Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تتواصل عمليات نزوح السودانيين مع توسع القتال؟

توقعات كثيرة تشير إلى أن نسب اللجوء ربما تقل في الأشهر المقبلة

التوقعات تشير إلى استمرار النزوح بحثاً عن العلاج والدواء (اندبندنت عربية - حسن حامد)

ملخص

استقبلت مدينة الفاو التابعة لولاية القضارف مئات الأسر النازحة من قرى ولاية الجزيرة في ظل توقعات باتساع رقعة الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في وقت تواجه فيه عشرات الأسر مصيراً مجهولاً بسبب اشتداد المعارك بين الطرفين في المنطقة

عام مر على اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" خلف فيها النزاع المسلح الدمار وانعدام الأمن مما أدى أيضاً إلى نزوح ملايين السودانيين من منازلهم بالعاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة ودارفور، إلى ولايات آمنة ودول الجوار القريبة، محطمين أرقاماً قياسية للنزوح الداخلي واللجوء على مستوى العالم.

 

مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" قال إن نحو 5.3 مليون شخص فروا من الحرب في السودان منذ منتصف أبريل (نيسان) عندما اندلعت بين طرفي الصراع، وأشار في أحدث تقرير له، نهاية العام الماضي، إلى أنه "مع دخول القتال بين القوتين المتحاربتين في السودان شهره الخامس فر نحو 5.3 مليون شخص من منازلهم وسعوا إلى النزوح داخل البلاد ودول الجوار". وأوضح مكتب "أوتشا" أن "أكثر من 4.2 مليون شخص نزحوا من مناطق النزاع إلى 3929 موقعاً في كل الولايات السودانية الـ18 حتى الـ19 من سبتمبر (أيلول) 2023، بينما ارتفعت نسبة النازحين، في ديسمبر (كانون الأول) 2023 إلى 7.1 مليون نازح، بينهم مليون شخص لجأ إلى دول الجوار".

مصير مجهول

وبحسب بيانات للجيش السوداني، فإن توقعات كثيرة تشير إلى أن نسب اللجوء والنزوح ربما تقل في الأشهر المقبلة، وربما تعود آلاف الأسر إلى منازلها بعد هدوء الأوضاع في مناطق عدة بالعاصمة الخرطوم، لكن الجوع والعطش وانعدام مصادر الغذاء والدواء والخدمات الصحية قد تشكل سبباً رئيساً في ازدياد حالات النزوح.

في الثامن من أبريل، استقبلت مدينة الفاو التابعة لولاية القضارف، الواقعة شرق البلاد، مئات الأسر النازحة من قرى ولاية الجزيرة في ظل توقعات باتساع رقعة الاشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع"، في وقت تواجه فيه عشرات الأسر مصيراً مجهولاً بسبب اشتداد المعارك بين الطرفين في المنطقة.

الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني شريف محمد عثمان قال "الحرب تتخذ يومياً أشكالاً أشد بشاعة ووحشية وعنفاً، وهذا سبب كافٍ لتمددها في مناطق جديدة، حيث تتوسع العمليات العسكرية وتصل لمناطق جديدة في السودان ما يؤثر، بصورة واضحة، على حياة المدنيين، ويسبب موجات جديدة من النزوح واللجوء، في وقت قدرت فيه أعداد النازحين واللاجئين نحو تسعة ملايين شخص، وهذه الأعداد في ازدياد مستمر جراء العمليات العسكرية، إضافة للعنف المتزايد في مواجهة المدنيين، سواء كانت الأداة العسكرية على الأرض من طرف قوات (الدعم السريع) واقتحامها عدداً من القرى، وممارسة الانتهاكات في ولاية الجزيرة ومدن أخرى، إلى جانب القصف الجوي الذي يطاول مدناً وقرى عديدة في السودان من جنوب كردفان مروراً بشمال وشرق وجنوب دارفور وشرق الجزيرة".

وعن أزمة الغذاء وتأثيرها في زيادة عدد النازحين أضاف عثمان "الخطر متزايد نتيجة نقص الغذاء، فعدد المهددين بالجوع يصل إلى 20 مليون سوداني، والأخبار المتتابعة من معسكرات اللاجئين تتحدث عن وفاة طفل كل ساعتين جراء نقص الغذاء والجوع، كل هذه الأمور كافية لزيادة أعداد اللاجئين والنازحين، كما أن استمرار الحرب بهذه الصورة الوحشية والدموية، وعدم وجود آليات واضحة لإيصال المساعدات الإنسانية بفتح مسارات واضحة، وعدم توفير مقار آمنة لحماية المدنيين في معسكرات محددة، سيزيد بلا شك من عدد النازحين، فأكثر ما يهدد السودانيين هو نقص الغذاء، لذلك نرى أن الوقت مناسب لوقف العداء بين الطرفين لإنقاذ موسم الزراعة الصيفي الذي يمتد في المناطق الأكثر تضرراً الآن، وهما ولايتا دارفور وكردفان اللتان تنتجان نحو 45 في المئة من الغذاء في البلاد".

ونوه الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني إلى أن من المتوقع تضاعف أعداد النازحين في وقت وجيز في حال عدم حماية المدنيين، وتطور أداة آلة العنف والانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان.

تضخم مخيف

وحول ما سببته الحرب من تضخم ملحوظ في السوق السودانية، قال المحلل الاقتصادي هيثم فتحي إن "استمرار انخفاض قيمة الجنيه أدى إلى تفشي التضخم، مما تسبب بتآكل الأجور الحقيقية ودفع مزيداً من الناس إلى براثن الفقر". وأضاف، "منذ بداية الحرب ارتفع معدل الفقر المدقع، مما يعكس تدهور فرص كسب العيش والاستنزاف التدريجي لقدرات الأسر السودانية على التكيف، وتدهورت بشدة إمكانية الحصول على المأوى وفرص كسب العيش والصحة والتعليم والمياه والكهرباء والاتصالات، كل هذه الأسباب يمكن أن تكون دافعاً لزيادة عدد الأسر السودانية النازحة من السودان".

التعليم

في سياق متصل، عزا عدد كبير من الأسر أسباب النزوح إلى الخارج للبحث عن فرص لتعليم أبنائها بعد تعطل العملية التعليمة في السودان، وهذا الأمر دفع بالملايين للنزوح الخارجي والبحث عن دول توفر بيئة تعليمية مستقرة وسط تأجيل مستمر للعام الدراسي وإغلاق الجامعات، وبحسب الأستاذ الجامعي الفاضل موسى فإن "العملية التعليمية في السودان شهدت عقبات متكررة بسبب عدم الاستقرار السياسي، وبدأت موجات اللجوء لدول يتوفر فيها تعليم جيد"، وتوقع موسى استمرار عمليات النزوح إلى خارج البلاد حتى في حال استقرار الأوضاع لعدم استقرار العملية التعليمية في السودان.

انهيار صحي

ولم يكن البحث عن الغذاء والتعليم سبباً وحيداً لتواصل عمليات النزوح، بل التوقعات تشير إلى استمرار النزوح بحثاً عن العلاج والدواء وسط انهيار كامل للمنظومة الصحية في البلاد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال متخصص أمراض الكلى طارق الهادي إن "توقف أجهزة غسل الكلى دفع الآلاف للنزوح بحثاً عن العلاج، وشكل انهيار المنظومة الصحية شبحاً يطارد المرضى وكبار السن الذين يحتاجون إلى رعاية طبية مستمرة، ما يدفع الآلاف يومياً للنزوح بحثاً عن رعاية طبية جيدة في دول الجوار كمصر وإثيوبيا وغيرهما، ومع استمرار الاشتباكات في السودان وانقطاع الأدوية نتوقع أن تستمر عمليات نزوح المرضى".

لقمة العيش

وفي وقت ينزح فيه ملايين السودانيين بحثاً عن التعليم والعلاج، نزح أيمن عبدالله لأكثر من ثماني ولايات سودانية بحثاً عن مهنة توفر له، ولو القليل من المال لإعالة أسرته المكونة من سبعة أشخاص.

عبدالله كان موظفاً حكومياً فقد وظيفته جراء الحرب، وقال "الأوضاع المعيشية الصعبة دفعتني للنزوح المستمر بحثاً عن عمل أوفر من خلاله حاجات أسرتي، ولكن ما زال وضعي غير مستقر، وأصبحت أنا وأسرتي في حال نزوح مستمرة بحثاً عن اللقمة الحلال".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات