Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تكافح دفاعا عن تشاسيف يار مفتاح السيطرة على دونباس

تسعى القوات الروسية إلى تعزيز مكاسبها الميدانية فيما تعاني كييف نقص العدد والعتاد والمساعدات الغربية

رجال شرطة يفحصون سيارة مدمرة بعد ضربة صاروخية في خاركيف، 6 أبريل 2024 (أ ف ب)

ملخص

تقع البلدة على بعد نحو 20 كيلومتراً إلى الغرب من باخموت التي وقعت في مايو (أيار) الماضي في قبضة روسيا بعد معارك عنيفة استمرت أشهر.

يتهيأ الجندي الأوكراني أنتون لمناوبة جديدة دفاعاً عن تشاسيف يار، البلدة التي تكتسي أهمية استراتيجية للقوات المتقاتلة للسيطرة على منطقة دونباس في الشرق الأوكراني.

بعدما بقيت الجبهة شبه مجمدة لنحو عام، تضغط القوات الروسية على الجيش الأوكراني الذي يعاني نقصاً في العدد والعتاد مع تأخر وصول المساعدات الغربية.

فالقوات الروسية المصممة على تعزيز ما حققته أخيراً من مكاسب ميدانية، تسعى إلى السيطرة على مرتفعات تشاسيف يار.

الطريق إلى باخموت

تقع البلدة على بعد نحو 20 كيلومتراً إلى الغرب من باخموت التي وقعت في مايو (أيار) الماضي في قبضة روسيا بعد معارك عنيفة استمرت أشهر.

يقول أنتون البالغ 40 سنة، "إذا استولى الروس على تشاسيف يار، سيُفتح الباب إلى مدن أخرى، لذا فمن الأهمية بمكان وقف تقدمهم هنا".

مرتفعات تشاسيف يار ستمنحهم موطئ قدم قوياً، وستمكنهم من استهداف مدن تقع على ارتفاعات أدنى، في المقام الأول كراماتورسك ومن ثم على الأرجح سلوفيانسك.

وتكتسي المدينتان قيمة كبيرة بالنسبة إلى موسكو، إذ قبل عقد سيطر انفصاليون موالون للروس لفترة وجيزة على المدينتين في بداية الاشتباكات مع كييف.

وعلى خط الجبهة الحالية، تشكل تشاسيف يار مدخلاً إلى باخموت.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف أنتون أن روسيا تستخدم انطلاقاً من هذا المبدأ "كثيراً من العدد والعتاد، كما أن هناك طيراناً مستمراً وقصفاً مدفعياً".

ويقول الجندي التابع للواء الهجومي الخامس إن وحدته "صامدة" إلى الآن.

وأول من أمس الجمعة قال مدونون عسكريون أوكرانيون وروس إن القوات الروسية وصلت إلى ضواحي البلدة.

لكن قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أكد اليوم السبت أن "تشاسيف يار ما زالت تحت سيطرتنا، كل محاولات العدو لاقتحامها باءت بالفشل"، وأوضح أن البلدة تشهد واحدة من "أعنف المعارك"، إذ تحاول القوات الروسية "كسر" الدفاعات الأوكرانية.

لا هدوء حالياً

ولم يشأ رئيس السلطات المحلية في تشاسيف يار، سيرغي تشاوس التعليق على المسائل العسكرية، لكنه قال في تصريح إلى وكالة الصحافة الفرنسية إن الأوضاع باتت أكثر خطورة في الأسبوعين الأخيرين، مضيفاً أنه "في السابق كان الهدوء يخيم على المدينة، لكن لا هدوء حالياً، إطلاق النار متواصل".

وحالياً من الصعوبة بمكان توفير رعاية طبية طارئة للجنود إذا جرحوا في تشاسيف يار، وريما يصبح الوصول إلى نقطة مستقرة يمكن فيها توفير العلاج الأساسي قبل الإجلاء أمراً مستحيلاً، وآخر نقطة من هذا النوع نُقلت أخيراً إلى خارج المدينة لدواعٍ أمنية.

وقال مسعف في المنشأة التي تم نقلها في تصريح إلى وكالة الصحافة الفرنسية إن فرق الإجلاء لم تعُد تتوجه إلى تشاسيف يار لأن الأمر في غاية الخطورة.

وأوضحت المسعفة ناديا البالغة 24 سنة أنه "في حال تم إجلاؤهم (الجنود الجرحى)، فإن ذلك سيكون بواسطة السيارة"، مردفة أنها شاهدت جنوداً جرحى يمشون لساعات "لأن لا خيار آخر للخروج من تلك المواقع".

ولدى عودته من مناوبة قرب المدينة، ذكر سيرغي البالغ 25 سنة، أن الوضع في تشاسيف يار "بات أكثر صعوبة بكثير".

ويفرك الجندي في اللواء الهجومي الخامس والملقب "موبيد" مراراً عينيه المحاطتين بهالتين سوداوين، ويقول "حالياً يتم تشغيل كثير من المسيّرات"، مشيراً إلى مسيّرات من طرازي "مافيك" و"فيرست بيرسن فيو" تعمل "ليلاً ونهاراً".

وذكر رفيقه ييغور ولقبه "جيغولي" ويبلغ 27 سنة أن هذه المسيرات أكثر دقة، مما يجعلها أكثر إثارة للرعب من المدفعية، موضحاً أن "المسيّرة تستمر بالتحليق إلى أن تقضي عليك أو تسقط على مقربة منك لتصيبك بجروح بانتظار وصول مسيّرة أخرى"، وأضاف أن "الأولى تؤدي إلى شلك، والثانية تسقط لتقضي عليك".

وحدهم بين الأنقاض

ولفت ييغور إلى أن القوات الروسية تستخدم مواردها على نحو أكثر عقلانية مما كانت تفعل أثناء المعارك في بداية الحرب عام 2022.

ويوافقه الرأي بوغدان وهو جندي يبلغ 21 سنة، إذ يقول "إنهم يتعلمون، لقد تعلموا، ليسوا أغبياء. الجيش ليس نفسه مقارنة بعام 2022".

لكن بعض الاستراتيجيات لا تزال على حالها، وفق جنود، إذ يذكّر الدمار اللاحق بتشاسيف يار بمعارك روسية سابقة سوّت مدناً بالأرض.

ويقول سيرغي، "يدمرون كل شيء ومن ثم يجلسون لوحدهم بين الأنقاض".

ووفق تشاوس، "لم يسلم مبنى واحد من" الأضرار، مضيفاً أن المدينة التي كان عدد سكانها يبلغ 13 ألفاً قبل الحرب لم يبقَ فيها سوى 770 شخصاً.

وبالنسبة إلى الجندي سيرغي فإن من شأن سيطرة روسيا على تشاسيف يار أن تعرض سكان المناطق الأقل ارتفاعاً لمزيد من القصف، وأردف أن "هناك أناساً وأطفالاً. وما دامت تشاسيف يار صامدة، فإنهم سيستمرون في العيش هناك".

على بعد 10 كيلومترات من تشاسيف يار في كوستيانتينيفكا، قال أحد السكان إنه يخشى التقدم الروسي.

وأكد أندريه كوماريستوف وهو يجلس على مقعد أمام منزله أن لا مكان يذهب إليه وهو مضطر إلى مساعدة والدته وجيرانه المسنين.

وأضاف ملاعباً كلباً أسود اسمه ماوس، "سيزرعون البطاطا ويزيلون الأعشاب الضارة من حديقتهم في أية حال. ولن يذهبوا إلى أي مكان".

وتابع "سنجلس هنا حتى النهاية. وإذا أصبنا فليكن".

المزيد من دوليات