Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقتل مدنيين أوكرانيين وروس في قصف متبادل

أسرى حرب أجانب في كييف يقولون إنهم حاربوا مع موسكو رغماً عنهم

جنود روس يشاركون في مناورة عسكرية في منطقة دونيتسك التي تسيطر عليها روسيا شرق أوكرانيا (أ ب)

 

ملخص

مع دخول الحرب مع روسيا عامها الثالث، تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على المساعدات المالية من شركائها الغربيين، لكن التمويل الأجنبي تضاءل في أول شهرين من هذا العام

تبادلت موسكو وكييف ضربات أدت الى مقتل مدنيين لدى الجانبين.

وقتل خمسة مدنيون على الأقل، اليوم الأربعاء، في قصف روسي على مدينتي خيرسون وخاركيف في أوكرانيا، فيما قتل آخرون في قصف على منطقة بيلغورود الروسية الحدودية.

وقال حاكم خيرسون (جنوب) أولكسندر بروكودين، عبر "تليغرام" إن الجيش الروسي "هاجم سيارات عدة فيها مدنيون" ما أدى إلى مقتل رجلين.

وفي خاركيف (شمال شرقي)، أعلن مسؤول في الشرطة الإقليمية مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة خمسة آخرين في غارة روسية في وضح النهار.

 

وقال رئيس قسم تحقيقات الشرطة سيرغي بولفينوف عبر "فيسبوك" "ثلاثة قتلى وخمسة جرحى وحريق كبير: الروس ضربوا خاركيف مرة أخرى".

أما في منطقة دنيبروبيتروفسك (جنوب)، فأدت ضربات، ليل أمس، إلى سقوط ستة جرحى بينهم مراهقان في الـ 13 والـ 15 على ما أفاد الحاكم المحلي سيرغيي ليساك ناشراً صوراً لمنازل مدمرة جزئياً.

وأصيب رجل في الـ 27 في قصف مدفعي، اليوم، في نيكوبول على ما أضاف المسؤول نفسه. وتقع هذه المدينة على ضفة نهر دنيبرو الفاصل بين القوات الروسية والأوكرانية في المنطقة.

كما استُهدفت منطقة سومي الحدودية مع روسيا بـ 136 عملية قصف خلال الساعات الـ 24 الماضية بحسب وزارة الداخلية الأوكرانية.

على الجانب الآخر، أودت ضربات جديدة على بيلغورود بثلاثة مدنيين، بحسب الحاكم الروسي فياتشيسلاف غلادكوف.

وفي الوقت نفسه، تعرضت منطقة بيلغورود لهجمات جوية عدة حملت مسؤوليتها لأوكرانيا.

قاعدة جوية روسية

ميدانياً أيضاً، قال مصدر في الاستخبارات الأوكرانية إن طائرات مسيرة تابعة لوكالة الاستخبارات العسكرية هاجمت قاعدة "إنجلز" الجوية في عمق الأراضي الروسية، في وقت مبكر اليوم، وإن كييف تعمل على تقييم الأضرار. وأفاد حاكم منطقة ساراتوف، حيث توجد القاعدة، بإسقاط طائرات مسيرة أوكرانية بالقرب من مدينة "إنجلز" لكنه لم يذكر وقوع أضرار.

والقاعدة هي المقر الرئيس لأسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية بعيدة المدى وتقع قرب مدينة ساراتوف على بعد نحو 730 كيلومتراً جنوب شرقي موسكو وتبعد مئات الكيلومترات عن الحدود الأوكرانية.

عقوبات

أميركياً، أظهر الموقع الإلكتروني لوزارة الخزانة الأميركية أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات جديدة تتعلق بروسيا استهدفت أفراداً وكيانات.

أسرى حرب

على خط آخر، أعلن أجانب تم أسرهم في أوكرانيا أنهم غادروا بلدانهم في آسيا أو منطقة البحر الكاريبي أو أفريقيا بحثاً عن حياة أفضل في روسيا، لكن انتهى بهم الأمر في صفوف الجيش الروسي على خط الجبهة في أوكرانيا، مؤكدين أن ذلك حصل رغماً عنهم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وروى ثمانية أسرى حرب يتحدرون من كوبا والنيبال وسيراليون والصومال، خلال مؤتمر صحافي نظمه مسؤولون أوكرانيون في كييف، أنهم استُدرجوا إلى روسيا بوعود برواتب عالية، لكنهم خُدعوا ووجدوا أنفسهم على الجبهة.

"مرتزقة"

وقدّم منظمو المؤتمر هؤلاء للصحافة على أنهم "مرتزقة" من دول في "الجنوب"، وأكدوا أنهم يعاملونهم كأسرى الحرب الروس.

وأعلنوا جميعاً أنهم تحدثوا بمحض إرادتهم، لكن رافقهم سجّانون ملثمون استمعوا إليهم وهم يتحدثون إلى الصحافة. وتؤكد تصريحاتهم ما توصل إليه صحافيون في الهند والنيبال بشأن أساليب يتّبعها الجيش الروسي لتجنيد مواطنين أجانب.

وروى رجل من كوبا يبلغ 35 سنة، أنه ردّ على منشور على "فيسبوك" يعرض أعمالاً في مجال البناء في روسيا. وقال "لم أكن أعرف أنني آت إلى الحرب".

وقال رجل من سيراليون باكياً إنه دفع مالاً لأحد المسؤولين عن التوظيف وسافر إلى روسيا آملاً في العثور على "وظيفة جيدة" لإعالة أسرته الكبيرة. وأكد أنه أدرك لاحقاً أنه وقّع عقداً باللغة الروسية مع قوات الكرملين، وهو أمر لم يكن يرغب في القيام به.

وفي حالات أخرى، كان المجندون يعلمون أنهم سينضمون إلى الجيش، لكنهم اعتقدوا أنهم سيؤدون مهامّ ثانوية، وأنهم لن يذهبوا إلى القتال بأي حال.

وقال المتحدث باسم المكتب الأوكراني المسؤول عن أسرى الحرب بيترو ياتسنكو "عندما يعرض الروس على هؤلاء الأشخاص 2000 دولار شهرياً ويقولون إنهم سيعملون حراساً شخصيين أو في الصف الثالث، فإنهم يشعرون بإغراء كبير".

واعترف شاب صومالي بانضمامه إلى القوات الروسية بهدف تأمين "مستقبل جيد" لعائلته، وقال "لم أكن أعلم أنني سأكون في الصف الأمامي"، مؤكداً أنه "أُرسل إلى هناك من دون أن يعرف اللغة".

المساعدة لأوكرانيا

في الأثناء، أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض خلال زيارة لكييف أنه لا يستطيع التكهن بموعد إفراج الكونغرس عن حزمة مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال مؤتمر صحافي في كييف إلى جانب أندريه ييرماك، مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "لقد طالت المسألة كثيراً. وأعلم ذلك، وأنتم تعلمون ذلك"، وأضاف "لن أطلق تكهنات بشأن الموعد الدقيق لإتمام الأمر، لكننا نعمل على إتمامه في أسرع وقت، لكنني لا أستطيع أن أطلق تكهناً محدداً اليوم"، وكرر موقف البيت الأبيض لجهة أنه "واثق" بأنه سيتم الإفراج عن الأموال في مرحلة ما، وقال "نحن واثقون من إنجاز ذلك، وسنحصل على هذه المساعدة لأوكرانيا".

ويعرقل مجلس النواب بقيادة الجمهوريين مساعدة بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا وسط ضغوط من دونالد ترمب بشأن طريقة إدارة الرئيس جو بايدن للحدود الأميركية الجنوبية.

تمويل من الاتحاد الأوروبي

وسط هذه الأجواء، قال رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال إن بلاده تلقت شريحة أولى بقيمة 4.5 مليار يورو (4.88 مليار دولار) في إطار برنامج تمويل من الاتحاد الأوروبي.

ومع دخول الحرب مع روسيا عامها الثالث، تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على المساعدات المالية من شركائها الغربيين لكن التمويل الأجنبي تضاءل في أول شهرين من هذا العام، وكتب شميهال في منشور على منصة "إكس" "يعزز هذا استقرارنا الاقتصادي والمالي".

وتنفق أوكرانيا معظم إيراداتها لتمويل جهودها الدفاعية وتستخدم الأموال المقدمة من حلفائها الغربيين لدفع أجور القطاع العام ومعاشات التقاعد للملايين ودعم أوجه أخرى للإنفاق الاجتماعي.

والشهر الماضي، وافق الاتحاد الأوروبي على برنامج تمويل مدته أربع سنوات بقيمة 50 مليار يورو (54.20 مليار دولار) لأوكرانيا.

