ملخص
تمكنت درون "الكاميكاز" من تنفيذ مهمتها بنجاح، عندما انقضت على مدرعة "راتيل"، وهي وفق مصادر عسكرية متطابقة، مركبة مشاة قتالية جنوب أفريقية، وتعد أول مركبة مشاة قتالية بعجلات تدخل الخدمة في العالم.
تكلل اختبار الشركة الإسرائيلية المتخصصة في تصميم وتصنيع الدرونات Bluebird Aero Systems لطائرتها من دون طيار الانتحارية "سباي إكس" SpyX Kamikaze الجديدة في المغرب، بنجاح كامل، وفق ما أوردته أخيراً عبر مواقعها الرسمية على منصات التواصل.
وتم تجريب قدرة درون "سباي إكس" الانتحارية هذه التي يتفاوض الجيش المغربي على اقتنائها، من خلال تنفيذ عرض عسكري تمثل في الهجوم المباغت على مدرعة خارجة عن الخدمة العسكرية، حيث تم القضاء عليها بشكل كامل.
سمات درون "الكاميكاز"
وتمكنت درون "الكاميكاز" من تنفيذ مهمتها بنجاح، عندما انقضت على مدرعة "راتيل"، وهي وفق مصادر عسكرية متطابقة، مركبة مشاة قتالية جنوب أفريقية، وتعد أول مركبة مشاة قتالية بعجلات تدخل الخدمة في العالم.
ووضع الجيش المغربي هذه المدرعات تحديداً تحت تجربة هجوم الدرون الانتحارية باعتبار المدرعة المذكورة قد خرجت من الخدمة، في أفق تحديث القوات المسلحة المغربية لعتاده من المدرعات، وخصوصاً مع قرب اقتنائها مدرعات "كوبرا 2" التركية.
وتبعاً لما ورد في موقع الشركة المصنعة، تتيح هذه الدرون الانتحارية اكتشاف الأهداف العسكرية وتحديدها وضربها مع عنصر المباغتة، مع خاصية حمل العديد من الرؤوس الحربية التي يصل وزنها إلى 2.5 كيلوغرام، مثل المركبات المضادة للأفراد والمركبات الخفيفة والمضادة للدبابات.
ومن ميزات الدرون الانتحارية التي تخضع للتجارب فوق الأراضي المغربية قبل إبرام صفقة الشراء بشكل كامل، أنها، وفق المصدر ذاته، تطير لمدة قد تبلغ 90 دقيقة، بينما دائرة الاتصال تصل إلى نحو 50 كيلومتراً.
أما بخصوص تنفيذ مهامها العسكرية، فإن هذه الدرون الانتحارية تهاجم وتضرب الأهداف المحددة بدقة متناهية من خلال استخدام مستشعر بصري وكهروضوئي مزدوج للتثبيت على الهدف أو الإحداثيات المحددة مسبقاً.
وتتسم الدرون الانتحارية لدعم العتاد العسكري للقوات المسلحة المغربية، بأن سرعتها قد تصل إلى أكثر من 250 كيلومتراً في الساعة، خصوصاً عندما تقترب بشكل تلقائي من هدفها المحدد، قبل مهاجمته.
استمرار الصفقات مع إسرائيل
يقول الباحث في الشأن العسكري والاستراتيجي محمد شقير إن "المغرب يمتلك ثلاثة أنواع من الطائرات من دون طيار، الأول طائرات تركية تتميز بقدرتها على الاستطلاع والهجوم، والثاني درونات صينية تتميز بوظيفتها الاستطلاعية وحمل صواريخ هجومية".
والنوع الثالث، وفق شقير، "طائرات من دون طيار إسرائيلية، تتميز بوزنها الخفيف وقدرتها على الطيران لمدة أطول، وبصمودها ونزولها من دون حاجة إلى مدرج، إضافة إلى فعاليتها في ضرب الأهداف بدقة عالية".
ويرى مراقبون أن الجيش المغربي صار يتجه نحو شراء الطائرات من دون طيار الانتحارية الخفيفة، لكونها سلاحاً هجومياً فعالاً وناجعاً ضد الأهداف البرية من قبيل المدرعات والدبابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ووفق مراقبين، دفعت الحروب الجارية في مناطق مختلفة في العالم، خصوصاً في أوكرانيا والشرق الأوسط، القوات المسلحة المغربية إلى توجيه مقتنياتها الاستراتيجية صوب هذا النوع من الدرونات الانتحارية لتكفلها بتنفيذ مهام هجومية عدة بنسبة نجاح كبيرة.
وتكشف تجارب الدرونات الانتحارية على الأراضي المغربية استمرار الصفقات العسكرية بين الرباط وتل أبيب، على رغم تداعيات الحرب الدائرة في غزة، حيث أن المغرب يضع تطوير عتاده العسكري ضمن أولوياته الاستراتيجية الثابتة.
والجدير بالذكر أن المغرب رفع عام 2024 موازنة الدفاع إلى أكثر من 124 مليار درهم، بغرض شراء وإصلاح المعدات العسكرية، وأيضاً لتطوير صناعة الدفاع والهجوم، خصوصاً في خضم التنافس العسكري المحموم مع الجزائر.
تفادي الحروب الخاطفة
وقال الباحث في الشأن العسكري محمد عصام لعروسي إن توافر القوات المسلحة الملكية على "درونات انتحارية" أمر هام جداً في التغطية العسكرية، بخاصة أنها ترتبط بنظام التتبع "جي بي أس" و"نظام المراقبة بالرادار"، مردفاً أنها "تعرف بكونها دقيقة الاستعمال وتنطلق من مفهوم واسع للمراقبة مقارنة مع الدرونات الكلاسيكية". وزاد لعروسي أن التوافر على هذا النوع من "الدرونات الكاميكازية" أهمية ارتباطها بالمجال الجغرافي، وهي الميزة التي لا توجد في "درونات" أخرى تكون أقل دقة، لافتاً إلى ما يعاب عليها كونها "بطيئة لا تتمتع بالسرعة الكافية على رغم دقتها وارتباطها بالرادار المتحرك".
وجواباً على سؤال بخصوص غايات الجيش من استخدام هذه الدرونات الانتحارية، أورد المحلل أن "المغرب يبتغي من الطيران غير النظامي، مواجهة أية ميليشيات معادية قد تحاول تنفيذ عمليات ضد البلاد". واستطرد لعروسي أن هذه "الدرونات تتقن مفهوم المباغتة من خلال ضبط جيد للحيز الجغرافي، وبالتالي فإن المغرب يسعى إلى تجنب مباغتة جماعات جبهة البوليساريو، مثل ما وقع منذ مدة في مدينة السمارة الصحراوية".
وكانت مدينة السمارة في جنوب المغرب قد تعرضت في 29 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لأربعة انفجارات، نجم عنها مصرع شاب وجرح ثلاثة آخرين، طاولت ثلاثة أحياء سكنية في المدينة، من دون أن يتم استهداف أية مواقع عسكرية، بينما أعلنت "جبهة البوليساريو" مسؤوليتها عن الهجوم الذي بررته بكون "المغرب يستهدف أيضاً المواطنين الصحراويين بالدرونات"، وفق تعبيرها.
وخلص الخبير في الشأن العسكري ذاته إلى أن "هذه الدرونات الانتحارية أسلوب ناجع للحروب الخاطفة والمباغتة التي يسعى المغرب إلى تفاديها، خصوصاً عبر احتمال قيام البوليساريو بارتكاب أعمال عسكرية عدائية ضد المغرب".