Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

خسائر دولار السوق السوداء تدفع أسعار الذهب إلى التراجع في مصر

الطلب يتراجع... والتجار يؤكدون: الوقت الحالي مناسب للشراء

سعر الغرام عيار 21 الأكثر تداولاً في مصر يتراجع إلى 111 دولاراً (أ ف ب)

على وقع الخسائر التي يتكبدها الدولار في السوق السوداء في مصر، تراجعت أسعار المعدن النفيس خلال الساعات الماضية، فيما نصح بعض المحللين بأن الوقت الحالي مناسب للشراء.

وخلال التعاملات الأخيرة انخفض سعر الغرام عيار 24 إلى مستوى 3920 جنيهاً (127 دولاراً)، وتراجع سعر الغرام عيار 21 وهو الأكثر تداولاً في السوق المصرية إلى مستوى 3430 جنيهاً (111.2 دولار)، وتراجع سعر الغرام عيار 18 إلى مستوى 2940 جنيهاً (95.3 دولار).

أيضاً، تراجع سعر الغرام عيار 14 إلى مستوى 2287 جنيهاً (74.1 دولار)، وتراجع سعر الجنيه الذهب إلى مستوى 27440 جنيهاً (889.4 دولار).

جاءت هذه التراجعات على خلفية الخسائر التي يشهدها الدولار في السوق الموازية مع تفاقم حالة الارتباك بسبب المخاوف التي تسيطر على المضاربين من إعلان إجراءات جديدة من قبل البنك المركزي والحكومة المصرية في شأن أسعار الصرف، في ظل تدفق عدد من الاستثمارات الخارجية والإعلان عن أرقام كبيرة في شأن استثمارات خارجية خلال الساعات الماضية.

الطلب يتراجع مع خفض الأسعار

من جهته أكد رئيس الشعبة العامة للذهب في اتحاد الغرف التجارية بمصر هاني ميلاد أن "الفترة الأخيرة تشهد استقراراً في أسعار الذهب في السوق".

ونصح ميلاد المواطنين بشراء الذهب في هذا الوقت، بخاصة أن أسعار الذهب في الوقت الحالي جيدة، موضحاً أن "الفترة المقبلة يتوقع استمرار خفض الذهب، بخاصة أننا في فترة المدارس، وشهر رمضان على الأبواب، والمواطن في هذه الفترة أولوياته مختلفة، ولا يتجه إلى شراء الذهب"، ناصحاً بالشراء قائلاً "الوقت الحالي مناسب جداً للشراء، والغريب أن المواطن يتجه إلى الشراء حينما تكون الأسعار مرتفعة، لكنه لا يقبل على الشراء عند خفض الأسعار، وكل ذلك يعود إلى المخاوف القائمة على الإشاعات".

من جانبه، قال فرج عطا الله، صاحب أحد محال الذهب بمنطقة الصاغة وسط القاهرة، إن هناك حالة من الاستقرار في الوقت الحالي، ولا يوجد ما يشير إلى أزمة سواء في البيع أو الشراء، مستدركاً "لكن خلال الساعات الماضية تراجع الطلب بنسب كبيرة".

وأشار في حديثه إلى "اندبندنت عربية" إلى أن إحكام الرقابة على السوق تسبب في هذه الحالة من الاستقرار التي تشهدها السوق، في وقت اختفت فيه المضاربات إلى حد كبير، متوقعاً أن "تسير السوق في مصر وفق أسعار الذهب العالمية، بعكس ما كان يحدث في الأوقات السابقة".

كيف تتحرك أسعار المعدن النفيس عالمياً؟

عالمياً، استكمل الذهب العالمي سلسلة الصعود للجلسة السادسة، ليحقق مزيداً من المكاسب على حساب الدولار الضعيف، إضافة إلى تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق ليتخطى عقبة محضر اجتماع مجلس الاحتياط الفيدرالي (المركزي الأميركي) بنجاح.

وارتفع سعر أونصة الذهب العالمي في التعاملات الأخيرة بنسبة 0.3 في المئة ليتداول وفق شركة "غولد بيليون"، عند مستوى 2030 دولاراً للأونصة وكان قد سجل أعلى مستوى عند 2034 دولاراً للأونصة.