وقالت وزارة المالية إن من المتوقع الحصول على الشريحة التالية البالغة 1.5 مليار يورو (1.63 مليار دولار) من الاتحاد الأوروبي في أبريل (نيسان) شرط أن تستوفي كييف جميع الشروط المطلوبة للتمويل، وأوضحت الوزارة أن الشروط تتطلب من أوكرانيا إظهار تقدم في الإصلاحات الرئيسية مثل إدارة الشؤون المالية للدولة ومحاربة الفساد وتطوير بيئة الأعمال.

نهب وسرقة

في هذا الوقت، قالت روسيا إن اقتراح مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لاستخدام 90 في المئة من عائدات الأصول الروسية المجمدة في أوروبا لشراء أسلحة لأوكرانيا هو "نهب وسرقة".

وبموجب خطة بوريل، ستذهب عائدات الأصول مثل مدفوعات الفائدة إلى مرفق السلام الأوروبي، وهو صندوق خارج الموازنة يقدم مساعدات عسكرية لدول خارج الاتحاد الأوروبي ويستخدم أساساً من أجل أوكرانيا.

وقال الكرملين إن مثل هذه الخطط، في حال تنفيذها، ستدمر سمعة أوروبا كحارس موثوق لحقوق الملكية وتؤدي إلى عملية تقاضٍ تستمر سنوات.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف "الأوروبيون يدركون جيداً الضرر الذي يمكن أن تلحقه مثل هذه القرارات باقتصادهم وصورتهم وسمعتهم كضامنين موثوقين، إذا جاز التعبير، لحرمة الممتلكات".

وقالت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، عند سؤالها عن خطة بوريل، إنها "ببساطة نهب وسرقة"، وأضافت أن روسيا سترد إذا مضى الغرب قدماً في مصادرة الأصول الروسية.

طمس "الهوية الأوكرانية"

وفي سياق آخر، اعتبرت الأمم المتحدة، في بيان، أن روسيا أرست "مناخاً من الخوف" في المناطق التي تحتلها في أوكرانيا حيث تنفذ قواتها "اعتقالات تعسفية" و"تعذيباً" وتحاول طمس الهوية الأوكرانية، لا سيما بين الأطفال.

وبحسب تقرير استند إلى 2300 مقابلة مع ضحايا وشهود، أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان أن "روسيا أشاعت مناخاً خانقاً من الخوف في المناطق المحتلة في أوكرانيا، وارتكبت انتهاكات واسعة النطاق للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان"، وأوضح البيان أن موسكو "تفرض اللغة والمواطنة والقوانين والنظام القضائي والبرامج التعليمية الروسية، مع إلغاء التعبير عن الثقافة والهوية الأوكرانية".

وتتوجه خصوصاً إلى الأطفال مع استبدال المناهج التعليمية الأوكرانية بالروسية، وإدراج كتب مدرسية تبرر الهجوم على أوكرانيا وانتساب القُصَّر إلى منظمات شبابية "لغرس التعبير الروسي عن الوطنية"، بحسب التقرير.

وتوسعت حملة القمع هذه التي استهدفت بداية الأفراد الذين يعتبرون تهديداً للأمن، لتطاول "أي شخص يُنظر إليه على أنه يعارض الاحتلال"، وقامت السلطات "بقطع" بث التلفزيون والإذاعة وخدمة الإنترنت والهاتف المحمول الأوكرانية، وحولت الاتصالات إلى الشبكات الروسية "ما جعل من الممكن التحكم في المعلومات الواردة عبر الإنترنت"، بحسب الأمم المتحدة.

وأضاف التقرير أن سكان المناطق المحتلة "تم تشجيعهم" على الوشاية بعضهم ضد بعض، "مما يجعلهم خائفين حتى من أصدقائهم وجيرانهم".

وعلى الجانب الأوكراني، أعرب التقرير عن قلقه بشأن المبالغة في الملاحقات القضائية بتهمة التعاون مع الاحتلال، ولا سيما في صفوف من يعملون في قطاع "الخدمات الأساسية" في المناطق التي استعادتها كييف في الشرق والجنوب. وأشارت الأمم المتحدة إلى أن "هذه الملاحقات القضائية أدت بشكل مأسوي إلى وقوع بعض الأشخاص ضحايا مرتين، مرة تحت الاحتلال الروسي، ومرة أخرى عند ملاحقتهم بتهمة التعامل".

ومنذ ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، سيطرت روسيا على 18 في المئة من الأراضي الأوكرانية.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات