Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"حماس" تعرض إلقاء السلاح مقابل إقامة دولة فلسطينية

تسعى الحركة إلى تجنب حدوث أزمة إنسانية وكذلك إنقاذ من تبقى من قواتها

عرضت "حماس" إلقاء سلاحها وحل جهازها العسكري (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

ملخص

وافقت الحركة على ترك السلاح وتفكيك جناحها العسكري والتحول إلى حزب سياسي وعدم الدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل مرة أخرى، لكنها ربطت ذلك بإقامة دولة فلسطينية

في إطار سعي الولايات المتحدة والوسطاء العرب للتوصل إلى حل ينهي الحرب في قطاع غزة، استعدت حركة "حماس" لتقديم تنازلات كبيرة من شأنها أن تغير مجريات القتال العنيف وأن تدفع الرؤية الأميركية الخاصة بإقامة دولة فلسطينية، إلى الأمام.

ذلك ما أعلنه عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" باسم نعيم، حين قال "نحن مستعدون إلى نزع سلاح الجناح العسكري لكتائب القسام، وتفكيك معظم الترسانة النارية، وعدم مقارعة إسرائيل مجدداً، والتحول إلى حزب سياسي فقط".

ويضيف نعيم أن "كل ذلك يبدأ بهدنة مدتها خمسة أعوام، تتخللها إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وتكون ممثلة في منظمة التحرير الفلسطينية، وأيضاً عودة اللاجئين إلى الأراضي الفلسطينية وذلك وفقاً للقرارات الدولية".

تدخل تركي

في الواقع، لحديث "حماس" مؤشرات كثيرة، فمن ناحية التوقيت، جاء بعد أن أشعرت قطر الحركة بأنها سوف تنسحب من دور الوساطة إذا لم يحدث اختراق واضح بشأن التوصل لاتفاق يوقف سفك الدماء في غزة.

ويقول أستاذ العلوم السياسية إبراهيم أبراش "بدأت قيادات حماس في تقديم تنازلات بعدما وجدت نفسها شبه وحيدة، وفي الوقت نفسه أخذوا يبحثون عن وسيط بديل يقود جهود إيقاف الحرب، فتوجهوا إلى تركيا ومن هناك صدر تصريح من وزير خارجية أنقرة حول استعداد الحركة لإلقاء سلاحها على الأرض".

 

إلى جانب عزلة "حماس"، فإن أبراش يرى أن الحركة في مأزق حقيقي، يتمثل في مواصلة الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل لتفكيك الحركة ورسم مستقبل جديد لغزة من دون "حماس"، ومن هذا الجانب رأت الحركة أنه يتوجب عليها أن تسير في الرؤية الأميركية.

ينسجم مع الرؤية الأميركية

منذ أن بدأت الحرب، وضعت الولايات المتحدة تصوراً لمستقبل المنطقة تمثل في إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967، وتنشيط السلطة الفلسطينية لتصبح قادرة على إعادة حكم قطاع غزة.

ويشير أبراش إلى أن "حماس وجدت أن جميع دول العالم حتى الصديقة للحركة تؤيد المخطط الأميركي وتدعمه، ومن هذه الرؤية فإن حماس ليس لها مهرب من ذلك، وعندما أيقنت الحركة ذلك بدأت تسير في عرض الولايات المتحدة وتناغمه بطرق سياسية".

 

ومن الأسباب التي أجبرت "حماس" على التنازل عن سلاحها، التهديد الإسرائيلي المستمر بتنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في محافظة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، ويشير أبراش إلى أن الحركة حاولت في عرضها تجنب حدوث أزمة إنسانية وكذلك إنقاذ من تبقى من قوتها.

من وجهة نظر "حماس"، فإن عرضها الاستغناء عن السلاح قد يدفع الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل لتأجيل هجوم رفح، من باب إتاحة الفرصة للحلول السياسية قبل العمليات العسكرية، ويؤكد أبراش أن مساعي التوصل لصفقة زادت فرصها بعد التنازلات الحمساوية.

 

هدنة تحمي "حماس" من الانهيار

وفي طرح "حماس" الجديد، فإن الحركة التي طلبت هدنة مع إسرائيل مدتها خمسة أعوام تحاول الحفاظ على وجودها في غزة، أو على الأقل حماية من تبقى من عناصرها وعدم خسارة 17 عاماً قضتها في إحكام السيطرة على القطاع، وأسست خلالها منظومة حكومية جمعت من خلالها أموالاً طائلة، وذلك بحسب ما يؤكده الباحث في الشؤون الاستراتيجية عوض المهدي.

ويقول مهدي "لقد أصبح مصير حماس على المحك، ولتفادي انهيار الحركة استعد صناع القرار فيها إلى القبول بالاعتراف بإسرائيل واتفاقيات أوسلو وقرارات الشرعية الدولية، وهذا ما كان يرفضه الفصيل السياسي على مدار الأعوام الماضية".

ويضيف "وللتأكد من صدقية حماس واستعدادها لترك السلاح، فإنه يتطلب منها ترك المعسكر الإيراني وفك الشراكة مع طهران، بخاصة بعدما تخلت عنها في الحرب الدامية الدائرة في غزة، ولذلك تحاول الحركة اليوم إعادة ثقة المجتمع الدولي بها".

وبحسب مهدي، إذا تحولت الحركة لحزب سياسي حينها لن يهتم لها الشعب الفلسطيني ولن يكون لها تأثير في الشارع، لا سيما بعدما ظهرت طيلة فترة الحرب أنها تدافع عن مصالحها ومطالبها الشخصية وتبحث عن سبل إنقاذ قياداتها، وتركت سكان غزة للموت.

 

وحول ما إذا كان بإمكان "حماس" فعلاً الاستغناء عن جهازها العسكري، يوضح مهدي أنها لم تعد متماسكة فالقيادات في الخارج تختلف عن "حماس" داخل غزة، وكل طرف يبحث عن مصلحته بحدود الجغرافيا التي يتواجد بها.

تهميش إسرائيلي وترحيب أميركي

في إسرائيل، لم يلق عرض "حماس" أي آذان صاغية، بل خرج رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجدد تعهده بالقضاء على الحركة ورفضه إنشاء دولة فلسطينية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن كبير المحللين السياسيين في صحيفة "واللا" يؤآف شتيرس، يقول إن موقف "حماس" يحمل أموراً جديدة مثيرة للاهتمام وإيجابية، يصعب على المستويين الأمني والسياسي في تل أبيب رفضها.

وفي رد فعل الولايات المتحدة على عرض "حماس"، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان "لقد رأت إدارتنا زخماً جديداً في المحادثات لإنهاء الحرب، الحلول السياسية المطروحة من حماس لا بأس بها وجيدة، لكن يجب تقديم تنازلات".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير