Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف تصل المخدرات من أفغانستان إلى أوروبا؟

يتم تهريب نحو 15 طناً من الأفيون و80 طناً من الهيرويين إلى دول آسيا الوسطى عبر طريق بامير السريع

وافقت منظمة معاهدة الأمن الجماعي على خطة لتعزيز التدابير الأمنية على حدود دول آسيا الوسطى مع أفغانستان (أ ف ب)

ملخص

عام 2023 تم إنشاء 70 نقطة تفتيش جديدة على الحدود مع أفغانستان وطاجيكستان، وجميعها مجهزة بالأسلحة الثقيلة والتكنولوجيا العسكرية الحديثة

تزعم حركة "طالبان" أن زراعة المخدرات في أفغانستان وإنتاجها وتهريبها وصلت إلى الصفر، إلا أن المسؤولين الحكوميين في الدول المجاورة يشعرون بالقلق إزاء زيادة تصدير المخدرات من أفغانستان.

ويعد طريق بامير السريع أحد أكثر الطرق ازدحاماً بمهربي وتجار المخدرات، إذ ينقل المخدرات الأفغانية إلى روسيا ومن ثم إلى أوروبا عبر دول آسيا الوسطى.

طريق بامير السريع المعروف باسم "طريق الهيروين السريع" ولأسباب مختلفة ومنها استمرار زراعة الخشخاش وحرية عمل المهربين في أفغانستان، لا يزال الطريق الآمن للمهربين لإرسال المخدرات إلى روسيا وأوروبا.

طريق بامير

شيّد طريق بامير السريع في تسعينيات القرن الماضي، وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي، أقيمت طرق جديدة على طول مسار هذا الطريق، ويبدأ طريق بامير السريع من مدينة أوش ثاني أكبر مدن قرغيزستان، ويمتد بطول طاجيكستان، ويصل إلى أفغانستان مروراً بأوزبكستان.

وفي تقرير لوكالة "تايمز أوف سنترال آسيا" للأنباء التي تغطي التطورات في دول آسيا الوسطى، أفادت بأنه بناءً على التقديرات الأمنية في دول آسيا الوسطى، يتم تهريب نحو 15 طناً من الأفيون و80 طناً من الهيروين إلى دول آسيا الوسطى عبر طريق بامير السريع.

والنقطة الأكثر أهمية على هذا الطريق السريع بالنسبة إلى المهربين هي منطقة غورنو بدخشان التي تتمتع بحكم ذاتي، بحيث يمر هذا الطريق عبر مسار جبلي مهجور يسمى "بادم دنيا"، وأن الحكومة الأفغانية السابقة لم تكن تسيطر على معظم مناطق هذا الطريق الجبلي، لكن حركة "طالبان" والمهربين المحليين كان لهم نفوذ في المناطق الحدودية في آسيا الوسطى، ومنها المناطق الجبلية الواقعة على طول طريق بامير السريع منذ أعوام.

وقال مدير إدارة مكافحة المخدرات في طاجيكستان ظفر صمد خلال الاجتماع الـ67 للجنة مكافحة المخدرات التابعة للأمم المتحدة إن كميات كبيرة من المخدرات تهرّب من أفغانستان إلى طاجيكستان، وبعدها إلى روسيا وأوروبا.

وعلى رغم أن الحكومات في آسيا الوسطى تتعاون مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة وأجهزة الأمن الروسية في مكافحة تهريب وتجارة المخدرات، وعززت أنظمتها القانونية والأمنية في هذا المجال، إلا أن هذه الجهود كما يبدو لم تمنع تهريب المخدرات من أفغانستان إلى هذه البلدان.

"مشكلة حادة"

وقالت وكالة "تايمز أوف سنترال آسيا" للأنباء إن طاجيكستان وتركمانستان وكازاخستان، عدا عن تعزيز حدودها، وافقت أخيراً على خطط لمكافحة المخدرات ومنع الإدمان، إلا أن "المشكلة لا تزال حادة".

أضاف ظفر صمد في تعقيبه على الحجم الكبير لتهريب المخدرات من أفغانستان، أن "زيادة حجم اكتشاف المخدرات في طاجيكستان تشير إلى وجود مخزون كبير في المقاطعات الشمالية من أفغانستان، إذ يتم تهريبها إلى طاجيكستان عبر الطريق الشمالي (من خلال آسيا الوسطى إلى روسيا). ومع الأخذ في الاعتبار التدابير التي اتخذتها الحكومة الطاجيكية لتعزيز الحدود بين طاجيكستان وأفغانستان من خلال إنشاء مرافق حدودية جديدة، يقوم تجار المخدرات حالياً بتقييم الوضع والتحقيق إذا كان هناك إمكان لتهريب المخدرات إلى طاجيكستان".

ووافقت أخيراً منظمة معاهدة الأمن الجماعي على خطة لتعزيز التدابير الأمنية على حدود دول آسيا الوسطى مع أفغانستان، معربة عن قلقها الشديد إزاء استمرار تهريب المخدرات من الأراضي الأفغانية، إذ قالت الحكومة الطاجيكية إنها قامت بزيادة عدد نقاط التفتيش ومراكز حرس الحدود على الحدود الطاجيكية- الأفغانية في الأعوام الثلاثة الماضية. وأوضح إمام علي رحمان في الأول من مارس (آذار) الماضي أنه في 2023 تم إنشاء 70 نقطة تفتيش جديدة على الحدود مع أفغانستان وطاجيكستان، وجميعها مجهزة بالأسلحة الثقيلة والتكنولوجيا العسكرية الحديثة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

400 مليون دولار

وكانت "طالبان" وقبل أن تسيطر على أفغانستان تلبي حاجاتها في ساحات القتال من الأموال الضخمة التي تحصل عليها من تجارة المخدرات. وفي تقرير لمكتب المفتش العام الأميركي الخاص بإعادة إعمار أفغانستان 2019، أكد أن "طالبان" حصلت على 400 مليون دولار من تهريب المخدرات عامي 2018 و2019 وأن هذه الأموال أنفقت لتلبية الحاجات العسكرية، في وقت زعمت الحركة بعد عودتها للسلطة في البلاد بأنها ستحاول وقف زراعة المخدرات وإنتاجها وتهريبها، وأصدر في حينها زعيم "طالبان" هبة الله آخوندزادة مرسوماً بهذا الخصوص في أبريل (نيسان) 2022.

ومع هذا، فإن التقارير التي قدمتها بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في أفغانستان "يوناما" إلى مجلس الأمن خلال العامين الماضيين، أظهرت أن هناك انخفاضاً في زراعة الخشخاش في أفغانستان، لكن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة الذي نشر في الربع الأول من مارس الماضي كشف عن أن مشكلة المخدرات مستمرة في البلاد وأن الدول المجاورة تشعر بالقلق من ذلك. إلا أن المتحدث باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد وكعادته، وصف التقرير الصادر عن الأمين العام للأمم المتحدة بـ"المتحيز".

وأعلن الأمين العام لهيئة مكافحة المخدرات في إيران إسكندر مؤمني في الأول من مارس الماضي عن زيادة بنسبة 20 في المئة في تهريب المخدرات الصناعية من أفغانستان إلى إيران، مضيفاً أنه لا يبدو أن تهريب المخدرات انخفض في الوقت الحالي، إذ يعترف خبراء الشؤون الأفغانية بأن قادة "طالبان" يسيطرون على معظم طرق تهريب المخدرات، وعلى رغم انخفاض زراعة الخشخاش، إلا أن مستودعات المخدرات لا تزال منتشرة في جميع الأراضي الأفغانية وأن عمليات تهريب المخدرات مستمرة إلى دول الجوار.

المزيد من تقارير