Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القارة السمراء تستفيد من العقوبات الغربية على النفط الروسي

شحنات الخام إلى أفريقيا تفوق نظيرتها لكبار عملاء موسكو الصين والهند

اشترت بعض الدول الأفريقية من روسيا 821 ألف طن من النفط (أ ف ب)

ملخص

تركيا المشتري الرئيس للديزل الروسي عام 2023 بنحو 13.5 مليون طن مقارنة بـ5 ملايين في 2022

تواصل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي جهودها لتقليل تبعات اعتمادها على النفط الروسي بعد الحرب الأوكرانية، على خلفية العقوبات التي فرضتها على روسيا.

لكن في تلك الأثناء، يبدو أن موسكو وجدت شركاء جدداً، إذ يتجه الدب الروسي حالياً إلى البلدان الأفريقية لبيع منتجاته بغية تعويض خسارة قيمة كميات النفط المصدرة إلى أوروبا (أكبر متزود بالنفط الروسي)، منذ دخول الحظر الشامل الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على منتجاته المكررة في فبراير (شباط) 2023.

وبعد فرض العقوبات اتجهت روسيا بصورة أساسية إلى آسيا وأفريقيا لبيع منتجاتها النفطية بأسعار منخفضة، عقب زيادة كبيرة في الطلب الأفريقي على النفط الروسي خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بما كان عليه قبل أسبوعين.

واشترت بعض دول الأفريقية من روسيا 821 ألف طن من النفط، بزيادة قدرها 36 في المئة مقارنة بالأسبوع السابق، مما يدل على تشكيل مزيد من الشراكات القوية.

ويأتي المغرب على رأس هؤلاء المستفيدين، إذ إنه استورد 76 ألف طن من النفط الروسي الأسبوع الماضي، وأبدت بلدان أخرى مثل تونس والسنغال اهتمامها بشراء 46.5 ألف طن، في ظل تقارب روسي - أفريقي لتنويع الشراكات ومصادر التوريد.

إلى ذلك، زادت روسيا بصورة كبيرة صادراتها من الطاقة إلى آسيا وأفريقيا العام الماضي، بعدما توقف الاتحاد الأوروبي الذي كان يستقبل أكثر من 60 في المئة من صادرات موسكو من الطاقة قبل الصراع الأوكراني، عن قبول النفط الروسي المنقول بحراً، وأصبحت الصين والهند من كبار المشترين للخام الروسي، بعد أن أعادت موسكو توجيه شحناتها من أوروبا إلى الشرق رداً على العقوبات الغربية.

في غضون ذلك، قال وزير الطاقة الروسي نيكولاي شولغينوف إن "بلاده ستصدر نحو 20 مليون طن من النفط والمنتجات البترولية إلى الدول الأفريقية بنهاية 2023"، وبالفعل شهدت غانا وليبيا وتونس وتوغو نمواً سنوياً يزيد على 100 في المئة في واردات النفط الروسية عام 2023، وعرف المغرب والسنغال ونيجيريا وهي من أكبر منتجي ومصدري النفط في أفريقيا زيادات كبيرة في واردات النفط الروسية العام الماضي، وفقاً لبيانات من منصة "كبلر".

ويعد المغرب من بين أكبر مستوردي الديزل الروسي في العالم في 2023، إلى جانب ليبيا وتوغو وتونس وغانا، وارتفعت شحنات الديزل الروسي إلى أفريقيا بصورة ملحوظة العام الماضي لتصل إلى 10.2 مليون طن، مقارنة بـ2.4 مليون طن في 2022، ويستمر هذا الاتجاه العام الحالي ، إذ بلغ حجم هذه الصادرات ما يقارب 0.8 مليون طن في يناير (كانون الثاني) 2024.

تركيا والديزل الروسي

وكانت تركيا المشتري الرئيس للديزل الروسي عام 2023 بحجم بلغ نحو 13.5 مليون طن مقارنة بـ5 ملايين طن في 2022، تليها البرازيل بنحو 6.5 مليون طن، بعيداً من 74 ألف طن في 2022.

وشكل المغرب رابع أكبر مستورد للديزل الروسي في العالم خلال الأسبوعين الأولين من أغسطس (آب) 2023 بمشتريات تقدر بـ68 ألف طن، خلف تركيا، المشتري الأول خلال هذه الفترة بـ720 ألف طن والبرازيل 140 ألف طن وغانا 75 ألف طن.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واستورد المغرب مليوني برميل من الديزل الروسي في يناير 2023، وكان من المقرر أن يتسلم ما لا يقل عن 1.2 مليون برميل إضافي في فبراير 2024.