وخلال ست جلسات متتالية من المكاسب ارتفع سعر الأونصة العالمية بنسبة اثنين في المئة لتسجل مكاسب بمقدار 42 دولاراً، إذ يخترق السعر الآن مستوى 2030 دولاراً للأونصة التي تعد منطقة المقاومة الحالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهر محضر اجتماع "الفيدرالي" الأخير أن الجزء الأكبر من أعضاء البنك كانوا قلقين في شأن أخطار خفض أسعار الفائدة في وقت مبكر جداً، إذ قال رئيس "الفيدرالي" في ريتشموند، توماس باركين، إن "بيانات التضخم لشهر يناير (كانون الثاني) الماضي، التي شهدت ارتفاع أسعار المستهلكين والمنتجين بصورة أسرع من المتوقع، ستعقد قرارات البنك الفيدرالي خلال الفترة المقبلة".

في غضون ذلك شهدت مناقشات أعضاء "الفيدرالي" خلال الاجتماع الأخير مخاوف غالبية أعضاء البنك من التسرع في البدء بخفض أسعار الفائدة وضرورة الحصول على مزيد من التأكيدات، بينما أشار عدد قليل من الأعضاء إلى تخوفهم من بقاء الفائدة الأميركية مرتفعة لفترة أطول من الوقت لما لهذا من تأثير سلبي في معدلات النمو وأوضاع القطاع المصرفي.

بالنسبة إلى الأسواق المالية لم يحمل محضر اجتماع الفيدرالي الجديد، لأنه كرر كل التصريحات التي أدلى بها أعضاء "الفيدرالي" من قبل، ونتج من هذا تراجع مؤشر الدولار الأميركي للجلسة السابعة، ليسجل اليوم أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوع منخفضاً بنسبة 0.4 في المئة.

من جهة أخرى، نجد أن التوقعات القصيرة المدى للذهب متقلبة بعض الشيء، إذ إن تأخير البنك الفيدرالي في خفض أسعار الفائدة يضعف فرص ارتفاع الذهب، ولكنه استطاع تعويض هذا إلى حد ما من خلال الطلب على الملاذ الآمن مع استمرار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.

إلى أين يتجه الطلب على الذهب؟

فيرما يتعلق بالطلب، تشير البيانات التجارية إلى تصدير نحو 207 أطنان من الذهب من أكبر مركز لتكرير الذهب في أوروبا إلى الصين والهند وهونغ كونغ، فوفقاً للبيانات وصلت صادرات الذهب من سويسرا إلى أعلى مستوى لها في ثماني سنوات، إذ ارتفعت شحنات الذهب إلى الهند بنسبة 73 في المئة إلى 14 طناً، وإلى الصين أكثر من الضعف إلى 77.8 طن، وإلى هونغ كونغ ارتفعت بنحو سبعة أضعاف إلى 44.6 طن.

أيضاً، فإن الواردات الصينية من الذهب كانت مدعومة بالطلب غير المسبوق على المشغولات الذهبية قبل احتفالات العام القمري الجديد، وفي الوقت نفسه يتزايد الطلب من قبل المستهلكين والمستثمرين في الصين على الذهب لحماية ثرواتهم والتحوط ضد التباطؤ الاقتصادي الحالي واضطراب الأسواق المالية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر أعلنت بورصة شنغهاي للذهب عن سحب 271 طناً من الذهب من السوق في يناير الماضي، وهو أكبر طلب في بداية العام على الإطلاق وثاني أعلى مستوى في تاريخ البورصة.

أيضاً سجلت الهند واردات ضخمة من الذهب بلغت 650 طناً على مدى الشهر الماضي، وقد أسهم نشاط الشراء الكبير في الصين والهند على تعويض مراكز البيع المكشوفة للمتداولين على العقود الآجلة للذهب وعلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب.

فيما أظهرت البيانات الأخيرة لمجلس الذهب العالمي استمرار صافي التدفقات النقدية في الخروج من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب للأسبوع السابع، إذ سجلت خلال الأسبوع المنتهي في الـ16 من فبراير (شباط) الجاري صافي (– 11.5) طن من الذهب.