Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

التجارب الطبية تزداد فهل اقترب العالم من علاج السرطان؟

واحد من كل 5 أشخاص في العالم معرض لخطر الإصابة به خلال حياته

رجل يرتدي زي سبايدرمان لتسلية طفل مصاب بالسرطان في أحد مستشفيات كوسوفو (أ ف ب)

 

ملخص

تؤكد بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2020 ارتفاع عدد حالات الإصابة بمرض السرطان إلى 19.3 مليون حالة جديدة و10 ملايين حالة وفاة.

يعتبر مرض السرطان من أخطر الأمراض وأكثرها انتشاراً في العالم، وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2020 ارتفع عدد حالات السرطان إلى 19.3 مليون حالة جديدة و10 ملايين حالة وفاة، وهذا يعني أن واحداً من كل خمسة أشخاص في المعمورة معرض لخطر الإصابة بالسرطان خلال حياته.

ويتميز هذا المرض بنمو غير طبيعي للخلايا في الجسم بسبب حدوث خلل فيها، الذي يمكن أن يحدث في أي جزء من أجزاء جسم الإنسان نتيجة وجود خلل في الأنظمة الطبيعية الخلوية التي تتحكم بانقسام الخلايا وتكاثرها. ومع تطور العلم تتوفر حالياً أنواع عدة من العلاجات التي تساعد على الشفاء، لكن بارقة الأمل تبقى بالتجارب الطبية الواعدة التي تجريها مؤسسات علمية مرموقة للحد من خطر هذا المرض الفتاك.

سرطان البنكرياس

في خطوة توصف بأنها نهج جديد لعلاج سرطان البنكرياس، بدأ العلماء في مركز "ميموريال سلون كيترينغ للسرطان" الأميركي المرحلة الثانية من تجربة سريرية لاختبار فعالية استخدام لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال mRNA لمحاربة هذا النوع من السرطان الذي يعتبر أحد أكثر أنواع السرطان فتكاً.

يعمل هذا اللقاح على تدريب الجسم لحماية نفسه من الخلايا السرطانية. وستوفر دراسة المرحلة الثانية مزيداً من الوضوح حول اللقاح وفوائده المحتملة للمرضى الذين يعانون النوع الأكثر شيوعاً من سرطان البنكرياس.

سرطان الثدي

يجري العلماء في مركز "سيتي أوف هوب" المتخصص في بحوث السرطان بالولايات المتحدة، تجربة سريرية تستخدم نوعاً من العلاج المناعي طوروه بأنفسهم يسمى "العلاج بالخلايا التائية بمستقبل المستضد الخيميري "(CAR)، الذي يهدف إلى علاج المرضى المصابين بسرطان الثدي الإيجابي HER2 الذي انتشر إلى الدماغ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تجربة المرحلة الأولى هذه، سيتم فيها جمع الخلايا التائية للمرضى ومن ثم إعادة هندستها في مختبر "سيتي أوف هوب" للبحث بصورة فعالة عن الخلايا السرطانية وتدميرها.

سرطان الدماغ

وفي ما يتعلق بسرطان الدماغ، يجري العلماء في جامعة "ليدز" البريطانية تجربة سريرية تسمى APPROACH، لاختبار ما إذ كان العلاج بحزمة البروتونات قادراً على قتل الخلايا السرطانية وترك الأنسجة المحيطة أقل تأثراً من العلاج الإشعاعي.

وقال علماء الجامعة البريطانية إن أشعة البروتون المشحونة أطلقت دفعة قوية من الطاقة في موقع ورم الدماغ مما أدى إلى إيصال إشعاع أقل إلى المنطقة الأوسع. وهذا يعني أن المرضى قد يعانون آثاراً جانبية أقل من فقدان الذاكرة أو صعوبة معالجة المعلومات التي يمكن أن ترتبط بالعلاج الإشعاعي القياسي.

وعلى خط مواز، أظهرت المرحلة الأولى من تجربة العلاج بالخلايا التائية CAR T في مركز "سيتي أوف هوب" لعلاج الورم الأرومي الدبقي الذي يبدأ على هيئة نمو للخلايا في الدماغ أو الحبل النخاعي نشاطاً سريرياً واعداً ضد أورام الدماغ غير القابلة للشفاء.

وبينما تكمن أحد التحديات الرئيسة لعلاج سرطان الدماغ بمواجهة الأدوية صعوبة في عبور حاجز الدم في الدماغ. عمد العلماء خلال التجربة إلى توصيل خلايا CAR T مباشرة إلى ورم الدماغ والسائل النخاعي، وهو السائل الذي يحمي ويحيط بالدماغ والحبل الشوكي.

سرطان الجلد

أعلنت شركتا "موديرنا" و"ميرك"، العام الماضي أن التجربة التي استخدما فيها الحمض النووي الريبوزي المرسال mRNA أظهرت نتائج واعدة في علاج أكثر صور سرطان الجلد فتكاً.

وقالت شركتا التكنولوجيا الحيوية حينها إن أولئك الذين يعانون الأورام الميلانينية الشديدة والذين تلقوا اللقاح وعقار السرطان "كيترودا" كانوا أقل عرضة للوفاة أو عودة السرطان بعد ثلاث سنوات بنسبة 49 في المئة مقارنة بأولئك الذين حصلوا على "كيترودا" فحسب.

تستند النتائج إلى تجربة عشوائية مستمرة تشمل 157 مريضاً يعانون سرطان الجلد من المرحلة الثالثة والرابعة عالية الخطورة والذين خضعوا لعملية جراحية لإزالة الأورام السرطانية تماماً. وتلقى المرضى خلال التجربة مليغراماً واحداً من لقاح الحمض النووي الريبوزي المرسال كل ثلاثة أسابيع لتسع جرعات، و200 مليغرام من "كيترودا" كل ثلاثة أسابيع لمدة عام تقريباً.

وصنفت إدارة الغذاء والدواء الأميركية التجربة كاختراق من أجل تسريع تطوير ومراجعة الأدوية المخصصة لعلاج الأمراض التي تهدد الحياة.

سرطان النخاع العظمي

ونجح العلماء في معهد "تيش" للسرطان التابع لمستشفى "ماونت سيناي" الأميركية، بابتكار علاج جديد يجعل الجهاز المناعي يقتل خلايا سرطان النخاع العظمى بدرجة تصل إلى 73 في المئة من المرضى في تجربتين سريريتين.

يرتبط العلاج، المعروف باسم "الجسم المضاد ثنائي الخصوصية"، بكل من الخلايا التائية وخلايا المايلوما المتعددة ويوجه الخلايا التائية وخلايا الدم البيضاء لقتل خلايا المايلوما المتعددة.

تقنيات طبية جديدة

ودخلت شركة الأدوية العالمية "جونسون أند جونسون" في سباق التجارب الطبية الثورية للمساعدة في علاج السرطان، وبدأت بدراسة نهج علاجي جديد لسرطان المثانة عبر تقنية يتم إدخالها في المثانة وتقدم العلاج بصورة ثابتة مباشرة من خلالها.

ينشأ سرطان المثانة، الذي يصيب 800 ألف شخص في الولايات المتحدة وحدها، من بطانة المثانة، مما يجعل إيصال العلاج لهذه المنطقة صعباً، إذ لا تبقى الأدوية السائلة في المثانة لفترة طويلة، لأنها تفرز في البول، ومن هنا ولدت الحاجة إلى تطوير طريقة فعالة لإطلاق دواء داخل المثانة بجرعة مستمرة منخفضة من شأنها أن تحد من الآثار الجانبية الجهازية.

عندما يوضع جهاز "جونسون أند جونسون" في المثانة، يباشر عملية نشر العلاج إلى بطانة المثانة لأسابيع عدة. وحصل الجهاز على تصنيف العلاج الاختراقي من إدارة الغذاء والدواء الأميركية. ويبحث العلماء أيضاً فيما إذا كان من الممكن دمج الجهاز مع علاجات أنواع مختلفة من السرطان خصوصاً أورام الرئة التي يكون الوصول إليها باستخدام طرق التشخيص التقليدية أمراً صعباً.

 

 

ولدى شركة الأدوية العالمية منصة اسمها "Monarch‎" تسهل على الأطباء فحص المناطق التي يصعب الوصول إليها في الرئة حيث تواجه مناظير القصبات الهوائية التقليدية تحديات كبيرة. وتستخدم هذه التقنية الملاحة التكيفية في الوقت الحقيقي والتصوير المستمر، حتى في محيط الرئة حيث يوجد نحو 70 في المئة من العقيدات.

لذا يعمل علماء "جونسون أند جونسون" على عدد من التجارب السريرية لفحص ما إذا كان بإمكانهم تقديم علاجات جديدة مباشرة إلى الأورام التي تقتل الخلايا السرطانية أو تنشيط الجهاز المناعي لقتل الخلايا السرطانية، وهم يأملون بأنهم سيكونون قادرين في النهاية على استخدام منصة Monarch لتحديد موقع الأورام والوصول إليها وتقديم طرق علاجية مباشرة إلى الآفات باستخدام أنظمة توصيل الأدوية المصممة لهذا الغرض.

حبة مركز "سيتي أوف هوب" السحرية

وهناك تطور لافت في علاجات السرطان المستقبلية أعلن عنه مركز "سيتي أوف هوب" العام الماضي عن حبة ثورية استطاعت بالتجارب المخبرية على نماذج أنسجة الفئران كبح نمو الورم والنسخ السرطانية من الخلايا ومن ثم منع انتشار السرطان.

دخلت هذه الحبة التي توصف بأنها دواء كيماوي مراحلها التجريبية الأولى على بعض المرضى، وهي تعتمد على تركيبات بروتينية معينة تمنع الخلايا السرطانية في الأورام الصلبة من التكاثر على حساب الأنسجة السليمة.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة