Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لماذا زار أوباما لندن وما أهداف منظمته غير الربحية؟

تنظم مؤسسته مبادرات لإحداث التغيير في أميركا وأفريقيا وأوروبا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ إلا أنها تجنبت العالم العربي

ملخص

تعد إطلالة الرئيس الأميركي السابق أمس الإثنين في "10 داونينغ ستريت" الأولى بعد نحو ثمانية أعوام من لقائه رئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون.

فاجأ باراك أوباما الشارع البريطاني بلقائه غير المجدول مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، على هامش زيارته إلى العاصمة لندن.

زيارة أوباما المفاجئة تلقّفها نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي من الدولتين بتكهنات متباينة نشأت بسبب الظروف المصاحبة لتوقيتها، فعلى الجانب الأميركي تساءل بعضهم عن سبب عقد الرئيس السابق وليس جو بايدن اجتماعاً خاصاً مع زعيم دولة أخرى، أما في بريطانياً فاستغرب بعضهم لقاء أوباما سوناك في وقت تنتشر الإشاعات حول رغبة حزب "المحافظين" باستبداله قبل الانتخابات العامة.

وتعد إطلالة الرئيس الأميركي السابق أمس الإثنين في "10 داونينغ ستريت" الأولى بعد نحو ثمانية أعوام من لقائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ديفيد كاميرون.

وبدا حينها التباين في وجهات النظر بين واشنطن ولندن، إذ علّق أوباما بعد اللقاء مع كاميرون على الاتفاق التجاري الذي سعت بريطانيا إلى إبرامه مع واشنطن قائلاً إنه "سيكون في آخر الاهتمامات إذا قررت المملكة المتحدة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي"، ولم يوقع حتى الآن على أي اتفاق تبادل تجاري حر بين الدولتين على رغم أن بريطانيا توصلت إلى بعض الاتفاقات ذات العلاقة مع بعض الولايات مثل تكساس ويوتا.

أجندة اللقاء مع سوناك

وشوهد أوباما وهو يدخل مقر رئيس الوزراء البريطاني في الساعة الثالثة مساء، وغادره مع السفيرة الأميركية لدى لندن بعد ساعة من دون أن يعلق للصحافيين حول الاجتماع، وعند سؤال الصحافيين له حول وضع الديمقراطية الروسية، أجاب بأنه يشعر بـ"رغبة" للحديث.

وكشف متحدث باسم رئاسة الوزراء بأن فريق أوباما هو الذي بادر بالتواصل لترتيب اللقاء، وأن رئيس الوزراء كان سعيداً جداً به.

وقال المتحدث إن الاجتماع بين سوناك وأوباما لم يكن رسمياً، مضيفاً أن الطرفين ناقشا جهود "مؤسسة أوباما" غير الربحية، وذكرت "الغارديان" أن الاثنين ناقشا مواضيع عدة خلال الاجتماع الذي دام ساعة، ومنها الذكاء الاصطناعي".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مؤسسة أوباما وتغيير العالم

وتقول المؤسسة غير الربحية التي أنشأها أوباما في منتصف ولايته الرئاسية الثانية عام 2014 إن رسالتها هي "إلهام الناس وتمكينهم وجمعهم معاً لتغيير عالمهم"، مستعيرة من حملته الرئاسية عبارات من قبيل الأمل والتغيير اللتين طغتا على حملته ذات الشعار الشهير "نعم نستطيع".

ويرد في موقعها الإلكتروني الرسمي  "يوماً بعد يوم ندعم ونربط صناع التغيير ذوي القيم حول العالم عبر العمل على خلق عالم، حيث تتمتع الفتيات بفرص متساوية لتحقيق أحلامهن من خلال الوصول إلى التعليم وتعزيز مجتمعات آمنة وداعمة، وحيث يجد الشباب الملونون طرقاً واضحة للفرصة". 

مبادرة القادة

ومن مبادرات المؤسسة "برنامج قادة أميركا" الذي يعنى بدعم الأشخاص من عمر 24 وحتى 45 سنة، بهدف "قيادة التغيير على مستوى الأنظمة عبر القطاعات والقضايا". 

وتصف المبادرة المنضمين إليها بأنهم "قادة مستعدون لتوسيع تأثيرهم والمساعدة في تعزيز ثقافتنا الوطنية الديمقراطية"، كما ينظم البرنامج اجتماعات افتراضية على مدى ستة أشهر لمناقشة "كيفية الانتقال من الأمل إلى العمل عبر التدريب على القيادة القائمة على القيم ومناهج تعزيز الديمقراطية".

وتنظم المؤسسة نسخة من برنامج القادة مخصصة لأوروبا استفاد منه أشخاص من دول مثل ألمانيا وإسبانيا، ونسختان مخصصتان لأفريقيا ودول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وفق رصد "اندبندنت عربية".

إلا أن "مؤسسة أوباما" نأت، كما يظهر موقعها الإلكتروني، عن إطلاق نسخة من البرنامج في الشرق الأوسط، على رغم أن الرئيس السابق ركّز أثناء رئاسته على التغيير في هذه المنطقة، وبخاصة أثناء ثورات ما عرف بـ "الربيع العربي" أواخر عام 2010، وليس من الواضح وجود أية أنشطة للمؤسسة في الشرق الأوسط.

واشتهر عهد الرئيس أوباما بدعم الثورات العربية ذات شعارات التغيير التي تبدو أيضاً طاغية في برامج مؤسسته غير الربحية، إذ خصص الرئيس الأسبق جزءاً من خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2012 للتباهي بمواقف إدارته الداعمة للثورات في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا، وقال "منذ اشتعلت شرارة ما أصبح يعرف بالربيع العربي والعالم مفتون بالتحول الذي حدث، وقد دعمت الولايات المتحدة قوى التغيير".

وأضاف، "لقد ألهمتنا الاحتجاجات التونسية التي أطاحت بالديكتاتور لأننا لاحظنا معتقداتنا الخاصة في تطلعات الرجال والنساء الذين خرجوا إلى الشوارع، ولقد أصررنا على التغيير في مصر لأن دعمنا للديمقراطية يضعنا في النهاية إلى جانب الشعب، وأيدنا انتقال القيادة في اليمن لأن مصالح الشعب لم تعد تخدمها الحال الراهنة الفاسدة، وتدخلنا في ليبيا لأننا كنا قادرين على وقف ذبح الأبرياء، ولأننا كنا نؤمن بأن تطلعات الشعب أقوى من طموحات طاغية".

ونظمت "مؤسسة أوباما" العام الماضي النسخة الثانية من "مؤتمر الديمقراطية" الذي يجمع القادة الشباب وخبراء الديمقراطية وصناع السياسات والقادة التقنيين، وقال أوباما في خطاب أمام المؤتمر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إن أميركا والعالم شهدا اعتداء مستمراً علي المعايير الديمقراطية، وتصاعداً في الاستقطاب السياسي الذي يتغذى كثير منه على تدفق مستمر من المعلومات المضللة والغضب على وسائل التواصل الاجتماعي.

ردود الفعل

وأثار لقاء أوباما رئيس الوزراء البريطاني جدلاً بين نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، واستغرب بعضهم الاجتماع غير المجدول والمجهولة غاياته.

وانتهز المعلقون المحافظون في منصة "إكس" اللقاء للتشكيك في سلطة بايدن، ونشر مستخدم باسم "غراهام ألين" مقطع فيديو لوصول أوباما إلى مقر رئاسة الوزراء في لندن قائلاً "أدلة إضافية على أننا في الولاية الثالثة لأوباما، لقد وصل للتو إلى’10 داونينغ ستريت‘ لاجتماع خاص"، بينما تساءلت المعلقة اليمينية لورا لومر "لماذا يعقد أوباما اجتماعات خاصة مع زعماء العالم؟".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات