ملخص
في الوقت الذي أصبح فيه الجدل منتشراً على وسائل التواصل الاجتماعي حول أسباب اختيار هذا الممثل من دون غيره، تساءل عديد من النقاد عن السبب أصلاً الذي يجعل الشركة المنتجة تواصل إنتاج السلسلة من جديد بعد وفاة البطل في الجزء الأخير "لا وقت للموت"
أثار اختيار الممثل البريطاني آرون تايلور جونسون لأداء شخصية جيمس بوند جدلاً كبيراً في صفوف عشاق السينما، ففريق من عشاق السلسلة لم يستسيغوا اختيار الممثل البالغ من العمر 33 سنة، لتجسيد شخصية تجذرت عبر الزمن، بينما دافعت الشركة المنتجة عن صاحب Bullet Train وقدرته على أداء أدوار مركبة والتفاعل معها والانغماس فيها.
وبغض النظر عن آراء النقاد الإيجابية حول اختيار آرون جونسون لأداء شخصية أيقونة العميل السري البريطاني، تبقى الأسباب غير واضحة في عملية الاختيار؟ وذلك بحكم عدم قدرة الشركة على إقناع عشاق جيمس بوند، بينما بدت تصريحات النجم بيرس بروسنان عن اختيار جونسون إيجابية تجاه الوجه الجديد، لأن ذلك في نظره سيفتح للسلسلة أفقاً بصرياً آخر، بالتالي فهو يتمنى أن ينقل صاحب kraven the hunter السلسلة إلى أفق جديد، تصبح فيه أكثر شهرة من قبل.
شخصية مبهمة
القوة، الوسامة، سرعة الحركة، الشهرة، الذكاء وغيرها من الصفات التي ظلت تعتبر من المكونات البصرية التي صنعت شخصية بوند على مستوى الكتابة، وهي نفسها الصفات التي تعتبر أساسية في طبيعة هذه الأفلام السينمائية الكبيرة، المبنية على الترفيه والاستهلاك، بالتالي يكون وقعها كبيراً على المشاهد من ناحية الموسيقى التصويرية وكثرة الحركة وعنصر التشويق.
ولهذا بدا للنقاد أن آرون جونسون أكثر الوجوه قدرة على تقديم هذه الخلطة البصرية بمقادير ذاتية لا تستعير شخصيات أخرى.
بهذه الطريقة وجدت المنتجة باربرا بروكولي في شخصية آرون كل ما يمكن أن يطلبه المشاهد بالمقارنة مع توم هاردي وإدريس إلبا وهنري كافيل. وهي أسماء فنية كانت مرشحة للعب دور جيمس بوند في الجزء الجديد من السلسلة. كل هذا في وقت كانت تريد المنتجة أن يلعب الدور ممثل غير مشهور، لكن له شعبيته واحترافيته وشهرته على مستوى فعل الأداء. ولأن آرون كان أصغر هذه الوجوه الفنية، وأيضاً بحكم الأدوار الأخيرة التي قدمها، فقد ارتأت الشركة المنتجة أن يكون الاسم الجديد الذي سيمثل شخصية بوند الجديدة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي الوقت الذي أصبح فيه الجدل منتشراً على وسائل التواصل الاجتماعي حول أسباب اختيار هذا الممثل من دون غيره. تساءل عديد من النقاد عن السبب أصلاً الذي يجعل الشركة المنتجة تواصل إنتاج السلسلة من جديد بعد وفاة البطل في الجزء الأخير "لا وقت للموت" (2021) حيث اعتبر النقاد أن السلسلة انتهت بموت بطلها، ما جعل جيمس بوند يبدو شخصية واقعية أكثر من كونها خيالية كما تم الاشتغال عليها منذ أول جزء صدر عن السلسلة عام 1962.
أثرت السلسلة في كثير من الأفلام الأميركية بحيث بدا بعضها وكأنه من السلسلة. ولم يكن ذلك سهلاً بالنسبة للوجوه الفنية الصاعدة ممن اختارت الأكشن نمطاً فنياً لتجاربها، بحيث تجد نفسها في مقابل هذه الشخصية الأيقونية المؤثرة في لا وعيها الفني. وبدا كثير من الوجوه الفنية وكأنها تستلهم ملامحها على مستوى الأداء من هذه الشخصية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس طيلة عقود طويلة في علاقتهم بالسينما وصناعتها ومتخيلها.
وعلى رغم ظهور كثير من أجزاء الأفلام السينمائية تبقى سلسلة جيمس بوند الأشهر والأكثر تأثيراً في تاريخ السينما العالمية، فهي تجربة فذة وغنية وممتعة من ناحية التشويق، واستطاعت أن تؤثر بصورها ولقطاتها وجرأتها وموسيقاها في ذهنية المشاهد عبر العالم. لهذا فهي تعد اليوم مرجعاً بصرياً قوياً للسينمائيين العالميين، ممن يتلمسون طريقة صوب أفلام الأكشن والجاسوسية.
لا وقت للموت
قد يبدو الجزء الأخير "لا وقت للموت"(2021) من أداء دانيال كريغ وليا سيدو وناعومي هاريس وجيفري رايت، أكثر الأجزاء أهمية من الناحية الجمالية، ذلك أن هذا الجزء الذي أخرجه المخرج الأميركي كاري فوكوناجا يتوافر على كثير من العناصر الجمالية التي تجعله ينتمي إلى الزمن الذي نعيشه، فما ميز هذا الجزء أن جيمس بوند أصبح واقعياً مستسلماً لحتمية الموت وبدا أكثر هشاشة من الناحية الداخلية، محباً للاستقرار والعيش في سلام.
كما استطاع دانيال كريغ في هذا الجزء أن يعيش موتاً سابقاً على موته، فبدا الممثل كأنه متهيباً للخروج من السلسلة. ففي المشاهد الأخيرة نرى دانيال هشاً مستعداً للموت، بعد أن ظل مواجهاً لقدره المحتوم، عاملاً على مفاجأة جماهيره بخلطات سحرية مذهلة عن طريق فن الأداء.
ويرى فريق كبير من عشاق السلسلة أنه لا يوجد ممثل سيعوض دانيال كريغ الذي أدى الدور منذ 2006 إلى 2021. وهي مدة كانت كافية ليقدم فيها كريغ أداء فنياً نادراً وتماهياً حقيقياً مع الشخصية، بعد أن رسم لها نجاحات كبيرة لم تحلم بها الشركة المنتجة يوماً.