ملخص
في سبتمبر (أيلول) 1997، كان ميشكا بن ديفيد من الضالعين في محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" خالد مشعل الذي كان يقيم وقتها في العاصمة الأردنية عمان.
قبل سبع سنوات، نشر عميل "الموساد" السابق ميشكا بن ديفيد رواية تحدث فيها عن هجوم لحركة "حماس" الفلسطينية على كيبوتسات إسرائيلية مطابق لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وعن تصعيد ينتهي برد إسرائيلي عنيف على إيران، لكنه اليوم لا يفتخر بذلك، بل يشعر بالقلق إزاء تتمة الأحداث.
يعتبر هذا الجاسوس الذي تحول إلى كتابة روايات إثارة، سنوات العمل الـ12 التي أمضاها في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، مصدر إلهام غير متناهٍ مع رابط بين كل القصص يتمثل في الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.
منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة "حماس" في السابع أكتوبر 2023 على إسرائيل، أخذ أحد كتبه الأكثر مبيعاً أبعاداً تنبؤية، فكتاب "القرش" الذي نشر قبل سبع سنوات، يروي تصعيداً دامياً يبدأ بهجوم لمقاتلين من "حماس" على كيبوتسات ويبلغ ذروته برد انتقامي قوي من إسرائيل على إيران.
وقال العميل السابق (72 سنة) خلال مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في منزله الذي يشرف على الريف المحيط بالقدس فيما يظهر في الأفق البعيد قطاع غزة، "نحن على بعد خطوات قليلة" من ذلك.
وأطلقت طهران في نهاية الأسبوع الماضي مئات الصواريخ والطائرات المسيرة نحو إسرائيل، وكل المؤشرات تدل على أن إسرائيل تستعد للرد على هذا الهجوم غير المسبوق.
وتحمل إحدى زوايا باب منزل ميشكا بن ديفيد في بلدة رمات رزيئيل أثر شظية أوضح أنها نتيجة "قذيفة أطلقت من غزة وانفجرت على مقربة من هنا".
سقط الصاروخ في الحي الذي يسكن فيه خلال حرب صيف 2014 بين إسرائيل وحركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة منذ عام 2007.
وقال بن ديفيد إن أياً من "الحروب لم تنته بهجوم حاسم ولا باتفاق سلام، لذلك كان واضحاً أن المواجهة ستستأنف".
في عام 2017، صدر كتاب "القرش" الذي يروي كيف دخل مقاتلون مسلحون من "حماس" إلى كيبوتس كفار عزة، أحد أكثر الكيبوتسات تضرراً في السابع من أكتوبر 2023، في هجوم خلف عشرات القتلى.
وهو سيناريو تخيله بن ديفيد الذي كتب أكثر من 20 عملاً تمت ترجمة العديد منها في الخارج، أثناء قيامه بعمليات مسح في هذه البلدات الزراعية الواقعة في جنوب إسرائيل على الحدود مع غزة.
وقال "هناك تساءلت: ما هو أفضل مكان للهجوم لو كنت مكان حماس؟ فهذه الكيبوتسات كانت محمية للحياة اليومية، ضد هجوم محدد في مكان محدد، لكنها لم تكن محمية من غزو شامل".
محاولة اغتيال خالد مشعل
وكان ميشكا بن ديفيد مؤهلاً بالتأكيد لمعرفة ما إذا كان الفشل يتربص بجيش أو أجهزة استخبارات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي سبتمبر (أيلول) 1997، كان من الضالعين في محاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس" خالد مشعل الذي كان يقيم وقتها في العاصمة الأردنية عمان.
أدت سلسلة من النكسات إلى إخراج الخطة التي تم الإعداد لها جيداً عن مسارها ووجد ميشكا نفسه في مهمة لم تكن متوقعة: إنقاذ الرجل الذي استهدفته الأجهزة الإسرائيلية.
كان بنيامين نتنياهو آنذاك في فترة ولايته الأولى كرئيس للوزراء. في يوليو (تموز)، أسفر هجوم انتحاري في السوق الرئيسة في القدس تبنته حركة "حماس"، عن مقتل 16 شخصاً وإصابة أكثر من 160 آخرين.
وروى بن ديفيد "اقترحنا طرقاً عدة لقتل مشعل: تفخيخ سيارته، إطلاق قناص النار عليه أو اغتياله من مسافة قريبة، لكن نتنياهو قال أريد طريقة لقتله بصمت، من دون أن يترك أي أثر".
في نهاية المطاف، قرر العملاء استخدام السم لقتل مشعل. ويقول ميشكا بن ديفيد الذي كان وقتها رئيس قسم الاستخبارات في الوحدة التنفيذية لـ"الموساد"، إن عميلين "تمكنا من رش المادة" عليه، لكن أحداثاً غير متوقعة أدت إلى "القبض عليهما".
ويضيف "كنت أحمل ترياق السم تحسباً لإصابة أحد العملاء به" خلال تنفيذ العملية، لكن مشعل كان هو المستفيد منه في النهاية، إذ فاوض الأردن على إطلاق سراح العميلين الإسرائيليين مطالباً بإنقاذ مشعل في المقابل.
هل كان مسار الصراع مع "حماس" سيتغير لو قتل مشعل؟
يقول بن ديفيد "كل زعيم من حماس يقتل له نائب يحل مكانه"، في وقت تطارد إسرائيل رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة يحيى السنوار الذي يعتبر العقل المدبر لهجوم السابع من أكتوبر.
ترك ميشكا بن ديفيد "الموساد" في عام 1999 بعد أن كشفت هويته عقب محاولة اغتيال مشعل.
ويقول بن ديفيد الذي نجا والداه من الهولوكوست، "شعب إسرائيل موجود منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام، هذا عظيم، لكن لا يوجد بلد أبدي".