Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تقرير: "حماس" تقبل بالشروط الإسرائيلية لوقف النار

تسعى الخطة الجديدة، التي اقترحتها القاهرة بدعم من الولايات المتحدة إلى البناء على الزخم الناتج من وقف إطلاق النار في لبنان

تدرس إسرائيل و"حماس" فترة وقف إطلاق نار مدتها 60 يوماً (أ ف ب)

ملخص

كثيراً ما رفضت "حماس" الشروط الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق، لكنها أعربت عن انفتاحها على التسوية، معربة عن موافقتها على البقاء الإسرائيلي الموقت في قطاع غزة. 

يبدو أن غزة قاب قوسين أو أدنى من اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، إذ كشفت مصادر لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن "حماس" رضخت لاثنين من المطالب الأساسية لإسرائيل للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، مما أثار الآمال في التوصل إلى اتفاق يمكن بموجبه الإفراج عن بعض الرهائن في غضون أيام. 

ونقلت الصحيفة الأميركية مساء أمس الأربعاء عمن وصفتهم وسطاء عرب أن قادة "حماس" أبلغوهم للمرة الأولى الموافقة على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة موقتاً عندما يتوقف القتال، كما سلمت "حماس" قائمة بالرهائن، بما في ذلك مواطنون أميركيون، ستفرج عنهم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، وهو ما لم تفعله منذ الهدنة الأولى العام الماضي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتسعى الخطة الجديدة، التي اقترحتها القاهرة بدعم من الولايات المتحدة، إلى البناء على الزخم الناتج من وقف إطلاق النار في لبنان الذي توصل إليه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وصمد على نطاق واسع على رغم اتهام كل من إسرائيل و"حزب الله" للآخر بانتهاكه.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطلع الأسبوع الجاري إن هناك تطورات معينة في محادثات وقف إطلاق النار، ولكن من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان التوصل إلى اتفاق في متناول اليد.

هدنة 60 يوماً

وكجزء من الاقتراح الأخير، تدرس إسرائيل و"حماس" فترة وقف إطلاق نار مدتها 60 يوماً التي من شأنها أن تشهد إطلاق سراح ما يصل إلى 30 رهينة محتجزين في غزة، بما في ذلك مواطنون أميركيون، وفقاً للوسطاء الذين تحدثوا لـ"وول ستريت جورنال"، وفي المقابل ستطلق إسرائيل سراح سجناء فلسطينيين، وتسمح بتدفق مزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة. 

يأتي التقدم على صعيد التوصل إلى اتفاق بعد زيارة وفد مصري لإسرائيل في أواخر نوفمبر الماضي، كما اكتسبت المفاوضات مزيداً من الزخم هذا الأسبوع مع زيارة وفد إسرائيلي للقاهرة أول من أمس الثلاثاء، بعد أيام من زيارة مسؤولي "حماس" للعاصمة المصرية، ومن المتوقع أن يسافر مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان إلى إسرائيل ومصر وقطر هذا الأسبوع للدفع نحو التوصل إلى اتفاق. 

ممر فيلادلفي 

وتعثرت الجولات السابقة من المحادثات مراراً وتكراراً، لكن "حماس" في الأسابيع الأخيرة أظهرت مزيداً من المرونة في شأن عدد من القضايا الرئيسة. وقال الوسطاء إن هذه المقترحات تشمل قبول بقاء القوات الإسرائيلية موقتاً في ممر فيلادلفي، وهو شريط صغير من الأرض على طول حدود غزة مع مصر وممر نتساريم، كما وافقت "حماس" على أنها لن تدير أو يكون لها وجود في الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين مصر وغزة.

وكانت الجولة الأخيرة من محادثات وقف إطلاق النار تعثرت بسبب مطالب نتنياهو ببقاء القوات الإسرائيلية في الممرات الاستراتيجية في غزة، وشملت نقاط الخلاف الأخرى ما إذا كان أي وقف للقتال سيكون موقتاً أم دائماً، وكيفية تأمين الحدود بين غزة ومصر وقدرة إسرائيل على فحص الفلسطينيين العائدين لشمال غزة، وكانت القضايا الأخرى هي السجناء الفلسطينيين الذين سيوافق على إطلاق سراحهم وعدد الرهائن الأحياء الذين سيطلق سراحهم.

ووفق الصحيفة يسعى المفاوضون الإسرائيليون حالياً إلى إطلاق سراح مزيد من الرهائن في المرحلة الأولية من وقف إطلاق النار، لكنهم وافقوا على الانسحاب تدريجاً من ممر فيلادلفي. وأبلغت إسرائيل المفاوضين بأنها على استعداد لإعادة تمركز قواتها في أجزاء أخرى من غزة، لكنها رفضت مطلباً بتقييد وجودها في أجزاء أخرى، بما في ذلك شمال غزة.

وكثيراً ما رفضت "حماس" تلك الشروط الإسرائيلية للتوصل إلى اتفاق، لكنها أعربت عن انفتاحها على التسوية منذ أن وافق "حزب الله" على وقف إطلاق النار في لبنان. ووفق المراقبين، فإن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، ترك "حماس"، التي أضعفتها بالفعل الضربات الإسرائيلية، معزولة في قتالها ضد إسرائيل.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قتلت إسرائيل يحيى السنوار زعيم "حماس" الذي أصر على أن اتفاق الهدنة يجب أن يتضمن إنهاء الحرب بصورة كاملة وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية من غزة، ويقول أشخاص مطلعون إن "حماس" تديرها الآن قيادة جماعية، بما في ذلك مسؤولون من الشتات الفلسطيني، حتى يتم اختيار خليفة للسنوار. ومع ذلك حذر المفاوضون العرب من أن "حماس" قد تنسحب من الاتفاق في اللحظة الأخيرة، كما فعلت من قبل.

ومطلع الشهر الجاري هدد الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب على حسابه بمنصة "تروث ميديا" إنه سيكون هناك "جحيم يدفع ثمنه" الشرق الأوسط إذا لم يطلق سراح الرهائن قبل توليه منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل.

قوائم الرهائن والمعتقلين

ووفق وسطاء عرب فإن "حماس" قدمت الأحد الماضي إلى الوسطاء في القاهرة قائمة بالرهائن تضم مواطنين أميركيين ونساء وكبار السن وأسرى يعانون ظروفاً طبية، إضافة إلى جثث خمسة رهائن قتلى. كما أعدت الحركة قائمة بأسماء المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، الذين طالبت الحركة بالإفراج عنهم كجزء من الاتفاق. وقال الوسطاء إن الإفراج عن الرهائن قد يتم بعد وقت قصير من توقيع الصفقة، وسيتم منح "حماس" مزيد من الوقت لتحديد أسماء الرهائن المتبقين، وأماكن وجودهم وحالتهم الصحية.

وفي تصريحات لصحيفة "وول ستريت جورنال" قالت "حماس" إن "صفقة تبادل الأسرى تتطلب الطرفين، وبالتالي يجب على العدو اتخاذ قرار سياسي للوصول إلى اتفاق أساسي".

والخميس، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن ربما يكون قريبا لأن إسرائيل أشارت إلى أنها مستعدة كما "نرى تحركا" من جانب حركة "حماس". وعقب لقائه بنتنياهو في إسرائيل، قال سوليفان "قد لا يحدث ذلك ولكنني أعتقد أنه يمكن أن يحدث إذا توفرت الإرادة السياسية من الجانبين".

وأسفرت الحرب الدموية في قطاع غزة عن مقتل أكثر من 44 ألف شخص، وفقاً للسلطات الصحية في القطاع، ذلك في أعقاب هجمات قادتها حركة "حماس" على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 وخلفت 1200 قتيل من إسرائيل ونحو 250 رهينة. وتقول إسرائيل إن هناك الآن 96 رهينة متبقين في غزة، معظمهم إسرائيليون، وبينهم مواطنون مزدوجو الجنسية وما لا يقل عن 30 رهينة قتلوا على الغالب. 

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير