Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وراء كل خطاب لرئيس أميركي عن حال الاتحاد كاتب في مهمة شاقة

يستغرق تحريره أشهراً لكن النتيجة لا تأتي إطلاقاً كما يريدها معدوه

تألف خطاب حال الاتحاد الذي ألقاه الرئيس جو بايدن عام 2023 من أكثر من 9 آلاف كلمة (أ ف ب)

ملخص

يقول كاتب الخطب تيري شوبلات إن الخطاب السنوي الذي يلقيه الرئيس الأميركي عن حال الاتحاد هو "الخطاب الذي نحلم بكتابته، وبعد ذلك، نأمل ألا نضطر إلى القيام بذلك مرة أخرى"

يقول تيري شوبلات إن الخطاب السنوي للرئيس الأميركي عن حال الاتحاد "كان الخطاب الذي نحلم بكتابته وبعد ذلك، نأمل ألا نضطر إلى القيام بذلك مرة أخرى"، وهو رأي يبديه كثير من كتّاب الخطب، مؤكدين أن إعداد الكلمة التي سيلقيها الرئيس جو بايدن بعد غد الخميس هو مهمة مرهقة ومثيرة للإحباط.

قال شوبلات، وهو المساعد السابق للرئيس الأسبق باراك أوباما، "إنه بالتأكيد واحد من أكثر الخطب الرئاسية المرتقبة لهذا العام"، تبثه القنوات التلفزيونية في أوقات الذروة، لكنه "نادراً ما يُحدث تغييراً في ديناميكية الولاية الرئاسية".

عندما يلقي بايدن كلمته هذه التي أمضى ثلاثة أيام في منزله في كامب ديفيد لإعدادها، سيشكل ذلك خاتمة أشهر من العمل الشاق.

"سوبربول لأقلام الرئيس"

وقالت سارادا بيري، وهي أيضاً من كتاب الخطب السابقين في عهد أوباما، إنه في "أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني)" يبدأ جمع الأفكار من الوزارات والإدارات وأرقام الموازنة.

وأضافت أن مسودة أولى تكتب قبل عيد الميلاد، لكن "الأمور الجدية تبدأ فعلياً بعد العودة من عطل نهاية العام" والهدف هو "نسج رواية" متماسكة.

وأكدت سارادا بيري أن ذلك يشبه "سوبربول لأقلام الرئيس"، في إشارة إلى نهائي دوري كرة القدم الأميركية، أهم حدث رياضي سنوي في الولايات المتحدة، موضحة أن "النتيجة لا تأتي إطلاقاً كما كنا نريد".

و"الخطاب عن حال الاتحاد" مدرج في الدستور الأميركي الذي ينص على أن يقوم الرئيس "بإطلاع الكونغرس دورياً على حال الاتحاد".

وأول رئيس أميركي نفذ هذا البند كان جورج واشنطن بأقصر خطاب حتى اليوم بلغ عدد كلماته الألف ونيف، مقابل أكثر من 9 آلاف كلمة لخطاب بايدن العام الماضي.

بعد واشنطن، اكتفى الرؤساء الأميركيون برسائل خطية. ولم ترسّخ تقاليد مثول مهيب أمام جميع البرلمانيين، قبل أن يتولى وودرو ويلسون الرئاسة في 1913.

أما عبارة "الخطاب عن حال الاتحاد"، ففرضت بعد الحرب العالمية الثانية.

خطاب طويل

يوضح تيري شوبلات أنه "ليس لدينا ملك، لكن في تلك اللحظة عندما يعلن عن وصول الرئيس ويدخل (إلى قاعة الكونغرس) يتخذ الأمر بعداً ملكياً"، مشيراً إلى أن أهمية الخطاب تكمن أيضاً في هذه اللحظة المسرحية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف محرر معظم خطب أوباما أن "لدينا نصف الجمهور (أعضاء حزب الرئيس) يقف ويصفق والنصف الآخر يجلسون مكتوفي الأيدي، وهذا يمكن أن يكون لقطات جيدة للتلفزيون".

وكان الرئيس الديمقراطي الأسبق حاول اختصار خطابه إلى 30 دقيقة من دون جدوى، وقال شوبلات إن "الضغوط كبيرة جداً" لنذكر الصحة والتعليم والسياسة الخارجية والبيئة والقدرة الشرائية في الوقت نفسه، والهجرة والأمن والتكنولوجيا.

وقالت سارادا بيري، "في كل عام كنا نقول لأنفسنا ’هذه المرة سنجعله أقصر، وسنفعل شيئاً ملهماً وسنروي قصة‘. وبالتأكيد في كل مرة يكون لدينا خطاب يستمر لساعة في الأقل" يشبه دليلاً لوعود جميلة واستحضارات ممتعة لقرارات سابقة .

اللحظات العفوية

العام الماضي، تحدث بايدن لأكثر من 70 دقيقة. أما صاحب الرقم القياسي، فهو الرئيس السابق بيل كلينتون الذي تحدث لمدة ساعة و28 دقيقة عام 2000.

ويعترف "القلمان" بأنه ليست الجمل التي أتقنا صياغتها بل اللحظات العفوية والحوادث الجانبية هي التي تضفي نكهة على "خطاب حال الاتحاد".

مثال على ذلك عندما مزقت الديمقراطية نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب حينذاك، نسختها من الخطاب الذي كان قد ألقاه للتو الرئيس الجمهوري دونالد ترمب في 2020.

ويتذكر تيري شوبلات التصفيق الطويل في الكونغرس في يناير (كانون الثاني) 2014، عندما حيا باراك أوباما بين الحضور جندياً أصيب بجروح خطرة في أفغانستان.

وقال شوبلات الذي سيصدر قريباً كتاباً عن تجربته إن "هذه هي اللحظات التي تبقى في الأذهان ويتحدث عنها الناس في اليوم التالي في العمل أو مع العائلة".

وسيجلس الكاتبان مساء بعد غد أمام التلفاز من دون حنين كبير إلى الماضي، وقالت سارادا بيري ضاحكة، "سأكون سعيدة بأنني مجرد متفرجة".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير