويات الرئيس".

ولم تعلق وكالة الإستخبارات المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) أو مكتب مدير الاستخبارات الوطنية على ما ذكره ترمب.

 

"من الضروري أن تستمر إيران في تنفيذ تلك الالتزامات بالكامل"

وتقرير أجهزة الاستخبارات الأميركية يتوافق مع ما أعلنه مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو في نص رسالة نشرتها الوكالة على الانترنت أن إيران تنفذ التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى الكبرى، وقال "إيران تنفذ التزاماتها المتعلقة بالأنشطة النووية بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي)" مكررا موقفه بشأن الاتفاق، وتابع أنه "من الضروري أن تستمر إيران في تنفيذ تلك الالتزامات بالكامل"

وبين الجدل الأميركي وموقف الوكالة الدولية، طهران تقف متفرجة وتزيد المشهد إرباكاً، وفي هذا السياق، ذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (ارنا) أن إيران أرسلت شحنة كبيرة (30 طناً) من اليورانيوم الخام المعروف "بالكعكة الصفراء" إلى منشأة لمعالجته قبل إرساله إلى منشآتها الرئيسية للتخصيب وذلك في أحدث دلالة على خطط طهران لتكثيف أنشطتها الذرية، ويمكن تحويل الكعكة الصفراء إلى يورانيوم مخصب لانتاج وقود لمحطات الطاقة النووية، وهو الهدف المعلن لإيران، أو توفير المادة اللازمة لصنع قنابل ذرية إذا جرى تخصيبه إلى درجة أعلى وهو ما يخشى الغرب أن يكون الهدف النهائي لطهران.

وهذه هي المرة الثانية على الأرجح التي يتم فيها إرسال شحنة من الكعكة الصفراء إلى المنشأة التي أعيد فتحها في يونيو (حزيران) بعد أن ظلت متوقفة عن العمل تسع سنوات، وهذا النشاط مسموح به بموجب الاتفاق النووي الذي يتيح لإيران تخصيب اليورانيوم إلى درجة 3.67 في المئة، وهي نسبة تقل كثيراً عن التسعين بالمئة اللازمة لصنع أسلحة نووية.

إيرانياً أيضاً، ردّ الرئيس الإيراني حسن روحاني على منتقديه مدافعاً عن الانجازات السياسية للاتفاق النووي التاريخي عام 2015 وداعياً إياهم إلى توحيد الصف في مواجهة الولايات المتحدة التي أكد أنها هي التي درجت على "نكث العهود"، وقال في كلمة بثها التلفزيون الرسمي "لا يجب إدانة حكومة الجمهورية الإسلامية بدلاً من أميركا - هذا أكبر أذى يمكن أن يحصل"، وكثيراً ما انتقد المتشددون الاتفاق المبرم مع ست دول كبرى منذ أولى مراحل المفاوضات، ووصفوه بالخديعة.

المزيد من دوليات