Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المغرب يحارب تفشي "الحَصبة" بين الكبار والصغار

انخفاض التلقيح وقت جائحة "كوفيد" أسهم في انتشار المرض ووزارة الصحة تطلق حملة تطعيم من عمر 9 أشهر حتى 30 سنة

تصل معدلات التطعيم ضد الأمراض المستهدفة لدى الأطفال في المغرب إلى أكثر من 95 في المئة (مواقع التواصل)

ملخص

الحصبة أو "بوحمرون"، مرض فيروسي شديد العدوى، إذ تسبب في موت طفل كل أربع دقائق حول العالم، وأدى إلى وفاة 128 ألف طفل عالمياً خلال عام 2021.

عقب شهور من الإفصاح عن ارتفاع عدد حالات الإصابة بمرض "الحصبة" في المغرب وتمركزها وسط البلاد على الخصوص، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن مجموعة من التدابير الميدانية من خلال تعزيز أنشطة الرَّصد الوبائي وحملات التطعيم.

وزارة الصحة التي قالت إن ارتفاع أعداد المصابين بالحصبة والذي يطلق عليه محلياً "بوحَمرُون" يأتي في سياق عالمي يتميز بزيادات كبيرة في عدد الحالات وتفشيها على مستوى العالم، بما في ذلك دول أوروبية وأفريقية وبالولايات المتحدة الأميركية، أطلقت حملة تطعيم استدراكية وتعزيزية للتلقيح ضد الحصبة، تهدف من خلالها إلى الرفع من مستويات التلقيح عند الأطفال والرضع المغاربة.

ويعود الوضع الوبائي المقلق، إلى سبتمبر (أيلول) 2023، حين رصدت مؤسسات صحية ظهور حالات وسط الأطفال والبالغين، قبل أن يفتك بحياة عدد من الأطفال ويرسل آخرين إلى المستشفى، وهو الوضع الذي جرَّ على خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية مساءلات بالبرلمان المغربي حول "جهود الوزارة والتدخل بشكل مستعجل وبكل الآليات الممكنة لمحاصرة المرض والحد من انتشاره" وفق النائب البرلماني حسن أومريبط عن فريق "التقدم والاشتراكية" المعارض.

وأهابت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية بكافة الأسر، وبشكل خاص الآباء والأمهات وأولياء الأمور، التأكد من حصول أطفالهم على الجرعات اللازمة للوقاية من الحصبة (في الشهر التاسع والـ18)، مشددة على ضرورة إعطاء جرعتين من اللقاح للأطفال الذين لم يتم تلقيحهم بعد، إلى جانب استكمال الجرعات لمن تلقى جرعة واحدة فقط.

تفسيراً لتفشي حالات الحصبة بالمغرب، اعتبر الطبيب الطيب حمضي، وهو باحث في السياسات والنظم الصحية، أن الأمر مرتبط بانخفاض التلقيح في المناطق التي ظهرت فيها الحالات وانتشرت، وتابع "نحن بحاجة إلى معرفة أسباب هذا الانخفاض في التلقيح ومستوياته، وتدارك وتحديد وتشخيص مستوى التلقيح في بقية المناطق التي قد تكون في الوضع نفسه للتعامل معها".

وزارة الصحة سارعت إلى التأكيد على أن جائحة "كوفيد 19" أثرت سلباً على معدلات التغطية بالتلقيح في معظم أقاليم ومحافظات المملكة، وهو سبب مباشر من أسباب بداية انتشار الفيروس المسبب لمرض الحصبة.

فيروس خطير

الحصبة أو "بوحمرون"، مرض فيروسي شديد العدوى، حيث يموت طفل كل أربع دقائق بسبب هذا المرض الخطير عبر العالم، وتسبب عام 2021 في وفاة 128 ألف شخص في العالم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وينتقل الفيروس، وفق حمضي، من خلال تنفس الشخص المصاب أو عبر السعال أو العطس، أو بشكل غير مباشر من خلال الأسطح الملوثة، وهكذا يمكن لطفل مريض واحد أن يصيب ما بين 16 إلى 20 طفلاً آخر. كما يمكن للمصاب سواء طفل أو بالغ أن يصيب 9 من كل 10 مُخالِطين مقربين غير مُلقّحين.

ويصيب هذا الفيروس المُعدي الجهاز التَّنفسي ثم ينتشر في بقية أنحاء الجسم، وتظهر أعراضه على شكل حمى وسيلان الأنف واحمرار العينين والسعال والوَهَن، ثم يظهر طفح جلدي أحمر في جميع أنحاء الجسم، وقد تصل مضاعفاته الخطيرة إلى الموت، أو الإعاقات مدى الحياة متمثلة في مشكلات التنفس الشديدة، والتهاب الدماغ والعمى والجفاف وغيرها من المضاعفات.

بؤرة وبائية

وفي وقت أبانت التحريات الميدانية لوزارة الصحة المغربية، "أن انخفاض الإقبال على التلقيح بمجموعة من التجمعات السكانية، أسهمت في انتشار الفيروس وظهور بؤر الحالات المرضية"، أوضح الباحث في السياسات والنظم الصحية، أن انطلاق الوباء يتم حين إصابة أشخاص غير ملقحين (مُطعمين) ضد الحصبة وينقلونه إلى أشخاص غير ملقحين تماماً أو غير ملقحين بشكل كاف في مجموعات بشرية تكون معدلات تغطية التطعيم ضد الحصبة أقل من 95 في المئة.

ومضى الطبيب المغربي إلى التأكيد على أن أي شخص طفلاً كان أو بالغاً، غير ملقح تماماً أو بشكل غير كامل (لم يتلق أي جرعة من اللقاح أو جرعة واحدة من دون جرعة معززة)، يمكن أن يصاب بالعدوى.

وبحسب منظمة الصحة العالمية وخبراء الصحة، يبقى الأطفال دون سن خمس سنوات، والبالغين الذين تزيد أعمارهم على 30 سنة، والنساء الحوامل، والأطفال الذين يعانون من سوء التغذية، والأشخاص الذين يعانون من أمراض تضعف جهاز المناعة، أكثر الفئات المعرضة لخطر الإصابة بمرض "الحصبة" بشكل شديد.

في المغرب، تصل معدلات التلقيح (التطعيم) ضد الأمراض المستهدفة لدى الأطفال إلى أكثر من 95 في المئة، حيث تعتبر المملكة من بين البلدان ذات التصنيف الجيد في هذا المجال.

وقامت البلاد بتطعيم 10 ملايين شخص من مواطنيها تتراوح أعمارهم ما بين تسعة أشهر و19 سنة ضد الحصبة والحصبة الألمانية عام 2013، من أجل الحفاظ على مستوى عالٍ من الحماية والتلقيح الكامل.

وأوصى الطبيب الطيب حمضي بالتطعيم ضد الحصبة باعتباره آمناً وفعالاً، وأنه "أفضل طريقة لتجنب عدوى الحصبة والمرض والأوبئة، وينقذ أرواح خمسة أشخاص كل دقيقة حول العالم"، موضحاً أن التطعيم يؤخذ عبر جرعتين اثنتين واحدة في عمر تسعة أشهر والثانية بعد ذلك ببضعة أشهر.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي