Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقترح أميركي لهدنة محتملة بين إسرائيل و"حماس"

غوتيريش يدعو من رفح إلى إنهاء الكابوس في غزة والقتال يستعر بمحيط مستشفى الشفاء

ملخص

تريد "حماس" أن يتضمن أي اتفاق نهاية دائمة للقتال، فيما تعتزم إسرائيل مواصلة الحرب إلى أن يتم تفكيك قدرات الحركة.

قال مسؤول إسرائيلي مطلع على المحادثات التي تستضيفها قطر إن الولايات المتحدة قدمت "مقترحاً يقرب" وجهات النظر في ما يتعلق بعدد السجناء الفلسطينيين الذين يتعين على إسرائيل إطلاق سراحهم مقابل كل رهينة تفرج عنها حركة "حماس" خلال هدنة جديدة محتملة في غزة.

وزار وفد إسرائيلي برئاسة رئيس جهاز الاستخبارات (الموساد) ديفيد برنياع الدوحة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع حركة "حماس" قدم خلالها مدير وكالة الاستخبارات المركزية وليام بيرنز المساعدة للوسطاء من مسؤولي قطر ومصر.

وتريد "حماس" أن يتضمن أي اتفاق نهاية دائمة للقتال، فيما تعتزم إسرائيل مواصلة الحرب إلى أن يتم تفكيك قدرات الحركة.

وقال مسؤول إسرائيلي طلب عدم الكشف عن هويته "خلال المفاوضات، ظهرت فجوات كبيرة في شأن مسألة نسبة" السجناء الذين سيُطلق سراحهم مقابل كل رهينة.

وأضاف "طرحت الولايات المتحدة على الطاولة اقتراحاً لتقريب (وجهات النظر)، وردت عليه إسرائيل بشكل إيجابي (لكن) حماس لم ترد بعد".

ولم يقدم المسؤول تفاصيل في شأن الاقتراح الأميركي. ولم تعلق السفارة الأميركية في إسرائيل حتى الآن.

نسبة الرهائن إلى السجناء

ورداً على سؤال عن نسبة الرهائن إلى السجناء، أشار سامي أبوزهري المسؤول الكبير في "حماس" لـ"رويترز" إلى اقتراح طرحته الحركة هذا الشهر يقضي بأن تفرج إسرائيل عما بين 700 وألف سجين فلسطيني مقابل تحرير رهائن من الإناث والقاصرين وكبار السن والمرضى. ووصفت إسرائيل ذلك بأنه "غير واقعي".

وقال أبوزهري إن إسرائيل هي المسؤولة عن عدم التوصل إلى اتفاق، لأنها ترفض حتى الآن الالتزام بإنهاء الهجوم العسكري وسحب قواتها من غزة والسماح للنازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال القطاع.

وأضاف أبوزهري "ما تريده أميركا والاحتلال هو استعادة الأسرى من دون أي التزام بوقف العدوان، بالتالي استئناف الحرب والقتال والدمار وهذا ما لا نقبل به".

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، مردداً ما تقوله إسرائيل، إنه يجب القضاء على "حماس".

وأبدت إسرائيل استعدادها لتعليق هجومها لمدة ستة أسابيع والسماح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة مقابل إطلاق سراح 40 من 130 رهينة لا تزال تحتجزهم "حماس" بعد هجوم عبر الحدود في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أدى إلى نشوب الحرب.

وبموجب هدنة سابقة في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، أطلقت إسرائيل سراح ثلاثة سجناء فلسطينيين، معظمهم من الشبان والمتهمين بارتكاب جرائم صغيرة نسبياً، مقابل كل رهينة أطلقتها "حماس".

 

ويتوقع الجانبان أن تسعى "حماس" إلى إطلاق سراح عدد أكبر من كبار قادة الفصائل الفلسطينية هذه المرة.

وقال المسؤول الإسرائيلي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه إن برنياع رئيس الموساد عاد مع أعضاء كبار آخرين في الوفد الإسرائيلي، مساء السبت، مضيفاً أن فرقهم لا تزال في الدوحة. وتابع أن المسؤولين الرئيسين مستعدون للعودة إذا اكتسبت المفاوضات زخماً.