والكميات التي تجاوزت بكثير 600 ألف برميل تم شراؤها عام 2021، وسجل المغرب ارتفاعاً حاداً في وارداته من النفط الروسي العام الماضي بنسبة 4.4 في المئة من إجمالي حجم الصادرات الروسية المقدرة بـ 2.75 مليار برميل.

144 في المئة نمو السوق الأفريقية

واستورد المغرب ومصر ونيجيريا والسنغال وتونس 109 ملايين برميل إضافية في 2023، وتتجاوز هذه الزيادة في الشحنات إلى أفريقيا تلك التي سجلتها الصين والهند، العميلان الرئيسان للنفط الروسي في العام الماضي، إذ عوضت انهيار المبيعات إلى أوروبا بزيادة قدرها 56 في المئة في الشحنات إلى آسيا التي تعد الآن أكبر سوق عالمية للنفط الروسي، وزيادة بنسبة 144 في المئة في مبيعات النفط الروسي نحو أفريقيا وفق بيانات "كبلر".

وزادت صادرات النفط الروسية إلى الدول الأفريقية بمقدار 14 ضعفاً خلال الفترة الممتدة بين صيف 2022 و2023 على خلفية الحظر الغربي، وفق وكالة "إس أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" وشملت تونس ونيجيريا والمغرب وليبيا ومصر، وصدرت روسيا 33 ألف برميل يومياً من المنتجات المكررة إلى أفريقيا، بما في ذلك جزء كبير من البنزين قبل فبراير الماضي قبل أن يرتفع هذا الرقم في مارس 2023 إلى 420 ألف برميل يومياً.

أما تونس، فاستوردت 2700 برميل يومياً فحسب من المنتجات الروسية في الربع الأول من 2022، لكن هذا الرقم قفز إلى 66300 برميل يومياً في الربع الأول من العام الماضي، بينما نيجيريا أكبر منتج للنفط في أفريقيا، فتضاعفت وارداتها خمس مرات تقريباً على أساس سنوي لتصل إلى 57400 برميل يومياً في الربع الأول من 2023، في حين شهدت مصر زيادات هائلة في وارداتها من المنتجات المكررة من روسيا.

وقبل بدء النزاع في أوكرانيا، لم يكن المغرب من بين الدول المصدرة للبنزين أو الديزل، لكنه صدر بعد هذه الفترة كميات كبيرة إلى حد ما نحو أوروبا، إذ شحن 61400 برميل يومياً إلى إسبانيا في يوليو (تموز) 2023.

في اتجاه قيود على التصدير

مع ذلك، فإن هذا الاتجاه قد يتباطأ منذ أن أعلن صناع القرار الروس أنه سيتم فرض قيود على الصادرات، وفي الواقع تخشى موسكو من النقص، سواء لمواطنيها أو لتغذية مجهودها الحربي، في وقت تستهدف أوكرانيا بصورة متزايدة مصافي التكرير، مما يؤثر في القدرات الروسية لإنتاج النفط.

وتعليقاً على ذلك قال المتخصص في الشأن الاقتصادي محمد الناير إن "إيرادات روسيا من النفط ارتفعت بنسبة 40 في المئة في فبراير 2024 بفعل تنامي صادراتها إلى كل الوجهات إضافة إلى بلدان القارة السمراء، مما يشير إلى نجاح موسكو في انتهاج طريقة ناجحة لتجاوز العقوبات الأوروبية".

أضاف أن "روسيا تتعامل مع دول لا تبالي ولا تكترث بالعقوبات مثل الصين والبلدان الأفريقية التي عانت بعض الشيء اضطراب الإمدادات وارتفاع الأسعار في الفترات الأولى للحرب"، ويسمح إمداد النفط لأفريقيا بالتمدد الروسي في القارة السمراء، فهي تمدها بالنفط والقمح أيضاً، وبذلك تشير التوقعات إلى تغير خريطة إمدادات النفط بسبب العقوبات في الفترة الموالية للحرب الأوكرانية، وتجني البلدان الأفريقية فوائد تنافسية بتحويل سلاسل الإمداد إلى أفريقيا.

المزيد من البترول والغاز