وقال الجناح العسكري لـ"حماس"، السبت، إن رهينة إسرائيلياً توفي بسبب "نقص الدواء والغذاء".

ويرفض المسؤولون الإسرائيليون بشكل عام الرد على مثل هذه الإعلانات، ويتهمون "حماس" بشن حرب نفسية، لكن إسرائيل نفسها أعلنت عن وفاة 35 من الرهائن المحتجزين.

دعوة لـ"إنهاء الكابوس"

كرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس السبت، من مصر على الحدود مع قطاع غزة، دعوته لوقف إطلاق النار وإنهاء "الكابوس" الذي يعيشه سكان غزة جراء الحرب المدمرة، فيما تؤكد إسرائيل اعتزامها شن هجوم بري على رفح المكتظة بالنازحين رغم معارضة واشنطن.

وقال غوتيريش من رفح المصرية إن "الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوساً لا ينتهي" في ظروف كارثية. وأضاف "لا شيء يبرر الهجمات المروعة التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني".

وتابع "الآن، وأكثر من أي وقت مضى، حان الوقت لوقف فوري للنار لأسباب إنسانية"، موضحاً أنه أتى "حاملاً أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت ما يحدث، هدمت المنازل وقضت عائلات وأجيال بكاملها في ظل المجاعة التي تحدق بالسكان".

وقال غوتيريش "بهدي من شهر رمضان، شهر الرحمة، حان الوقت للإفراج فوراً عن جميع الرهائن".

وأثارت هذه التصريحات غضب وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس الذي قال إنه "في ظل قيادته (غوتيريش)، صارت الأمم المتحدة منظمة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل تؤوي الإرهاب وتشجعه".

عصراً، اتهمت "حماس" الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على حشد ينتظر المساعدات عند دوار الكويت جنوب شرقي مدينة غزة وقتل 19 شخصاً وإصابة 23 آخرين، لكن الجيش نفى ذلك.

وقال مكتب "حماس" الإعلامي إن "جيش الاحتلال والدبابات فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه الجوعى الذين كانوا ينتظرون الطحين والمساعدات الغذائية في مكان بعيد لا يشكل خطورة عليه".

ورد الجيش بأن هذه التقارير "غير صحيحة" مؤكداً أنه قام "في تمام الساعة 11 صباحاً بتيسير قافلة مساعدات لتوصيل الغذاء إلى سكان شمال غزة. وعند اقترابها من نقطة التوزيع، اعترضها ونهبها مئات الأشخاص"، نافياً شن "غارة جوية على القافلة أو إطلاق قوات الجيش النار على أشخاص هاجموا المساعدات".

72 قتيلا في 24 ساعة

ميدانياً، حصد القصف المدفعي والغارات مزيداً من الأرواح في مختلف أنحاء القطاع المحاصر حيث يواصل الجيش عملياته البرية والجوية، مما يدفع مزيداً من الغزيين للنزوح إلى الجنوب الذي لم يسلم من القصف.

واليوم الأحد، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 32226 فلسطينياً على الأقل قتلوا وأصيب 74518 آخرون في الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

وفي وقت سابق أعلنت وزارة الصحة مقتل 72 شخصاً وإصابة 114 بجروح خلال 24 ساعة حتى صباح السبت.

وأفاد الإعلام الحكومي بأن الجيش شن خلال الفترة نفسها "أكثر من 45 غارة جوية دموية ترافقت مع قصف مدفعي مكثف، في مدينة غزة ومخيمات جباليا والشاطئ والنصيرات ورفح وخان يونس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي رفح، قالت الوزارة إن أربعة أطفال وجدتهم قتلوا وأصيب 14 بجروح بينهم أمهم ناهد عندما استهدف صاروخ منزل عائلة كوارع في حي السلام شمال المدينة.

وقال فوزي كوارع (58 سنة) لوكالة الصحافة الفرنسية "قصفوا البيت الثانية فجراً، كل الدار مدمرة والنار اندلعت فيها. خرجنا نحن وأهل الحي نبحث تحت الركام عن الشهداء والأطفال. أخرجناهم ثم وصلت سيارات الإسعاف ونقلت المصابين للمستشفى الأوروبي".

في الشمال، طال القصف أنحاء عدة في غزة لا سيما شمال غربي المدينة، إذ قالت وزارة الصحة إن 10 أشخاص قتلوا لدى استهداف منزل عائلة القوقا، وقتل أربعة آخرون لدى استهداف منزل عائلة عياد في مخيم الشاطئ.

استهداف مجمع الشفاء الطبي

من جانبه، أكد الجيش مواصلة عملياته لليوم السادس في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به غرب مدينة غزة، إذ قال إنه "قضى على أكثر من 170" مقاتلاً واستجوب أكثر من "800 مشتبه فيه" وعثر على أسلحة.

ونقل بيان عن قائد المنطقة الجنوبية التي تضم قطاع غزة اللواء يارون فينكلمان قوله خلال تفقد المجمع، الجمعة، "نحن مستمرون في هذه العملية، ولن ننهيها إلا عندما يصبح آخر إرهابي في أيدينا حياً أو ميتاً".

وقالت "حماس" إن الجيش "يقصف ويحرق مباني عدة في المجمع، ويحتجز نحو 240 مريضاً ومرافقيهم ويعتقل عشرات الكوادر الطبية".

لكن الجيش أكد أنه يتجنب "إلحاق الأذى بالمدنيين والمرضى والطواقم الطبية والمعدات الطبية". وأفاد، في بيان السبت، بأنه "تم إجلاء المرضى والجرحى إلى مجمع مخصص في المستشفى لمنع تعرضهم للأذى".

وتابع أنه أدخل، الجمعة، شاحنات تحمل "طنين من المواد الغذائية وثلاثة أطنان من المياه، إضافة إلى معدات طبية" إلى المستشفى.

نسف المباني

واتهمت "حماس" الجيش بنسف عدد كبير من المباني بالمتفجرات في محيط المستشفى، في حي الرمال وبلدة بني سهيلة. ونقل عن شهود عيان أن "اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية" حول المستشفى.

وقال شهود إن "الجيش يقتحم منازل في حي الرمال وحي تل الهوى ويحتجز الشباب فوق 16 سنة ويطلب من النساء والأطفال النزوح إلى المواصي بخان يونس".

وتحدث مراسل وكالة الصحافة الفرنسية عن مشاهدة أعداد من النازحين يتجهون إلى وسط مدينة غزة، فيما شوهد العشرات يسيرون على الطريق الساحلي باتجاه المواصي جنوباً.

 

لكن شهوداً قالوا إن عشرات الدبابات توغلت باكراً في منطقة المواصي شمال غربي خان يونس وفي المنطقة الغربية الجنوبية لمخيم دير البلح وإنها "تطلق النار والقذائف"، متحدثين عن سقوط قتلى وجرحى.

وأضافوا أن "قذائف سقطت بجانب مخيم للنازحين في المواصي" وأن دبابات تمركزت عند مفترق المطاحن بخان يونس وهو ما "اضطر مئات النازحين للهرب نحو رفح مشياً".

قلق دولي من اقتحام رفح

إضافة إلى الخسائر البشرية الفادحة والكارثة الإنسانية، يشعر المجتمع الدولي بقلق إزاء هجوم بري إسرائيلي محتمل على رفح، حيث يتجمع 1.5 مليون فلسطيني غالبيتهم نازحون.

وسجلت وزارة الصحة "إصابة أكثر من مليون فلسطيني بأمراض معدية بسبب الظروف الصحية والمعيشية القاسية".

وأبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزير الخارجية أنتوني بلينكن خلال زيارته، الجمعة، عزمه على تنفيذ هجوم في رفح، "المعقل الأخير" لـ"حماس" بحسب قوله، حتى من دون دعم الحليف الأميركي.

من جهته حذر بلينكن من أن عملية كهذه "تهدد بقتل مزيد من المدنيين".

وكان مفترضاً أن تساعد الجولة السادسة للمسؤول الأميركي في الشرق الأوسط في كسر الجمود في محادثات قطر التي يشارك فيها وسطاء دوليون بهدف التوصل إلى هدنة.

لكن السبت، أكد مسؤول في "حماس" أن المواقف "متباعدة جداً" مع إسرائيل في شأن هدنة محتملة.

وعلى خلفية التوتر المتزايد بين واشنطن وإسرائيل، يزور وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الولايات المتحدة الأحد.

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط